السيد وزير خارجيتنا المبجل يصرح بأن ( العراق أعطى كل ثرواته للعراقيين وعليهم أن يبذلوا كل شيء في سبيله ) وهنا نود أن نعرف عن أي ثروة يتحدث الدكتور الهُمام باعتبارنا من أبناء الشعب الفقراء ؟؟ هل هي مبلغ 1000 مليار دولار التي نهبتها الحكومة منذ عام 2003 ولحد الآن ؟؟ أنا شخصيا باعتباري عراقي لم أقبض دينارا واحدا من الثروة التي يتحدث عنها الجعفري ، علما إني قد قدمتُ حياتي للعراق أكثر من مرة حتى اكتشفت إني أصل إلى حافة الموت ليعيش اللصوص وسُراق المال العام في بلدي ، فتركت التضحية بحياتي من اجل اللصوص .
منظمة الشفافية الدولية أكدت أن اكبر فضائح الفساد في التاريخ هي فضائح الفساد في العراق (وحطوا ألف خط تحت كلمة التاريخ ) ، هذا ما أعطته حكومة العراق المقدسة للعراقيين ، ولله در فيلسوف الشعر العراقي احمد مطر حينما قال في قصيدته نموت كي يحيا الوطن :
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن
من بعدنا تبقى الدواب والدمن
نحن الوطن
إن لم يكن بنا كريما آمنا
ولم يكن محترما
ولم يكن حرا
فلا عشنا ولا عاش الوطن
السياسة الرعناء أوصلت البلد إلى كارثة ما مثلها كارثة ، فخيرة شبابنا يُقتلون يوميا على يد أرجاس العصر داعش وسلموا رقاب أولادنا للشر ليذبح فلذات أكبادنا وتسيل دمائهم من اجل أن تبقى الحكومه ومن على شاكلته على سدة الحكم ليطالبونا بمزيد من التضحيات والدماء وهم هنا يحاولون أن يقنعونا أنهم هم العراق والولاء للعراق مقترن بالولاء لهم وأن مقياس الوطنية وحب العراق يجب أن يمر بهم ، وان لا معنى للعراق بدونهم .
وهذا السيد النائب شعلان الكريم يصرح على إحدى الفضائيات بأنه لا يملك بيتا وانه ( كاعد إيجار ) وإن إيجار بيته الفخم يبلغ 50 ألف دولار بالسنة متناسيا النازحين من أهالي صلاح الدين التي انتخبته ، ومتناسيا انه وأمثاله كان السبب الرئيس في جر الشعب السني إلى كارثة داعش التي تفجرت من ساحات الاعتصام التي أسسها الكريم وعصابته , وكان نتيجتها إن معظم سنة العراق أما مهجرين يعيشون في ظروف لا يعلمها إلا الله وصالح المطلك أو يرزحون تحت ظلم داعش ، والشيخ كريم يقول من على شاشة إحدى الفضائيات إن ( حوصلته زغيرة ) في الحق ولا يتحمل الظلم ، وهنا نود أن نقول للشيخ المبجل : الم يسمع بموت أربعة أطفال من النازحين بسبب الحر والعطش في مخيم النازحين في شمال الضلوعية التي تبعد عن بيت الشيخ الكريم ثلاثين كيلو متر تقريبا ( معظم هذه المناطق انتخبت الكريم لعضوية مجلس النهاب العراقي ) ؟؟؟ الم تتورم ( حوصلته ) من الظلم الذي يحدث لأبناء جلدته ، الم يعلم السيد النائب أن مبلغ الإيجار الذي يدفعه لبيته يكفي لشراء 300 مبردة هواء ( إيرانية الصنع ) لمخيمات النازحين المنتشرة حول بيت النائب ، ولكننا نعلم أن سيادة النائب يتحفظ على شراء البضائع الإيرانية باعتباره ضد المد الصفوي القادم من إيران باتجاه العراق ، لذلك بإمكان السيد النائب وبنفس مبلغ الإيجار أن يوفر 70 ألف قالب ثلج تقريبا يوزعها على مخيمات النازحين ليجعلها الله في ميزان حسناته وحتى تشفى حوصلته الكريمة من الورم . أو بإمكانه وبنفس مبلغ الإيجار أن
يوفر 100 خيمة تقريبا للنازحين تستر وتكفي مئة عائلة ويستطيع أن يكتب عليها وبالخط العريض ( هدية الشيخ شعلان الكريم للنازحين ) لتكون له دعاية انتخابية مستقبلية حتى يُعاد انتخابه مرة أخرى ، أو بإمكانه توفير وجبة غذاء لخمسين ألف نازح باحتساب أن كل فرد يكفيه دولار واحد للوجبة الواحدة كحد أدنى ، أو بإمكان سيادة النائب أن يوفر بمبلغ الإيجار ( إلي الله ورطة وصرح عنه ) أن يشتري دشاديش نسائية ( بعدد 17000 ( سبعة عشر ألف ) باحتساب إن سعر الدشداشة الواحدة ثلاثة دولارات كحد أعلى ) لستر أعراض النازحين الذين تركوا حالهم ومالهم عند دخول داعش إلى مناطقهم ، وستعتبر دعاية انتخابية له أيضا يستفاد منها مستقبلا بالإضافة إلى الثواب والأجر من الله إذا كان سيادة النائب يعرف الله .
السياسيون من كل الكتل والطوائف يحاولون أن ( يقشمروا ) الشعب المسكين بألف طريقة وطريقة ولكن الذي تعرض له المجتمع بعد داعش يعتبر انعطافة مهمة في عقلية المجتمع العراقي ، فلا أتصور أن الشارع العراقي سيُعيد انتخاب ( هاي الشكولات )مرة أخرى بعد الذي عاناه ، وإذا انتخبهم مرة أخرى فنستطيع أن نقول عظم الله أجوركم في الشعب الميت فأقيموا له مأتما وعويلا .