30/09/2015
الأرقام تكشف المستور وتضع السفاح في المقدمة
المنتخب الوطني لعب 21 مباراة في 21 عاما بسبب الإهمال وعدم الاهتمام
عبدالوهاب النعيمي
لا يختلف اثنان على مكانة وقدرة مهاجمي المنتخب العراقي السابقين حسين سعيد واحمد راضي والإنجازات التي استطاعا ان يقودا المنتخب العراقي لتحقيقها، والكم الكبير من الأهداف التي سجلاها، بحيث تربع الاثنان على عرش هدافي المنتخب العراقي لسنوات طويلة، لكن الأهداف التي سجلها الاثنان لم توثق رسميا، فلاتوجد لدى الاتحاد العراقي لكرة القدم اية سجلات تشير الى عدد المباريات الدولية التي لعبها المنتخب العراقي وعدد الاهداف التي سجلها كل لاعب، واي من المباريات التي لعبها منتخب العراق تم احتسابها دولية والاخريات التي لم يتم اعتبارها مباراة دولية، كل ذلك ساهم في بروز اجتهادات متعددة حول عدد اهداف كل منهما او حتى اللاعبين الاخرين الذين مثلوا المنتخب العراقي وعدد المباريات الدولية لكل منهما والامر ذاته بالنسبة الى اللاعبين الاخرين، لكن الذي كان متفقا عليه بين الجميع ان حسين سعيد هو الهداف الاول لمنتخب العراق يليه احمد راضي اما بالنسبة لبقية الهدافين فتتفاوت الارقام حسب الاجتهادات.
بقي كل ذلك ثابتا ولم يتصد احد لمهمة معرفة الارقام الحقيقة لهدافي المنتخب العراقي وعدد المباريات الدولية لكل لاعب، وبما انه لايوجد شيء ثابت في كرة القدم وان الارقام القياسية وجدت لتحطم، ما سجله كابتن منتخب العراق الحالي يونس محمود من اهداف وعدد المباريات التي لعبها، اثارا فضولي ودفعني بقوة لمعرفة من هو اللاعب او اللاعبين الذين يتصدرون ترتيب المنتخب العراقي بالنسبة الى عدد الاهداف والمباريات؟.

تمثيل المنتخب
ليس هنالك اية احصائية رسمية يمكن الركون اليها واعتمادها لمعرفة الاكثر تمثيلا للمنتخب العراقي والاكثر احرازا للاهداف، لان كل ماهو موجود لايتعدى كونه اجتهادات شخصية سأعرض اثنين منها، وهي الاكثر ركونا اليها من قبل اغلبية من يريدون معرفة المعلومتين التي اشرت اليهما سابقا.
الموقعان هما (Wikipedia) و(RSSSF)، الاول يشير الى ان اكثر من لعب مباريات دولية للمنتخب العراقي، يونس محمود (142 مباراة) يليه حسين سعيد(137) ثم رعد حمودي واحمد راضي (121) لكل منهما يليهما نشات اكرم (113) وهوار ملا محمد (112) وفلاح حسن (110) ثم علي رحيمة (108) ومهدي كريم وعماد محمد (103) لكل منهما، اما بالنسبة الى الاهداف، فيتصدر القائمة حسين سعيد (78 هدفا) ثم احمد راضي (62) ويونس محمود(55) يليه ليث حسين(45) وعلي كاظم(35) وفلاح حسن(30) وعماد محمد وحبيب جعفر (27) لكل منهما ورزاق فرحان (25) وهوار ملا محمد (19).
اما الموقع الثاني، فيبدأ بذات الترتيب لكن بأرقام مختلفة، فيونس في المركز الاول (139 مباراة) ثم حسين سعيد (137) واحمد راضي(121) و نشات اكرم (113) وهوار ملا محمد (112) و علي رحيمة (107) ومهدي كريم وعماد محمد (103) لكل منهما، اما بالنسبة الى الاهداف فيذكر الموقع من لديه 30 هدفا فأكثر حيث يتصدر القائمة حسين سعيد (78 هدفا) ثم احمد راضي (62) ويونس محمود(53) يليه ليث حسين(45).
هنالك قائمة ثالثة اطلعت عليها قبل فترة ليست بالطويلة نشرها حسنين مبارك (المهتم بأرشفة مباريات المنتخب العراقي باللغة الانكليزية)، يذكر فيها ان ترتيب الهدافين كالتالي: حسين سعيد (78 هدفا) ثم احمد راضي (62) ويونس محمود(54) وعلي كاظم(35) وفلاح حسن(29) وعماد محمد (27) ورزاق فرحان (25) وليث حسين(21) كما انه ذكر المباريات التي لعبها كل من الهدافين الثمانية: حسين سعيد (137 مباراة) ثم احمد راضي (121) ويونس محمود(141) وعلي كاظم(82) وفلاح حسن(102) وعماد محمد (103) ورزاق فرحان (62) وليث حسين(77). هنالك ارقام متشابهة واخرى مختلفة، لكن هنالك سؤال مهم جدا يتلخص بمدى دقة الارقام السابقة سيما ان ليس هنالك جهة رسمية يمكن الرجوع اليها في حالة حدوث اي اختلاف بين الارقام، فالمهم هو الدقة وليس صحة الارقام، فالاحصائيات تعتمد على الدقة، اما في حالة غياب الصحة فان ذلك ينسف المعلومة من اساسها، اي لانستطيع ان نعمل اية احصائية. التفاوت السابق في الارقام جاء بسبب عدم وجود اي مرجع رسمي نعتمد عليه لمعرفة المباريات الدولية الرسمية للمنتخب العراقي، سيما ان الفريق لعب مع ذات اللاعبين تحت مسميات متعددة، فمرة كان هو المنتخب العسكري واخرى الاولمبي وثالثة المنتخب الاول، كما لعب المنتخب الثاني او الرديف في بعض البطولات بالاضافة الى المنتخب الثاني معزز ببعض لاعبي الفريق الاول.
اعتماد المباريات الودية
المرجع الرئيسي لكرة القدم في العالم هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبالتالي فان المباريات الدولية التي يجب ان تعتمد ستكون فقط المباريات التي لدى (فيفا)، والتي لها شروط خاصة منها، ان يكون الفريقان اللذان يلعبان اية مباراة يمثلان اتحادين لكرة القدم منضمين الى (فيفا) وان يتم تبليغ الاتحاد الدولي بالمباراة قبل 14 يوما من اجرائها وان يقتصر عدد التغييرات في المباراة على ست اذا كانت ودية وثلاث في البطولات الرسمية ودفع نسبة من دخل المباراة الى الاتحاد الدولي من قبل الفريق الذي يستضيف المباراة او صاحب الدعوة وغيرها من الشروط التي لم يكن قسم منها موجودا قبل عقدين او ثلاثة عقود، حيث كانت المباريات التي يلعبها المنتخب الاولمبي تعتبر دولية، الا ان في العام 1999 تم الغاء ذلك واقتصر الحال فقط على الدورات الاولمبية والتصفيات التي اقيمت قبل دورة الالعاب الاولمبية 1960، والتي شهدت مشاركتنا الاولى اولمبيا، كما تم منع الفريق الاول من اللعب في مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية، حيث اقتصرت المسابقة على منتخبات تحت 23 عاما في التصفيات والنهائيات منذ دورة 1992 الاولمبية. وبما اننا حددنا المرجع الرسمي فأن معرفة عدد المباريات لن يكون صعبا، وبالتالي يمكننا ان نحسب عدد الاهداف الدولية لكل لاعب وعدد المباريات التي لعبها كل لاعب.
ربما يعترض البعض على عدد من المباريات بالاضافة الى غياب مباريات اخرى لم يعترف بها الاتحاد الدولي، لكن كل ذلك يبقى معلقا بانتظار اضافة او تصحيح مالدى (فيفا) وربما يبقى الحال على ماهو عليه، لذلك علينا ان نعمل وفق ماهو موجود ومعترف به. لم يكن الاتحاد العراقي منذ تأسيسه في العام 1948 وانضمامه الى الاتحاد الدولي لكرة القدم في 1950 مهتما بتسجيل وارشفة كل صغيرة وكبيرة حول المباريات الدولية التي يلعبها المنتخب العراقي، الامر الذي ساهم في انخفاض عدد المباريات التي يعترف بها (فيفا) بالنسبة للمنتخب العراقي، فهل يعقل ان العراق وللفترة من انضمامه الى الاتحاد الدولي ولغاية العام 1970 لم يلعب سوى 21 مباراة خلال 21 عاما؟، ومن المسؤول عن كل ذلك الاهمال وعدم الاهتمام؟. ليس موضوعي عن اسباب ذلك، بل عن هداف العراق الاول والاكثر تمثيلا لمنتخب العراق، فعند مراجعتي للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم وجدت ان المنتخب العراقي قد لعب 485 مباراة، لكن هنالك مباراتان لم تكن لدي اية تفاصيل عنهما، الاولى لعبها المنتخب العراقي في السابع عشر من اذار 1986 مع المنتخب العُماني وفاز بأربعة اهداف نظيفة، رغم ان العراق لعب مع المنتخب الروماني في ذات اليوم مباراة ودية تعادل فيها، فكيف يمكن لنفس المنتخب ان يلعب مباراتين في ذات اليوم؟، اما المباراة الثانية فكانت في الاول من شهر حزيران 1990 وجمعت العراق مع الاردن في عمان ضمن تحضيرات العراق لدورة الالعاب الاسيوية التي اقيمت انذلك في بكين وانتهت لصالح العراق بهدفين نظيفين (حسب ما اورده موقع فيفا)، ومع استبعادي لهاتين المباراتين، بقي لدي 483 مباراة دولية لعبها المنتخب العراقي خلال 53 عاما، اي منذ اول مباراة دولية معترف بها من (فيفا) في العام 1962 ولغاية مباراة العراق مع تايلاند في التصفيات المزدوجة لمونديال 2018 وكأس اسيا 2019. لدي بعض التحفظات على عدد من المباريات الموجودة على موقع الاتحاد الدولي، لان البعض منها شارك فيها منتخب العراق الثاني او الرديف كما ان قسما منها لم تكن امام منتخب اول، اما المباريات التي لم يتم احتسابها فعددها كثير، لكن يبقى كل ما ذكرته مجرد رأي لايغير من الواقع الحالي شيئا، لكن ربما يتغير مستقبلا اذا ما اريد تغييره، اما عن الكيفية فساتركها الى وقت اخر. نعود الى المباريات الـ483 التي لعبها المنتخب العراقي حيث فاز في 232 وتعادل في 132 وخسر 119 مباراة، سجل 777 هدفا ودخل مرماه 450 هدفا. احرز اهداف العراق في المباريات الدولية 150 لاعبا سجلوا 768 هدفا في حين احرز تسعة لاعبين اهداف بالخطأ في مرمى فريقهم لصالح العراق. يتصدر قائمة هدافي العراق يونس محمود (53 هدفا) ثم حسين سعيد (49) يليه احمد راضي (39) وعماد محمد(26) وعلي كاظم(25) ورزاق فرحان (24) وليث حسين وهوار ملا محمد(20) لكل منهما وهشام محمد(18) ونشأت اكرم (17). اما بالنسبة الى المباريات الدولية والموجودة على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم للذين لعبوا 100 مباراة دولية واكثر، فسنجد ان يونس محمود يتصدر القائمة (135 مباراة) يليه نشات اكرم (111 مباراة) وهوار ملا محمد(109) وعلي حسين رحيمة (105) ومهدي كريم (103) وعماد محمد (100مباراة) ، وخلت القائمة من لاعبي العراق في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فلم يتجاوز اي منهم حاجز المئة مباراة، وهذا امر طبيعي في ضوء عدد المباريات المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي.
الاكثر تهديفا
يتبين لنا ان يونس محمود يتربع على عرش اللاعبين العراقيين، الاكثر تهديفا ومشاركة مع المنتخب العراقي، ومركزه في مأمن في كلتا القائمتين، فأقرب لاعب اليه على صعيد الاهداف لازال يلعب هو علاء عبدالزهرة وفي جعبته 14 هدفا في حين يبتعد اقرب لاعب لازال يلعب الى الان ضمن صفوف المنتخب العراقي وهو علي حسين رحيمة بفارق 30 مباراة. لو عدنا الى الارقام التي ذكرتها في بداية الموضوع حول اكثر اللاعبين الذين مثلوا المنتخب العراقي، حيث اتفقت القوائم الثلاث التي ذكرتها ان حسين سعيد لعب 137 مباراة دولية، في حين لعب العراق خلال من 1977 الى 1990 وهي الفترة التي مثل فيها اللاعب منتخب العراق 126 مباراة دولية، فكيف خاض 11 مباراة اكثر من المنتخب الذي مثله؟، وهل لعب كل المباريات ام هنالك مباريات كثيرة لم يشترك بها وخاصة في السنوات الاخيرة، واقصد بعد العام 1986؟، ومع عدم ورد اسمه في قائمة اللاعبين الذين خاضوا 100 مباراة دولية واكثر، قررت ان احسب عدد المباريات التي لعبها حسين سعيد، فوجدت انها 85 مباراة، بينما لم تزدد عدد مباريات احمد راضي عن 74 مباراة، رغم ان القوائم التي ذكرتها اوصلت عدد المباريات التي شارك فيها الى 121 مباراة. الارقام السابقة تعلن بوضوح تام ان يونس محمود هداف العراق الاول والاكثر تمثيلا للمباريات الدولية، وهذا دليل بسيط على ما قدمه ويقدمه للمنتخب العراقي. تواجد حسين سعيد واحمد راضي في المركزين الثاني والثالث لايقلل منهما فكل منهما نجم كبير خدم الكرة العراقية وحقق الكثير من الانجازات، وساهم في اعلاء شأن العراق وجعله من بين افضل المنتخبات الاسيوية والعربية. ما ذكرته من ارقام واحصائيات ليست مقدسة او لايمكن المساس بها، بل هي محاولة او خطوة اولى نحو ارشفة تاريخ المنتخب العراقي، لذلك ادعو كل من لديه ارقام اخرى او اعتراضات ان يدلو بدلوه لنصل معا الى الحقائق التي تم اهمالها، فالعمل الذي ادعو اليه لا يستطيع شخص واحد انجازه بل هو عمل جماعي، الهدف منه ارجاع الحق الى اصحابه الذين بذلوا الكثير لاعلاء راية العراق في المحافل الدولية.