لم يزل هناك مواقف في الحرب العالمية الأولى مجهولة للكثيرين، لحظات ومواقف وقصص لم تُروى بعد، هذه الصور تعرض بعض منها ..
قنبلة كريتر في فرنسا
التقطت هذه الصورة أثناء معركة مسينس، التي وقعت في مدينة فلاندرز في فرنسا عام 1917، إستمرت المعركة لمدة أسبوع، سقط خلال هذا الأسبوع ما يقرب من 25 ألف قتيل ، فضلاً عن 10 آلاف شخصاً في عداد المفقودين ..
وهذه الحفرة الهائلة نتجت عن تفجير الجيش البريطاني لما يقرب من 19 لغماً ،وذلك في اليوم الأول من المعركة، تلاه قصف مدفعي كثيف، وقد توفي أكثر من 10 آلاف جندي ألماني في هذا الانفجار الذي يقال أنه من شدته كان مسموعاً على طول الطريق ما بين لندن ودبلن، كما يعتبر أشد تفجير في ذلك الوقت، وجدير بالذكر ان آثار معركة ميسنس لا تزال باقية حتى الآن في المزارع الفرنسية، وقد تحولت معظم هذه الحفر إلى مستنقعات.
متجر للوجوه الاصطناعية
هذا الجدار المرعب هو أحد جدران متجر لبيع الوجوه الإصطناعية، ويعتبر هذا المتجر الأول من نوعه ، فقد كانت بدايته ركن بسيط في مستشفى لندن لبيع هذه الوجوه لمن تشوهت وجوههم خلال الحرب، 21 مليون جريح حاصل الحرب العالمية الأولى، معظمهم أصيبوا بتشوهات عميقة في الوجه ، فكانوا يلجأون للوجوه الصناعية لإخفاء الندوب والتشوهات التي لا يمكن إزالتها.
كانت تعمل “آنا كولمن” في مستشفى لندن لعلاج جرحى الحرب، وبعدما عادت إلى باريس قام بتأسيس هذا المتجر، حيث حظى بشعبية كبيرة كونه الأول من نوعه، وكانت تتم صناعة الوجوه بإتقان ودقة شديدين للحصول على أقرب شبه ممكن للوجه الحقيقي للمصاب.
أنتجت آنا أكثر من 220 قناع صناعي بحلول عام 1918، وحرصت آنا على جعل متجرها مبهجاً قدر الإمكان لتخفيف الصدمة التي تعتري الجرحى جراء ما حدث لهم، فزينته بالزهور التي تغطي المكان، بالإضافة إلى التماثيل الأنيقة، والأعلام الرسمية المعلقة على الحوائط، كما كانت تقدم الورود والشوكولاتة وأغلى أنواع النبيذ للجنود تقديراً لجهودهم ولرفع روحهم المعنوية، ومساعدتهم على الخروج من الأزمة !
الملازم نورمان اريك والاس
عمل الملازم الكندي نورمان اريك والاس كمراقب اثناء الحرب العالمية الأولى، في عام 1915 تم تجنديه وإرساله على الفور إلى أوروبا، وبعدها بعامين؛ تعرض لحادث مروع اثر سقوط طائرته، تسبب في تشوهات وإصابات شديدة في وجه ورقبته، خضع على إثرها لجراحة تجميلية معقدة، من أجل إصلاح الندوب والجروح العميقة التي شوهت وجهه بالكامل.
لدرجة انه بعد الجراحة التجميلية كان يستخدم الوجوه الصناعية، فلم يتمكن الأطباء من إعادة وجهه كما كان، وعلى الرغم من هذه المحنة يقول والاس انه وقع في الحب أثناء إقامته في المستشفى وتزوج تلك الفتاة في عام 1920، واصل والاس حياته العسكرية وتمت ترقيته إلى ملازم تكريماً لجهوده، وفي عام 1974 توفى بسرطان الرئة..
مدينة فردان الفرنسية بعد القصف 1916
توجد معظم مخلفات حرب العالمية الأولى في مدينة “فردان” بالقرب من الحدود الألمانية، والتي شهدت قتالًا عنيفاً بين الجيشين الفرنسي والألماني، وتقدر أرقام القذائف التي أطلقت في هذه المدينة بالملايين، والتي لا تزال موجودة حتى وقتنا هذا..
استمرت معركة فردان 10 أشهر، وتوضح الصورة تأثير القصف الهيستيري على المدينة، كما تؤكد الأرقام إلى ان هذا القصف الجنوني يعني سقوط آلاف من القذائف في كل متر مربع !
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص قتل خلال هذه المعركة ، وما تظهره هذه الصورة خير دليل على ذلك.
بحار من القذائف المستعملة
كانت أساليب القتال في الحرب العالمية لم يشهد لها مثيل من قبل، ومن الأمثلة على ذلك معركة فردان المذكورة آنفاً، ففي أول يوم من هذه المعركة ، استخدمت القوات الألمانية ما يقرب من 1200 سلاح المدفعية، و2ونصف مليون قذيفة، فقد بلغ وزن الإمدادات في اليوم الواحد إلى 25 ألف طن !
وبعد مرور 300 يوم من القتال المستمر، بلغ حصيلة القذائف المستخدمة إلى 14مليون قذيفة، وتظهر هذه الصورة كومة من القذائف التي تم استخدامها في يوم واحد، تخيل أعداد القتلى الهائلة بهذا المنظر !
عربة محملة بالإمدادات يجرها حيوان الرنة في روسيا
في عام 1914، كانت روسيا من ضمن فريق الحلفاء، وكانت تدعم بريطانيا وتساعدها بشتى الطرق لمواجهة ألمانيا، وفي هذه الصورة جندي بريطاني يجر عربة محملة بالإمدادات على الأراضي الروسية، بمساعدة حيوان الرنة، فبالرغم من التطورات الهائلة التي وصلت إليها التكنولوجيا آنذاك، إلا انه كان هناك العديد من الأساليب البدائية المستخدمة في الحرب العالمية الأولى .
روسيا لم تكن البلد الوحيد التي تستخدم أساليب عفا عليها الزمن، فبريطانيا أيضاً كانت تعتمد على سلاح الفرسان ، والذي فشل إلى حد كبير في مواجهة المدافع الألمانية، ولم تدرك بريطانيا ذلك إلا بعد مرور عامين على بدء الحرب، بعد خسارات فادحة أدركت ان هذه الطرق لم تعد تجدي أمام نيران المدافع !
الموت بأشكال شتى !
هذه الصورة هي واحدة من أكثر الصور أهمية التي شوهدت في السنوات الأخيرة، وبالرغم من أهميتها إلا أنها لم تلتقط من قبل مصور محترف، بل إلتقطتها كاميرا كونيسا على يد والتر كلاينفيلدت البالغ من العمر 16 عاما، والذي انضم للحرب رغم صغر سنه.
بعدما عاد والتر إلى ألمانيا قام بتاسيس متجر خاص للصور التي يمتكلها ، وهذه الصورة تحديداً تم التقاطها خلال معركة السوم، ولم تُكتشف إلا بعد 100 عام تقريبا، عندما تم العثور عليه من قبل ابنه ، هذا الإختلاف في شكل الموت بين الجندي القتيل ووالجندي المصلوب لافت للنظر، وفي فيلم وثائقي للـ بي بي سي ، يقول ابن والتر عن الصور التي التقطها أبيه اثناء الحرب انها اتهام موجه ضد هذه الحرب الوحشية ..
حرص والتر على إلتقاط الصور التي جسدت الحياة اليومية للجنود في الحرب، وحتى ما قبل الحرب ، وما بعد الحرب حيث أسماه ما بعد العاصفة، وصور للحياة اليومية لهم عندما كانوا بعيدا عن ساحة المعركة، يتجولون في المدن الألمانية.
قوات الاستعمار الفرنسية
التقطت هذه الصورة المذهلة بواسطة ألبرت كان، وهو مليونير عاش في أوائل القرن الـ 20 ، كان يقوم بتجميع عادات وثقافات البلدان في جميع أنحاء العالم في شكل صور فوتوغرافية في كتابه أرشيف الكوكب ..
خلال هذه السنوات، كان لابد لكان ان يواجه الحرب، ويضم في كتابه ولو صورة واحدة عن الحروب ، وهذا ما حدث بالفعل، هذه الصورة إحدى صور الحروب بكتابه أرشيف الكوكب، تظهر مجموعة من الجنود أو أفواج الفرسان كما كان يطلق عليهم، ويعتقد انهم من المغرب، فكان معظم هذه الافواج هم السكان الاصليين الذين تم تجنيدهم من على يد القوات الفرنسية لخدمتهم .
جندي استرالي يحمل رفيقه
هذ الجندي الاسترالي يحمل رفيقه الجريح بالقرب من خليج سوفلا في محاولة لعلاجه، تعتبر معركة غاليبولي من أكثر المعارك تأثيراً في تاريخ استراليا، والتي تسببت بخسائر فادحة للجيش آنذاك، ، وحتى الآن يتم احياء ذكرى هذا اليوم في 25 ابريل من كل عام ، ويعرف بإسم يوم ANZAC ..
كان الهدف الرئيسي لحملة غاليبولي العسكرية هو الاستيلاء على القسطنطينية من الإمبراطورية العثمانية، لكنها فشلت، بعدما لقى ما يقرب من نصف مليون شخص مصرعهم ..
خسر الجيش الاسترالي وحده ما يقرب من 50 ألف جندي، هذا العدد كان يمثل ثلثي الشعب الاسترالي حينها، تركت هذه المعركة بصمة قوية في التاريخ الاسترالي حتى الآن ..
فحتى اليوم، وعلى الرغم من أن الاستراليين تكبدوا خسائر أثقل بكثير مما تكبدها في غاليبولي، إلا انه لا يزال يذكرها على انها المعركة الأشرس في تاريخه ..
هرم مكون من 12 ألف خوذة !
كان هذا الهرم من أحد الهياكل المذهلة في مدينة نيويورك 1918، حيث يتكون من 12 ألف خوذة لجنود ألمان ، تم ترتيبها يدوياً بعناية ، وكل خوذة في هذا الهرم تجسيد لشجاعة جندي ألماني تم أسره أو قتله في الحرب، والهرم ككل إشارة للوطنية والنصر وهزيمة العدو.
وعلى الرغم من أنه قد يبدو غريبا ، إلا ان الإحتفاظ بأشياء تذكارية من الحروب والمعارك كان أمراً شائعاً خلال القرن ال20، وإذا كنت تعتقد أن هذا الهرم المؤلف من آلاف الخوذ لجنود قتلى أمر مرعب، فما بالك ببعض الجنود الاستراليين الذين إصطحبوا معهم رؤوس بشرية حقيقية، لجنود أتراك قتلوا في معركة غاليبولي ؟!