ناسا تعمل على إيجاد حلول للظروف القاسية التي ستقابل روادها على سطح المريخ
إذا تُرك شخص على سطح المريخ من دون بزّة فضاء، سيتجمد فورا ويختنق ثم يموت في غضون ثوان قليلة، فالهواء على سطح المريخ سام، إذ يتكون بنسبة 95% من غاز ثاني أكسيد الكربون.
أما نسبة غاز الأكسجين على سطح الكوكب الأحمر فلا تتعدى نسبة 0.13% تقريباً، والضغط الجوي عليه يعادل ما على ارتفاع حوالي 38 كيلومترا عن سطح الأرض.
الجو بشكل عام بارد إلى حد رهيب، حيث تبلغ درجة الحرارة 55 درجة مئوية تحت الصفر)، علما أنها قد تصل إلى 25 درجة مئوية فوق الصفر تقريبا عند خط الاستواء، لكن هذا يحدث نادرا جدا، وفي أكثر أيام فصل الصيف حرًّا فقط.
والمريخ مثله مثل الأرض، في طقسه مواسم بسبب ميل الكوكب على محوره وبسبب مداره البيضاوي الشكل على شدة. ففي نصفه الشمالي يمتد الربيع نحو 7 أشهر والصيف نحو 6 أشهر والخريف 5 أشهر والشتاء حوالي 4 أشهر، بما أن السنة على المريخ تقدر بحوالي 1.88 سنة أرضية، ويستمر اليوم هناك أكثر قليلا من 24 ساعة.
ويؤدي تغير درجات الحرارة على سطح الكوكب في كثير من الأحيان إلى عواصف ترابية قوية يمكن أن تعم الكوكب بأسره في بضعة أيام فقط، وعلى الرغم من أن هذه العواصف ربما لن تضر الرواد جسديا، لكن الغبار يمكن أن يؤثر في عمل الأجهزة الالكترونية، ويتغلغل في الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية.
أما الشيء الذي يمكن أن يمثل مصدر القلق الأول لرائد الفضاء فهو الإشعاع الفضائي. فعلى عكس الأرض، ليس للمريخ حقل مغناطيسي يحميه من الإشعاعات الفضائية، وغلافه الجوي ليس سميكا مثل جو الأرض ليحمي سطحه من الإشعاعات.
المشكلة الأخرى التي يمكن أن تواجه رواد الفضاء هي جاذبية سطح الكوكب، التي تبلغ نسبة 38% فقط من جاذبية الأرض، أي أن التحرك بالمركبات أو على الأقدام سيشكل صعوبة بالغة بالنسبة لأطقم العمل.
هذا وتعتمد الاستراتيجية المبدئية لناسا، التي لم يتم الإعلان عن كل تفاصيلها بعد، على إرسال وحدات سكن خاصة في البداية، تكون فيها الأدوات التي سيحتاج إليها الرواد في مهتهم الصعبة، وهذه الوحدات ستسمى (Hab)، وأيضا على إرسال مركبات آلية تحمل اسم (MAV)، وكل ذلك سيتم أولا وقبل إرسال بشر إلى هناك.
وربما ستقوم المركبات بتكسير روابط أجزاء الهواء على سطح المريخ للحصول على الهواء اللازم لتنفس الرواد، وعلى الوقود اللازم لرحلة العودة، بالإضافة إلى احتواء وحدات السكن على الأجهزة اللازمة لإنماء محصولات زراعية في الفضاء، من أجل أن يحصل الرواد على الطعام اللازم.
فالأمر لا يزال محفوفا بصعوبات جمة. وربما تعلن ناسا عن مزيد من التفاصيل خلال الشهور والسنوات القادمة، قبل الرحلة المأهولة الأولى التي تزمع الوكالة القيام بها في عام 2023.
المصدر: سبيس