دعا القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزير النفط عادل عبد المهدي اليوم الاثنين الى وضع انظمة وضوابط ضد من يريد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للعدوان بكل اشكاله الاجتماعية والسياسية والاخلاقية والامنية.
وذكر عبد المهدي في بيان تلقت وكالة{الفرات نيوز} نسخة منه اليوم انه " لاشك ان البشرية تعيش عصراً جديداً من خلال عالم الاتصالات والثورة المعلوماتية.. ولا شك ايضاً ان مواقع التواصل الاجتماعي باتت تلعب دوراً كبيراً في مختلف شؤوننا الحياتية. وهذه كلها حقائق لا يمكن التغافل او الاستغناء عنها".
وتابع "بالمقابل فان هذه التطورات تتطلب موقفاً مسؤولاً وسلوكاً منضبطاً فبمقدار ما تساعد مواقع التواصل على السرعة والمعلومات المستفيضة، والوصول الى كم هائل من الحقائق والمعارف والشفافية، التي ما كان يمكن تحقيقها في يوم من الايام، لولا تطور العلوم والتقنيات الحديثة، فانها تساعد ايضاً على تسريب كم هائل من المعلومات المضللة. فالارهاب يستطيع استغلال هذه المواقع، كما يستطيع استغلالها اصحاب المصالح والمقاصد من اجهزة ودول وشركات وصولاً للافراد العاديين فالكل يستطيع الدخول والكل يستطيع فبركة المعلومات، ونشر ما يريد.. والكل يستطيع التأثير بنشر معلومات يختلط فيها الصحيح بالمزور فتنتشر لتصبح كحقائق يتداولها الاعلام، بل يتداولها المثقفون وكبار المسؤولين والدول ".
واشار الى انه "في البلدان المتقدمة هناك قوانين وانظمة وتقنيات عالية مقابلة تخفف كثيراً من الاثار السلبية لهذه الظاهرة اما عندنا فلا شيء من ذلك لذلك تطورت حاكمية مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيراتها المتزايدة. فنجد تداول غير مسبوق لمعاملات الدولة الحقيقية والمزورة وكم هائل من المعلومات تختلط فيها الاكاذيب بالحقائق. وعند هذا المستوى يمكن تفهم الامر لكن ما لا يمكن تفهمه هو ان كثير من المسؤولين الكبار والصغار اخذوا يتعاملون اليوم مع اي خبر ينشر في المواقع وكأنه حقيقية، يتداولونه، بل ينطلقون منه لبناء المواقف. وصل الامر الى تزوير اوامر ادارية بتعينات او بقرارات فصل او صدور احكام، او صدور تهم بات اثرها الاجرائي اقوى احياناً من الواقع او من السياقات الطبيعية ، فمع غياب الضوابط الموجودة في البلدان الاخرى والحصانات التي توفرها القوانين والانظمة، فان حجم التضليل بات كبيراً الى درجة، بحيث يتطلب الوصول للحقيقة والواقع قراءات ومتابعات مرهقة".
وختم عبد المهدي بالقول ان "هذه التطورات، شأنها شأن تطورات سابقة، في وسائل الاعلام وانفتاح المجتمعات والحريات لا تقتضي الانفعال واتخاذ مواقف تمنع الناس من استثمار المكاسب العلمية والاجتماعية والمعرفية.. فلقد حاول كثيرون منع التلفزيون والفضائيات والهواتف الجوالة، الخ.. لكن جميع تلك المحاولات فشلت، فالمكاسب تفرض نفسها. فالمطلوب اذن الاستفادة من هذه التطورات العلمية ووضعها في خدمة المجتمع والانسان، ووضع الانظمة والضوابط ضد من يريد استخدامها للعدوان بكل اشكاله الاجتماعية والسياسية والاخلاقية والامنية".
المصدر
الفرات نيوز