سأكتب
ليسَ إليك
فلقد مللت الكتابة إليك
ومخاطبة ما تختزنه ذاكرتي من بقايا ملامحك
في خواطري المكنونة
فلا يجيبني في النهاية
سوى صدى حروفي في نفسي
سأكتب هذه المرة .. دون وجهة
دون هدف ..
بكل ما امتلكت من يأس
وبكل ما يحتويه القلب من حسرة
عن حزن يتدفق مع الدم في الشرايين
و مقلة لا تفتأ أن تتبلل
و ألم يجتاح وجداني
وحنين يعصف بكل كياني
كلما مر طيفك بذاكرتي
و معه ..تتجسد تلك الحقيقة
إنه لا طريق إلى لقائك
سوى في الحلم
سأكتب اليوم
عن شوقي المتحجر
إلى رؤية عينيك
وسماع ضحكتك
والاحساس بقربك
ذلك الشوق
الذي بتّ أشعر بنكهته
في الهواء الذي أشمه وأزفره
ويطغى على كل ما تحسه جوارحي
حتى يكاد يفقدني الاحساس بما حولي
وسأكتب أخيرا
عن أحلامي التافهة .. الهشة
ذات الأسس الوهمية
وكيف تتهاوى الواحد تلو الآخر
أمام عواصف الحقيقة
وكيف تفتتها كل مرة
ابسط ضربة من ضربات الواقع
لتحيلها إلى ذرات متطايرة
فأغدو محطما بائسا
لا ألبث أن أبنيها من جديد
بلبنات من خيال
فقط لكي أقنع نفسي.. بجدوى الاستمرار
سأكتب .. لكي أشكو الزمان
الذي جعل حلمي اليائس أكثر حقيقة من وجودك
وجعلني أحبك
دون أمل ...