حجم القلب.. هو بحجم قبضة يد الإنسان.. عبارة عرفناها منذ الصغر.. وكثيراً ما تأملنا قبضة أيدينا لنرى حجم قلوبنا..!
ولكن..
هل تأملنا هذه القبضة.. بطريقة أخرى..؟
سأقول لكم..
كثيراً ما قلنا لأحد ما.. أنت في قلبي..
وكثيراً ما قلنا –حين الغضب والزعل- أخرج من قلبي..
أرأيت هذه المساحة الصغيرة تحتمل كل هذا الحب.. وكل هذا البغض..؟
هناك شعار جميل جداً لو جعلناه شعاراً لنا في الحياة.. هو في الحقيقة حديث مأثور..
(أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما)
هونا ما.. أي بترفق وهون وسهولة..
المشاعر تلك التي تسكن القلب.. هي أصعب ما نتعامل معه.. لرقتها وشفافيتها.. ومع ذلك ترانا نقسو على قلوبنا ونظلمها كثيراً ونحملها فوق ما تحتمل..!
فنحن نحب من أول نظرة.. ومن أول كلمة ومن أول مرة..!
ونكره من أول نظرة وكلمة وموقف.. وسبحان الله هذه الإنسانة لم أرتح لها كذا من ربي..!!
نندفع بالحب والعطاء أحياناً والإخلاص ونبني الكثير من الأحلام فوق السحاب.. ثم نصدم بأن أكثر القلوب فجيعة في هذه الدنيا هي القلوب الطيبة.. والطيبة فقط..!
وقد يتحول الحب إلى كره وحقد وهذا أعظم جريمة يمكن أن نرتكبها بحق قلوبنا..
فغازي القصيبي يقول..
(من يعرف الحب.. لم يحقد على أحد..)
لنعد النظر لقبضاتنا/ قلوبنا.. ونرى كم تحتمل..؟
أتسع شخصاً.. شخصين..؟ أم أكثر..؟ أم تسع الدنيا كلها..؟
لنتعلم كيف نجعل قلوبنا بانبساط الأرض واتساع الأفق..
كيف..؟
الخطوة الأولى.. :
نتواضع ثم نتواضع.. بالتواضع نكون محبوبين.. ولا تنسى أن هناك فرقاً بين الخضوع وبين التواضع ،،
الخطوة الثانية..:
نتعلم فنون الصفح والغفران.. ومقابلة الإساءة بالإحسان..
ونبتسم في وجه كل من أساء إلينا لنعطيه رسالة تقول..
إني أحب شخصك .. وأبغض أفعالك..
الخطوة الأخيرة :
انظر إلى قلبك .. وأملأه بحب الله .... واجعل محبتك للمخلوقات من حبك له ..
ولا بأس بعملية تنقية قلبية عاجلة تصفي القلب وتبعد عنه الضيق وتنقيه من.
الغيرة، الحسد ، الرياء ، حب المدح .. الكبر والغرور.. وغيرها من الأشياء الدقيقة..
بهذه الطريقة سنرى كم هي الحياة.. (حلوة) متى ما رأيناها كذلك..
وسنرى كم هم الناس طيبون حتى يثبتوا لنا العكس.. فالأساس هو حسن الظن..
يـاه ما أجمل اتساع القلب ورحابته..
نبضة قلب..
سبحان مقلب القلوب