مع كل جهاز آيفون جديد تطلقه آبل يثبت تزايد في الشعبية، وباعت في الاسبوع الأول من آيفون 4 إس حوالي 4 ملايين وحدة في حين كان العدد 1.7 مليون فقط من سابقه آيفون 4.وبالرغم من أن مبيعات الآيفون تنمو وتزداد إلا ان تكاليف التصنيع لا تزداد بنفس النسبة. وكانت تكلفة تصنيع آيفون 4 تبلغ 187.51$ وكانت كلفة آيفون 3 جي إس أقل من ذلك بحدود 178.96$.بقاء تكاليف التصنيع ثابتة أو في حدودها الدنيا يساعد آبل على زيادة هوامش أرباحها. وهذه التكاليف تشمل فقط تكلفة الأجزاء الداخلة في تصنيع الجهاز و نقله وشحنه إلى العالم وتخزينه في المستودعات، ولاتشمل تكاليف الإدارة والتسويق والبحث والتطوير وغير ذلك.
تكاليف جزئية

و بحسب تقرير لـ IHS iSuppli فإن تكلفة المواد الداخلة في تصنيع نسخة 16غيغابايت من آيفون 4إس تبلغ 188$ و لنسخة 32غيغابايت تبلغ 207$ و لنسخة 64 غيغابايت تبلغ 245$. وتكلف آبل 8$ كتكاليف تصنيع أخرى لدمج هذه الأجزاء مع بعضها.في حين تبيعها وبحسب موقعها الرسمي لنسخة 16 غيغابايت بسعر 199$ و نسخة 32 غيغابايت بسعر 299$ ونسخة 64 غيغابايت بسعر 399$.ولاتختلف النسخ عن بعضها سوى بحجم ذاكرة التخزين الذي تدفع عنه آبل 19.20$ عن كل 16 غيغابايت.وهذا الجدول يوضح التكاليف التفصيلية لكل مكون في الجهاز
ويمكن ملاحظة أن الشبكة اللاسلكية تكلف الجزء الأكبر 23.54$ لنسخة 16غيغابايت، ونلاحظ أن شاشة ريتينا سعرها 23$ في حين كانت تكلفة شاشة اللمس 14$.ويستغرق الجهاز الواحد من الآيفون 24 ساعة متواصلة من العمل لينتقل من مرحلة المواد الخام إلى المنتج النهائي المصنع، ويمر ضمن الفترة لمدة 8 ساعات على مراحل الاختبار والتجربة سواء للمواد أو البرمجيات أو الشاشة أو الوظائف.وينتج يومياً حوالي 6000 جهاز وبإعتبار 10 ساعات عمل فذلك يعني جهاز في كل 6 ثواني وهو معدل مرتفع جدا للإنتاجية. وهذا العدد مبني على أعداد شرائح المعالجة المنتجة في اليوم الواحد.يبلغ أجر ساعة العمل الواحد للعامل على خط الإنتاج 1.78$ في مصنع فوكسكون الشهير. و يكلف الجهاز الواحد من العمالة حتى حد أقصى 30$ وذلك بمعدل 17 ساعة عمل على الجهاز الواحد, وهذا يدل على أن تكلفة رواتب العمال البشر لاتزال تشكل الجزء الأصغر في هيكل تكاليف الجهاز، حيث تتراوح مابين 2 – 5 % من سعر البيع.وبعد ضغوطات كبيرة تعرض لها الشركة وحوادث الانتحار لسوء ظروف العمل، اطلقت بيان أوضحت فيه أن 75% من العمال يكسبون 2.18$ بالساعة مما يعني 349$ شهرياً.يمر كل جهاز على 141 خطوة يتدخل بها العامل البشري، ويمكن لهذه الخطوات أن تؤتمت إلا أنه لن تخفض في التكاليف على الشركة كما أنه لن تقدم مرونة أكبر في نقل عبئ العمل وهو احد أسرار تصنيع الآيفون في الصين وليس أمريكا.وبفرض أن كل خطوة يقوم بها العامل تستغرق 3 دقائق وسطياً مما يعني بالمجمل لدينا 423 دقيقة وهو يعادل 7 ساعات، وهذا يعني أن تكلفة العمالة لكل جهاز تبلغ حوالي 12.5$ كأجور مباشرة. وطبعا تختلف تبعاً لطول او قصر زمن كل خطوة.ومع ذلك فإن تكاليف تصنيع الآيفون لاتزال أعلى بحوالي 300% من الأجهزة الأخرى المنافسة نتيجة الاهتمام العالي بالجودة و اختبار المنتج، كما أن تكلفة تجميع هذه المكونات تبلغ 8$ للجهاز وهو معدل مرتفع نسبياً.الشركات المساهمة في صنع الآيفون

الـ Outsourcing مفهوم تعمل به كل الشركات العالمية، مما يعني أن تعهد جزء من عملياتك لشركة خارجية لتطبقه كما تريده أنت وتسلمك إياه لتضع علامتك التجارية وتبيعه. وهذا ماتقوم به آبل. فالمهندسين في أمريكا يصممون و يفكرون بأحدث التقنيات من حيث المعالجة والشاشة و الذاكرة و تقنيات استهلاك الطاقة. ويقوم فريق الإدارة والتسويق بتطوير العلامة التجارية والصورة الذهنية واسم الشركة، ثم يطلبون من شركات أوربية تصنيع هذه المكونات لحسابها. وبعدها تطلب من فوكسكون في الصين تجميعها وتصنيعها مع بعض لنحصل على الآيفون.لنتعرف على قائمة بالشركات المساهمة في تصنيع الآيفون، ومدى وشكل مساهمة كل منها سواء من حيث الكلفة أو المكون.16- Hitachi: تصنع الذاكرة الداخلية للتخزين وتساهم بـ 0.79% من التكلفة.
15- Renesas Electronics: تصنع أنصاف النواقل والدارات واللوحات الالكترونية وتساهم بـ 0.95% من التكلفة.
14- Sumitomo Chemicals : تطور مواد كيماوية تدخل في صناعة الشاشة وتساهم بـ 1.07% من التكلفة.
13- Qualcomm : تصمم الرقاقة الإلكترونية التي تسمح للجهاز بالإتصال عبر الشبكات اللاسلكية وتساهم بـ 1.13% من التكلفة.
12- Texas Instruments: أيضاً تصنع رقاقات إلكترونية وتساهم بـ 1.25% من التكلفة.
11- Broadcom: تطور رقاقات الشبكة اللاسلكية وتساهم بـ 1.13% من التكلفة.
10- SK Hynix: تصنع الذاكرة العشوائية RAM و ذاكرة الوصول السريع flash memory وتساهم بـ 1.34% من التكلفة.
9- Sony : وتصنع كافة التجهيزات الإلكترونية و المعالجات و بعض أجزاء الشاشات وتساهم بـ 1.4% من التكلفة.
8- شركة Steve Wozniak المؤسس الشريك لآبل واسمها Fusion-io وتطور تقنيات جديدة للذاكرة flash memory وتساهم بـ 1.4% من تكلفة الجهاز.
7- Electro Scientific Industries : وهي مزود لأنظمة التصوير و الليزر وتساهم في 1.93% من التكلفة.
6- Google : نعم حتى غوغل تدخل في تصنيع بعض المكونات من خلال أحد مؤسسات الأبحاث لديها وتساهم بنسبة 2.16% من التكلفة.
5- Quanta : وهي شركة تصنيع أجهزة نوتبوك و مكونات الكترونية ودارات وتساهم بـ 2.39% من التكلفة.
4- Intel : تصنع المعالجات و الرقاقات الإلكترونية والدارات وتساهم بـ 2.79% من التكلفة.
3- Pegatron: تطور المكونات الحالية لتحسينها لأداء أفضل وتساهم بـ 5.27% من التكلفة.
2- Samsung: نعم المنافس اللدود يساهم في صناعة الآيفون من خلال الرقاقات الإلكترونية في إحدى شركاتها وتساهم بـ 16.68% من التكلفة.
1- Foxconn: وهي المسؤولة عن تجميع كافة المكونات وتساهم في النسبة الأكبر 40.86% من التكلفة.
أخيراً، لماذا لايصنع الآيفون في أمريكا؟

عندما سأل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فبراير الماضي ستيف جوبز عن هل سيعود تصنيع الآيفون في أمريكا؟ فأخبره لن يعود .لايزال كثير من الأمريكين يستاؤون من أن فخر صناعتهم في الهواتف الذكية مكتوب عليه ” صنع في الصين “، وبالرغم من أن فوكسكون تشغل 23 ألف عامل في تصنيع الآيفون فقط ومليون عامل بشكل مباشر أو غير مباشر لتصنيع كافة أجهزة آبل، إلا أن الجزء الأكبر من عوائد الآيفون تعود للأمريكين. حيث أن وظائف الأبحاث والتطوير وتصنيع المكونات الهامة والتسويق كلها يشغلها موظفين أمريكين.واصبح غير خافياً سبب تصنيع الآيفون في الصين، فمتوسط الرواتب الذي بلغ 2$ للساعة للعامل الصيني يقابله 34$ للعامل الأمريكي، مما يعني لو أن الآيفون تم تصنيعه في أمريكا فإن آبل ستدفع 25 مليار دولار إضافية تكاليف رواتب العمال، بالإضافة إلى المرونة الكبيرة التي يتمتع بها فوكسكون حيث يمكنه إضافة عشرات آلاف العاملين خلال ساعات قليلة لمواجهة طلب مفاجئ وهذا ما لايمكن القيام به في أمريكا.والسبب الآخر هو أن الأمريكين أنفسهم لايريدون تصنيعه في أمريكا !، فأكبر عشرة حملة أسهم آبل هم إما صناديق تحوط أو مؤسسات مالية ضخمة مثل Fidelity و Vanguard، وإذا لم يحقق سهم آبل أرباحاً طيبة لهم فإن الأمريكين سيسحبون أموالهم من هذه الصناديق إلى استثمارات أخرى، وبالتالي فإن صنع الآيفون في الصين يحقق ربحية أعلى من صنعه في أمريكا.
عالم التقنية