إسبانيا: علماء يستعينون بمخطوطات عربية تاريخية لفهم التغيرات المناخية الحديثة
استعان علماء من إسبانيا بمخطوطات عربية يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، بهدف وضع تصور حول المناخ في الماضي، للمساعدة في دراسة التغيرات المناخية الحالية.
وقام العلماء وهم من جامعة "إكستريمادورا" الإسبانية بتحليل عدد من المخطوطات التي دونها باحثون عرب ما بين القرن التاسع الميلادي والقرن العاشر الميلادي، حيث توصلوا إلى معلومات مثيرة للاهتمام حول مناخ منطقة بلاد الرافدين في تلك الفترة.
سياق تاريخي ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من المعلومات قد يساعد في إعادة بناء التصورات حول المناخ في الماضي، ومن ثم توفير سياق تاريخي لدراسة الظواهر الجوية الحديثة والتغيرات المناخية ذات الصلة.
وكان الباحثون حتى الوقت الراهن يعتمدون على اثنين من المصادر البشرية للتزود بالمعلومات حول المناخ في الماضي، حيث يضم كل منهما تفاصيل حول الأنماط الجوية لحقب فائتة، وهما تقارير القوى الجوية العسكرية إبان الحرب العالمية الثانية وسجلات السفن التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.
وأجرى فريق البحث من جامعة إكستريمادورا دراسة لتحليل عدد من الوثائق التاريخية التي دونها باحثون عرب ما بين عام 841 م - 1009م، وهم من المؤرخين والمراقبين السياسيين في تلك الحقبة.
ثلوج في العراق وحسب بيان صحفي أصدرته الأحد الماضي دورية "الطقس"، والتي نشرت نتائج الدراسة؛ فقد ركزت الوثائق على الأحداث الدينية والاجتماعية في تلك الحقبة، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته إلى ظواهر جوية غير طبيعية شهدتها البلاد وقتئذ كعواصف البَرَد وتجمد الأنهار وتساقط الثلوج.
وأوضح البيان أن بغداد كانت مركزاً للعلوم والثقافة، إلا أن العديد من الوثائق التاريخية فقدت، ومع ذلك لا يزال هنالك وثائق باقية لكتاب قد تساعد في تقديم معلومات حول الرصد الجوي في تلك الفترة، ومنهم الطبري وابن الأثير والسيوطي.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في الدورية، والتي تصدر عن جمعية الرصد الجوي الملكية في بريطانيا، أن المخطوطات كشفت عن أن العراق تعرض لموجات برد شديد خلال فترة زمنية امتدت لخمسة عقود، وذلك ما بين عامي 900 م- 950 م، أي في القرنين الثالث والرابع الهجريين، حيث شهدت مدينة بغداد انخفاضاً في درجات الحرارة في صيف عام 920 ميلادي، وهو ما يعتقد الباحثون بأنه قد يكون له صلة بوقوع انفجار بركاني كبير.
وطبقاً للدراسة؛ فقد تم رصد تساقط الثلوج مرتين وذلك في عام 908 ميلادي و944 يلادي، كما تكرر ذلك عام 1007 ميلادي، في الوقت الذي لم يسجل تساقط للثلوج على تلك المدينة في العصر الحديث سوى مرة واحدة وقعت قبل نحو أربع سنوات، وفقاً للباحثين.
ويعتقد فريق الدراسة أن تلك المخطوطات أظهرت أن العراق شهد ظواهر مناخية هامة بتواتر كبير وطقس أشد برودة مما يشهده خلال العصر الحالي.
قيمة معاصرة كما تبين تلك الوثائق إمكانية إعادة بناء التصورات على نطاق واسع حول المناخ، في حقبة ما قبل ظهور السجلات الرسمية وأدوات الرصد الجوي، من وجهة نظرهم.
ويعلق على النتائج قائد فريق الدراسة الدكتور فيرناندو دومينيجيز- كاسترو إذ يقول: "إن المصادر التوثيقية العربية التاريخية هي أدوات مفيدة للعثور على توصيف من شاهد عيان لدعم النظريات التي أسستها النماذج المناخية".
كما يرى الباحث بأن القدرة على إعادة بناء التصورات حول المناخات في الحقب الماضية، توفر سياقاً تاريخياً يفيد في فهم المناخ في الوقت الراهن، كما قال