سوق الجمال.. قسوة ورحمة وتجارة
برقاش وسوق الجمال
فى مساحة 25 فدانًا وفى مكان أشبه بحلبة المصارعة الحرة يتجمع به آلاف الجمال فى مزاد كبير بقرية برقاش بالجيزة.. وإذا نويت أن تقطع الطريق الشاق لترى الساحة الكبيرة ستشعر بالخوف منذ بداية دخولك السوق وكأن الإبل ستأتى للهجوم عليك والتخلص منك… ولكن الحقيقة رغم قوتها إلا أنها تمتلك طيبة أكثر من كثير من البشر.
قسوة الإنسان
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ووهبه نعمة العقل ومن رحمته أنه ميزه عن كافة المخلوقات، وأعطانا عقلا لنفكر وضميرا لنعرف كيف ومتى نتصرف.
قبل عيد الأضحى المبارك يتجمع مئات التجار لشراء الجمال فى سوق برقاش وأيضًا تتجمع مئات السيئات على من يعامل الحيوان بقسوة وطريقة ليست إنسانية وبلا رحمة.. نتذكر امرأة حبست قطة فدخلت النار ورجل سقى كلبا فدخل الجنة… هذا هو الفرق بين الرحمة والقسوة التى فى الإنسان.
هذا هو المشهد المهين فى هذا السوق استغل التجار وأصحاب الإبل عدم قدرة الجمال على استيعاب أنها فى مزاد واختفت الإنسانية والرفق وتعاملوا (بالضرب بالعصا) على الرأس وجميع مناطق الجسم ولا يملك هذا الحيوان إلا الصراخ والبكاء لا يوجد شخص واحد تظهر على وجهه علامات الحزن والاستياء، استمر الضرب والتعذيب من بداية السوق حتى نهايته… بلا شفقة وبلا رحمة.. ولكن إذا استوعبت الجمال ما يحدث لها لفعلت أكبر مجزرة فى تاريخ السوق على سوء المعاملة… وفى جملة هى الأصعب قالها أحد الزملاء المصورين: “ذبحهم رحمة لهم”.
الرحمة والإنسانية
بالرغم من القسوة على الجمال فى السوق بتعذيبها المهين وإلحاق الأذى بها لأسباب غير الدفاع عن النفس ولكن لتحقيق المكاسب وإتمام تجارة البيع والشراء.. ظهرت براءة الأطفال فى التعامل معها بالحب والود والشعور بها.. طفل عمره لا يتجاوز الـ10 سنوات استطاع أن يميز ما هو حيوان مؤذى أم حيوان طيب برغم قوته وهيئته الضخمة المريبة لكن شعر بالأمان حتى بالقرب منه وشعر به من ضحكته الجميلة.. يقول سيف 9 سنوات: “أنا حاسس إن كل ما اقرب من الجمل ألاقيه بيعيط معرفش ليه”… ويقول يوسف: “الجمل يقبلنى مثل أمى وأنا لا أخاف منه”.
هذا ما يسأل عنه المرء يوم القيامة.. الدين ليس صلاة فقط الدين معاملة.
منقول