أشارت دراسات كثيرة إلى أن العيش في المدن الكبرى له عواقب وخيمة، على الرغم من جمال هذه المدن وتعدد الخدمات التي يتمتع بها سكانها، وأرجعت السبب إلى الصخب المتواصل والحركة التي لا تهدأ.

ولا شك أن العيش في المدن الكبرى يتسم بالرفاهية، إذ تكثر المدارس فضلا عن وجود الكثير من الفعاليات الثقافية والترفيهية ووفرة أكثر في أماكن العمل وشبكة المواصلات الموسعة، إلا أنه ورغم الرفاهية التي يتمتع بها سكان المدينة فإن العيش في المدن له سلبياته، إذ أظهرت دراسات حديثة أن الحياة في المدن تسبب الإجهاد الذي قد يفضي إلى الوفاة.

على الرغم من الكثافة السكانية في المدن، فإن هناك الكثير من سكانها يعيشون بشكل معزول، وذلك لكثرة المشاغل وضيق الوقت، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإحساس بالضيق، وهذه عوامل تؤدي إلى الإصابة بالإجهاد، وهو ما يؤكده الطبيب جهاد العبد الله، أخصائي الأمراض النفسية في مشفى شارتيه في برلين.

ويشير الطبيب العبد الله إلى أن الفقر والفوارق الاجتماعية في المدينة وضغط الوقت الشديد والشعور بعدم القدرة على السيطرة على وتيرة الحياة الخاصة، كلها عوامل تؤدي إلى الإجهاد أيضا، وهو أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.

ولا يشعر الكثير من سكان المدن بالإجهاد، إلا بعد أن تظهر المضاعفات الجسدية والنفسية له، ومن بين هذه المضاعفات الإصابة بنوبات مرض متكررة، وفقدان القدرة على التحمل والأرق والاكتئاب أيضا.

تخفيف الإجهاد

ولعل أفضل وسيلة لتخفيف الإجهاد تكون بتحقيق التوازن بين التوتر والاسترخاء، وهو ما يراه أيضا الطبيب جهاد العبد لله، مشيرا إلى أن أسهل الطرق المساعدة على الاسترخاء تكون بالتنزه بالهواء الطلق وتخفيف ساعات العمل والنوم بشكل كاف.

كما ينصح بضرورة ركوب الدراجة، فذلك يساعد على الحركة فضلا عن أنها تخفف من الضوضاء التي تسببها السيارات، كما يقول العبد الله.

من جهة أخرى، يرى خبراء التغذية أن للغذاء دورا مهما في تخفيف الإجهاد، فالطعام له تأثير على جسمنا ونفسيتنا، فضلا عن أن هناك بعض المواد الغذائية الموجودة في الأطعمة تؤثر على الدماغ مباشرة والحالة النفسية أيضا، مما يساعد على تخفيف الإجهاد ومن بين هذه الأطعمة الحليب والشكولاتة والفستق والليمون والعدس.