لماذا قطعتَ قراءتك ؟!!!! كنا قد دخلنا الجو معك نيو ... سامحك الله ... أتمنى عليك ـ لو توفر المزاج ـ أن تكمل قراءتك ... تحية و تقدير أيها المبجلالغراب والحمامة .. نص لـ أديب كمال الدين
.................................................. .
حين طارَ الغرابُ ولم يرجعْ
صرخَ الناسُ وسط سفينة نوح مرعوبين.
هنا .. اشارة الى أن هشاشة الاحساس بالنجاة .. تستفز الرعب والصراخ ( ردات الفعل الفوضوية ) عند توقع الخطر
الغراب ... يحمل دلالته التقليدية جداً في الموروث وهي الشؤم أن حدثاً كريهاً ما سيقع
وحدي – وقد كنتُ طفلاً صغيراً-
رأيتُ جناحَ الغراب،
أعني رأيتُ سوادَ الجناح،
فرميتُ الغرابَ بحجر.
هل أصبتُه؟
لا أدري.
هل أصبتُ منه مَقْتَلاً؟
لا أدري.
لماذا كنتُ وحدي الذي رأى
سوادَ الغراب
ولم يره الناس؟
لا أدري.
الحيرةُ .. المتمثلة بعدم المعرفة .. تشير لها الـ ( لا أدري ) التي كررها الشاعر ثلاث مرات .. وكأنها تضج برأس الشاعر تطرق ذهنه ولا من جواب ...
يخبرنا الشاعر من خلالها ... أن هذا الكائن المسمى انساناً .. لا ينفك عن السؤال .. بلا جدوى بل هو السؤال العصي عن الجواب
( وحدي ) ... ابتدأ الشاعر بها سطراً ... اسقاطاً للاحساس بالغربة .. غربة الوجود .. غربة المعرفة .. غربة المكان .. وغربة اختلاف الرؤية
( كنت طفلا صغيراً ) ... شكل اخر للغربة .. ممزوجاً بالحنين الى السكون .. الذي توفره الطفولة .. هذا المقطع خرج عفوياً من ذاكرة الشاعر الى النص ...
( رميت الغراب بحجر ) ... فعل واعٍ ... أثبته الشاعر هنا .. وكأن المكان انقسم الى معسكرين .. الضاجين بالصراخ والرعب ... و( الطفل ) الغريب عنهم
( هل أصبته ...... الى اخر المقطع )
تعبت هههههه الم أخبركم ... أكملوا قراءة النص .. وحدكم
2.
حين عادت الحمامةُ بغصنِ الزيتون
صرخَ الناسُ وسط السفينةِ فرحين.
لكنَّ الغراب سرعان ما عاد
ليصيحَ بي بصوتٍ أجشّ:
أيّهذا الشقيّ لِمَ رميتني بالحجر؟
اقترب الغرابُ منّي
وضربني على عيني
فظهرت الحروفُ على جبيني
عنيفةً، مليئةً بالغموضِ والأسرار.
ثُمَّ نقرَ جمجمتي
فانبثقَ الدمُ عنيفاً كشلال.
3.
نزلَ الناسُ من السفينةِ فرحين مسرورين،
يتقدّمهم نوح الوقور
وهو يتأمّلُ في هولِ ما قد جرى.
حاولتُ أنْ أوقفَ
شلالَ الدمِ الذي غطّى رأسي ووجهي.
فاقتربت الحمامةُ منّي
ووضعتْ على رأسي حفنةَ رماد:
حفنةً صغيرة،
مليئةً بالغموضِ والأسرار.
4.
هكذا أنا على هذه الحال
منذ ألف ألف عام:
الغرابُ ينقرُ جمجمتي
فينبثقُ الدمُ عنيفاً كشلال.
والحمامةُ تضعُ فوق جمجمتي،
دون جدوى،
حفنةَ رماد!
...........................