- الكاتب الإنجليزي سومرست موم
w. somerset Maugham
ولد سو مرست موم عام 1875 في باريس، حيث كان والده موضفاً في السفارة البريطانية .
كانت والدته مريضه ووصف لها الاطباء الولادة كحل لمرضها فانجبت ابنها السادس ولكنه توفي بعد يوم واحد من ولادته بينما توفيت الام بعد ستة ايام من الولادة في عام 1882 عندما كان في سن الثامنة كان موت امه عليه مزلزلا حتى انه احتفظ بصورتها الى كانب سريره طوال حياته .
بعد موت الام بعامين مات الاب بالسرطان اعيد الكاتب الى لندن ليقوم عمه على تربيته
كان الوضع كارثيا في بيت عمه الذي لم يبد اي عواطف تجاه ابن اخيه
كانت المدرسة الداخلية جهنم اخرى له حيث كان الاطفال يعيبون عليه لغة الانجليزية الركيكة كونه ولد في فرنسا
احدثت مآسيه خلل في النطق لديه
قال في وقت لاحق بأنه استفاد كثيرا في مسيرة الادبية من دراسة للطب حيث شاهد الرجال وهي تموت وشاهد كيف كانوا يحتملون الالم وراى كيف كان بدى الامل والخوف والانفراج
اما اعظم اعماله في رواية of human bodage وهي عبارة عن رواية شبه سيرة ذاتية وهي تعالج حياة بطل القصة واسمه فيليب كاري والذي تربى يتيما من قبل عمه وهو ما حدث للروائي نفسه
بناء على رغبة عائلته درس الطب إلا أنه لم يمارس هذه المهنة , وذلك لأنه كان شغوفا بالأدب ,خاصة القصص القصيرة تمتاز قصصه بأسلوب ساخرمحايد. كان واحدًا من أشهر المؤلفين البريطانيين في بداية القرن العشرين. نال حظوة كبيرة لدى الجمهور أكثر منها لدى النقاد.. من أروع أعماله التي لها أساس واقعي "الرق البشري" وتحكي قصة طالب طب أعرج وقع في حب امرأة لا تهتم بمشاعره . وله مجموعات قصصية منها " الرجل الذي يعرف كل شىء " " "ارتعاشة ورقة", "على شاشة صينية"" "أول شخص وحيد" .ومن أشهر أعماله الكوميدية مسرحية "الدائرة"، التي ترجمت إلى العربية، ومسرحية "الزوجة الوفية" .
وهذا مقطع من قصة الرجل الذي يعرف كل شىء MR. MAN ALL
لا أدري كيف حدث هذا , وجدت نفسي أكره هذا الذي يدعى"ماكس كلادا" قبل أن أتعرف عليه.
في تلك الأيام قد كانت الحرب على أشدها فقد اضطربت حركةُ السفن عابرات المحيطات اضطرابا شديدًا, حتى إنه لم يكن اللمسافر إلا أن يقبل أي مكان يخصص له, ولو كان مكانا ضيقًا على ظهر السفينة.
لهذا فرحت كثيراً أنني تكمنت من الوصول إلى"كابين" ذي سريرين, ولما عرفتُ أن اسم زميلي في الكابين"ماكس كلادا" أخذ قلبي يدق بسرعة إذ سأقضي أربعة عشر يوما في البحر بين "سان فرانسيسكو" و "يوكوهاما" وأنا في صحبة زميل واحد طوال الوقت, خاصة أنه يدعى ماكس كلادا؟! لا شك أنني سأكون أقل تبرما لو كان لرفيقي هذا اسم طريف "كسميث أو براين" مثلاً. وما أن ركبت السفينة حتى تبين لي أن أمتعة" السيد "كلادا" قد سبقتني إلى "الكابين" , وقد كرهت لأول وهلة شكل أمتع وتلك الحقائب الضخمة التي كانت ملصقة يها بطاقات كثيرة تحمل أسماء أكبر فنادق العالم وكان الرجل قد أخرج منها كل أدوات الزينة, ورصها منسقةً على الرف الزجاجي الذي يعلو حوض الغسيل , فتركت حقائبي بالكابين, ثم قصدت إلى غرفة التدخين بالباخرة , طلبت إ من الغلام أن يحضر لي بعض أوراق اللعب لكي أتسلى عليها , فلما جاءني بها أخذت أقتل الوقت بلعبة"الصبر". ولم تكد تنقضي لحظات حتى اقترب مني رجل ناداني باسمي , ثم خاطبني قائلا وعلى شفتيه ابتسامة لا تحمل أي معنى:
- أنا أدعى"كلادا" .. "ماكس كلادا".
قبل أن أنطق بكلمة واحدة , كان قد استقر في المقعد المقابل لي ! فسألته في غير أكتراث أظن أننا شريكان في كابين واحد؟
أجابني : نعم بالتأكيد لأن أن المرء لا يستطيع أن يعرف هذه الأيام من هو الذي سيكون رفيقه في السفر, لكنني سررت كثيرًا عندما عرفت أنك إنجليزي , فمن الخير لنا نحن الإنجليز أن نعيش متلازمين, حينما نكون على سفر خارج بلادنا.
قلت له :هل أنت إنجليزي؟
- بالطبع هل تعتقد أنني أمريكيـًّي . أليس كذلك؟ أؤكد لكَ أنني إنجليزي من قمة رأسي إلى أخمص قدمي!
ولكي يثبت لي أخرج جواز سفره من جيبه بحركة سريعة, وقربه كثيرًا من عيني حتى كاد يلامس طرف أنفي. كان هذا الرجل قصير القامة , أسود الشعر تغطي وجهه سمرة خفيفة. يتكلم الإنجليزية بطلاقة وبأسلوبسلس, وكان لبقاً جداً في كلامه. . كان كل هذا يؤكد لي أني لو فحصت هذا الجواز الذي يقدمه لي بعناية لأدركت أنه ولد بأرض سماؤها صافية , تبعد كثيرًا عن إنجلترا ذاتها. وسادت لحظة من الصمت بددها الرجل يسؤاله :
- ماذا تشرب ؟
فنظرت إليه وقد تملكتني دهشة بالغة , فقد كانت الأوامر تحضر تقديم الخمر في السفن, وكنت متأكداً أن السفينة لا تحمل أيا ً من الخمور. إلا أن السيد "كلادا" لم ينتظر حتى أجيب , وإنما أضاف قائلا على الفور: "ويسكي" بالصودا ؟ .. أم مارتيني؟ ما عليك إلا أن تذكر الاسم فحسب.
وأخرج زجاجة صغيرة من كل جيب من جيوبه , ثم نادى الساقي , وطلب إليه أن يحضر كأسين وبعض الثلج , ثم قال لي بلهجة الواثق المطمئن:
- لا تهتم بالشراب عندي منه الكثير , وإن كان لك أصدقاء في هذه السفينة فأبلغهم أن رفيقك في السفر لديه كافة أنواع الخمور المعروفة في العالم..
لقد كان زميلي كان ثرثارًا , فقد تحدث كثيراً عن"نيويورك" و "سان فرانسيسكو" , وعن أفلام السينما ونقد المسرحيات , ثم أكثر في كلامه عن السياسة و الحرب. وكنت قد أزحت ورق اللعب جانبـا عندما جلس الرجل أمامي , غير أنه لما بدا حديثه الذي لا يكاد ينتهي وجدت نفسي أعود بحركة آلية إلى أوراقي أنسقها من جديد. وفجأة, سمعت السيد "كلادا" يقول:
- كلا , كلا . الأفضل أن تضع الثلاثة فوق الأربعة !
حقاً أنه ليس هناك ما هو أكثر إزعاجا للمرء من أن يحدثه إنسان بما يجب عليه أن يفعل وهو يلعب لعبة "الصبر" . ولهذا , فقد نحيت أوراق اللعب مرة أخرى , و قررتأن لا أعود إليها إلا بعد انصراف هذا الزميل الفضولي الثرثار . ولكن لشد ما أدهشني أنه أمسك بالورق وهو يقول:
- أتحب أن ترى بعض الألعاب الورق السحرية ؟
فأجبته قائلا وقد تملكني الغيظ :
- كلا فأنا أكرهها !
- بل سأريك واحدة منها , ولا شك في أنها ستعجبك.
وسرعان ما قرن القول بالعمل , فأراني ثلاثا منها في سرعة البرق ! ولما قلت له إني ذاهب إلى غرفة الطعام لأنتقي مقعدًا مناسبا لي , صاح قائلا في حماس ظاهر :
- لا داعي لأن تتعب نفسك , فقد اخترت لك بنفسي مقعدًا , لأننا نقيم في كابين واحد , فعلينا أن نجلس معـًا إلى مائدة واحدة.
وكرهت السيد "كلادا" أكثر من ذي قبل . ذلك أني لم أكن أشاركه "كابينـًا" واحدًا أو أتناول طعامي إلى جانبه ثلاث مرات فحسب , بل الواقع أني كنت لا أستطيع أن أجول على ظهر الباخرة دون أن يكون ملازمـًا لي, إلى حد أني اقتنعت أخيرًا بأن الإفلات منه أمر محال , وكان أكثر من ذلك استحالة أن تقنعه بأنه شخص غير مرغوب فيه. فقد كان يعتقد من أنك تسر لرؤيته, تماما كما يسر هو لرؤيتك , ولو أنه زارك في بيتك فأغلقت الباب من دونه وقذفت به إلى أسفل السلم لما خطر بباله قط مع ذلك أنه زائر ثقيل غير مرغوب فيه.
وكان "ماكس كلادا" يتعرف إلى الناس في سهولة بالغة, فلم تكد تنقضي ثلاثة أيام على إقلاع السفينة, حتى كان قد عرف كل من فيها, وكان يشرف على سباق الخيل الخشبية , ويسحب أوراق اليانصيب , ويجمع النقود للجوائز المالية , وينظم حفلات الرقص التنكرية , وينسق البرامج لفرقة موسيقا السفينة. كان في كل مكان , وكان يقوم بكل عمل , وكان إلى جانب هذا أول المكروهين في هذا العالم الصغير الذي تعد السفينة حدوده.
وقد أطلقنا نحن المسافرين على السيد"كلادا" اسم "الرجل الذي يعرف كل شيء" وصرنا نناديه بهذا الاسم , فلم يكن يغضب لذلك , بل إنه كان يجد نوعا من الإطراء لشخصه , والثناء عليه! وكان الرجل أثقل ما يكون ظلا في أوقات تناول الطعام , إذ كنا جميعا تحت رحمته في هذا الوقت بالذات , فهو يناقش كل إنسان , ويتحدث في كل موضوع , ويعرف مالا يعرفه سواه , ولا يدع شيئا مهما كان تافها صغيرًا إلا وجادل فيه , ثم لا يكف عن الجدل بعد ذلك إلا بعد أن ترى نفسك مضطرًا إلى التسليم بما يقول.
كان يجلس معنا إلى المائدة, التي كان يتصدرها طبيب السفينة بصفة دائما , رجل شبيه بالسيد "كلادا" في كثرة الجدل اسمه"رمزاي" وهو أمريكي ضخم الجسم , يعمل في السلك السياسي , قنصلا لبلاده في كوبا. وقد عرفنا أنه كان عائدا إلى مقر عمله , بعد عطلة قصيرة قضاها في نيويورك , ليحضر زوجته التي كانت قد قضت بها أكثر من عام في زيارة لأسرتها.
كانت زوجة السيد "رمزاي" سيدة جميلة صغيرة الجسم , على قدر كبير من روح المرح والدعابة , وتلبس دائما ثيابا بسيطة, فالخدمة في السلك القنصلي لا توفر للقائم بها عادة أجرًا كبيرًا , ومع ذلك فقد كانت لهذه السيدة على بساطة ملبسها صورة تستوقف النظر , لا أعرف كيف أعبر عنها بالكلمات , فهي لا تتميز عن أية امرأة أخرى متوسطة الجمال , وقد تمر بعشرات مثلها في كل وقت في طريقك , غير أنها كانت مع ذلك تشع بهاءً وفتنة , كوردة ساحرة في معطفها القاتم اللون.
ذات يوموكنا جلوسـًا إلى مائدة الغداء كالعادة , تطرق الحديثُ مصادفةً إلى الحلي والجواهر, وكانت الصحف قد نشرت مقالا طويلا عن صناعة الجواهر الزائفة في اليابان , وعن إتقان اليابانيين لهذه الصناعة. وقد عقب طبيب السفينة على هذا الحديث بقوله إن صناعة الجواهر الزائفة قد أصابت من النجاح ما هو خليق بأن يقلل من قيمة الجواهر الحقيقية. فاندفع السيد"كلادا" عندئذ يجادل ويناقش على عادته , وما كنت أظن أن السيد "رمزاي" القنصل يمكن أن يكون هو الآخر خبيرًا بشأن الجواهر الصحيحة والزائفة, غير أنه لم يستطع أن يقاوم عادته فتدخل بدوره في المناقشة بحماس ظاهر . وهكذا احتدمت بين الرجلين معركة كلامية حامية الوطيس. ولعل القنصل قد قال شيئا ضاق به صدر السيد "كلادا" لأن هذا الأخير ضرب المائدة بقبضة يده ليؤكد كلامه , وهو يقول بصوت عالٍ :
أنا أعرف ما أقول , وأنا في طريقي إلى اليابان خصيصا لبحث صناعة الجواهر الزائفة , ولا يوجد في العالم كله من يعرف هذا الموضوع مثلي, أو يقول لكم إن "ماكس كلادا" ليس حجة فيه. إني أعرف أيها الأصدقاء تاريخ كل جوهرة ثمينة في العالم.
وكان الحديث جديدا بالنسبة إلينا عن حقيقة عمل "الرجل الذي يعرف كل شيء" , إذ لم يسبق أن ذكر لنا أي شيء عن عمله , وإن كنا قد عرفنا أنه ذاهب إلى اليابان في مهمة تجارية.
ودار "كلادا" بعينيه يتفحص وجوه الحاضرين , وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ظافرة , ومضت لحظة صمت ثم أضاف يقول :
يتحدث السيد"الدكتور" عن أن صناعة الجواهر الزائفة سوف تؤثر في قيمة الجواهر الحقيقية , ولكني أستطيع أن أؤكد لكم العكس..
وصمت لحظة قصيرة كأنما يريد أن يتبين وقع كلامه في نفوس الحاضرين , ثم استطرد يقول:
- وأؤكد لكِ يا سيدة "رمزاي" أن هذه الجوهرة التي في عنقك لن تفقد مليمـًا واحدًا من الثمن الذي دفعته فيها.
وما إن سمعت السيدة "رمزاي" عبارته الأخيرة حتى انتفضت انتفاضة مفاجئة , وسرعان ما تمالكت نفسها وأمسكت بالسلسلة في بساطة, ووضعتها في صدرها تحت الثوب في أمان , وكأنها تشعر بقلق شديد من ناحيتها!!
ومال السيد "رمزاي" قليلا إلى الأمام بعد أن أغمض إحدى عينيه , وغمز لنا بطريقة ذات مغزى خاص:
- إن هذه السلسلة التي تلبسها زوجتي جميلة ولا شك يا سيد "كلادا".
- نعم , وقد عرفتها من أول نظرة , فهي من أحسن أنواع الماس.
فهزَّ السيد "رمزاي" كتفيه العريضتين وهو يقول:
- الواقع أني لم أدفع فيها شيئـًا ويهمني أن أعرف ثمنها!
فظهرت إمارات الاهتمام على وجه السيد "كلادا" وقال بلهجة من يدلي بنبأ بالغ الخطورة :
- أؤكد لكَ أن ثمنها لا يقل بحال من الأحوال عن خمسة عشر ألف دولار , وإن كان من اشتراها قد ابتاعها من "الشارع الخامس", فلا يدهشني أن يكون الثمن قد ارتفع إلى ثلاثين ألفـًا!
وارتسمت على شفتي القنصل ابتسامة ساخرة وهو يقول:
- قد تكو مفاجأة لكَ يا عزيزي السيد "كلادا" أن تعلم أن زوجتي قد ابتاعت هذه الحلية من أحد المحال التجارية بثمانية عشر دولارًا فقط يوم أن غادرنا نيويورك!
فانتفض السيد "كلادا" في مقعده كمن لدغه عقرب , وصرخ قائلا بصوت تفيض نبراته بالمعارضة والاحتجاج:
- كلا , أبدًا . هذا غير ممكن. إنك تسخر مني يا سيد "رمزاي"!
- أتراهنني ؟ أتراهن بمائة دولار على أنها جواهر زائفة ؟
- نعم أراهنك !
وهنا تدخلت السيدة "رمزاي" في المناقشة التي قامت بين الرجلين , فقالت تخاطب زوجها في صوت هادئ النبرات :
- ولكنك لن تراهن يا عزيزي على شيء تعرف أنت حقيقته من قبل , وإلا ... فإن السيد "كلادا" يكون مغبونـًا في هذا الرهان!!
- كيف تتاح لي فرصة سانحة للحصول على مائة دولار من أسهل طريق , ثم أتركها تمر دون أن أغتنمها ؟ لا شك في أنني لو فعلت ذلك لكنتُ غبيـًّا أحمق !
- ولكن , كيف يمكنك أن تثبت ما تقول , وليس معي ما يدل على الثمن الذي دفعته , إن المسألة كلها لا تعدو أن تكون مسألة أقوال فحسب!
- لست أريد إثباتـًا من أي نوع , وكل ما أطلبه هو أن أفحص هذه الماسات , وسوف أخبركم بسرعة عن حقيقة أمرها , حتى لو خسرت الرهان, فإني رجل شريف.
فأسرع السيد "رمزاي" يقول زوجته:
- انزعيها إذًا من صدرك يا عزيزتي , واتركيها للسيد "كلادا" ليفحصها كما يشاء.
فترددت الزوجة لحظة قصيرة ثم أسقطت يديها إلى جانبيها , وهي تقول:
- لست مستطيعة أن أفتح هذا القفل , وآمل أن يكون السيد " كلادا" على ثقة مما أقول.
وخطر لي في تلك اللحظة أن مأساة توشك أن تقع , وأخذت أدعو الله في سري أن تتوقف المناقشة عند هذا الحد, غير أن القنصل قفز من مقعده فجأة وهو يقول:
- لا بأس . أستطيع أنا أن أفتحه بنفسي.
وقرن القول بالعمل , فمد يديه إلى عنق زوجته وسرعان ما انتزع السلسلة الماسية التي تزينه , وقدمها إلى السيد "كلادا" الذي أخذ منظارًا مكبرًا, وأخذ يفحص الماسات في صمت , وفجأة بدت على وجهه علامات الانتصار , وأعاد الحلية إلى السيدة "رمزاي" وقد بدا عليه أنه يهمُّ بأن يقول شيئـًا .. ولكن نظره وقع على وجه الزوجة مصادفة في تلك اللحظة , فلاحظ أنه قد صار أبيضَ كالثلج , وبدا له كأنها توشك أن تفقد الوعي !.. كانت تنظر إلى وجهه بعينين يطل منهما الفزع وتنطقان بالتوسل والرجاء , وكأنها تتوسل إليه ألا يتكلم .والحق أني دهشت شخصيـًّا لأن زوجها نفسه لم يلحظ شيئـًا من هذا كله مع أنه كان ظاهرًا للعيان!
وأطبق السيد "كلادا فمه ولزم الصمت , وبدا لي لحظتها أنه يبذل جهدًا كبيرًا ليسيطر على
أهم مؤلفات وليام سومرست والتي كتبها في أخر حياته :
بعد أن أمضى الكثير من الوقت في فرنسا ، قرر الانتقال بشكل دائم إلى الريفييرا الفرنسية في عام 1928. حيث اشترى فيلا Mauresque في كاب فيرات ، واستمر في استقبال ضيوفه والكتابة. في السنوات الأخيرة من حياته كتب العديد من المقالات والقصص القصيرة ، والمطبوعات ،منها : مزيد من الكعك والبيرة (1930) ، وزاوية ضيقة (1932) ، دون فرناندو (1935) ، وحتى الجمع(1938) ، وحتى في فيلا (1941) ، حافة السكين (1944) ، آنذاك والآن (1946) ، مخلوقات من الظروف (1947) ، كاتالينا(1948) ، وفن خيالي : مدخل إلى عشر روايات ومؤلفيها (1955). بعد وفاة Haxton .....
أهم الجوائز التي حصل عليها وليام سومرست :
حصل على العديد من الأوسمة خلال حياته ، بما في ذلك رفيق الملكة الشرف (1954) ؛ زميل في مكتبة الكونغرس في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية ، ومنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة تولوز في فرنسا ، ونال زمالة الجمعية الملكية للأدب .
وفاته :
توفي وليام سومرست موم في نيس بفرنسا في 16 كانون الأول 1965. وقد دفن رماد جثته في حديقة جالبين في كلية الملك ، كانتربري في انكلترا.