بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
ذكرنا ان الارض الرابعه هي ارضا الامام المهدي المنتظر - عجل الله فرجه - وهي مخصصه للصالحون
الذين عاشوا في الفتره التي لم يظهر بها الامام - عجل الله فرجه - وينتظرون الرجعه الى الدنيا في
زمن الظهور .
الرويات تذكر العدد الذي يصلون اليه عشرة الآف . والذين يرجعون للدنيا عند ظهور الامام - عجل الله فرجه -
لا تستغرب من قلة العدد رغم ان المسلمين في العالم بالميارات .
اعلم يا اخي : نحن نتبع دين السياسه وليس دين الله - سبحانه وتعالى - ما يخدم مصالحنا ومصالح من نتبعهم
ناخذ به والا فما يقوله صاحب القرار السياسي فهو اولى لنا بالاتباع . لذلك لن ولا نكون من اصحاب الامام المنتظر
- عجل الله فرجه - الا يكفيك ان خليل الرحمن نبي الله ابراهيم يطلب من الله ان يلحقه بالصالحين . والذين هم من يرث
الارض { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ } .
يمكن القول ان اصحاب الامام (عليه السلام) على صنفين: صنف يكون موجود في عصره - عليه السلام - وهم
الذين تصفهم الروايات بـ( المفقودين عن فرشهم ) وصنف آخر أموات يرجعون في عصره - عليه السلام -
الى الدنيا لنصرته وفي دعاء العهد (اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فاخرجني
من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي).
انهم عرفوا الله حقّ معرفته :
روى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال ضمن حديث:
((ويحا لك يا طالقان، فإن لله عزّ وجلّ بها كنوزا ليست من ذهبٍ ولا فضة، ولكن بها رجالٌ مؤمنون عرفوا الله حق
معرفته وهم أنصار المهدي في آخر الزمان)) .
اما الارض الخامسه والسادسه تكونان في عالم البرزخ . احدهما اعدت للمؤمنين الخلص روضه من رياض الجنه
وهي ارض امير المؤمنين الامام علي - عليه السلام -
وتسمى بدار السلام او الغري . وهي روضه من رياض الجنه .
والسادسه ارض العذاب والنيران واعدت لاصحاب الكبائر والعاصين والفسقه .
اما الارض السابعه فهي ارض يوم القيامه والتي يجتمع فيها جميع الخلائق من الاولين والاخرين .
اما اصحاب الامام - عجل الله فرجه - فهم الشيعة الحقيقيون الذين لا تختلف أهواؤهم
16ـ وفي غيبة النعماني روى مسندا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلتُ فداك،
أني واللهِ أحبّك وأحبّ من يحبّك يا سيدي ما أكثر شيعتكم! فقال [ع] له: اذكرهم، فقال: كثير، فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر
من ذلك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ((أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون! ولكنّ
شيعتنا من لا يعدو صوتُه سمعه ولا شحناؤه بدنَهُ، ولا يمدحُ بنا مُعلنا ولا يخاصِمُ بنا قاليا، ولا يجالس لنا عايبا، ولا يُحدّث
لنا ثالبا، ولا يحبّ لنا مبغضا ولا يبغض لنا محبّاً!
اعلم متى ما كمل العدد ثلاثمائه وبضعة عشر ويقال ثلاث عشر يظهر الامام - عجل الله فرجه - حتى لو في تلك اللحظه .
ظهوره متوقف علينا ومدى التزامنا وتمسنا بديننا . فلا تجعل الكثره تشغلك عن الوحده . الكثره المتمثله في ذلك الجسد المادي
الذي يحتاج الى ديمومة تواجده الى الاخرين . اما الوحده فهو ذلك الجسد اللطيف والذي لا يحتاج الى ديموميته الى الاخرين
فقط يحتاج الاختلاء بالله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين