خواص الحليب تتغيَّر بسبب إفراز حمض "اللاكتيك"
للرضاعة الطبيعية تأثير كبير على نمو الرضيع وعلى صحته وسلوكه ونفسيته, ولها أيضاً تأثير على الأم, لذا فإن الصحة النفسية للأم تنعكس إيجاباً على الصحة الجسمانية لرضيعها، وعليها أن تتوخى الحذر في الحفاظ على استقرار حالتها النفسية.
ونظراً للعلاقة اللصيقة بين الحالة النفسية للأم وصحة طفلها، هناك بعض الأمور التي يجب أن تأخذها الأم بعين الاعتبار، للحفاظ على صحة رضيعها، وضمان هدوئه وسلامته، وهذا ما سيوضحه اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة، د.أحمد شتات في سياق التقرير التالي:
أكد شتات أهمية الرضاعة الطبيعية لما لها من إيجابيات لا يضاهي فيها أي حليب صناعي مهما علا ثمنه، إلى جانب انعكاسات قيمته الغذائية على صحة الطفل.
وأوضح أن حليب الأم هو غذاء مثالي ومعقم ودافئ وغير ملوث، وهو ضروري للعمليات الحيوية والفسيولوجية التي تضمن النمو الطبيعي والنفسي للطفل، لاحتوائه على الفيتامينات والعناصر المعتدلة، إضافة إلى احتوائه على المضادات الحيوية التي تحمي الطفل من العدوى وتقوي جهازه المناعي.
وعن تأثير الحالة النفسية للأم على رضيعها، قال:"الرضاعة تنتج رباطاً بين الأم والطفل، ويشعر حينها بالأمان والأم تكون في حالة نفسية عالية لأنها توفر الحليب لرضيعها، والعوامل التي تساعد على استمرارية الرضاعة الطبيعية هي استقرار الحالة النفسية ، أما التوترات النفسية فتصيب جهاز الطفل المناعي والهضمي بتوترات".
ونوه إلى أن الحالة النفسية السيئة للأم تنعكس على كمية إفراز الحليب فتقل، وبعض الدراسات أشارت إلى أن الإجهاد العصبي والنفسي ينعكس على إفراز حمض "اللاكتيك"، الذي يعمل على تخمر حليب الأم وتغير طعمه!.
وبيَّن أن الأم إذا كانت في حالة عصبية سيئة فإن الجسم يفرز كمية كبيرة من هرمون "الإسترس"، الذي يضعف المناعة، وينعكس على سهولة استقبال الطفل للأمراض.
ولفت إلى أن العصبية والنكد اللذين يصيبان الأم يسببان مغصاً ونفخة للرضيع، لأن الحليب الذي ينتج في هذه الحالة تتغير خواصه الطبيعية وتقل كميته، وبذلك يكون سيئ الامتصاص، ويتسبب بتوتر الأمعاء.
ونصح الأم بالتوقف عن إرضاع طفلها إذا كانت في حالة نفسية سيئة ومتوترة، وفي حال اضطرت لإرضاعه فعليها أن تأخذ وقتاً لاستعادة هدوئها، لأن حمض "اللاكتيك" يبقى في حليب الأم 90 دقيقة، فعليها أن تنتظر لانقضاء هذه المدة ثم ترضعه، وعليها أن تحاول التعامل مع الطفل بهدوء، لأن لا ذنب له بما تمرّ به.