متري حجار - يعتبر الطرد خلال اللقاء من أكثر الأحداث التي تؤثر على الفريق، حيث أن تناقص عدد اللاعبين يجبر المدرب على تعديل التكتيك اضطرارياً بما يتناسب مع الحالة الجديدة وأيضاً يجبر اللاعبين على بذل مجهود إضافي لتغطية هذا النقص .ويزداد هذا التأثير السلبي كلما كان الطرد مبكراً، ومنطقياً وبنسبة ٩٠ في المئة تقريباً ينخفض المردود وتتعقد الأمور بالنسبة للفريق المنقوص. لكن في بعض الحالات ينتفض الفريق ويقدم أداءً أعلى مما كان يقدمه وهو مكتمل الصفوف …وفي السطور التالية تحليل لأهم أسباب انتفاضة ما بعد الطرد.
العامل الأول …نفسي
إجمالاً يصاب الفريق بالإحباط عندما يطرد أي من لاعبيه ، ويزداد هذا هذا الاحباط مع ازدياد أهمية اللاعب بالنسبة لفريقه . لكن التأثير يكون عكسياً في مرات عدة ويمتلك الفريق الحافز لتعويض غياب نجمه أو لاعبه وبالتالي يقدم اللاعبون كل ما عندهم،وهذه العوامل تعتمد على وجود قائد قوي داخل الملعب ومدرب ملهم خارجه قادرين على استنهاض الهمم. والحالات أكثر من أن تعد وتحصى ومنها حالة طرد زلاتان إبراهيموفيتش نجم السان جيرمان أمام السيتي في دوري الأبطال الموسم الماضي حيث انطلق الفريق وعادل مرتين وتأهل على حساب رجال مورينيو ، وكذلك مونديال العام 1994 في حالتين مع المنتخب الإيطالي أمام النرويج في الدور الأول وأمام نيجيريا في الدور الثاني حيث تمكن الفريق في الانتصار في حالتين وهو منقوص من أحد لاعبيه.
العامل الثاني …فني
في بعض الحالات يكون السبب تكتيكياً ومعتمداً على الفريق نفسه، حيث يلعب المدرب بخطة تحتاج إلى جري كثير، ونقص لاعب ما يعطي مساحات أكبر للجري مما كانت عليه في حالة اكتمال النصاب، ومثالنا الأكبر هو مباراة جنوى وميلان التي انتهت للأول بهدف مقابل لاشيء. فبعد طرد رومانيولي تحسن أداء الفريق خاصة من ناحية الحركة على أرضية الميدان. والسبب أن ميهايلوفيتش لا يعتمد لاعباً مرجعياً في عملية نقل الكرة مما يعني الحاجة للحركة المتواصلة خلال اللقاء من قبل اللاعبين ، وقد توافرت هذه المساحة أكثر مع طرد رومانيولي واستبدال دي يونج بإيلي فنقص عدد لاعبي الوسط فكان الأداء الأفضل.
حالات خاصة كثيرة
أحياناً يؤثر الطرد على الفريق بطريقة خاصة، فبالعودة إلى مواجهة السان جيرمان وتشلسي الموسم الماضي فإن طرد زلاتان أثر على الفريق بطريقة خاصة. فنفسياً تحمل اللاعبون مسؤولية بعد غياب نجمهم بطريقة مميزة خاصة أنهم عادة يرخون عبء تحقيق الانتصار عليه فكانت النتيجة إيجابية مثبتين أنهم قادرون على اللعب من دونه . كما أن نوع زلاتان العصابي والمغرور يضغط اللاعبين في كل حركة وكل خطأ على أرضية الملعب وخروجه أعطى نوعاً من الراحة لزملائه على أرضية الملعب.
فنياً يعتبر زلاتان إبراهيموفيتش نقطة مرجعية في الفريق ويجب أن تمر كل الكرات في العمليات الهجومية منه إن لم تصب عنده. وعندما خرج بالحمراء تحرر الفريق وتنوعت مكامن الخطورة مما أربك تشلسي الذي اعتمد على مراقبة زلاتان بشكل رئيسي وكان التعادل الذي أهل الفرنسيين.
في حالات أخرى لا يؤثر الطرد كثيراً على الفريق عندما يعتمد الحركية وتبادل المراكز والاستحواذ على الكرة ، كما كانت حالة برشلونة والبايرن مع جوارديولا ، حيث أن التناقل السريع للكرة وتغيير المراكز المستمر يسمح للفريق بتغطية أي نقص. لكن في النهاية هذا التكتيك خاص جداً ويحتاج إلى نوعية خاصة من اللاعبين لا تمتلكهم كل الفرق .
الطرد عموماً أمر سلبي للغاية بالنسبة أي فريق ، لكن الشخصية القوية من المدرب واللاعبين تسمح بتلافي هذا النقص . والأمر ليس مقتصراً على العوامل النفسية بل هناك حلول تكتيكية كما رأينا في مواجهة الإنتر مع برشلونة عام 2010 مع طرد تياجو موتا وإيطاليا مع استراليا في مونديال الـ 2006. وخلالهما تراجع الفريقان إلى الخلف بشكل شبه كامل وامتصا هجمات الخصم معتمدين على المرتدات ، بطبيعة الحال فإن حالة الإنتر كانت أصعب بكثير لكون الخصم هو برشلونة صاحب الهجوم الناري ، ولذلك اعتبر التصدي له من قبل عشرة لاعبين انجازاً تاريخياً، وفي المحصلة لكل شيء حل في عالم كرة القدم ، شريطة توافر الإرادة .