كاد ان يلوذ بها ... واحداً ثملاً ... يبرئ الوصلَ بهمزة القطع ... لن يتقن اللعبة ابداً .. ليس لنبضه فعل السحر حتى يتعظ الماضون باريحّته ... حروفه القاسية تبري السطور مخالباً .. لعله لا يتقن اجتناء الثمر مما يلاقي ... لكنه اولاً واخيراً مائدة مستطيلة بخطوط دائرية متسعة ... احياناً يحس به انه ( يخوط بصف الاستكان ) كان يحلو له ان يسمع امثاله جدّته المنتقاة ... يضحك كثيرا من ( دجاجة الجاون ) على الرغم من انه كسره لحظة سماعه المثل في لحظته الغاضبة الاولى ... لحسان عنده ... زاوية مختلفة تدمنها ( الخرسة ) التي لم تجد لنزوتها الا وقت الغزو .. او الطوفان على رؤية احداهن .. يقرأ المقال من الخلف ... تعجبه النهايات .. ولصوت النايات المنطلق من جاره المتسكع على قارعة الكتب الماركسية جواز مرور مجاني لقلبه ... يضع قلمه المعتاد على سطوته في جيبه الخلفي .. ينتشي كلما حاول سارق الاقلام الالف سرقته فيمسك بمعصمه ... ينتشي ايضاً حين يسمع امينة ... او كريم حربية ... او حسين الاكرف ... المنشاوي ... او صباح فخري ... لا صلة بينهم غير النغم ... يتابع خليلته حين تلبس عباءتها وهي في محطتها الثالثة من المدرسة .. يتوخى حذراً من مشيتها .. غنجها الطفولي ... كلماتها المفخخة بالاسئلة ... فيطلق العنان لمسبحته مبتسماً خيفة تارة ... وفرحاً طورا آخر ...
حين لاذ بالالف والميم ... لم يفكر في النتائج ... ولعله فكر فترك اقصوصة من ورق رث ... بجانب ما خبّأه في الظرف الملون ... وعادت له ... خائب هو كثيراً يفقد اتزانه حين يلامس آلهته ... مثقلاً بالمقاهي العتيقة ... صالولنات الحلاقة المنتجة ... ضفة النهر ... او ظلال النخيلات المتجمهرة امام داره ... يحلم كل وسادة ... يضع تفاصيل احلامه .. ينسجها وفق ما يريد ... ثم ... يهوي .. منتفضاً بنوم عميق ...
لتبدأ الفوضى بالنشور .....