نوافذ صغيرة ..~|
تنهدات تخرج ..
..
عليّ أن أغلق عيني لأنام ..
أريد أن ينعم شئ بالراحة على الأقل ..
ذلك الفكر أو تلك العيون أي شئ ..
فأمامي في الغد يوم طويل ..
غاصت .. مجدداً في الظلام أعيني ..
...
ليلةٌ تَعبرُ بِيَّ كمركبةٍ فَضَائِيَّـة ، سرعتها تتعدى الواقع والخيال
ألوانها فَوضويَّـة ، لا تظهر لوناً واحد أم هو خليط من الألوان ..
..
اتجهت بنظري للنافذة
النظرة معتمة تماماً .. السماء صافية السواد ..
والضباب طغى على الكون والفضاء ..
..
فكرت .. تفاصيل الحياة .. أمنياتي العالقة في الخيال ..
تلك التفاصيل الأقل دقه التي تتنامى مع مرور الوقت .
والتفاصيل الناميَّة فِي الأكواخِ الصَغيرة المبعثرة
القابعة فِي الغابات التِي تَنمو فيها الأشجار بدرجة كبيرة ،
حتى
بالدرجة التِي أكبرُ فيها أنا ..
الأيام التي مرت ..
وتمر ..
المواقف التي صنعها التعايش ..
الأمور المقدرة .. كلها .. وتجارب الحياة التي أختارها
أو لا أختارها .. تصيبني بالدهشة
ويصيبني التعجب من سرعة النمو ..
المنتشر بجسدي ..
وسرعة المواقف المنتشرة في الحياة
أندهش من الأمور التي أتعامل فيها وفق ما أريد..
أو لا أريد ..
تلك الصداقات القابعة في أعالي السماء .. تلك التي تحمل أحيانا
صواعق قاتله ..
أو مطراً أكثر امتصاصا للآلام ..
لكن الآن .. و .. الآن فحسب ..
هَذه التَفاصيل و كذلك تَفَاصيلي أصبحت رماديَّـة
تشبه الضباب الذي أراه في الكون .. أمامي ..
عميقة .. هي الأمور التي أسير متألمأ.
أصبحت تجرحني ..فيسيل دمي على تراب الأرض
قدر الحزن المتتابع في هذه الحياة ..
.. وقدر الألم النابض في كل هذه الأوطان .. الغريقة ..
حتى في نشرة الأخبار المتهالكة التي تبث كل الأحوال عن العالم ..
في هذا المحيط الحزين .. المحبط والمخيب للآمال
أجدني أعيد التفكير ..
أمور كثيرة تحدث .. قد نستوعبها .. وقد تأتي وتمر بدون أن نفهم كيف أو متى بدأت ؟ !!
أشخاص يجتاحون المواقف .. والتجارب .. دون أن نعلم من أين أتوا ..
ولم تواجدوا ..
قد نؤلم شخصاً بغير قصد ..
قد نفعل أمراً سيئاً.. بعد توبة .. قد تلهينا الدنيا عن طاعات ..
قد نحزن كثيراً ونكتمه في داخلنا ..
تفاصيل كثيرة يستحيل عليّ أن أحصيها وأرتبها في أوراق
أو تخطها أقلامي بتتابع
...
..
تفاصيل يصعب عليّ مشاركتها أحد أيضاً ..
ويصعب عليّ كتمانها داخلي بهدوء..
..
فقط وحده الرجاء .. المنبعث من قلوبنا قبل
أن يصل حتى لشفاهنا .. هو
الأمل الوحيد الذي يجعل من قلبي
أرضاً رطبة تتساقط عليها تلك الأمطار الرائعة .. حديثة العهد بالله ..
تبلل أماكن الحزن فينا بأمنيات سماوية
بتوسلات دامية لتلك الأعين ..
فأهدأ ما شاء الله لي أن أهدأ .. لأجد
لوحة جميلة ملونه ..
بريئة كأحلام الأطفال تماماً .. وكحديثهم العذب عما يشكل عليهم
تزين أعيني .. فرحاً وسرورا ..
...
صحيح ..
لم يتمنى أحداً أن يفقد عزيزا أو صديقا .. أبداً
لكن
بذلك الاتجاه وتلك التفاصيل الرمادية .. رأيت الوحدة كم هي صعبة
كم هو صعب أن نسرف في الابتعاد عن الجميع ..
وكم هو صعب أن نتعمق في التقرب إليهم أيضاً ..
رغم ذلك .. تبقى تلك الروح متذبذبة
بين مناجاة لله أن يهبنا زيارات مفاجئة
وبين حلم نتلمسه أمام أعيننا قبل النوم .. نأمل واقعيته .. ونرضى به حلماً صغيراً قد يكبر وقد لا يفعل ..
على الأقل
ستنعم القلوب براحة بسيطة وبسمه أرق من أن ترسم على
وجوهنا ..
::::
أشعر بحنين عميق إلى روحانية الحرم ..
بياض السماء .. والقلوب .. والهواء .. والصباح
تلك البقعة الطاهرة التي تطهر قلبي وروحي من كل حزن ..
وتلك الدمعات المتلهفة للسقوط من أول الطريق إليها
تأتي من أعماق قلبي
أشواق عميقة ..
ممتلئة بالفقد
بقدر خوفي من تلك التفاصيل السابقة كلها ..
بقدر ما أتوسل لله دوماً أن لا يصيب أحد بسببي سوءاً قط ..
أولئك الأشخاص الذين كنت في حياتهم يوماً عرفتهم .. وعرفوني .
أو حتى عرفتهم ولم يعرفوني ..
أو عرفوني ولم أعرفهم ..
تشرفت بمقابلتهم
وتحدثت معهم ..
تطفلت بحياتهم .. أو منحتهم بعض الأمور الصغيرة ..
وتلك القلوب التي في داخلي تماما ممزوجة بقلبي .. أيضاً
كلها .. لا أرجو لها إلا الخير ..
وأبعد الله عنها السوء ولو كان أنا ..
ربَـاه أثِقُ أن الدُعاء نوافذنَـا السريَّـة .