عدت مريم نرمة من أول وأقدم الصحفيات العراقيات التي ظلمتها وما انصفتها الذاكرة العراقية.
من هي مريم نرمة؟
اسمها الكامل «مريم نرمة رفائيل يوسف رومايا» المولودة في بغداد في الثالث من نيسان عام 1890 ميلادية، يقول عنها المدون ابراهيم العلاف ان «مريم نرمة» صحفية عراقية رائدة أحبت الصحافة وكانت تكتب في مجلة «دار السلام « لصاحبها الاب انستاس الكرملي . وفي 6 مايس سنة 1937 اصدرت جريدة» فتاة العرب « وجعلت شعارها بلاد العرب للعرب «. ومما جاء في ترويستها انها كانت «مجلة ادبية انسانية اجتماعية غايتها خدمة الفتاة العراقية».
ورغم ان كل كتاباتها عن المرأة ووجوب تثقيفها وتحررها فانها كانت محجبة . توفيت سنة 1973 أما مجلتها فقد تعرضت للخسارة المالية، فاضطرت الى ايقافها بعد ستة أشهر من صدورها.
اهتمام ديني وتاريخي
نرمة التي تعني بالفارسية لطيفة ،انهت المدرسة الابتدائية وعمرها(12)عاما،وبدأت الولوج في عالم الصحافة بنشرها العديد من المقالات الاجتماعية والانسانية في الصحف العراقية الاولى بعد الحرب العالمية الاولى،ولم يمنعها زواجها وهي في عمر(23)عاما من ترك ولعها الصحفي،على الرغم من محاولات والدتها باشغالها وترغيبها بفن الخياطة والتطريز،لكنها ذهبت مع الصحافة على الرغم من كونها متدينة وتطمح ان تكون راهبة وما يدل على ذلك مكتبتها التي اهدتها الى معهد ديني كهنوتي حيث تشير اغلب عناوين تلك الكتب الى الديني والتاريخي وكتب الانجيل وخطب الامام علي(ع)، واول نشرها كان في مجلة دار السلام عام 1921، وكذلك في جريدة المصباح ونشرة الاحد الذائعة في ذلك الزمن،ثم استقلت في عملها الصحافي بعد ان قامت باصدار جريدتها(فتاة العرب)عام 1937 التي تخصصت بمخاطبة المرأة والمطالبة بزيادة وعيها وثقافتها للحصول على حقوقها.
فتاة العرب
كانت مريم نرمة في مقدمة الداعيات الى نهضة المرأة العراقية وتعلمها ، كتبت سنة 1924 مقالا في مجلة (المصباح) البغدادية بعنوان العيشة الزوجية ، قسمتها الى قسمين - هنية وشقية- وقالت إن العيشة الهنية ترتكز على الحب والطاعة والعفة والصفات الحميدة والأخلاق الحسنة وقالت إن سعادة الزواج تكون بالمحبة واتحاد الزوجين بقلب واحد ونفس
واحدة.
وصاحب الأخلاق الراقية يجب أن يكون معلما حاذقا ومديرا نشيطا لزوجته يجد ويجتهد لإعالة زوجته وأولاده ،وارتأت أن تكون الزوجة تلميذة ذكية فطنة تسمع نصائح زوجها وتنفذ أوامره وتقوم بجميع أعمال منزلها وتربي أولادها خير تربية وتمارس الاقتصاد لتكون زوجة صالحة وأما فاضلة ،ووصفت الشقاء الزوجي وما يلاقيه من القسوة والشراسة والعجرفة، لاسيما العوائل التي قامت على الزواج طمعا بالمهور العالية او شغفا بالجمال الزائل والمحبة الفاسدة ، ولم تبخل في نهاية الامر بنصائحها في الزواج وتكوين الأسرة الصالحة القائمة على الاخلاق والحب والفضيلة.
رسالة من اجل الإصلاح
صدر من جريدتها(فتاة العرب)25 عددا في ستة اشهر وكان العدد الاول منها عددا ممتازا بـ 16 صفحة وبقية الأعداد بثماني صفحات وكان طابع الجريدة اجتماعيا ، كما وصفت وكتب عنها، لغرض الإصلاح والإرشاد للمرأة العراقية فهي اول امرأة طالبت بحقوق المرأة العراقية وكانت تحرص على انتقاد الفتيات من اجل إصلاحهن وكتبت مقالا في مجلة(نشرة الاحد) عنوانه «حلم الربيع» كان بـ 11 صفحة انتقدت فيه مدرسة الراهبات لارتداء طالباتها الأزياء العصرية ولها مذكرات مخطوطة جاهزة للطبع وكانت في مجلدين كل مجلد في(250) صفحة، الاول يتضمن مذكراتها العائلية والسياسية والادبية والثاني رأيها بالصحافيين العراقيين وكانت تسكن منطقة الكرادة الشرقية في بغداد وقد وضعت لوحة على باب دارها كتب عليها فتاة العرب، كرمتها وزارة الثقافة والاعلام العراقية سنة1969 كونها من رائدات الصحافة النسائية وذلك اثناء الاحتفال لمناسبة مرور مئة عام على الصحافة العراقية وصدور جريدة الزوراء .
يوسف المحمداوي
منقول
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراقية انا وافتخر
