قال الامام الكاظم عليه السّلام في وصيّته لهشام بن الحكم
إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال فبشِّرْ عبادِ الذين يستمعون القولَ فيتّبِعون أحسنَه، أولئك الذين هَداهمُ اللهُ وأُولئك هُم أُولو الألباب
يا هشام، لكلّ شيء دليل، ودليل العاقل التفكّر، ودليل التفكّر الصمت
يا هشام، إنّ لله على الناس حُجّتَين حجّة ظاهرة، وحجّة باطنة. فأمّا الظاهرة فالرسول والأنبياء والأئمّة، وأما الباطنة فالعقول
يا هشام، إن كان يُغنيك ما يَكفيك، فأدنى ما في الدنيا يكفيك. وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس شيء من الدنيا يغنيك
يا هشام، لا تمنحوا الجهّالَ الحكمةَ فتظلموها، ولا تمنعوها أهلَها فتظلموهم
يا هشام، رحمَ اللهُ مَن استحيا من الله حقَّ الحياء، فحفِظَ الرأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، وذكَرَ الموتَ والبِلى، وعلم أنّ الجنّة محفوفةٌ بالمكاره والنارَ محفوفة بالشهوات
يا هشام، مَن كفّ نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرتَه يوم القيامة، ومَن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة
يا هشام، إنّ كلّ الناس يُبصر النجوم، ولكن لا يهتدي بها إلاّ مَن يعرف مجاريها ومنازلها. وكذلك أنتم.. تدرسون الحكمة، ولكن لا يهتدي بها منكم إلاّ مَن عمل بها.
يا هشام، الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة. والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار
يا هشام، بئس العبد عبدٌ يكون ذا وجهَين وذا لسانَين يُطري أخاه إذا شاهده، ويأكله إذا غاب عنه.. إن أُعطيَ حسده، وإن ابتُليَ خذله
يا هشام، لا يكون الرجل مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكونَ عاملاً لِما يخاف ويرجو
يا هشام، إيّاك والكِبْر فإنّه لا يدخل الجنّةَ مَن كان في قلبه مثقال حبّة مِن كبر. الكبر رداء الله، فمَن نازَعَه رداءه أكبّه الله في النار على وجهه
يا هشام، ليس منّا مَن لم يحاسب نفسَه في كلّ يوم، فإنْ عمِلَ حسناً استزاد منه، وإن عمل سيّئاً استغفر اللهَ منه وتاب إليه يا هشام، مجالسة أهل الدِّين شرف الدنيا والآخرة، ومشاورة العاقل الناصح يُمنٌ وبركة ورُشْد وتوفيق من الله.. فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإيّاك والخلاف فإنّ في ذلك العطب - أي الهلاك
تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله - لابن شعبة الحراني