أنا أكبرُ من رحيلك
على حافةِ الذكرى نسكنُ نحن،
ويورق الحنين.
تقلّبُ الريح قلوبنا
بقسوةٍ وتعجرفٍ.
كوجوه من حولنا.
كم نشتاق بعضها.
ما أقسى البعيد،
وما أصعب العوم على
أسنّةِ من جراح.
أُمازح عينيّ الأفق
بسردٍ من أحرفٍ بلا لون،
فأفشل.
قف أيها الرحيل إليه،
اسمع صوتي.
ما عاد يقلقني شجنُ الربيع
ولا صراخُ الريحِ في فصل الخريف.
أنا أقحوانة من زمنِ أمي حواء،
ووتد في سفينة نوح.
أنا صبر من زمنِ أيوب،
وقلبي دفتر تلوّنت صفحاته
بيد الدنيا.
هل رأيتَ كم أقوى على الصمود؟
فلستُ وحيدة!!
فكل قوافي العشاق تسكنُ حنجرتي،
وأسكبُ دواتي ساعةَ أشاءُ.
وإذا صبغتُ وجهي
برمادِ البخورِ الأسمر،
سيظلُ قلبي يفوحُ كجُوريّة
حمراء تنزفُ شوقاً.
أما أفكاري، فلغةٌ غريبةٌ عنك،
لن تفّك رموزها،
وعدتُ الأمس
َ أن أغيّرَ كل ثوانيه،
وها أنا أسلكُ درباً
هي اختارتني.
وأضلعي ضاقتْ بما
تحملُ بين حمايتها.
هل أدركتَ الآن ما أعني؟
مسكينٌ ثم مسكين،
أنا أكبرُ من رحيلك.
سوزان عون
راق لي مع التحيه