حكاية ابن ملجم عبرة ليعرف المرء فرق المحبة اللسانية أي الظاهرية
والمحبة القلبية ....
بعد أن أصبح أمير المؤمنين خليفة للمسلمين كتب رسالة إلى عامله في اليمن وطلب منه أن يعامل الناس بالعدل والمرؤه وفي الختام طلب منه أن يبعث له أشخاص من خيرة وأفضل الناس لأمر خاص إلى أمير المؤمنين.
فإختار مئة شخص وإختار منهم العشرة الأوائل من الأفضلية وأحد هؤلاء العشرة كان ابن ملجم المرادي. وعندما وصلوا إلى الإمام وكان ابن ملجم رجلاً شجاعاً وفصيحاً متحدثاً تكلم مع الإمام بالنيابة عنهم جميعاً وقرأ شعراً نظمه بنفسه في مدح أمير المؤمنين (ع).
ومن ضمن كلامه قال: بأننا نفتخر أن تأمرنا ونحن بخدمتك وسيوفنا جاهزة لنحارب أعدائك .
طلب الإمام علي (ع) أن يقابله شخصياً فيما بعد سأله: ما أسمك ؟
قال: عبد الرحمن
سأله الإمام: ما إسم أبيك ؟
قال: ملجم
سأله الإمام: ما إسم قبيلتك ؟
أجاب: المرادية.
ثم كرر الإمام ثلاث مرات : هل أنت من قبيلة المرادية ؟
أجابه ابن ملجم : أجل يا أمير المؤمنين.
ثم قال أمير المؤمنين: أن لله وأنا إليه راجعون ؟
وسأله: هل كانت مرضعتك يهودية ؟
وسأله الإمام: عندما كنت تبكي هل كانت مرضعتك تقول لك: إنك أسوأ
من عاقر ناقة صالح ؟
قال ابن ملجم: أجل أنه كذلك.
عندها صمت الإمام وأمر أن يستضيفوه . بعد مضي فترة مرض إبن ملجم
ولما لم يكن معه أحد في الكوفة يعتني به، ذهب أمير المؤمنين بنفسه ليعتني به حتى شفي تماماً.
ابن ملجم أحب أمير المؤمنين لدرجة قال له: يا أمير المؤمنين لن أتخلى عن خدمتك وسأمكث هنا.
فقال الإمام: إنا لله وأنا إليه راجعون.
سأله ابن ملجم: ماذا تقصد من قراءة هذه الآية ؟
فأجابه الإمام: إنك ستقتلني.
دهش ابن ملجم من سماع هذا الأمر وفكر بأنه يحب أمير المؤمنين ولكنه لم يكن يعلم بأن الله يريد أن يمتحن الإنسان.
فضرب ابن ملجم على رأسه وقال: يا أمير المؤمنين أقتلني الآن حتى لا يحصل هذا الحادث .
فقال له الإمام : مازلت لم تفعل شيئاً كيف أعاقبك قبل أن ترتكب الجناية؟
إشترك ابن ملجم في حروب صفين والنهروان مع أمير المؤمنين .
عندما غلبت جيوش الإسلام الخوارج قال ابن ملجم : يا مولاي آذن
لي أن أذهب إلى الكوفة وأبشر بالنصر .
فقال له الأمام: ماذا تقصد من هذا العمل ؟
أجابه: أريد أن أرضى الله مني بأني أبشر الناس بنصر أمير المؤمنين
فأذن له الأمام وأخذ بيرقاً بيده وانطلق الى الكوفه 0 عندما دخل الى
المدينه صرخ البشاره ، البشاره عندما كان يعبر الأزقه وصل الى بيت
إمرأة حسناء وثرية تدعى (قطامة) ولكنها كانت فاسدة وذات أخلاق سيئة
عندما سمعت الخبر فاستدعت ابن ملجم لتسأله عن أبيها وأخيها. ثم أخذت تلك المرأة ابن ملجم إلى البيت وإستضافته . فأحبها ابن ملجم كثيراً ونسى دينه وإيمانه فسألت قطامة عن أبيها وأخيها اللذين كانا في الحرب مع الخوارج فقال ابن ملجم بأنهما قتلا. فحزنت قطامة من سماع هذا الخبر السيء وبكت كثيراً حتى ندم ابن ملجم من قوله.
نهضت قطامة بعد قليل وذهبت إلى الغرفة الثانية وزينت نفسها ورجعت إليه فإهتز قلب ابن ملجم عند رؤيتها.
ابن ملجم الذي كان أسيراً لهواه ونزواته فخطب قطامة ولكنها قالت: إذا كنت تريدني فعليك أن تدفع مهري الغالي.
أجاب ابن ملجم: أقبل به مهما يكون .
قالت قطامة: إنه كثير قليل من النقود والمجوهرات والعطورات والمسك والعنبر.
قال ابن ملجم : ماذا بعد ؟!
أجابت قطامة: إنه ثقيل . ثم نهضت وخرجت من الغرفة وزينت نفسها بشكل آخر ورجعت فجن جنون ابن ملجم عندما رآها وقال: ماذا بعد ؟.
قالت المرأة: قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
إندهش ابن ملجم كثيراً وقال بعد لحظات صمت: إنه صعب إمهليني أفكر بضعة أيام ، وفي اليوم التالي حضر رسول من اليمن إلى ابن ملجم وقال له بأن أبيك وعمك توفيا وإنك وارثهم الوحيد .إذهب واجمع أموالك وثروتك.
فرح ابن ملجم كثيراً وفكر في نفسه بأنه سيأخذ النقود ويعطيها لقطامة. لهذا ذهب إلى الإمام وقال: لقد توفي أبي وعمي في اليمن أريد الرجوع إلى قبيلتي . أكتب رسالة إلى حاكم اليمن ليساعدني في جمع الأموال فكتب الإمام علي (ع) رسالة له.
ذهب ابن ملجم إلى اليمن وفي منتصف الطريق إنتشر ظلام الليل ورأى ناراً من بعد فكر في نفسه من الأفضل أن يقترب من النار ويقضي الليلة هناك عندما إقترب إلى النار صرخت الجن فجأة حضر قاتل أسد الله.
فزع ابن ملجم كثيراً وبأ يرتجف إثر الخوف . فرجمته الجن حتى لم يستطع المكوث هناك فهرب مسرعاً وتعباً.
وصل اليمن وأعطى الحاكم الرسالة فساعده في جمع المال ثم سار إلى الكوفة .
ولكن في منتصف الطريق هجم عليه قطاع الطرق وسرقوا كل ما يملك .
إحتار في الصحراء وبعد ساعات وصل إلى قافلة وكان فيها إثنان من الخوارج يشاركونه الرأي .
قالا بأنهما ذاهبان ليقتلا أمير المؤمنين (ع) ومعاوية وعمر بن العاص لعنهما الله .وحسب أعتقادهما بأن هؤلاء الثلاثة سبب الإختلاف بين المسلمين فقرر الإثنان أن يقتل كل واحد منهم معاوية وعمر بن العاص وابن ملجم قبل أن يقتل أمير المؤمنين فوصل إلى الكوفة وذهب إلى بيت قطامة .
تلك العاهرة أحضرت له المشروب بنفسها سكر ابن ملجم ولم يشعر بنفسه وقع على أرجل قطامة وطلب منها الوصال ولكنها أجابته:لن يحصل هذا حتى تقتل علي فوصل ابن ملجم إلى حد الجنون قال:سأذهب
الآن وأقتل أمير المؤمنين(ع) ولكن قطامة أجابت:كلا لا يمكن هكذا هذا الآمر يحتاج لتمهيدات وأخذت سيف ابن ملجم دفعت ألف درهم ليحدوه ودفعت ألف درهم ليضعوا السم عليه.
في الليلة التالية ضرب ذلك النذل بالسيف رأس أمير المؤمنين في المحراب عند الصلاة وإثر ذلك الجرح أستشهد وصي النبي بعد يومين
تهدمت والله أركان الهدى
الصّلاة على أمير المؤمنين (عليه السلام(
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ والآخرين، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .