صــبراً يــٓا قلبُ صــبراً ...!
و دمعةٌ تَنجرُ خلفَ اُخرى
لتُثبتْ أن مٓا فِي الأعمَاق
اصّدق بِكثيـر من أحرفٍ
تُخط بحبرٍ عٓلى صٓفحاتِنا البيْضاء
ملامحُ عينايْ كٓانت اقوى بِكثير من ان اُخفيِها
تـَشْرُدُ بيـنَ خَيالي المُفعمُ بِنفحاتٍ من الجَمال
لِتصطدِم بواقعٍ مُخيبٌ للأمالْ
هُنا اقفُ عاجِزة ...
فالشِتاءُ قَد أومأ لي بِالرحيلِ الأبدي...
و شمسُ قلبي قد الْهبت الضُلوع
تُنادي حَانت اللحظة ُالمنّتظره حانتِ اللحظة ...
غَرزتْ لَهيبُها بينَ حناَيا اضْلُعي المُحرقة..
و ارتَمت سكاكينُ الشوقِ
مُسلطةً لِروحي المُبعثره ..
فَيا قلباً ازِف عليهِ الرحِيلُ الأبَدي...
صبراً...فقد شُيعَت السَعادةُ..سَافرت بعيداً
حيث عالم النِسيان...
حيثُ الشِتائَاتُ البَارِده..
و حيثُ مغيبُ الشَمس...
عَجِبتُ لكَ يا قَلبي كَيف أنك
مُتلألأ رُغم الغَروب المَاحِق...!
ايها القَلبُ المُترنِح في تَقلُبات الزمَان
و بين خزعبلاتِ الدَهر و طَوارقِ الأيام
ايا قلْبي المَوجوع..
اوتَشتكي مِن هِجرتهم دون الرُجوع
و رَحيِلهم الُمباغت بلا دَموع ...
فلو انك تَمهلت يَوماً ..
و ايقنتَ ان الآم القلب ستُصبح لا مُنتهية
لو انك دَققتَ في تَفاصيِل اللحَظات
و ادْركت ان سَعادتها في سُبات
فقط لو علِمت يا قَلبي ان الذكْريات
سَتُصبح جرحاً للزمان ....
جُرحاً مزمناً مدى الأيام
صبراً يا قلبُ صبراً
لعل بَعد الصبرِ ما يُطمأن وجعك و الألام
فحتماً سيُنبتُ الزهرُ و لو بَعد حين ...
و تَتبعثر اوراقُ الورود في رَبيعِ القلوب ...
حَتماً يا قَلبي سَتعود و لو طَال الرحيلْ حتماً ستعُـود....