Saturday, 16 June 2012
فتنة "الحبر الخفي" تعكر صفو الانتخابات الرئاسية المصرية


مصدر قضائي يقول إن لجنة الانتخابات أرسلت نحو 50 ألف قلم من "الأقلام العادية التي لا يزول الحبر الموجود بها تحت أي سبب، إلى لجان الاقتراع الفرعية".

في البداية، اعتبرها البعض دعابة. ولكنها تحولت إلى مصدر لتعكير صفو العملية خلال اليوم الأول في الجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة المصرية.

القصة بطلها هذه المرة أقلام "حبر وهمي" يزول بعد عدة دقائق من استخدامه. والهدف إبطال أصوات الراغبين في الإدلاء لصالح أحد المرشحين بجولة الإعادة.
فبعد ساعات من فتح مقار الاقتراع أبوابها أمام الناخبين أعلن حاتم بجاتو أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية إن قوات الأمن تمكنت من ضبط أربعة متهمين وزعوا أقلاما على الناخبين خلال اصطفافهم قبالة واحد من مراكز التصويت بمحافظة الإسكندرية، وتمت إحالة المتهمين للنيابة العامة.
وبالرغم من أن الأمر ما يزال في طور البحث وما تزال الأقلام رهن الفحص، حيث لم يثبت وجود أقلام بهذه المواصفات أصلا، إلا أن إعلان اللجنة المسؤولة عن إدارة العملية الانتخابية هذا الخبر تحول الموضوع من مجرد إشاعة رددها البعض إلى جريمة تلاحقها السلطات رسميا.

"من الهند"

كان الإعلامي المصري توفيق عكاشة قد أطلق تحذيرا أمس عبر قناته "الفراعين" أمس أشار فيه إلى معلومات وصلته باستيراد مائة وثمانين ألفا من أقلام ذات حبر يزول بعد استخدامه بنحو نصف ساعة من الهند. وأوضح أن الأقلام مطبوع عليها صورة المرشح الرئاسي أحمد شفيق ويوزعها خصومه بغية إبطال أصوات ناخبيه.
واليوم، قال المستشار بجاتو، في تصريحات صحفية "لم يتم التأكد مما إذا كانت أحبار هذه الأقلام الموزعة تتطاير من عدمه" واستدرك "ولكن تم ضبط المتهمين والتحقيق معهم واتهامهم بتوزيع هدايا عينية بالمخالفة للقانون ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم".
وقد أدت هذه الأنباء إلى إرسال اللجنة العليا للانتخابات تعليمات للقضاة المسؤولين عن اللجان بتوجيه الناخبين لاستخدام الأقلام الموجودة داخل اللجان الفرعية بمعرفة لجنة الانتخابات الرئاسية.

شكاوى

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر قضائي قوله إن لجنة الانتخابات أرسلت نحو 50 ألف قلم من "الأقلام العادية التي لا يزول الحبر الموجود بها تحت أي سبب، إلى لجان الاقتراع الفرعية".
ولكن يبدو أن الأقلام التي أرسلتها اللجنة العليا للانتخابات لم تحز على رضا بعض الناخبين الذين أصروا على استخدام أقلامهم مما أدى لوقوع بعض المناوشات، بحسب تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي ذكر هذه الملحوظة في بيانه.
وأوضح البيان إن شكاوى وردت إليها بشأن مشادات بين الناخبين والمسؤولين باللجان حيث يصر كل طرف على استخدام القلم الخاص به.
وجاء في البيان" لاول مرة تظهر مشكلة القلم السري في الانتخابات المصرية إثر ما تردد حول توزيع اقلام تختفي آثارها بعد نصف ساعة من استخدامها، مما يؤدي الي ابطال اصوات من يستخدمها، وقد تلقت الغرفة شكاوى في هذا السياق من اصرار بعض الناخبين و بعض رؤساء اللجان على استخدام اقلامهم ، ثقة من كل طرف في دقة ما يستخدمه".
BBC

القلم السري يثير قلق الناخبين المصريين
مرشح الإخوان يرصد تصويت رجال شرطة ومجندين في الجيش وأموات
يواصل المصريون التصويت في جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة، وأثار ما يعرف بـ" القلم السري"، ارتباكاً واسعاً أثناء عملية التصويت، وهو قلم يوزعه الداعون إلى المقاطعة على الناخبين أمام مراكز الإقتراع، يختفي أثر الحبر الخاص به بعد الكتابة بدقائق، وبذلك يتم إبطال الصوت، وحذرت لجنة انتخابات الرئاسة الناخبين من إستخدام هذه الأقلام، ودعتهم إلى إستخدام الأقلام المعتمدة داخل لجان الإقتراع. فيما اتهمت الحملة الإنتخابية للمرشح محمد مرسي الشرطة والجيش بالتصويت لمصلحة المرشح أحمد شفيق.
__________________________________________
وفقاً لتقرير للمجلس القومي لحقوق الإنسان حول مراقبة الإنتخابات فإنه للمرة الأولى تظهر مشكلة القلم السري في الانتخابات المصرية، وهي أقلام تختفي آثارها بعد نصف ساعة من استخدامها، مما يؤدي إلى إبطال أصوات من يستخدمها.

اعلانات انتخابية للمرشحين شفيق ومرسي

وأضاف المجلس أنه تلقى شكاوي في هذا السياق من إصرار بعض الناخبين وبعض رؤساء اللجان على استخدام أقلامهم، وتمسك رؤساء اللجان باستخدام الأقلام الخاصة بكل لجنة. ودعا المجلس مختلف أطراف العملية الانتخابية إلى الالتزام بالقانون، وعدم توجيه الناخبين أو التأثير على إرادتهم، والتوقف عن الدعاية الانتخابية المستمرة في المخالفة للقانون.
وقال المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة العليا للإنتخابات الرئاسية لـ"إيلاف" إن اللجنة حذرت الناخبين من شراء أو الحصول على أقلام مجانية من أمام مراكز الإقتراع، مشيراً إلى أنه وصلت إلى اللجنة معلومات حول إنتشار إقلام يتطاير الحبر الخاص بها بعد الكتابة بدقائق، مما يؤدي إلى إبطال الأصوات، لاسيما أن بطاقة الإقتراع سوف تظهر بدون إختيار أي من المرشحين.
ولفت إلى أن اللجنة العليا أصدرت تعليمات لقوات الأمن بالقبض على أي شخص يروّج لهذه الأٌقلام أمام مراكز الإقتراع، معتبراً أن ما يحدث ينظوي على جريمة إنتخابية منصوص عليها في القانون.

رشاوى وأموات وشرطة
على صعيد المخالفات الإنتخابية، رصدت الحملة الإنتخابية للمرشح محمد مرسي تقديم رشاوى إلى الناخبين من قبل أنصار المرشح المنافس أحمد شفيق، فضلاً عن وجود أسماء أشخاص متوفين ضمن سجلات الناخبين، ومنهم السيدة جازية شريف سليم محمد مسلسل رقم 3193 "متوفاة"، وذلك في مدرسة المؤسسة في اللجنة رقم 20.
وألمحت الحملة إلى حدوث عمليات تصويت من قبل قوات الشرطة والجيش، إضافة إلى عمليات تزوير واسعة لمصلحة المرشح أحمد شفيق، وقالت الحملة في تقرير لها عن الإنتخابات: "رصد مندبو الحملة سيارة شرطة مازدا رقم 76024 محملة بأوراق إنتخابية ومغطاة بمشمع في مدينة أشمون محافظة المنوفية، بجوار صيدلية الهلال جانب الجمعية الشرعية.
وفي المحافظة نفسها ضبط مجند في القوات المسلحة، ويدعى أحمد مجدي محمود مهدي، يدلى بصوته في لجنة 58 قرية دملو مركز بنها، وعلق القاضي قائلاً "اعملوا اللي انتوا عايزينه" على حد تعبير الحملة. وأشارت إلى أنه "في محافظة المنيا، تم اكتشاف نزع ثلاث بطاقات اقتراع من دفتر بطاقات تصويت في أحد اللجان في قرية بني حسن، وتم إبلاغ اللجنة العامة في مركز أبو قرقاص المنيا، وتم تحرير محضر في قسم الشرطة".
وتابعت: وفي محافظة الإسكندرية تم رصد أتوبيسات كبيرة عدة تدخل معسكرات الأمن المركزي في الدخيلة والمطار فارغة، وتخرج مليئة بأعداد كبيرة يلبسون الزي المدني".
وأضافت: "وفي لجنة 55 و56 في منطقة طوسون" مدرسة عقبة بن نافع" تم القبض على أحد الأفراد التابعين لحملة المنافس أحمد شفيق ببطاقة دوارة، وتم تحرير محضر له وتسليمه إلى قسم الشرطة". كما رصدت الحملة "وجود تكرار ملحوظ في رقم المسلسل الإنتخابي لكشوف الناخبين في قريتي برطباط وميانه في اللجنة العامة في مركز مغاغة محافظة المنيا، علما بأن الاسم المكرر غير معلوم بالنسبة إلى أهالي القرية، إضافة إلى حركة تنقلات غير مبررة بين أمناء اللجان والموظفين القائمين على العلمية الإنتخابية مع إستبدالهم بموظفين معلوم ولاؤهم للنظام السابق، خاصة في محافظات المنوفية والقليوبية وشمال سيناء، مما يثير الشك حول سلامة عملية التصويت في تلك المحافظات".

المشاهير
شهد أول يوم في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة تصويت المشاهير، حيث أدلى المرشح السابق للرئاسة عمرو موسى بصوته في لجنته في التجمع الخامس، كما أدلى مرشح الرئاسة الفريق أحمد شفيق في مدرسة فاطمة عنان في التجمع الخامس.
أما مرشد جماعة الإخوان المسلمين د.محمد بديع فأدلى بصوته في مدرسة الحديثة في محافظة بورسعيد، بينما أدلى مرشح حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسي في لجنة مدرسة السادات الإعدادية بنين في الزقازيق في محافظة الشرقية. أما د.محمد الكتاتني فأدلى بصوته في مدرسة جيل 2000 في مدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة.
كما شهدت العملية الانتخابية بعيدًا عن مقار اللجان تحرك عدد من شباب الثورة تحت حملة باسم «مبطلون»، حيث قاموا بلصق بوسترات تطالب المواطنين بإبطال أصواتهم في عدد من محطات المترو في القاهرة، بينما توجّه عدد من مراقبي مركز «كارتر» لمراقبة الانتخابات إلى عدد من اللجان في بولاق الدكرور للاطمئنان إلى سير العملية الانتخابية في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة. وتفقدت السفيرة الأميركية في القاهرة عددًا من اللجان في منطقة الهرم في محافظة الجيزة، وأشادت بسير عملية الإقتراع وبنزاهتها.
ايلاف