سلسلة الزلازل التي ضربت بغداد ومناطق واسعة من العراق تنذر بانتقاله جديدة لمرحلة اشد خطورة تطاله منذ أكثر من عقدين من الزمن، ناشئة عن حرب تدميرية خفية تفوق بأضرارها آثار الغزو والاحتلال والمواجهات العسكرية، حرب غامضة تظهر على أنها كوارث طبيعية, عن طريق سلاح فتَّاك يعد من أحدث أسلحة الدمار الشامل، يستخدم للتحكم بالمناخ واستحداث الظواهر الطبيعية كالبرق، والرعد والعواصف، والأعاصير، والزلازل، ويمكنه أيضًا نشر الجفاف، والتصحر، وإيقاف هطول الأمطار، وإحداث أبشع الأضرار نتيجة التقلبات المناخية, ومهما كان حجم الدمار الذي سببته الحروب السابقة التي خاضها العراق، فأنها ستبدو ضئيلة جدا بالمقارنة بدمار هذا السلاح الرهيب.العراق الذي يصفه الجيولوجيين بأنه من المناطق الآمنة زلزاليا وظل بمنأى عن مخاطر الحزام الزلزالي الذي يحيط به فيما مضى, أضحى اليوم منطقة زلزالية وذات ظروف مناخية قاسية, وما يعزز نظرية إن التغييرات المناخية الحالية من ارتفاع هائل في درجات الحرارة والجفاف ثم أمطار مغرقة وزلازل هي بفعل فاعل وليست للطبيعة دخل فيها تتعزز بالعودة إلى سنتين مضت حين سمحت الكويت للولايات المتحدة بتخزين غاز (الكيميتريل) في إحدى القواعد العسكرية المتاخمة للحدود العراقية بعد رفض تركيا تخزينه على أراضيها، مما يؤكد إن الولايات المتحدة قد عزمت على استخدامه في المنطقة بشكل واسع, وإننا مقبلون على كوارث طبيعية مدمرة, فغاز (الكيميتريل) هو احد اخطر أسلحة التدمير الشامل وأشدها فتكا ودمارا, وهو السلاح المعول عليه في إحداث الدمار المناخي في مشروع هارب (HAARP) للتحكم بالمناخ.الغاز الرهيب اكتشفه العلماء الروس واليهم يعود الفضل في تطوير استخداماته السلمية، حيث قام الروس باستمطار السحب أو لتشتيت الغيوم وحبس الأمطار للتحكم بدرجات الحرارة, ولم تكتشف الولايات المتحدة خصائصه إلا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وهجرة علماءه إلى أميركا وأوروبا وإسرائيل، فطورت أبحاثه واستخدمت الجانب السيئ منه, وتوصَّلت إلى قواعد علمية وتطبيقات تؤدي إلى دمار شامل سميت (بالأسلحة الزلزالية) يمكن بها إحداث زلازل اصطناعية مدمرة في مناطق حزام الزلازل، ويستخدم لاستحداث ضغوط جوية عالية أو منخفضة، تؤدي إلى حدوث الأعاصير المدمرة, وهذا السلاح تملكه أربع دول هي روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والصين, والولايات المتحدة وإسرائيل هما الدولتين اللتين لهما أهداف مشتركة في استخدامه في المنطقة, وسبق لهما واستخدماه لأهداف عدوانية في المنطقة, وسبق لدائرة الأنواء والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراقية, وأعلنت بأنها تمتلك أدلة تثبت إن ارتفاع درجات الحرارة في البلاد هو بفعل فاعل وليس أمرا مناخيا طبيعيا، وتوقعت أن تصل درجات الحرارة إلى (70) درجة مئوية خلال السنوات الثلاثة القادمة صيفا, وشتاءا كارثيا ماطرا بعد طول جفاف, وذكرت إن خبراءها استطاعوا بعد جهود مضنية وعلى مدى أكثر من خمس سنوات من الحصول على الأدلة الدامغة التي تثبت تورط الولايات المتحدة بالتحكم بالمناخ العراقي, وتأكيدها بوجود طاقة صناعية تم توجيهها عبر مركز "الأبحاث في مجال الترددات العليا للشفق القطبي الشمالي" واختصاره مشروع هارب (HAARP) باعتباره المركز الوحيد القادر على افتعال زلازل وفيضانات وأعاصير ورفع وخفض درجات الحرارة لتبدو وكأنها طبيعية.ومشروع هارب (HAARP) هو نظام للتحكم في منطقة الغلاف الجوي المغناطيسي الأيوني للأرض, وهو من أقوى أسلحة الدمار الشامل واحد أشكال أسلحة الإبادة الجماعية من خلال التحكم والتلاعب بالتغييرات المناخية, ويستخدم للتحكم بأحوال الطقس في أي منطقة من العالم وعلى مساحات شاسعة جدا من الكرة الأرضية, والتدمير التام أو تعطيل أنظمة الاتصالات الحربية والتجارية, كما ويستخدم تقنية الشعاع الموجه التي تسمح بتدمير الأهداف على الأرض من مسافات بعيدة جدا, وعمل انفجارات تضاهي حجم الانفجارات النووية من دون إشعاعات, ويستخدم أيضا في استحداث الزلازل والبراكين عن طريق استثارة المجال الكهرو مغناطيسي للطبقة التكتونية في باطن الأرض, وتبلغ بشاعة هذا السلاح ضد البشر من خلال إطلاق الأشعة غير المرئية على الأشخاص من الجو والتي تسبب السرطانات والأمراض المميتة من دون الشعور بها أو بالآثار المميتة لها, كما ويستخدم الأشعة لإعادة بث المعلومات في الدماغ بصورة مباشرة عبر الهواء والتي تبعث هلوسات سمعيةالدلائل التي توصل إليها الخبراء العراقيون تكاد تكون أدلة دامغة على أن العراق أضحى من الدول التي تتحكم بمناخها الولايات المتحدة, التي سبق وأطلقت مؤسسة (ناسا) عام 1991 الكيميتريل فوق العراق قبل حرب الخليج الثانية بعد أن طعم الجنود الأمريكان باللقاح الواقي من الميكروب الذي ينتشر مع (الكيميتريل)، ومع هذا فقد عاد 47% منهم مصابين بالميكروب، وأعلن حينها عن إصابتهم بمرض غريب أطلق عليه (لعنة العراق) وكانت تأثيراته مدمرة على العراق, حيث تسبب في احتباس المطر وجفاف وتصحر أراض شاسعة من الجزء الجنوبي من العراق وانتشار أمراض سرطانية غريبة وتشوهات ولادية متزايدة خاصة في مدينة البصرة.واستخدم علماء الفضاء والطقس الأمريكان (الكيميتريل) سرًّا أيضا في أجواء كوريا الشمالية، وأدى إلى تحوُّل الطقس إلى طقس جاف وإتلاف محصول الأرز الذي يعد الغذاء الرئيسي وحصول مجاعة ذهب ضحيتها (6,2) مليون ضحية من الأطفال فقط وما زالت المنطقة المنكوبة تعاني من الجفاف وانحسار الزراعة فيها, كما استخدم هذا السلاح أيضًا في منطقة (تورا بورا) بأفغانستان لتجفيفها ودفع سكانها للهجرة.دوافع الولايات المتحدة ومعها إسرائيل لإحداث الدمار في العراق تكمن في إخراج العراق كقوة إقليمية في المنطقة بتدمير ركائزه الاقتصادية والبشرية, كما إن الأزمة الإيرانية - الغربية بسبب إصرار إيران على امتلاك التقنية النووية يمنح أمريكا وإسرائيل سببا مضافا لاستخدام هذا السلاح وبديهيا, لن يكون العراق بمنأى عن تأثيراته وربما يكون ساحة لاختبارات هذا السلاح, وتشير دراسات المتخصصين إلى إن إعصار (غونو) الذي بلغت قوته الفئة الخامسة القصوى من الأعاصير وبسرعة 260 كلم/ساعة الذي ضرب سلطنة عمان في حزيران عام 2007، وأحدث خرابًا وتدميرًا كبيرًا هائلا كان ناجمًا عن استخدام (الكيميتريل) وكان الهدف إيران، وبسبب أخطاء في بعض الحسابات، تحول الإعصار إلى عمان ودمر أجزاء واسعة منها وفقد قوته التدميرية عند وصوله إلى إيران.وفي ظل الأزمة المستفحلة بين إيران والغرب فربما سعت أميركا أو إسرائيل لاستخدام (السلاح الزلزالي) في إحداث زلزال اصطناعي مدمر يقضي على آمال إيران في امتلاك التقنية النووية, أو باستخدام بتقنية استحداث الأعاصير المدمرة (من الدرجة الخامسة سرعة 250 كم في الساعة) فهي الأسرع والأقوى على التدمير، فليس من المنطقي أن الولايات المتحدة خزنت (الكيميتريل) تحت متناول اليد للسعي لاستخدام جانب الخير منه رغم التداعيات الكارثية السابقة، وربما كان التقارب الآني الحالي بين إيران والغرب تمويها يخفي من وراءه قرب البدء بالهجوم التدميري, وفي كل الأحوال فان العراق الذي أصبح ساحة لاختبارات هذا السلاح ونال القسط الأوفر منه, لن يكون بمنأى عن تأثيراته المدمرة القادمة.