Sunday 17 June 2012
تلاسن بين مفتي مصر ورئيس اتحاد المسلمين حول مرشحي الرئاسة
عشية جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، انتقل الصراع الشرس بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي إلى دار الإفتاء المصرية، وذلك بعد أن شن الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة أمس، هجوما على مشايخ الصوفية بقوله: «بعض علماء الصوفية بمصر الذين أعلنوا تأييدهم لشفيق في جولة الإعادة، عليهم أن يرجعوا عما اعتزموه وأن يقفوا مع الحق وينصروا الثورة»، مطالبا أهل التصوف بعدم الاقتداء بهؤلاء المشايخ، الذين ينصرون الباطل - على حد قوله - (في إشارة إلى مفتي مصر الدكتور علي جمعة)، مطالبا المصريين بانتخاب مرسي.
من جهته، رد الدكتور جمعة على الشيخ القرضاوي، قائلا: «الأمة ابتليت بعلماء يظنون أنهم حماة الإسلام دون غيرهم.. أقحموا ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية».
وكان مفتي مصر نفى ما تردد مؤخرا عن دعمه للفريق شفيق، مؤكدا أنه ودار الإفتاء يقفان على الحياد من المرشحين. وذلك عقب ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية وتقارير صحافية حول تأييد جمعة لشفيق. وقال الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامي للمفتي، إن «ما تناقلته بعض المواقع حول تأييد الدكتور جمعة لأحد مرشحي الرئاسة خلال خطبة الجمعة الماضية، كلام عار تماما من الصحة، وتحريف للكلم عن مواضعه».
وكان الشيخ القرضاوي قد أكد في خطبة الجمعة أمس، بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة أن «الذهاب (اليوم) وغدا لصناديق الانتخابات واجب شرعي.. وأن المتخلف عن الانتخابات آثم»، مضيفا: «من ينصر الثورة والحق والعدل ويريد الخير عليه أن يؤيد مرسي».ووجه القرضاوي رسالة إلى القوى الثورية والمرشحين الرئاسيين السابقين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي أن يقفا مع الحق في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، وألا يقفا على الحياد كما أعلن البعض، مؤكدا أن من يقف على الحياد يؤيد الفريق شفيق.
وقال مفتي مصر الدكتور علي جمعة في معرض تعليقه على خطبة القرضاوي أمس، إن «الأمة الإسلامية ابتليت منذ فجر التاريخ بعلماء لا يمكن أن ننكر علمهم؛ لكن ننكر عليهم رغبتهم الجامحة في أن يصنعوا لأنفسهم بطولات ورقية على حساب القواعد الشرعية، محاولة إقحام ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الفرقة والتشرذم باسم الدين».
وأضاف المفتي في بيان أرسل لـ«الشرق الأوسط» نسخة منه: إن «هؤلاء يظنون أنهم حماة الإسلام دون غيرهم، وأنهم العلماء دون غيرهم، ويجب على كل مسلم اتباع آرائهم والسمع والطاعة لهم دون غيرهم ويعيبون عليهم إذا خالف أحد منهجهم أو طريقة تفكيرهم».
وأوضح الدكتور جمعة موقفه الحيادي تجاه مرشحي الرئاسة، بأن الدين يرعى شؤون الأمة فهو يتعرض للسياسة من هذه الناحية؛ لكن لا يدخل أبدا في السياسة الحزبية ولا علاقة له بلعبة الحزبية، لأن هذه أدوات تتغير بتغير الزمان والمكان، أما ربط الدين بالسياسة بمعناها الحزبي، فمفسدة للدين وإهانة وظلم له.
وقال الدكتور علي جمعة إن «ما يحركه لاتخاذ موقفه الحيادي هو ضميره حتى لا يؤثر على اختيار الناخبين باسم الدين، ولتعميق معنى الديمقراطية، على العكس ممن يتحركون بدافع انتماءاتهم السياسية بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة الوطنية، كالشيخ القرضاوي الذي يدفعه انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين إلى مناصرتهم، حتى لو أقحم بذلك ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية، موجها كلامه للقرضاوي: «أنت بهذا المعنى تمثل الباطل».