هل ستصبح أجهزة الـ DNA حقيقة يوما ما ؟
تحتوي الأجهزة الإلكترونية في عالم اليوم على رقائق السيليكون، التي تخزن المعلومات وتعالجها، إلا أن العلماء يتصورون إمكانية استبدال هذه الرقائق يوما ما بالأحماض النووية DNA.
وقد عُرضت أجهزة الـ DNA لأول مرة عام 1994، بواسطة العالم "ليونارد أدلمان"، الذي كان أول من تحدث عن أن أحماض الـ DNA، يمكنها تخزين كميات هائلة من المعلومات المشفرة، حسب تسلسل الجزيئات التي تعرف باسم النيوكليوتيدات، السيتوزين (C) والجوانين (G) والأدينين (A) أو الثايمين (T).
ويوضح هذا التعقيد والتباين الضخم بين الأنواع المختلفة للشفرات الوراثية، مقدار المعلومات الهائلة التي يمكن تخزينها داخل شفرات الحمض النووي، وهذه القدرات يمكن استخدامها في عالم الأجهزة الذكية اليوم، وفقا للباحثين.
ويقول العلماء إن أجهزة الحمض النووي يمكن أيضا أن تستخدم للسيطرة على حركة الأجهزة، الأمر الذي يسمح يوما ما باختراع أجهزة نانوميكانيكية تعتمد على تكنولوجيا الأحماض النووية.
وقد تحقق هذا بالفعل على يد العالم "برنارد يوركه" وزملائه في عام 2000، الذين استطاعوا استخدام الـ DNA في صناعة "روبوت" صغير يستطيع الحركة المحدودة.
وفي تجارب لاحقة قام العالم "شيللي ويكهام" وزملاؤه في عام 2011، في مختبرات جامعة أكسفورد بعرض جهاز نانو جزيئي يستطيع المشي، ومصنوع بالكامل من جزيئات الحمض النووي، ويمكن أن يوجه إلى جهات محددة.
ويؤكد العديد من الباحثين أن أجهزة الـ DNA يمكن أن تشكل المستقبل الحقيقي للأجهزة الذكية خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك بسبب حجمها المتناهي الصغر وقدرتها على البرمجة وسعة تخزينها العالية، أكبر بكثير من نظيرتها من رقائق السيليكون، كما أنها رخيصة وسهلة التصنيع، وتتطلب طاقة أقل بكثير من معالجات السيليكون التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
ولعل أكبر ميزات استخدام الـ DNA في الأجهزة هو إمكانية تفاعلها مع بيئتها الحيوية المحيطة، أي أن التطبيقات المحتملة لهذه الحوسبة يمكن أن تشمل تشخيص الأمراض داخل أجسام الكائنات الحية في الأغراض الطبية، بل وأيضا معالجة ومداواة أجسام هذه الكائنات من الداخل.
وبطبيعة الحال لا تزال تواجه هذه التقنيات العديد من التحديات حتى يمكنها أن تحقق أهدافها من مفهوم إثبات الصحة إلى التطبيق العملي يوما ما.
المصدر: نيكست ويب