Wednesday 13 June 2012
بعد أن كان التحدث عن الرئيس يعتبر جرما يعاقب عليه القانون

الشائعات تقتل مبارك يومياً والمصريون يتهمون العسكري بإطلاقها


بعد أن كان التحدث عن الرئيس يعتبر جرماً يعاقب عليه القانون، أصبحت الشائعات حول مرض الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عادة يومية تتناقلها وسائل الإعلام والناس في الشارع. ويتهم المصريون المجلس العسكري وأنصار مبارك، بتسريب هذه الشائعات لدفع الشعب للتعاطف معه.

تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الشائعات المنتشرة حول صحة الرئيس المصري حسني مبارك، مشيرة إلى أن هذه المسألة تحولت إلى مصدر للشائعات والتكهنات منذ الحكم على المخلوع ونقله إلى مستشفى سجن مزرعة طره.
الحالة الصحية لمبارك، الذي خضع ثلاث مرات للصدمات الكهربائية بعد توقف قلبه، ويعاني من التهاب المفاصل في قدميه، وارتفاع ضغط الدم، وضيق في التنفس، أصبحت على مسمع جميع وسائل الاعلام المصرية والأجنبية وسط ترقب بإعلان وفاته في أي وقت مع تدهور حالته الصحية عقب الحكم عليه.
الحديث عن الحالة الصحية للرئيس كان يعد جريمة محظورة خلال الـ 30 عاماً الماضية. وعلى الرغم من إسقاط نظامه والحكم عليه بالسجن، إلا أن بعض وسائل الاعلام مازالت تحجب الأخبار الخاصة بصحته لحماية صورة الرئيس الذي اعتبره العديد من المصريين خلال فترة حكمه "فرعوناً".
ويوجه المصريون أصابع الإتهام إلى المجلس العسكري وأنصار مبارك، معتبرين أنهم يقومون بتسريب هذه الشائعات لدفع الشعب للتعاطف معه والتخفيف من حدة معارضة رئيس وزرائه أحمد شفيق، المرشح لانتخابات الرئاسة في جولة الإعادة أمام محمد مرسي.
ولفتت الـ "نيويوورك تايمز" إلى أن ما يتردد عن تدهور حالة مبارك الصحية، والأخبار التي تتراوح بين نفي بعض المسؤولين لهذه الأنباء وتأكيد بعضهم الآخر، تعكس حال التخبط التي يعيشها المسؤولون، وحفاظ مبارك على صورة "الفرعون الحاكم".
لطالما كان مبارك حاكماً متسلطاً وديكتاتورياً، فالصمت حول حالته الصحية عندما كان في السلطة هو السمة المميزة للاستبداد الخانق. ومن أبرز الأدلة على ذلك، هو الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف القاهرة بالسجن شهرين بحق رئيس تحرير صحيفة "الدستور" إبراهيم عيسى في القضية المتعلقة بنشر شائعات حول صحة الرئيس في العام 2008.
وعلى الرغم من أن مبارك عفى عن عيسى في ذلك الوقت، إلا انه قدم تحذيراً واضحاً لكل من تخول له نفسه التعرض لحالته الصحية أو تناولها في وسائل الاعلام.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب الروائي علاء الأسواني اقتباساً عن مقال له، نشر عام 2010: "كان الرئيس يخرج علينا فقط ليقول إنه على ما يرام، ونحن يجب أن نشكر الله ونصمت. لا كلمة واحدة غير ذلك".
الصمت الذي كان يعيش فيه الاعلام المصري كان يتناقض مع ما تنشره المؤسسات الإخبارية الأميركية التي كانت تنشر الأخبار عن صحة مبارك.
وأضاف الأسواني "في الأنظمة الاستبدادية، لا يصور رئيس الدولة باعتباره إنسان عادي، بل باعتباره شخص فريد ذو حكمة وشجاعة لا مثيل لها فهو أسطورة في تاريخ الأمة".
وأشار إلى أن وسائل الاعلام الحكومية المصرية كانت تضلل الشعب، فتنشر في بعض الأحيان خبر عن أن مساعدي الرئاسة كانوا يجدون صعوبة في بعض الأحيان في مواكبة الزعيم الذي تجاوز الثمانين من عمره "بسبب نشاطه غير العادي".
ونقلت الـ "نيويورك تايمز" عن محمود حسين، عامل في فندق (34 عاماً) قوله: "في السابق، لا أحد كان يجرؤ على الحديث عن صحة الرئيس، أما الآن فأصبحت موضع تكهنات مستمرة، والهدف منها كسب تعاطف الناس للرئيس السابق. لكن مهما فعلوا لن يحدث ذلك".
ونصح الفريق الطبي الخاص بمبارك بنقله الى مستشفى عسكري أو المركز العالمي الذي كان يعالج فيه، إلا ان نقله في هذه الفترة مع اقتراب جولة الإعادة بين أحد فلول مبارك ومرشح الاخوان سيشعل المزيد من الاحتجاجات.
وقال مسؤولون من وزارة الداخلية أن موظفي السجن يقاومون هذه الخطوة في الوقت الراهن، على الرغم من توصية الأطباء، لتجنب تأجيج مشاعر الرأي العام.
واعتبرت الصحيفة أن فكرة نقل مبارك قد تؤجج فكرة إمكانية الافراج عنه بدافع صحي إذا تولى شفيق الرئاسة مما قد يشعل الاضطرابات ويدفع بالبلاد الى ثورة جديدة.
يقول حسين عن إمكانية الإفراج عن مبارك: "فليكن الله في عون كل مريض. الشعب المصري متعاطف ولطيف. لكن لماذا يريدون نقل مبارك؟ السجن هو مكانه المناسب".
Elaph