النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

موسى بن جعفر والعلاج بالحقيقة

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 623 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: بلا ما تعرفون
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,046 المواضيع: 1,766
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2527
    موبايلي: n96i
    آخر نشاط: 8/December/2012

    موسى بن جعفر والعلاج بالحقيقة

    موسى بن جعفر والعلاج بالحقيقة،، الأستاذة أمّ عبّاس الطاهر
    في مواجهة المناهج الحديثة للعلاج بالوهم
    موسى بن جعفر والعلاج بالحقيقة،، الأستاذة أمّ عبّاس الطاهر
    (لجنة فكْر وذكْر)

    (إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون)

    رسالة قصيرة ومختصرة من الإمام موسى بن جعفر -روحي فداه- لهارون الرشيد، ولكنها تحمل في معناها الكثير من الأصول المعرفية والتأثيرات الواقعية، يقدّم الإمام خلالها فلسفة الابتلاء في الحياة، والنظرة الواقعية لمواجهته.

    يدرك الإنسان بوجدانه إن الواقع الفعليّ لهذه الحياة هو اقترانها بالابتلاء والامتحان والضيق، و أنه فيها محاط بالمكاره والمصاعب، هذا أمر تقرّره النصوص القرآنية والإرشادات الدينية، لكن تتعدّد المدارس في تفسير وعلاج هذه المتاعب بين النظرة المادية والنظرة الإلهية.

    فالماديون يرون أن هذه المتاعب من مقتضيات ولوازم الحياة، إلا أنهم لا يطرحون فلسفة وتوجيها عقلانياً لهذه الابتلاءات.
    أمّا الإلهيون فإنهم يرون أن هذه الابتلاءات هي أفضل أرضية لظهور القدرات الواقعية للإنسان، ولإعداده لحياة أكمل وأرقى.

    فهم يؤمنون أن هذه المرحلة الحياتية من عمر الإنسان ليس لها موضوعية، وهي ليست سوى طريق ومقدمة لغيرها، إنها تشبه تماما مرحلة وجود الإنسان في عالم الجنينية، فهو هناك لا ليبقى طول عمره، بل لينتقل بعد تسعة أشهر إلى عالم أرحب وأكبر.
    ولكنه سيعيش في ذلك العالم الواسع بواسطة الأنسجة والأعضاء والبدن الذي كوّنه في عالم الجنينية.

    الأمر عينه يتكرّر في هذه الدنيا،­ لكن بفارق أن حركته في المرحلة الجنينية كانت غير اختيارية، ونماءه لم يكن إرادياً، مدّة محدودة بتسعة أشهر من أجل نماء جسده.

    والحركة في الدنيا اختيارية، وهي نماء لشخصيته الواقعية، ومدتها أطول -تسعين سنة مثلا- بتفاصيلها: سعادتها وشقائها، لذائذها وهنائها، متاعبها ومصاعبها.. تمر على الإنسان لتبرز جوهره، وتخلق شخصيته الواقعية، التي سيعيش بها إما سعادة وهناء دائماً، أو عذاباً خالداً {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} النساء56

    هذه النظرة الواقعية لموقع هذه المرحلة من مسيرة الإنسان وأحداثها ومجرياتها هي العلاج الحقيقي لكل المصاعب والمتاعب والابتلاءات والضيق في هذه الدنيا، ويمكن أن نسمي هذا العلاج لآلام الإنسان و ما يمر عليه من ابتلاءات وامتحانات في هذه الدنيا بـ (العلاج بالحقيقة).

    العلاج بالحقيقة:
    ونعني به معرفة حقيقة عدة أمور:
    1. معرفة الله وحقيقة العلاقة به
    2. معرفة حقيقة الدنيا
    3. معرفة حقيقه النفس
    4. معرفة حقيقة الآخرة

    أمّا الماديّون فهم يعالجون متاعب الإنسان الحقيقية بالغفلة والنسيان، باللهو واللعب والإيغال في الملذات، بتلقين النفس وإيهامها بأن طريق العلاج هو تنمية الذات والثقة بالنفس والاستمداد من الطاقة ... الى آخر ما يروّج له اليوم.
    هذه مسكّنات وليست علاجا، وهي تنفع لوقت قصير ثم ما يلبث الإنسان أن يصطدم بالواقع.

    رسالة تعرض الفارق بين حياتين:
    حياة الإمام السجين المكبّل المنكّل به، ولكن هذه القيود وفق النظرة الإلهية بدت في حال انحلال وزوال قيدا بعد آخر، إلى حياة أجمل وحريّة وانطلاق.

    وحياة هارون الطليق، حيث كلّ يوم يمرّ عليه هو في الحقيقة وثاق وقيد وسلسلة جديدة تكبّله حتّى ينتهي به الحال إلى دار { مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} ص38، فكلّ يوم يمرّ يقترب بالإمام من حرّيته، ويقود هارون إلى أسره، هارون الملك الذي يخاطب السحاب (امطري حيثما شئت فسوف يأتني خراجك)! إن هذه النظرة الثاقبة لباطن الأحوال والأحداث والمجريات لهي العلاج الصحّيّ بالحقيقة.
    ترى هل كان الإمام عليه السلام في مقام وعظ هارون وتذكيره بحقّه وحسب؟ أم أن الإمام كان يعظ هارون وغير هارون؟
    لقد أراد الإمام أن يبعث برسالة روحيه وواقعية، وأن يكشف لهارون وللأمة كلّها أن علاج بلاءات الحياة ومصاعبها هو بمعرفة حقيقتها.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2
    موضوع رائع يحتاج الى التأمل بجدية في حيثياته
    وهل من معلم افضل من راهب ال البيت ؟
    شكرا لك سيدتي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    الشكر لك أستاذي للحضور والتقييم
    ودي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال