فكرة رائعة حقا" .. شكرا" أستاذ شيفرة لجهودك القيمة
متابعة معكم ان شاء الله
تقييم
الآن نحن مع أولى خطواتنا .. سنكون أقرب للبساطة و التطبيق العملي ـ كما و عدتكم ـ إذ لسنا بإزاء بحث ترقية علمية لأتقصى منهجية علمية تهتم بالضبط المصطلحي ، سنكون مع منهجية ترتسم في ذهني ، منهجية عملية توصلنا للهدف المنشود .
قضايا النص كثيرة .. تلك القضايا التي تنضوي تحتها عناوين كثيرة كــ ( جزئيات النص و أجزائه ، لغة النص و أسلوبه ، التداول و حضوره في النص ، الوظائف النصية التي منها وظيفة التواصل ، النص و النصوص الموازية .......... الخ ) و لن نتشعب باستقصائها إلا قدر تحقيق ما نرجوه هنا .
إن أول مشكلة تواجه الكاتب المبتدئ هي عدم تمييزه بين اللغة المباشرة و اللغة الأدبية ، تلك المشكلة الناتجة من عدم خروجه ـ الكاتب ـ من تلك اللغة التي قضى معها زمناً طويلاً يعبر بها عن احتياجاته و مشاعره أيضاً بطريقة سهلة مريحة ، إذ يكفي أن يقول لصديقه ( أنا حزين ) ليوصل مشاعره ، حتى إذا ما استل ورقة و قلماً ليكتب كتب بالطريقة ذاتها أو بطريقة ليست ببعيدة عن هذه الطريقة أو لنقل اللغة و التي هي لغة مباشرة ، و هو يتصور أن للقلم و الورقة سلطة سحرية تجعل مما يكتبه نصاً أو كلاماً أدبياً !!
هنا يجب أن نفهم ضرورة الخروج عن أطر تلك اللغة المباشرة و الجنوح إلى لغة إيحائية ... و لكي نفهم ذلك نستعين بالموروث الشعبي و بالتحديد المثل الشعبي ففي المثل العربي ( أحمى من مجير الجراد ) فهذا المثل ألمح لحادثة وقعت ملخصها أن قوماً طاردوا جراداً يريدون اصطياده فلاذ الجراد بخيمة رجل فخرج الرجل شاهراً سيفه و منع القوم أن يصطادوه قائلاً بأن الجراد احتمى به و لاذ ببيته ، هنا حين يستخدم هذا المثل يغني مستخدمه عن القول المباشر بأن فلاناً يحمي اللائذ به ، لكن الحق أن مثل ( أحمى من مجير الجراد ) هو قول مباشر أيضاً و لغته لغة مباشرة ، لكن ما حدث في هذا المثل هو ما ندعوه ( الإحالة ) أي أنه ـ المثل ـ أحال لمرجعية تراثية أو لنقل بشكل أبسط أحال لحادثة معينة و استخدم دلالتها ، و إنما أوردت الاستدلال بهذا المثل لكي أدخل للموضوع بشكل مبسط ، إذن ما هي اللغة الإيحائية أو ما هي اللغة المقابلة للغة المباشرة و كيف نتعرف عليها و نتعامل معها ؟ و لتيسير ذلك نأخذ التالي :
- قتل الرجلُ أخاه ( لغة مباشرة )
- قتل الرجلُ ابن دمه ( لغة غير مباشرة )
- استرشد بالغراب ، حثا على ثدي أمه التراب ( لغة غير مباشرة )
في الجملة الأولى نجد اللغة المباشرة حاضرة ، في الجملة الثانية نجد شيئاً من غموض يحضر في معنى الجملة ، أما في الجملة الثالثة فالغموض يشتد أكثر ، الذي حدث هو :
- في الجملة الثانية حضر فن بلاغي ليوصلنا إلى المعنى بطريقة التفت على المعنى الواضح المباشر
- في الجملة الثالثة حضرت الإحالة في القسم الأول ( استرشد بالغراب ) لتحيلنا إلى حادثة هابيل و قابيل ، أما في القسم الثاني ( حثا على ثدي أمه التراب ) فقد تلاعب التركيب البلاغي بالجملة و شدد الغموض و حولنا من المعنى إلى الدلالة .... إذ غدونا مع احتمال أكثر من معنى واحد ، لكن القسم الأول هو الذي سيحدد للمتلقي الدلالة من خلال الإحالة .
المطلوب في الأدب أن لا نكتب بطريقة الجملة الأولى ( قتل الرجل أخاه ) فهذه الطريقة لا تصنع نصاً أدبياً ، و غير بعيد عن الأهمية الإشارة إلى أن الغموض الشديد يوقع النص في مشكلة عدم التواصل ، بمعنى أننا حين نكثف الغموض إلى درجة كبيرة نوقع النص الذي نكتبه في قطيعة مع المتلقي ، و بالتالي ننفي العلاقة التواصلية بين النص و متلقيه بل مع جمهور المتلقين ( باختلاف أذواقهم و ثقافاتهم ...الخ ) تلك القطيعة التي قد تجعل النص غير مفهوم و لا يمكن الوصول إلى دلالة كلية أو دلالات جزئية مهما كانت ثقافة المتلقي و حظه من القراءة التخصصية النقدية ، الأمر الذي يختلف عن النص الذي لا يفهمه المتلقي لفقر معجمه اللغوي و الثقافي ، فذاك نص آخر ، المشكلة في عدم فهمه هو المتلقي لا النص بذاته ، لذلك نجد الكثيرين لا يفهمون نصوصاً لأدباء مبدعين و المشكلة هنا هي في فقر معجم المتلقي اللغوي منه و الثقافي عموماً ، و الأمثلة على ذلك كثيرة لا يسعها المقام .
هنا ننتهي لنحقق تناسب حجم المقال مع البساطة و التدرج ، لاحقاً سنتعرض لمفهوم ( المعجم ) و دوره في الكتابة ... الود كله لكم
جرّب : اكتب من تأليفك 5 جمل ، و حاول تحويرها كما فعلنا مع جملة ( قتل الرجلُ أخاه ) ... أتمنى أن أرى ما كتبتموه لأكون على تصور دقيق للمستوى و القدرة على التحوير و الاستبدال .
...
متابعة جدا..
لك كل الشكر أستاذي
ورشة قيمة .. متابعة لابد منها
شكرا وأكثر ..
جميل جدا
أريدها
ورشة عملاقة لا تقتصر فقط على الكتابة الادبية ... اجدني مهتمة بكتاب الطفل
هل قلت أريد؟؟
كيف صرت هكذا غير مؤدبة ههههه
قصدت أرجو
رائع استاذ شيفرة انه بداية الربيع
بانتظار ان تنضج محاولاتي في راسي اذكر هنا بعض ما اعتدنا عللى استعماله
1- كان متواضعا جدا .
- كان سنبة ممتلئة.( احالة الى البيت الشعري ملء السنابل ينحين تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ)
2- استسلم بسرعة.
- على وجل رمى بالمنشفة. ( احالة الى حلبة الملاكمة اذا رمى المدرب بالمنشفة يعني ان لاعبه خارج اللعبة)
جميله هي العودة الى لغة الضاد بكل جماليتها
الشكر للمبدع ، أعترف أن قلمي كساه الجليد بعد ان جرى في خضم القانون لخمسٍ خلونَ