يواكب الاثنين 5 أكتوبر "يوم المعلم العالمي".. وهي مناسبة لتكريم عشرة مدربين عظماء يتعاملون مع لعبة كرة القدم كأحد العلوم الانسانية وليست "مجرد لعبة" تتناقلها الأقدام والرؤوس ويخترعون طرق لعب جديد تعيد تشكيل كرة القدم وتغيير من خريطتها ويقدمون "دروسا" تكتيكية للاعبين تتجلى صورها في الملعب وتقود إلى الانتصارات والأمجاد.

ورصدت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، في تقرير مصور بعنوان "المعلمون العشرة لكرة القدم"، اساتذة اللعبة، الذين علموا الجماهير قبل اللاعبين "علم" كرة القدم واخترعوا طرق لعب لم تشهدها كرة القدم وأفكار خططية جديدة وتتلمذ على أيدهم أجيال من المدربين الحاليين والصاعدين.



الغريب أن تقرير المجلة الفرنسية، عن معلمي التدريب العشرة، تجاهل "السبيشيال 1" البرتغالي جوزيه مورينيو، أغلى مدرب في العالم وبطل دوري أبطال أوروبا مرتين ومدرب تشيلسي الانجليزي ،صانع بطولاته واخرها لقب البريمييرليج للموسم الماضي، في المقابل تواجد غريم مورينيو، الاسباني جوسيب جوارديولا، مدرب بايرن ميونيخ الالماني وبرشلونة الاسباني السابق.

وأغفل التقرير أساطير في التدريب وأساتذة في علم كرة القدم لا تقل عبقريتهم عن عظماء المدربين العشرة الذي شملهم تقرير مجلة "فرانس فوتبول" ولعل أبرزهم القيصر الألماني فرانتس بيكنباور "الأستاذ" بطل مونديال 1974 لاعبا و1990 مدربا لالمانيا وصاحب نظرية "كرة القدم لا تلعب بالساق فقط بل بالعقل ايضا"، والاسطورة البرازيلي ماريو زاجالو بطل كأس العالم لاعبا ومدربا مع السيليساو، والاسطورة الهولندي يوهان كرويف مدرب برشلونة "بطل دوري الابطال 1992" والذي طور أسلوب الكرة الشاملة باستعمال اسلوب جديد، عرف لاحقاً باسم التيكي تاكا والتي أصبحت ماركة مسجلة باسمه وباسم برشلونة أيضاً حيث يتم تطبيقها في مدرسته الشهيرة المسماة باللاماسيا،ومن خلالها ومن خلال خطة 4-3-3 بات الفريق من الأقوى في العالم أيام التسعينيات، ولاحقا مع المدرب الاسباني بيب جوارديولا "تلميذ كرويف".

وفيما يلي أسماء وأبرز أفكار وإنجازات أساتذة علم كرة القدم حسب ترتيب مجلة "فرانس فوتبول":

المجري جوستاف سيبز (1906-1986) .. مدرب المجر (49-1957)



يظل المدرب الراحل جوستاف سيبز، مدرب الجيل المجري الذهبي 1949 وحتى 1957، أسطورة كرة القدم المجرية، مع فريق فائق قاده لسحق أي منافس ولعل فوز المجر على منتخب انجلترا (6-3) في ملعب "ويمبلي" عام 1953 يبرز امكانيات ومدى ثقافة وعلم جوستاف سيبز وتركزه على الهجوم، ليصنع منظومة الفريق الكامل والتي تجلت عبقريتها في مونديال "سويسرا 1954" بتسجيل منتخب المجر (21 هدفا في ثلاث مباريات ضد كوريا (9-0) وألمانيا (8-3) والبرازيل (4-2) قبل أن يسقط في المباراة النهائية أمام منتخب ألمانيا (3-2) رغم ان المجرين فازوا في دور المجموعات على المانيا 8-3 2، وكانت الخسارة في النهائي ضربة قاضية لأحلام "معلم" الكرة الهجومية سيبز ونجومه ساندرو كوشيتش،هداف البطولة 11 هدف، وبوشكاش ،أفضل لاعب في البطولة، وهيديكوتي.

الأرجنتيني هيلينيو هيريرا (1910-1997) .. مدرب انتر ميلان وبرشلونة واتلتيكو وإشبيلية



أسطورة التدريب وملك الكاتيناتشو الأرجنتيني -فرنسي هيلينو هيريرا الذى جلب البطولات لفريق انتر ميلان صاحب فلسفة تدريبية تقضي في تقييم امور لاعبيه النفسية قبل الفنية وصاحب مقولة :"من يلعب لنفسه بالاساس، فأنه يلعب للمنافس اكثر من لعبه لفريقه، اما من يلعب لفريقه بالاساس، فهو يلعب لمصلحة نفسه".

طوّر من العمل الدفاعي واخترع أبرز طرقه الكاتيناتشو والتي باتت سمة لإحدى أبرز مدارس كرة القدم في العالم ، فالمدرب الأرجنتيني قام بتطوير 5-3-2 السائدة إلى 3-3-3-1 مما منحها ديناميكية أكبر في الهجمات المرتدة، ويعتبر أول من ركز على الانضباط التكتيكي لتطبيق الاستراتيجية، ودرب بلد الوليد واتلتيكو مدريد وإشبيلية ونادي برشلونة بين عامي 57- 60 حقق خلال تلك الفترة 5 القاب للنادي، ودرب عدة اندية أوروبية أشهرها انتر ميلان وقاده للامجاد وتحقيق الالقاب المحلية والاوروبية لعل ابرزها بطولة اوروبا و3 بطولات دوري مع الانتر وبطولتين دوري مع برشلونة وكذلك اتلتيكو، هيريرا حقا، مثير للإعجاب!.

الهولندي رينوس ميتشيلز (اياكس وبرشلونة وهولندا)



الجنرال ميتشيلز، مخترع "الكرة الشاملة" من فريق أياكس بطل ابطال اوروبا ومنتخب هولندا، وصيف بطولتي كأس العالم 1974 و1978 وبطل اوروبا 1988، وهو معلم الاسطورة يوهان كرويف الأول وصانع امجاد الكرة الهولندية، وطريقة لعب (4-3-3) تلك الاستراتيجية العبقرية التي تسمح بتعديل أماكن الاعبين وتحركاتهم بحيث يقومون بعدة مهام رغم اختلاف مراكزهم ويتمكنون من استغلال الفراغات التي يتركها الخصم، وصاحب مدرسة تدريبية فريدة تتلمذ علي يده عباقرة المدربين الحاليين.

الأرجنتيني كارلوس بيلاردو (منتخب الأرجنتين بطل مونديال 1986)



الطبيب الارجنتيني بيلاردو هو أحد اساتذة كرة القدم الحديثة صاحب طريقة اللعب (3-5-2) التي كان أساسها في ذلك الوقت الأسطورة مارادونا وكان لهذه الطريقة جمالية مختلفة مع هذا اللاعب رغم أنه مضى على اختراع هذا التشكيل عقود طويلة وكان من خصائص هذا التشكيل أنه يمتاز بالتقييد والإنضباط التكتيكي, لكن المدرب الفذ وظف خطته بطريقة رائعة وقدم متعة في الاداء والنتيجة, خلال بطولتي كأس عالم المكسيك 1986 (البطل) ومونديال ايطاليا 1990 (الوصيف لالمانيا)، كارلوس بيلاردو شكرا لك!.

الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا (منتخب كولومبيا)



طبيب الأسنان ماتورانا، الذي قاد منتخب كولومبيا للتأهل لنهائيات كأس العالم 1990، لأول مرة منذ 28 عاما، بفضل اللعب الجماعي المتكامل والانتشار الهجومي والسيطرة على الكرة بالتمريرات القصيرة، وقهر ماتورانا منتخب الارجنتين بقيادته كولومبيا لفوز ساحق (5-0) على ملعب الارجنتين ووسط جماهيره 1993، وانتصارات كولومبيا في مونديال 1990 و1994 والتتويج بكأس كوبا امريكا 2001 مع منتخب كولومبيا ، كما قاد فريق اتلتيكو ناسيونال الكولومبي للتتويج بكأس الليبرتادوريس لاندية امريكا الجنوبية الابطال 1989 والهلال للفوز بالدوري السعودي ايضا.

الايطالي اريجو ساكي (اسطورة تدريب ميلان، وإيطاليا)



يعد "الخبير" ساكي عبقري عباقرة التدريب وصانع امجاد ميلان ومنتخب ايطاليا في التسعينيات وصاحب طريقة اللعب 4-4-2 بشكل هجومي ملغياً دور اللاعب الليبرو التقليدي في عز قوة الدفاع الإيطالي "الكاتيناتشو"، وصاحب نظرية دفاع المنطقة وكذلك ابتكر اسلوب اللعب بالضغط على الخصم في مناطقه، واخترع طريقة "لعب الظل" التخيلية للاعبين بوجود منافس وتتلميذ على يده اجيالا من اساتذة التدريب الحاليين كمورينيو وكابيلو وانشيلوتي وجورديولا ولوف.

الفرنسي كوكو سايديو (مدرب نانت من 1973-1988 ومن 1991-1997)



صاحب منظومة اللعب الجماعي المتكامل، صنع مجده مع فريق نانت الفرنسي الذي دربه خلال 21 موسما، وقاده للفوز بالدوري الفرنسي لموسمين عامي 1983 و1995 وصال وجال في بطولة رابطة اندية اوروبا الابطال وبلغ نصف النهائي محققا لقب افضل مدرب في فرنسا لثلاثة مواسم 1985 و1992 و1994.

الأرجنتيني خوسيه بيكرمان (مدرب منتخب الأرجنتين، وكولومبيا)



"البروفسير" بيكرمان كما يلقب نفسه واللاعبين في غرفة خلع الملابس، يسعى دائما لتطوير اي فريق يدربه وصاحب نزعة هجومية للغاية، صنع اجيالا من النجوم واللاعبين مع منتخبي الارجنتين وكولومبيا ابرزهم الارجنتيني ليونيل ميسي والكولومبي جيمس رودريجيز على سبيل المثال.

الأرجنتيني مارسيلو بيلسا (مدرب الأرجنتين وتشيلي ومارسيليا)



لا حاجة لتقديم إل لوكو بيلسا، مجنون اللعب الهجومي، وصاحب مدرسة في التكتيك الحقيقي وتجلت في جيل منتخب تشيلي ،بطل كوبا أمريكا لاحقا، ومع منتخب الارجنتين وكذلك في مارسيليا الفرنسي مؤخرا.

الاسباني بيب غوارديولا (مدرب برشلونة السابق، وبايرن ميونيخ حالياً)



تمكن "الفيلسوف" غوارديولا من المزج بين أسلوب الكرة الشاملة والتيكي تاكا والاستحواذ مع الدفاع العالي الذي استمده من معلمه كرويف، والايطاليين ساكي وكابيلو أيضا، وبطريقة ناجحة جداً وأدخلت مدرب البلوغرانا بعد رحيل ريكارد في عام 2008، طريقة 4-3-3، وتتألف من سيمفونية "التيكي تاكا" من تناقل الكرة بتمريرات قصيرة وسريعة وتأمين الاستحواذ على الكرة لفترات طويلة جداً ليحصد بطولات اسبانيا واوروبا والعالم لبضعة مواسم ويجمع 14 بطولة مع النادي الكتالوني و5 بطولات مع بايرن في عامين، أنه آلة الانتصارات.

كووورة