"لما عطلنا مولدات" التفكير والإبداع" ثقلت حقائب الطلاب وتقوست ظهورهم وامتلأت أدمغتهم حشو، استاذي لاتثقل كاهلي بالمعلومات التي سوف انفضها عبر الأيام بل علمني كيف ألقط إشارة، وأرسم قوسها وأصيد صيدها حتى حتى لا تتناثر حباتها هدرا "
لا تعطني سمكة، لكن علمني كيف اصطاد..
عشرين عامًا أدرس، وأذهب وأعود من وإلى الجامعة، المكتبة ، لأخرج فارغ الرأس، عديم التطبيق، لا أشعر بأي نوع وفائدة لدراستي، لا تأثر فيها على حياتي ولا واقعي ولا مجتمعي ولا محيطي
إنهم يعلمونا ما في الكتب مادة جامدة لا حياة ولا صلة فيها لواقع
لا ما يجب أن نعرفه في الحياة ..
ندرس لأكثر من عشرين عامًا لا نعرف لا فقه الواقع ولا فقه النوازل ولا حكم متعلقاته
قد لا يعرف بعضنا حتى ما معنى فقه النوازل، وقد يجد البعض الكلمة صعبة عليه
علمونا أن العلم يؤخذ من العلماء، لكن من هم هؤلاء العلماء ؟!
بينما كنت أقوم ببحثي، كنت أرغب باختيار مجموعة من العلماء أجمعوا على تحريم بعض المسائل ..
وكان أول العلماء ابن حزم ، فسألت
-هل اختاره؟
-فقال لي: براحتك .
فترددت في وضعه فقال لي: أتعلم ما المشكلة؟
قلت له: نعم اعتقد اننا لا نتعلم الأصول في شيء..
فقال: نعم
هذه حقيقة فالمشكلة أننا لا نتعلم ما هي أخطاء هذا العالِم فنتجنبها ونعلم المصيب منه فنأخذ عنه
ترك هذا أثر غاية بالسوء بين الناس، بين طلاب العلم بالأخص بين المقلدين للعلماء .. ومن ثم للعامة
فنحن بشر نخطأ ونصيب، لا شك أن انتشار هذا الفكر في اسقاط العلماء بأخطائهم
دعوة لإسقاط الدين ككل، فلا اعتقد أن ثمة عالم لم يخطأ
الأثر الذي تفاعل في المجتمع ووصل للحد الذي أصبحنا نصنف فيه العلماء بأخطائهم
بغض النظر عن كل ما خدم به الدين أو قدمه في العلم لعلي لم اعرف أو لم يصلني كتاب يفصل العلماء
ولم يحاول أساذتي تعليمي كيف يمكنني معرفة صواب العالم وخطئه
نعم أضم صوتي لصوت صاحب المقولة لا تحشو عقلي يا أستاذي بما لن يفيدني ..
ليس أستاذي في المدرسة هو من يحشوني بمعرفة لا فائدة لها فقط بل معلمي بالحياة أيضًا قد يكون خالي، عمي، أبي أمي جدتي، خالتي
فمشكلة أغلبنا في التعامل مع أهله أو محيطه، لو لاحظنا الحياة أننا لا نتعلم المفيد بقدر ما يخوفونا من الوقوع في الأخطاء أولًا فمتى تعلمنا أول مرة الخطأ؟
ليس قبل أن نقع فيه بل حين ضُربنا لأننا وقعنا فيه،
رغم أنك قد تكون هذه أول مرة تعرف فيها أن هذا خطأ لا يجب عليك فعله
وهذا أسلوب حياة نعيشه ونتوارثه أجيالًا تليها أجيالًا ..
تقع المشكلة فينا أيضًا حين نلغي دورنا كأشخاص مؤثرين، في حياة أقربائنا المقربين،
المحيطين بنا والممتصين منا بعض مبادئهم وحياتهم، من نكون لهم نسخة يطبقونها على حياتهم وواقعهم،
عليك أن تتعلم الصواب لأنك يومًا ستكون أستاذًا
أنت انعكاسة جيل لجيل يليك يأتي بعدك ويظن نفسه أعلم منك
فكن أنت المعلم الأفضل وضعه مبدأ لحياتك