حُكِيَ أنَّ ملكاً شاباً من ملوك الهند أُهْدِيَت إليه ثياب نساء فاخرة من أحد الأقاليم البعيدة ، فأمر وزيره أنْ يبعث من ينادي زوجاته ، فجاءت زوجاته وقد بسط الثياب لتختار كل واحدة منهنَّ ما يُناسبها، فجعلنَ ينظرن وهنَّ متحيرات، وأثناء ذلك رفعت إحداهنَّ رأسها فنظرت إلى الوزير الواقف قريباً كأنها تسـتـشـيره أي الثياب أجـمـل ؟
فما كان من الوزير إلا أنْ أشار إليها بعينه اليمنى بسرعة نحو إحدى الثياب ، فوقعت عين الملك على الوزير وهو يغمزها لزوجته ، ولكنّ الملك أسرَّها في نفسه ولم يُبدها له، ثم أخذت كل واحدة منهنّ ما ناسبها وخرجن، ولكن الوزير المسكين اضطرب وتغير وجهه واحتار كيف له أنْ يُفهم الملك ما قصده بتلك الإشاره ؟
وبعد تفكير وتردد لم يجد حلاً سوى أَنْ يتظاهر أنَّ في عينه اليمنى عاهة تجعله يُغمضها بين لحظةٍ ولحظة ، فعاش هذا الوزير المسكين سنين طويلة وهو يقوم بإغماض عينه اليمنى كلما رأى الملك حتى أصبحت عادة ملازمة له، وعندما حضرت الملك الوفاة، قال لابنه وهو يعظه: يا بُني أوصيك بالوزير
خيراً، فإنَّه اعتذر عن ذنبٍ لم يرتكبه لمدة 40 سنة !!
أحيانا نوضع في مواقف محرجة ... لو فسرناها قد نسبب الحرج لغيرنا ... ولو لم نفسرها نتهم بما ليس فينا ... و لأن الوزير كان نبيلا ... ولم يرد أن يحرج زوجة الملك ... عاش طيلة حياته حافظا لسر بسيط ودفع هو الثمن ...