" وسمير بعد تجارب وخيبات قديمة يعرف لماذا جاء الى موران وماذا يريد : ((الصدفة خلقت هذه الثروة والصدفة هي التي دفعتني الى هنا ولولا ذلك لظللت بعيدا ولظلت موران بالنسبة الى نسيا منسيا قبيلة تائهة في هذه الصحراء الغير محدودة ولكن مادمت قد جئت ومادام لي دور وقادرا فيجب ان استفيد من كل شئ والى اقصى حد لانها فترة قصيرة محدودة عابرة ولا يمكن ان تتكرر ايضا ليس لدى وهم من اي نوع ولا يمكن ان اثق او اتوقع)) "
الاخدود
" لم يتغير حماد على اهله واصدقائه فقط تغير على نفسه ايضا فبعد ان كانت موران المدينة وليس موران السلطنة عالمه الذي يدور فيه واذا تجاوزه فانه لا يفعل ذلك الا الى البادية القريبة عدا سفرات قليلة رافق خلالها القوافل لكنه لم يواصل سفره الى المحطات الاخيرة حيث وصلت تلك القوافل فانه الان ويوما بعد اخر تستبد به هواية اكتشاف العالم فيقبل عليها بكثير من الشغف والشوق ويمارسها بطريقته الخاصة ايضا والامريكيون الذين اشاروا عليه بان يقلل من ظهوره في الاماكن العامة وان ينتحل اسما مستعار في بعض اسفاره من قبيل الحيطة وان يُبقى تحت تصرفه مبالغ من المال جاهزة لكي يتصرف بها عند الضرورة بشكل مباشر ودون الرجوع الى احد ودون المرورباشخاص اخرين هذه الافكار والاقتراحات راقت له الى اقصى حد وبدا عقله يتفنن في اختراع الاسماء والالقاب كما جهز لنفسه مجموعة من جوازات السفر باسماء وهيئات متخلفة حتى انه لا يتمالك نفسه من القهقهة بصوت عال اذا نظر الى الصور الملصقة على الجوازات خاصة حين يتذكر متى وكيف التقطت له هذه الصور اما المبالغ المالية التي كانت تحت تصرفه فقد اقتطع جزء منها ووضعها في خزانه حديده يحتفظ فيها ايضا بعدد من المسدسات وجوازات سفر جاهزة للاستعمال في اي لحظة بعد ان توضع عليها الصور وتدون عليها الاسماء "
الاخدود
عاشت الايادي لطرح
اهلا وسهلا
" اصعب شعور في هذه الحياة ان يكون الانسان وحيدا او ان يمتلئ بهذا الشعور رغم وجود الاخرين حوله ورغم الضجة التي تحيط به"
الاخدود
(( بعض الناس يحبون ان يلخصوا البحر بقطرة ماء والصحراء بحبة رمل ولذلك يقعون في خطأ فادح وغالبا لا يشعرون بهذا الخطأ الا في وقت متأخر ))
بادية الظلمات