عاشت ایدک خوش موضوع راح یفیدنی
خل احضر الجمل کلهن واجی
شكراً لكَ
ساكون بالقرب من هنا
المعجم
تختلف قدرات كاتب عن كاتب آخر ، و بعيداً عن الأسلوب و العوامل الموضوعية الأخرى ، هناك عوامل ذاتية منها ما نحن بصدده ـ أي المعجم ـ و الذي قد يقودنا لعوامل ذاتية يختص بها كاتب دون غيره أو يتشارك بها أكثر من كاتب ، المعجم في أبسط تعريفاته هو ما يكتنزه الكاتب من مفردات ، فكما أن المعجم ـ كالمعجم الوسيط أو لسان العرب ...الخ ـ يضم مفردات يبين معانيها و يتعرض لمفرداتها ، فإن داخل كل واحد منا ـ بوصفنا بشر ننطق لغة معينة ـ معجماً قد يكون متواضعاً و قد يكون ثرياً ، و هذا أمر مرهون باطلاع الفرد و قدرته على الاستيعاب و الحفظ و استحضار المفردة وقت ورود المعنى في ذهنه ، أما لو أردنا التعمق قليلاً في حقيقة مفهوم المعجم فسنجد أنه ليس مجرد هذه القدرة السطحية في التعرف على المفردات و حفظها واستظهارها ، بل الأمر يتجاوز ذلك كثيراً ، إنه القدرة كذلك على المعنى ، و مع أن الجاحظ سبق و قال (( المعاني مطروحة في الطريق )) غير أن الرجل كان في مبحث اللفظ و المعنى ، و خارج هذه العلاقة المقارنة أو المقاربة بين اللفظ و المعنى أجد أن المعاني ليست مطروحة في الطريق ـ مطروحة في الطريق إشارة إلى أن المعنى موجود منذ القدم و نحن نأتي في ما نكتب و نقول بالمعاني ذاتها ـ و ليس أدل من ما أذهب إليه من إمكانية التعبير عن المعنى بأكثر من طريقة ، فهو و إن استدل به بعض علماء اللغة و النقاد على سلطة اللفظ غير أننا باستدلال على وفق المنطق و المنطق الفني يمكننا الخلوص إلى أن الذهن له دوره في تحوير و تعديل و صياغة المعنى ـ ذهنياً ـ قبل أن يتعلق بالجملة النصية ، بمعنى أننا نفكر في المعنى ذهنياً شيء و نورده في جملة مقيدة بالجانب القواعدي للغة شيء آخر ..... يبدو أنني نسيت نفسي و جنحت في طريقة تفكير نقدية ، لنعود إلى بساطتنا و نقول : المعجم ليس القدرة في الجانب اللفظي و مكتنزنا من المفردات فقط بل هو القدرة على تصور المعنى و تعديله و إعادة صياغته و هو معتمد بشكل أساسي على خصوبة الذهن و قابليته على التخيل ..... الخ من أمور متعلقة بالموهبة ، الأمر ببساطة أكبر يشبه ما يجري من تغيير و تعديل في السيناريو ، أو تعديل مشهد في عملية الإخراج .. المعنى الوارد في ذهن الكاتب قد يطرأ عليه تعديل ، لكن هذه التعديلات في المعنى لا يتأتى لكل شخص فهو أمر يعتمد على قدرة الشخص في هذا المجال و هو أمر من خصوصيات الموهبة بالدرجة الأولى و الاحتراف و ممارسة هذه الفعالية الذهنية أو التخيلية بالدرجة الثانية .
حتى الآن هل هذا هو كل ما يعنيه المعجم ؟ برأيي لا .. إذ يمكننا ـ منهجياً على وفق هذه المادة المعروضة في هذا الموضوع و غايتها ـ دمج مفاهيم أخرى و إدخالها ضمن ما أود بيانه هنا تحت مسمى المعجم ... الثقافة بعموميتها تدخل ضمن المعجم ـ لو كنت في بحث نقدي لما أدرجت الجانب الثقافي بل و السيسيوثقافي ضمن المعجم لكنها غاية هنا أدت إلى هذا الدمج ـ فكلما كان الكاتب أوفر حظاً في الثقافة كان أقدر على الكتابة ـ إن كان موهوباً بكل تأكيد ـ و أمكنه أن يوظف هذه الثقافة في كتاباته ... نلاحظ ذلك بوضوح أكثر في النصوص السردية ( الرواية ، القصة ... الخ ) إذ الكاتب الأكثر ثقافة يوفر مساحة كبيرة من مكتنزه الثقافي و المعلوماتي في نصوصه ، أذكر بهذا الصدد الروائية التركية إليف شافاق في روايتها ( القواعد الأربعون للعشق ) فقد غارت تلك الروائية في عمق الثقافة الصوفية لتخرج روايتها متماسكة رائعة زادتها ثقافة الروائية روعة ..... إلى هنا أتوقف كي لا يطول المقال .
واجب و تجربة :
- اختر مفردة و حاول أن تتذكر مرادفات 3 لها و اكتبها .. إن فشلت في التذكر ابحث في معجم لغوي عن مرادفات و حاول حفظها ، داوم على ذلك ما استطعت لتثري معجم مفرداتك
- حاول بناء مشهد معين في ذهنك ، مثلاً : رجل يجلس في حديقة عامة ينتظر حبيبته ، و يطول انتظاره ... ترى لمَ لم تحضر ؟! و حاول إعادة صياغة المشهد و التعديل عليه ، كل واحد منكم حر في تكوين المشهد ، لا تتقيدوا بالمثال فهو لتقريب المعنى .... حاول أن توفر ولو ربع ساعة في اليوم لهذه الممارسة لتنمية ذهنك و خيالك .
- اقرأ شيئاً كل يوم .. معلومة عن بلد ، ثقافة ، لغة ، دين .... الخ ... اجعل ذلك منهجاً يومياً أو شبه يومي .. لتزيد من ثقافتك و معلوماتك .
ملاحظة : سنقوم بافتتاح موضوعات خاصة بما ورد في ( 1 ، 2 ، 3 ) لاحقاً هنا في الدرر لنكون أمام هدفنا عملياً .
محبتي لكم ... لعيونكم ضوء عيني لأنكم سبب الكتابة
ملاحظات قيمة ... تسلم أيدك أستاذ شيفرة
سأحاول مع الفقرة الأولى والثانية ^_^
لي عودة بإذنه تعالى