Wednesday 13 June 2012
حرب الورود بين السيدة الأولى ورفيقة الرئيس الفرنسي

مرشحو اليمين انتقدوا هولاند وطالبوا بتوضيحات حول الوضع القانوني لرفيقته



سيغولين روايال وفاليري تريرفيلر


دخلت الغيرة النسائية معترك السياسة في فرنسا، فلم تفوّت "السيدة الأولى" في فرنسا فاليري تريرفيلر، فرصة لإلحاق الضربات بغريمتها ورفيقة الرئيس السابقة وأم أولاده، سيغولين روايال.
روايال، التي تعتبر المرأة الأقوى في الحزب الاشتراكي الفرنسي، تمر بمرحلة أقل ما يقال عنها إنها صعبة وهي تواجه "المنشق" عن الحزب أوليفييه فالورني، الذي ينافسها على مقعد في انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية بدائرة "لاروشيل". ولكي تغضبها أكثر، نشرت تريرفيلر تغريدة على موقع "توتير" تدعم فيها منافس روايال، وتتمنى له حظا سعيدا.


فاليري تريرفيلر والرئيس الفرنسي هولاند

التغريدة لم تمر بسلام في حرب نسائية، تطلق عليها الصحافة البريطانية "حرب الورود"، في إشارة إلى "الوردة" وهي رمز الحزب الاشتراكي الفرنسية، وهي ورود شائكة، على ما يبدو، إذ أن اليمين الفرنسي، كما الصحافة الفرنسية، تلقفاها ونشراها بشكل واسع، كل حسب نياته.
وحسب جرائد فرنسية، فإن تغريدة تريرفيلر ستزيد تعقيد وضع المرشحة الاشتراكية بدائرة روشفيل، روايال (58 عاماً)، والتي تطمح إلى رئاسة الجمعية الوطنية. لكن حظها العاثر، تزامن مع تنبؤ برغبة تصويت ناخبي اليمين، وبالضبط ناخبي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، لصالح خصم روايال، وتنهي هزيمة محتملة طموحات روايال في ترؤس الجمعية الوطنية، كنوع من "التعويض" على تعثر مسارها السياسي.
وتعرضت روايال لهزيمة في الانتخابات الرئاسية سنة 2007 أمام نيكولا ساركوزي، وتعثرت خلال شهر أبريل/نيسان الماضي في الظفر بتزكية الحزب الاشتراكي من أجل الترشح باسمه مرة ثانية لانتخابات الرئاسة.
وكانت روايال حققت في الدور الأول تقدما على منافسها الاشتراكي، إذ حازت 32 بالمائة من أصوات الناخبين، في حين حاز منافسها 28 في المائة من الأصوات.

حزبيون ينتقدون "المرأة الأولى"
وصدرت عدة مواقف من مسؤولين بالحزب الاشتراكي على وسائل إعلام فرنسية تنتقد تغريدة تريرفيلر، وتدعوها إلى "الحياد" وتجنب التشويش على المرشحة التي يدعمها الحزب في دائرة لاروشيل.
وأكد رئيس الحكومة الفرنسي، جون ماري أيروليه، وهو من أقرب المقربين إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على استمرار الحزب والرئيس في دعم مرشحتهم. كما أعلن عدة مرشحون للحزب الاشتراكي في عدة حوارات صحافية مع الجرائد والتلفزيونات والإذاعة الفرنسية، ضرورة أن تلتزم "المرأة الأولى" بفرنسا الحياد في مثل هذه القضايا.
ويبدو أن العداوة بين المرأتين لا تعود لليوم، إذ أن تريرفيلر سبق أن انتقدت عدة مرات رفيقة الرئيس السابقة، روايال التي عاشت إلى جانبه نحو 25 سنة ورزقت منه بأربعة أطفال.
وقالت تريرفيلر إنها لم تصوت على مرشحة الحزب خلال الانتخابات الرئاسية السابقة سنة 2007، وهو ما اعتبرت الصحافة الفرنسية أنه جاء بسبب بقاء هولاند إلى جانب روايا منذ 2005.

اليمين ينقض على "عداوة الزهور"
ومن جانبهم، انقض مرشحو اليمين على الرئيس الفرنسي هولاند، ووجهوا له انتقادات حادة.
وقال باتريك أوليي، وهو مرشح يميني في بيان أصدره: "إن القانون الفرنسي يلزم أن يساير التطورات، ومن الضروري سنّ قوانين تؤطر موقع المرأة الأولى بالبلاد".
وإلى ذلك، ذكرت الناطقة الرسمية السابقة باسم الرئيس السابق، ساركوزي، أن المشكلة التي تطرحها تصريحات رفيقة الرئيس تتركز "حول طبيعة وضعها".