Saturday, 16 June 2012
قوات الأسد منعت المراقبين من دخولها الا بعد تدميرها
بلدة الحفة السورية يسكنها الخراب ورائحة الموت
تبدو بلدة الحفة السورية، كمدينة أشباح يسكنها الخراب والدمار بعد أن دخلتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وعاثت فيها فسادا، وبدت شوارعها مهجورة ومنازلها مدمرة، فيما رائحة الموت تنتشر في المكان.
بعد أكثر من أسبوع على القتال بين القوات الحكومية والثوار السوريين، دخل مراقبو الأمم المتحدة إلى بلدة الحفة السورية، ليجدوا "مدينة أشباح" يعمها الخراب ورائحة الموت.
الشوارع المهجورة والأبنية المدمرة، باتت مناظر شبه مألوفة لدى المراقبين، عند دخولهم بلدة الحفة فور إعلان وسائل الإعلام الرسمية السورية "تطهير المنطقة من الارهابيين" حسب قولها.
استطاع موظفو الأمم المتحدة دخول البلدة مهجورة بعد أكثر من أسبوع على القتال العنيف والهجوم الكثيف الذي شنته القوات الحكومية لطرد الثوار من الحفة. وما أن أعلن الثوار تراجعهم من المنطقة، حتى أعلن المسؤولون السوريون عودة "الأمن والهدوء".
لا شيء أكثر من الخراب والدمار في بلدة الحفة
واعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ان المشهد الحزين في بلدة الحفة يذكّر بالخراب الذي حل في معاقل المعارضة السورية الأخرى، بعد المعارك التي شنها نظام الرئيس بشار الأسد في الأحياء السكنية مثل بابا عمرو في حمص، ومزرعة الكبير غرب مدينة حماة، التي أصبحت مجرد أنقاض.
الحفة أصبحت مجرد بلدة أخرى تضاف على لائحة الأحياء السورية التي حولها النظام إلى مدينة أشباح قاتمة ومتفحمة خلال الثورة التي دخلت شهرها الـ 15 وحصدت أرواح ما يفوق عن 10 آلاف مواطن، من دون أي
أمل يلوح في الأفق حتى الساعة بقرب انتهاء الأزمة.
"البلدة تبدو مهجورة"، قالت الامم المتحدة في بيان بعد الزيارة التي قام بها المراقبون إلى الحفة. فبعد أن كانت مسكناً لأكثر من 20 ألف شخص، ومركز اصطياف معتدل في الصيف بالقرب من مدينة اللاذقية على البحر المتوسط، أصبحت هذه البلدة مدينة أشباح يسوودها الخراب.
ما حدث لسكان المدينة لا يزال علامة استفهام، إذ يقول نشطاء المعارضة أن العديد منهم هربوا إلى تركيا المجاورة. وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد عبرت عن تخوفها من "مذبحة" في المدينة.
وقال المراقبون أن المحفوظات الرسمية في البلدة قد أحرقت، ونهبت المتاجر ودمرت السيارات والمنازل "بعد تفتيشها"، وتركت أبوابها مفتوحة.
وكان المقر الرئيسي لحزب البعث الحاكم قد تعرض للقصف، وتناثرت في الشوارع بقايا من الأسلحة الثقيلة وأسلحة من عيارات مختلفة.
"كانت تنبعث رائحة كريهة قوية من الجثث في الهواء. ويبدو أن هناك جيوب في البلدة حيث القتال لا يزال مستمراً"، وفقاً للأمم المتحدة التي أشارت إلى أن عدد الضحايا في القتال لا يزال غير واضح.
وقال نشطاء من المعارضة إن العشرات من الناس، من كلا الجانبين، قتلوا في الهجوم العسكري الذي استمر أكثر من أسبوع، وشمل دبابات ومدفعية ثقيلة وطائرات هليكوبتر.
أما الحكومة، فأصرت على أنها حررت المدينة من "الارهابيين" الذين ارتكبوا "جرائم بشعة"، بما في ذلك القتل والنهب وإحراق المستشفى الوطني وغيرها من المؤسسات.
وللمفارقة، لم يجد مراقبو الامم المتحدة أدلة على ما إذا كان الخراب في الحفة ناجماً عن قصف عسكري، اومعارك في الشوارع، أو التخريب، أو مزيج من هذه العوامل.
واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في واشنطن فيكتوريا نولاند، السلطات السورية الخميس بمنع المراقبين من الوصول إلى البلدة، إلى أن تم "تطهيرها"، معتبرةً أن النظام السوري أبقى المراقبين خارج المدينة إلى أن أنجز التطهير، و"سمح للفريق المراقب في أن يكون فقط شاهداً على الدمار".
من وجهة نظر الحكومة السورية، كانت المعركة في الحفة بمثابة نجاح تكتيكي: حيث ان السلطات السورية لا تزال قادرة على اجتياح مناطق يسيطر عليها الثوار ومنع وجودهم في المناطق "المحررة".
لكن الصحيفة اعتبرت أن هذه الحسابات قد لا تكون دقيقة، في ظل التقارير التي تشير إلى سيطرة الثوار على المزيد من المناطق، وارتفاع عدد الانشقاقات العسكرية، إضافة إلى وصول أسلحة متطورة للمقاتلين.
واعتبرت الصحيفة أن أهمية بلدة الحفة بالنسبة للقيادة السورية، قد يتجاوز الهدف التكتيكي، فالبلدة تقع في محافظة اللاذقية، وهي "موطن الأجداد للطائفة العلوية، التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد"، بينما سكان الحفة معظمهم ينتمون إلى الأغلبية السنية في البلاد التي تقود الثورة.
في مكان آخر في سوريا، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري يوم الخميس بالقرب من مزار شيعي رئيسي خارج العاصمة دمشق، مما أسفر عن اصابة 14 شخصا وتدمير الضريح، وفقا لوكالات الانباء ووسائل الاعلام الرسمية.
وكان الانفجار هو الاحدث في سلسلة من تفجيرات السيارات الملغومة التي أسفرت عن مقتل العشرات من السوريين وزيادة التوتر في أكبر مدينتين في سوريا، دمشق وحلب. واتهمت السلطات المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة بنتفيذ هذه الهجمات.
وذكرت وكالة انباء اسوشيتد برس انه لم يتضح بعد ما إذا كان الهدف المقصود من التفجير هو مركز شرطة قريب أو ضريح السيدة زينب، وهو واحد من العتبات الشيعية المقدسة والوجهة المفضلة للحجاج الايرانيين.
ايلاف