نحمد الله ونشكره على نعمة الولاية العظيمة
قمـريٌ أنـتَ أم أنـتَ القمـر ~~~ قُم تكلـم فبِـك أحتـارَ النظـر
هكـذا فِيـكَ جـمـالٌ هـكـذا ~~~ تُوصِلُ القلبَ إلى حـد الخطـر
خَفَقَـانٌ واضَطَـرابٌ حَمِـلُـوا ~~~ حُسَنَ مَمَدُوحي إذا مِتُ الـوُزر
في الليالي البِيـضِ قَـد قَابلتـهُ ~~~ وَعُيونـي سألَـت أيـنَّ القمـر
هاجـمَ الليـلَ بوجـهٍ مُـشـرقٍ ~~~ وعلى الليلِ سنا الوجـهِ أنتصـر
يـا حنـانٌ سمِـحٌ فـي خُلقـهِ ~~~ قُلي ما أنَتَ وهـل أنَـتَ بشـر
تَنـزعُ الأرَوَاحَ مِـن أجسادهـا ~~~ دونَ أن تَتَـرُكَ عينـاك أثــر
طرفُـكَ السَّامـجُ فـي بهمـتِـهِ ~~~ يَسرُقُ الرَوحَ فمن يدري الخبـر
أنـا والحُـبُ كـوَرَدٍ والـنـدى ~~~ كُلُ صُبحٍ رَشحُـهُ فيهـا أستقـر
أنا والعُشقُ كعيـنٍ فـي المـدى ~~~ سَافـرت بيـن سـرابٍ وَمَـدَر
أنـا وَالـوَدُ كَقَطـرٍ يَرَتَـجِـي ~~~ نَبَتَتَ الزيتُونَ مِن فَـوقِ الحَجـر
أو نَخيلٍ سامقٍ يشكُـو الظمَـى ~~~ أو كغصـنٍ دابـلٍ فيـه ثـمـر
أو كشمـسٍ حُرمِـت أَشَراقَهَـا ~~~ أو كنجـمٍ تائـهٍ وقـتَ السَّحـر
مـن تُـرى يعلـمُ إنـي والـهٌ ~~~ فيداوينَـي إذا اللـيـلُ خَــدَر
من تُـرى يعلـمُ إنـي عاشـقٌ ~~~ كُلمـا يُسـألُ وصـلاً يُنتَـهـر
مـن تُـرى يعلـمُ أنـي مُتَعَـبٌ ~~~ أنَهكَ الليلَ معي طُـولَ السهـر
ضحكاتـي بسماتـي موقـفـي ~~~ كُلَ قولٍ من فمي يُخفـي الأثـر
تَعشقُ البحـرَ دمُوُعِـي إذ لهَـا ~~~ بينَ مـوج المِلـحِ فيـه مُستتَـر
يَعشـقُ العقـلَ جُنُونـي إذ لـهُ ~~~ سبلٌ لَلِخـلِ تَهـدَى لـوَ غَـدر
ليسَ لي في العَيشِ قَصدٌ ومُنـى ~~~ غيرَ من أهَوى فموتي لو هَجـر
ولقـد طُفـتُ علـى حَضَرتِـهِ ~~~ صامتـاٌ أُرسَـلُ قولـي بالنظـر
با أميـرٌ حُبُـه فـي خاطـري ~~~ حالهُ جَمراً وَجَمـراً بـل سقـر
يـا علـيُ الـذاتِ يـا أولـهَـا ~~~ أعظميـاتٍ وأعَـلاَهَـا أخُــر
خُذُ حُرُوفي مُسكباتٍ مِـن دَمـي ~~~ ثُـم صَيّرهَـا لِنَعَلَـيـكَ مَــدَر
خُذ بيانـي واقـداً مـن لهفتـي ~~~ ثـم صيـرهُ مديحـاً للحـجـر
حجرٌ مَس ضَرِيَـح المُرتضـى ~~~ أُهدهِ عُمري وشعـري والفكـر
غَابـطُ غـازي نِـعـالاً دَقُـهَـا ~~~ في ثرى صَحَنِـكَ بالفَجـرِ نقـر
كيـف لا والمـلأُ الأعلـى بـهِ ~~~ زاحمت بالسعي أخيـارَ البشـر
كُلمـا تُشـرف أمَـلاكُ السمـا ~~~ خَدمـاً أرسَلَـهـا رَبُ الـقَّـدر
لعـلـيٍ وعـلــيٌ سِـــرهُ ~~~ فَوقَ سَاقِ العَرشِ باللوحِ سَطـر
وَلـهُ فـي كُـلِ نجـمٍ سـابـحٍ ~~~ آيـةُ كُبـرى وَبَالنـورِ صِـوّر
وإلـى كُـلِ بَلـيـغٍ مُصـقَـعٍ ~~~ عن بليـغِ القـولِ مِنـهُ مُنحَـدر
بطلٌ ألوى علـى المـوتِ يـداً ~~~ لو يزيغُ المـوتُ مِنهَـا لنعَصـر
كُلّمَـا يَطَعنـهُ الـدّهـرُ قَـنـاً ~~~ سُنها في سابغِ الصَّبـرِ إنكسـر
قُـل كفـى هـذا أميـرٌ عنـدهُ ~~~ ينحنـي رأسُ عَتيـقٌ وَعُـمَـر
وهُمَـا مـن خيـرةِ اللهِ وَمَــا ~~~ وَجَـدا فـوقَ علـيٍ مُفتـخَـر
كَذَبٌ هذا وموسـى المصطفـى ~~~ وعلـيٌ هـو هـارُونُ الخَـبـر
كَـذَبٌ هـذا ولــولا حَـيـدرٌ ~~~ جَيشُ طهَ يومَ بَدرٍ مـا أنتصـر
كَـذَبٌ هـذا ولــولا حَـيـدرٌ ~~~ لَعـلا دِيـنُ ابَـنَ وَدٍ وَانتَشـر
كَـذَبٌ هـذا ولــولا حَـيـدرٌ ~~~ ما لبنتِ المُصطفى كفـؤٌ نظـر
كَـذَبٌ هـذا ولــولا حَـيـدرٌ ~~~ يأسَ الأشَهـادُ مِـن دَفـعِ سَقـر
كَـذَبٌ هـذا ولــولا حَـيـدرٌ ~~~ ما دَنى المِيعَـادُ وانَشـقَ القمـر
كَـذَبٌ هــذا ولــولاهُ فَـمـا ~~~ خَلقَ اللهُ علـى الأرضِ بشَـر
يا أميرٌ لو دَعَـى نَجـم السمَّـا ~~~ وهو فـي سابِـعِ أُفـقٍ لحَضـر
وَلَـو اسَتوقـفَ مـن أملاكِهـا ~~~ زُمـراً أوقَفـهـا اللهُ زُمَــر
لا تَظِـنـوا كَـفَـرَ العَـبـدُ إذَا ~~~ قلتُ هـذا فأنـا صَعـبُ الفِكـر
فَلَـكُ الجبـارِ لـو قـال لــهُ ~~~ حيدرٌ قِفَ عن مَسارٍ مَـا أعتـذر
ولـو إسَتكشَـفَ خافـي عِلمـهُ ~~~ سيـدُ الأمـلاكِ جِبريـلَ إنبَهـر
ولـو إسَتَوعَـبَ مـا يعلـمـهُ ~~~ صَدَرُ إسرافيلَ ذي الصُورِ إنفجر
مَـا علـى حَيـدرَ إلا أحـمـدٌ ~~~ وعلـى أحـمـدَ رَبٌ لِلـقَـدر
قَد سمَا الفضلُ فَجَازَ المُرتَضـى ~~~ واستـوى عِنـدَ النبـي فَاستَقـر
هَـوَ مـن أدبـهُ مـن عَلـمـهُ ~~~ والـذي عَلـمَ أسمـى وأغــر
إذ هُمـا إثنـانِ عــن ثالِثَـهـم ~~~ عَجِزت أرحامُ نِسـوانِ البشـر
حَيـدَرٌ غنـى فُـؤادي حَاَءهَـا ~~~ وَصَغـى عَقلـي إليهـا فَسَكَـر
يَنجَلي هَمّـي إذا مَـا قِيَـل لـي ~~~ في هواهُ أبنُ زَينـبَ قَـدَ كَفـر
وتَرانـي غَيـرَ أنــي لا أرى ~~~ سابِحٌ فـي بحـرهِ بيـن الـدُرَر
وتَرانـي غَيـرَ أنــي لا أرى ~~~ غَاصَ قلبي في هـواهُ وانغمـر
وَنتَزى طرفـي إلـى رَوَضَتـهِ ~~~ فَرأى أعَجَبَ مَا يُغـري البَصَـر
إذَ رَأى الوَلَـدَانَ وَالحُـورَ بهـا ~~~ طَائِـفـاتٍ بـكُـؤوسٍ وثَـمـر
يَنثـرونَ الـدُرَ نَظمَـاً سَاقِطَـاً ~~~ في جِنَانٍ مِثَـل ديِمَـاتِ المطـر
يَتَسابَـقـنَ بَأخـنَـاسَ الـرَّنـى ~~~ فيُملنَ الرُّوحَ مَـا مَـال الحِـوَر
وتَصافَفَـنَ غَــواريِ البَـهـى ~~~ نَاظِـريَـن لِحَبـيـبٍ مُنتَـظـر
فَسألتُ الحُـورَ مـن تَنتَظـروا ~~~ وإلـى مَـن كُـلُ هـذا iiمُدَّخـر
فَأجَابـوا لِمُحبـي المُرتـضـى ~~~ للـذي حَـبَ عَلـيـاً وشَـكـر
حـيـدرٌ أفـــرَدَهُ اللهُ لَـــهُ ~~~ ليكُـن سَيـفَ قضـاءٍ وقــدر
قَد كَفَتَـهُ ضَربـةٌ فـي غَـزوةٍ ~~~ عَمـلُ الثقَلِيـنِ فِيهـا مُختَصـر
رَجَلٌ مِن فَرطِ مَـا يَطَغـى بـهِ ~~~ في الوغى لو نَظَرَ الصَّخر إنفَطر
وَلَـو إسَتَنجَـدَ حَيـداً مُـدَرِعـاً ~~~ قَلبَهُ رُعَبـاً مِـن الَـدُرَعِ ظَهـر
مُدَرعاً لا لو دَعَى رَضَـوى لـهُ ~~~ لتَهـاوى بيـنَ عَينيـهِ وَخَــر
قُل لِمَن يَمدحُ قَـدرَ المُرتضـى ~~~ في هواهُ خُذ مِن الشُـركِ حَـذر
فهَو مـن فَـوق المَـلاَ إذ أنـهُ ~~~ واقـعٌ بَيَـن الإلــهِ والبَـشـر
أمَـا لـو كَـانَ سَويـاً بَـشـراً ~~~ ما لهُ قُرُصُ ذكـاءٍ قَـدَ سـدر
أمـا لـو كَـانَ سَويـاً بَـشـراً ~~~ ما لهُ عن اللطمةِ والضلعِ صبـر
ولما نادى الأميـنُ فـي السمَـا ~~~ لا فَتى إلا علي والفـاروقُ فَـر
أمـا لـو كَـانَ سَويـاً بَـشـراً ~~~ ما إلى تَجهِيـز سلمـانَ حَضَـر
وَلَمـا انَشقَـت إلـى فاطـمـةٍ ~~~ لِتَلـدهُ الكَعبـةُ وهـي حَـجـر
وَلَمـا مَـد ذُرَاعَـاً مِـن تُقَـى ~~~ وعلـيـهِ عَسـكُـرِ اللهِ عَـبَـر
وَلَمـا بـل وَلَمـا بـل وَلَـمـا ~~~ لا أراهَـا تَنتَهـي أو تُختَـصـر
فهوَ خَيرُ الخَلقِ بَعِدَ المُصطفـى ~~~~ خيرُ من صَـامَ وَصَلـى وَذَكَـر
السلام عليك يامولاي يا ابا الحسنين