قد يبدو غريبا أن تشعر المرأة بأعراض اكتئابية، منها الحزن واضطراب النوم والأكل، بعد زفافها الذي لطالما حلمت به. لكن الأمر ليس مجرد تخيل، فهناك بالفعل ما يسمى باكتئاب ما بعد الزواج. ويقدر عدد مصاباته بنحو واحدة من كل عشر عرائس. وعلى الرغم من أن بعض العرسان يصابون أيضا بالحزن بعد الزواج، إلا أنه أكثر انتشارا وشدة لدى العرائس.
وكما هو الحال لدى الأنواع الأخرى من الاكتئاب، فإنه لا يعرف السبب المحدد له.
قد يكون السبب، في بعض الأحيان، في طريقة النظرة التي تنظر من خلالها العروس للزواج. فهناك من ينظرن إليه على أنه هدف كبير بحياتهن، وهناك من ينظرن إليه على أنه بداية صفحة جديدة بحياتهن. وأولئك من يصبن بالاكتئآب.
احتمالية أخرى قد تكون مقدار الضغوطات النفسية الواقعة على العروس للتحضيرات للزفاف وشهر العسل وغيره. فذلك كله قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. كما وأن ضغوطات التحضير للزفاف قد يكون لها تأثيرات إيجابية على العروس. فهي قد تجعلها مشغولة بطريقة إيجابية مع الأهل والصديقات وفي المحلات التجارية، ما يجعلها تشعر بالوحدة والملل بعد انتهاء كل ذلك، خصوصا مع عودتها وزوجها إلى روتين العمل.
الاحتمالية الثالثة قد تكون ما يحدث للعروس من تغيرات جذرية في حياتها بعد الزواج، حتى وإن كانت هذه التغيرات أن تعيش مع إنسان جيد. فهذا يعد تغيرا جذريا، وأي تغيير جذري قد يسبب الاكتئاب. وهناك أيضا احتماليات أخرى.
وتاليا بعض النصائح لتجنب اكتئاب ما بعد الزواج:
● ترك وقت فاصل بين الزفاف والسفر إلى شهر العسل ليومين إلى ثلاثة، فذلك يعطي وقتا للاستراحة من الزفاف وتجهيزاته ويمنح الفرصة لتقبل أمر انتهاء حدث الزفاف. فضلا عن ذلك، فتأخير السفر يمنح الفرصة للبقاء مع العائلة والأصدقاء بعض الوقت بعد الزفاف وليس الانتقال المباشر من ليلة الزفاف المملوءة بالعائلة والأصدقاء إلى شهر العسل الذي لا يوجد فيه غير العروسين. فذلك يسهل عليهما تقبل البقاء بمفردهما.
● عدم العودة مباشرة إلى الروتين المعتاد بعد الرجوع من شهر العسل. فقد تكون العودة مباشرة إلى العمل بعد هذه الرحلة الفريدة من نوعها أمرا يدعو إلى الشعور بالإحباط. فقضاء بضعة أيام بعد شهر العسل قد يسهل التحول من مركز الاهتمام إلى شخص عادي في العمل.
● التحدث إلى الزوج، فعند الشعور بالأعراض الاكتئابية، خصوصا الحزن، تنصح الزوجة بالحديث بانفتاح مع الزوج، فهو سيكون دعما لها ويخفف عنها.
● التجهيز المسبق للزفاف والسفر، فمن ضمن أهم الأسباب التي تجعل العروس تشعر بالفراغ الداخلي والكآبة هي الانشغال الشديد بفترة الزفاف ويليها الفراغ الشديد. ويمكن أيضا القيام بتنظيم نشاطات ليقوم بها الزوجان بعد شهر العسل، منها الخروج إلى المتنزهات والحدائق.
أما في حالة الإصابة الفعلية باكتئاب ما بعد الزواج، فعلى الزوجة القيام بزيارة طبيب أو اختصاصي نفسي، وذلك إن استمر الاكتئاب أو شعرت بحاجة لذلك. فهو مرض كأي مرض آخر ويجب علاجه.
بالإضافة إلى ذلك، فبإمكانها مساعدة نفسها عبر التعبير عن نفسها بممارسة النشاطات الابتكارية، منها الكتابة والرسم والأشغال اليدوية. كما ويمكنها القيام بالعودة إلى بعض هواياتها القديمة. والأهم من ذلك، فهي تنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
وأخيرا، على العروس أن تتذكر أنه لا يوجد سبب للدخول في اكتئاب ما بعد الزواج، بل عليها أن تكون واثقة بزوجها وسعيدة بحياتها الجديدة. فزوجها هو مركز دعمها الجديد وراحتها وسعادتها. كما وعليها عمل كل ما بإمكانها عمله للتحول من حياة العروس إلى حياة الزوجة المثالية بسلاسة.
منقول للفائده