استثمرت وزارة الخارجية الهولندية مبلغ 2 مليون يورو إضافيين في مشروع موسع لإزالة الألغام في العراق. يأتي هذا المشروع في إطار جهود تحقيق الاستقرار التي يقوم بها التحالف الدولي ضد داعش والذي تعد هولندا أحد أعضائه. بالإضافة إلى إزالة الألغام، يضطلع المشروع بتوعية الشعب العراقي حول أخطار الألغام. يهدف المشروع عموما إلى زيادة الأمن والاستقرار في الأراضي العراقية التي تحررت من داعش. وأوضح وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز أن الألغام و المتفجرات من مخلفات الحرب تشكل خطرا كبيرا على الشعب العراقي وتسعى هولندا جاهدة للحد من هذا الخطر.
يرغب كثير من النازحين العراقيين المقدر عددهم بثلاثة ملايين عراقي في العودة إلى ديارهم، ومن أجل تسهيل العودة الآمنة للنازحين، تقوم الحكومة الهولندية بتمويل المنظمة الدولية للمعاقين والمجموعة الاستشارية للألغام لإنشاء برامج استجابة لحالات الطوارئ. وفي هذا الصدد قال كوندرز "من خلال هذه البرامج ستصبح المنطقة أكثر أمنا للعراقيين العائدين، بينما يتلقى المواطنون، في ذات الوقت، المعلومات حول مخاطر الألغام النشطة".
لم يتلق 62% من اللاجئين والنازحين العراقيين الوعي الكافي بشأن مخاطر الألغام، كما أن أكثر من نصف السكان غير قادرين على التعرف على الألغام والمتفجرات الأخرى. لذا، يرى الوزير كوندرز أن زيادة الوعي يتعين أن يكون أساسا لهذا المشروع. وقد أظهر التعاون السابق بين الحكومة الهولندية والمجموعة الاستشارية للألغام نتائج واعدة في عام 2014؛ حيث تم تطهير أرض بمساحة 387 ألف متر مربع من الألغام والمتفجرات، ليتم تحويل هذه المنطقة إلى أراضي زراعية، إلى جانب استخدام أجزاء منها لاستضافة مخيمات مؤقتة للنازحين. إضافة الى ذلك، فقد تم توعية 11 ألف مواطن عراقي حول مخاطر الألغام الأرضية.
يستضيف مخيم قائم على أحد الأراضي التي تم تطهيرها من الألغام الطفل أمير البالغ من العمر عشر سنوات وعائلته؛ حيث فروا إلى المنطقة الشمالية للعراق في أكتوبر 2014 للهروب من داعش وإجرامهم. كانت المنطقة مغطاة بالألغام عند وصولهم، و كان من الصعب على طفل عمره عشر سنوات استيعاب خطورتها. قال أمير عقب الدورات التوعوية التي قدمتها المجموعة الاستشارية للألغام: "لن أقوم بلمس أية متفجرات، وإن عثرت على أي منها سأطلب من والدي إبلاغ المجموعة الاستشارية للألغام".
أنفقت الحكومة الهولندية هذا العام وحده أكثر من عشرة ملايين يورو على مشروعات إزالة الألغام في جميع أنحاء العالم. تضم هذه المشروعات دائما جزءا توعويا يسلط الضوء على مخاطر هذه الأسلحة. تستخدم هذه الأموال في دعم المشروعات التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية التي تهدف إلى تطهير العالم من الألغام الأرضية بحلول عام 2025. وفي هذا الإطار أكد كوندرز أن "الهدف طموح؛ حيث إن الألغام الأرضية لا تزال تشكل خطرا كبيرا في 56 دولة حول العالم، إلا أنه يمكن تحقيقه في حال تركيز جهود المجتمع الدولي".
في رأيكم وبجانب حملة إزالة الألغام، ما هي الخطوات الإيجابية الأخرى التي تم اتخاذها لتحقيق الاستقرار في العراق؟