هنا

[Gardi]

هناك طرائق كثيرة لتنمية الخيال ... ربما سنفصل القول فيها لاحقاً .. لكنني أشرت في أصل موضوع الخيال و الواقع إلى أهم ممارسة يمكن أن تنمي الخيال لدى الفرد .. قلتُ بأنه لا بد من تأمل الموجودات في الواقع .. و ضربت مثلاً عن طير يقف خلف زجاج شباك المطبخ ... و قلتُ أنه يجب أن نمنح أنفسنا وقتاً للتخيل و أن لا ننقطع عن ممارسته بشكل يومي ... أما كيف نربط الأشياء الهندسية بالواقع : الأشكال الهندسية و فضاءاتها موجودة في الواقع كاردينيا لا في الخيال .. منظر لحافة نهر تستوطنها أعشاب ، هذا واقع و المطلوب منا أن نتخيل معنى آخر بإسقاط تأثير هذا المنظر على ذواتنا و العالم الذي نعيشه و نستخدم التخيل طريقة للوصول إلى نص .... لا تعتذري أرجوكِ .. أنا هنا للإجابة و أشعر بامتنان كبير لمن يسأل

ممتتة للأجابة سيدي
شكرا كثيرا لك

[شيفرة دافنشي]

ممتتة للأجابة سيدي
شكرا كثيرا لك

عفواً كاردينيا .. على الرحب

[شيفرة دافنشي]

درس اليوم


المضمر في النص
ما دمنا نجمع على أن اللغة الأدبية لغة غير مباشرة ، و ما دمنا نقرّ بأن الدلالة التي تجعل من النص أدبياً بالدرجة الأساس هي الدلالة الضمنية ، و لأن الدلالة المقابلة للدلالة الضمنية هي الدلالة الصريحة .. نحن لابد هنا أن نكون أمام لغة لا تصرّح و تخفي بين طياتها الكثير الكثير مما يتطلب من القارئ أن يجهد نفسه للكشف عنه من دلالات ... إذن : النص يضمر أشياء ، يخفيها بلغته غير الصريحة غير المباشرة ، و لأن المضمر تتعدد أشكاله و مستوياته و أساليب إضماره .. و لأن هذا المفهوم النقدي ـ المضمر ـ مفهوم واسع و متشعب سأنتقي من فهمي له ما يناسب غرض الورشة .
إذا كان الكشف عن المضمر يتم بالقراءة التأويلية ـ أي القراءة التي تعتمد على آليات التأويل ـ فإن النص لا بد أن يتوافر على هذا المضمر لكي يتم الكشف عنه فلا معنى للبحث عن مضمر في نص واضح و صريح ، ترى أين المضمر في : رباب ربّة البيت ... تصبّ الخل بالزيت ؟!! مثل هذا البيت الشعري الواضح لا يضمر شيئاً ، كيف يتم إضمار شيء في نص ؟ كيف نشحن النص بدلالات مضمرة ؟ هل نضع ورقة و قلماً و نكتب عدداً من الدلالات المضمرة على هامش الورقة ثم نسقطها على النص ؟! لا بكل تأكيد لأن مثل هذا السلوك الكتابي لن يخرج إلا بــ ( نص ) معاق مشوّه آلي رتيب ... الإضمار يتحقق كلازمة لاعتمادنا اللغة غير المباشرة / الإيحاء / الدلالة الضمنية لا الصريحة .
ببساطة أكثر : من منّا لم يمر بموقف شعوري يتضمن مشاعر كــ : الغضب ، الحزن ، العتب على صديق ، و لكنه يؤثر أن يخفيه في نفسه ولا يعرّف الآخرين به لأسباب مختلفة ، و تتعدد أساليبنا و آلياتنا لإخفاء هذه المشاعر ، نحن هنا نريد إخفاء تلك المشاعر لا إظهارها و لذلك تبقى طي الكتمان ما دمنا بارعين في ذلك ، لكن الأمر يختلف في المضمر النصّي ، نحن نضمره لكننا نترك خيطاً يوصل إليه ، يوصل إليه من يستحقه ككنز لا يمنح مفاتيح أبوابه إلا لمن يستحقه و الذي هو هنا ( القارئ الذكي ) ، ما هو هذا الخيط الذي نتركه ليوصل القارئ الذكي للمضمر ؟ هو :

1. النسق الدلالي الكلي : ببساطة نوضحه ـ لغرض الورشة ـ بأن النص يضم أجزاء ( أبيات شعرية في القصيدة ، أجزاء في الرواية ، مشاهد في المسرحية ... الخ ) فلو قرأنا نصاً نثرياً مثلاً سنلاحظ أنه يمكننا أن نجد سطراً أو أسطر نثرية لها دلالة واحدة ، و هكذا يمكننا تقسيم النص إلى أجزاء لكل جزء منها دلالة أو مجموعة دلالات ، و في مرحلة لاحقة من القراءة يمكننا إيجاد رابط دلالي يجمع بين دلالات هذه الأجزاء ، هذا الرابط هو ما نريد به هنا ( النسق الدلالي الكلي ) إذ كأن النص يسير في نسق يجمع الدلالات المتعددة فيه ليقودنا إلى الدلالة الكلية للنص .... هنا نحن في النسق الدلالي الكلي نترك خيطاً يدل على المضمر الذي أخفيناه في النص و لم نصرّح به ، مثال : قول نزار : أخاف أن تمطر الدنيا و لستِ معي ، فهو قول نصّي يبدو لأول وهلة و كأنه يرسم مشهداً بسيطاً و صريحاً لرجل يخاف المطر و حبيبته ليست معه ، في حين أنه يستبطن في دلالته الكلية أو نسقه الدلالي الكلي أمراً آخر ، أمر حسيّ لا يتناسب شرحه هنا لأنه دلالته تخدش الحياء ، لذا أكتفي بهذا التلميح ... و إنه لمن الإبداع أن نضمر دلالة في نص مؤدى على طريقة السهل الممتنع .
2. إشارة نصّية : مفهوم الإشارة في السيميائيات مفهوم واسع ، لا يعنينا هنا منها إلا بقدر ما نفهمه بشكل مبسط يخدم غرضنا ، تتعدد أشكال و صور الإشارات ، مثلاً يمكننا ترك إشارة ما من خلال :

• مادة أيقونية ( بمفهومها التداولي ) : ببساطة ما أريد إيصاله ـ مخترقاً محاذير منهجية و معرفية نقدية سأُلام عليها ـ هو أن هذه المادة الأيقونية يمكننا تعريفها بوظيفة من وظائفها و هي الوظيفة الاختزالية ، إذ تختزل الأيقونة جملة من دلالات أو كمّاً من دلالات هائلة ، مثال الأيقونة : المادة التاريخية المعروضة بمفردة واحدة كــ : كليوباترا ( حين نعني دلالتها لا الشخصية التاريخية ) ... أكتفي بهذا القدر من إيضاحها لأن ضميري النقدي يؤلمني ههههه .... المهم من الفكرة : نضع مادة أيقونية ـ بالمناسبة لا أعني بالمادة الأيقونية هذه الأيقونات التي نستخدمها هنا في المنتدى ^_^ ـ لتكون إشارة تقود للمضمر في النص .. و كمثال أستل من ( نص ) لي بعنوان ( أمسكتُ عنكِ ) : تأرجحات لابد أن تخلّف سقوطاً من على جسر الجمهورية ..... هنا استخدمتُ ( جسر الجمهورية ) كمادة أيقونية تركت إشارة للملتقط الذكي توصله لو تتبعها إلى المضمر في النص ... إشارة لمن يتصور المكان الجغرافي لهذا الجسر في بغداد ، لمن يربط بين مكانه و تسميته هذه ( الجمهورية ) .
• علامات التنقيط : كالفارزة (،) ، و النقطة (.) ، النقاط المتعددة ( ..) ، و علامات التعجب (!) ، و علامات الاستفهام (؟) ، الشارحة الطولية المائلة (/) الدالة على أكثر من مجرد واو المعية بل الاشتراك و الانتصاف في الدلالة ، و الأفقية (ـ) الدالة على الجمل الاعتراضية التي من وظائفها الشرح خارج متن الجملة ، المفردات التي بين قوسين ( )، و طول السطر ( في النصوص خارج العروض ) كل هذه تترك إشارات لا بد أن تغري القارئ بعناية لفهم الدلالات الجزئية في النص كي لا يقع في وهم القراءة غير المجدية ، مثال : https://www.dorar-aliraq.net/showthread.php?t=561583

نكتفي بهذا القدر من الحديث عن الإشارة النصّية ، و به نختم درسنا لهذا اليوم تحاشياً من إطالة تضر ، على أن نكمل مادة المضمر في دروس قادمة إن شاء الله ... لا بد أن أسجل اعتذاري عن الأمثلة الواردة لأني ما وجدت شيئاً حاضراً في ذهني غير ما انتقيته لنزار مجبراً راجياً من أخواتي و إخوتي العذر في حسن ظنهم بي ، كما لم أجد شيئاً مناسباً في الذهن و أنا على عجالة من أمري إلا بعض ما أدعوها تجوزاً ( نصوص ) لي .. معتذراً و مترفعاً عن أن تكون الورشة محلاً لدعاية أو إعلان .. لكنما هي ( نصوص ) ستجدون فيها ما يوضح المادة المطروحة .. محبتي لكم .. لقلوبكم النقية آية (( سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم )) و بقية سورة يس على شفتي أرددها إيماناً بالأمن و السلام لكم شركاء النبض .
واجب الدرس :

1. اقرأ نصاً لأديب تعتدُّ بأدبيته ، و حاول تجزئة النص حسب الدلالات إلى أجزاء ثم حاول إيجاد الرابط بين تلك الدلالات ، و لمراعاة المقام اختر نصاً صغيراً
2. اقرأ نصاً لأديب تعتدُّ بأدبيته ، و حاول أن تخرج الإشارات فيه ، الأيقونات .. كما فسرّ لنا ما تعنيه علامات التنقيط فيه من وجهة نظرك .
3. لاحقاً لــ (1) و (2) و بعد أن تنجز الواجب المتعلق بهما ، اكتب نصاً ( صغيراً قدر الإمكان ) معتمداً فيه ما تعلمته من الواجبين في (1) و (2) .

[بتول الابراهيمي]

يا أبا الحسن...
شنو هذا !!!! أستاذ شيفرة الدرس صعب مال أساتذة موتلاميذ

[شيفرة دافنشي]

يا أبا الحسن...
شنو هذا !!!! أستاذ شيفرة الدرس صعب مال أساتذة موتلاميذ

تعليق مقلق ... شنو الصعب بي ؟؟ السؤال طريق لتجاوز الصعوبة ... أنتظر ردكِ بتول .. و ردود الأصدقاء .. إن أجمعتم على صعوبته أحذفه

[بتول الابراهيمي]

طيب ..أنه إلي فهمته هو أنو أكتب شي بس بطريقة غير مباشرة مثل بدل ماأكول أنه تعبت وكبرت أكول: أنا كشجرة في فصل الخريف وأسكت مو لأن الفكرة وضحت من ألأشارة...هيج قصدك ..بس المثال شوي ضعيف ماعليك بي بس فهمي للدرس صح لو لا؟؟

[شيفرة دافنشي]

طيب ..أنه إلي فهمته هو أنو أكتب شي بس بطريقة غير مباشرة مثل بدل ماأكول أنه تعبت وكبرت أكول: أنا كشجرة في فصل الخريف وأسكت مو لأن الفكرة وضحت من ألأشارة...هيج قصدك ..بس المثال شوي ضعيف ماعليك بي بس فهمي للدرس صح لو لا؟؟

صحيح .. هذا جزء مما قلته في الدرس .. أعيدي قراءة الدرس بتول و على رواقة كما يقول المصريون

[بتول الابراهيمي]

ههههه خوش ...بس تره الحجي المبطن موحلو..واحد يحجي طك بطك أحسن
آخ منكم ياشعراء تحبون اللف والدوران..

[شيفرة دافنشي]

ههههه خوش ...بس تره الحجي المبطن موحلو..واحد يحجي طك بطك أحسن
آخ منكم ياشعراء تحبون اللف والدوران..

[ثامر الحلي]

لم اجد في الموضوع شئ جديد ولكنه مفيد بعض الشئ لمن لايتقتون النحو والادب.. شكراً لمجهودك