قال علي (عليه السلام) : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في مسجد قُبا وعنده نفر من أصحابه ، فلما بصر بي تهلّل وجهه وتبسّم ، حتى نظرت ُإلى بياض أسنانه تبرق ، ثم قال : إليّ يا علي ّ!.. إليّ يا عليّ !..
فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه ، ثم أقبل على أصحابه فقال :
معاشر أصحابي !.. أقبلتْ إليكم الرحمة بإقبال عليّ أخي إليكم ، معاشر أصحابي !.. إنّ عليّاً مني وأنا من علي ّ، روحه من روحي وطينته من طينتي ، وهو أخي ووصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ، من أطاعه أطاعني ، ومن وافقه وافقني ، ومن خالفه خالفني
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : لما أُسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي عزّ وجلّ ، فقال لي :
يا محمد !.. قلت : لبيك وسعديك !.. فقال : قد بلوتَ خلقي فأيهم وجدتَ أطوع لك ؟.. قلت : ربِّ !.. عليّا ، قال :
صدقت يا محمد !.. فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ، قلت : اختر لي فإنّ خيرتك خيرتي ، قال :
قد اخترت لك عليّاً ، فاتخذْه لنفسك خليفةً ووصياً ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقاً لم ينلها أحدٌ قبله وليست لأحد بعده .
يا محمد !.. علي ّراية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهي الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبّه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك يا محمد !..
فقال النبي (ص) : قلت : ربي فقد بشّرته ، فقال علي (ع) : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبنْي فبذنوبي لم يظلمني شيئاً ، وإن يتم لي وعدي فالله مولاي ، قال (ص) : قلت : اللهم !.. أجِل قلبه واجعل ربيعَه الإيمانَ به .
قال : قد فعلت ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشيء من البلاء لم أخصّ به أحداً من أوليائي ، قلت : ربي أخي وصاحبي !.. قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، لولا علي لم يُعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي
السلام على امام المتقين وقائد الغر المحجلين و وصي رسول رب العالمين علي امير المؤمنين وذريته الطيبة الطاهرة