استضاف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- في حج هذا العام قسًا مسيحيًا من جمهورية بلغاريا، أسلم قبل أشهر عدة، بعد مرحلة تفكُّر وتأمل؛ أدت به إلى اعتناق الإسلام عن قناعة ذاتية، بحسب تصريحه إلى جريدة "سبق".

وقال القس السابق لـ"سبق" إن ما دفعه إلى الإسلام هو ما كان يراه من تناقض في الديانة المسيحية من تأليه عيسى عليه السلام، وتثليث الإله، والإيمان بأن الرب يحل في أِشياء مادية في الوجود الدنيوي، إلى جانب بحثه المستمر عن الحقيقة في الحياة.

وروى "القس" الذي غيَّر اسمه من أتاناس ميخايلوف قبل الإسلام إلى "عبدالله" بعد الإسلام كيف كانت بداية إسلامه، وذلك حينما كان في وضع صحي سيئ في عام 2012م، ثم أعقب ذلك وفاة أمه؛ ما سبب له ألمًا نفسيًا وجسديًا؛ دفعه إلى الذهاب إلى أحد علماء المسلمين في بلغاريا للبحث عن علاج روحاني عنده.

وأردف الحاج عبدالله بأنه حينما وصل إلى الشيخ المسلم الذي قصده تذكر رؤية غريبة رآها في منامه في وقت سابق، ثم رواها للشيخ، وهي أنه شاهد نفسه في بلدة عربية، وبها أناس من الأعراب على الهيئة القديمة، وبينهم رجل حسن الهيئة والشكل، كان يطيل النظر فيه، وألقي في نفسه أن اسمه أحمد، وذلك على الرغم من أنه لم يزر بلدًا عربيًا، ولم يتعامل مع أحد منهم في حياته سوى ما كان يشاهده في وسائل الإعلام.

وأضاف الحاج عبدالله بأن الشيخ المسلم أفاده بأن اسم "أحمد" هو أحد أسماء نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه آخر الأنبياء وخاتم المرسلين، وهو ما جعل كلامه يقع في نفسه موقعًا عظيمًا؛ لأنه لا عهد له بالإسلام، ولا بأهله، إضافة إلى أنه كان قسًّا من الأرثوذكس في صوفيا عاصمة بلغاريا.

وأفاد الحاج بأنه بدأ بعد ذلك في البحث عن الإسلام والقراءة عنه وعن تاريخه، وقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ القرآن المترجم إلى اللغة البلغارية، ومرت عليه آية في سورة الصف، بيّنت له بالفعل أن ما قاله الشيخ المسلم حقيقة، وهو أن عيسى عليه السلام بشَّر بنبي اسمه "أحمد"، وهو اسم الشخص نفسه الذي رآه في منامه؛ فقرر بعدها الدخول في الإسلام عن قناعة تامة.

وأشار الحاج عبدالله إلى أنه لقي بعد إسلامه هجومًا عنيفًا من المجتمع البلغاري الذي بات يعاديه بشتى الوسائل، حتى قالوا عنه في وسائل الإعلام إنه اعتنق الإسلام من أجل الزواج بامرأة تركية، وغيرها من التهم الملفقة، لكنها لم تثنِ عزيمته وقناعته باعتناق الإسلام، مؤكدًا أنه بات الآن على قناعة أكثر من ذي قبل ومستعد لإقناع غيره من النصارى بالحجج والأدلة.

وقال الحاج عبدالله إنه حينما صام شهر رمضان لأول مرة، وسمع أول أذان بعد دخوله الإسلام، شعر براحة عجيبة في نفسه، مشيرًا إلى أنه يعتزم الذهاب إلى تركيا لتعلم اللغتَيْن العربية والتركية وفهم الإسلام عن قرب.

وأعرب الحاج عبدالله عن سعادته البالغة بهذه الزيارة إلى الديار المقدسة على ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله سائلًا الله عز وجل أن يمده بالصحة والعافية، وأن يوفقه لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بلاد العالم، مؤكدًا أنه كريم ومتفتح على العالم، ويحظى بسمعة حسنة في شتى بلاد العالم.


قصة الإسلام