يبلع اليم في المتوسط والبحار الأخرى، المئات من أجساد الشباب الغض ومن هم في عمر الورود، نتيجة للفوضى العارمة التي صاحبت ما سمُيي زيفاً بالربيع العربي، الذي ألقى في مزبلة التأريخ شلة من الفراعنة الأغبياء، لتحل محلهم شلل من تجار السياسة الجهلاء والسراق في وضح النهار .
حيث تشهد الساحة العربية والأفريقية وبعض الأجزاء من أسيا معارك طاحنة، لا صوت يعلو فوقها غير صوت المدافع والمتفجرات، ولا رائحة تغلُب فيها على رائحة البارود، مخلفة جثث ممزقة محترقة إلى حد التعفن والضياع، ليُسجل ضحاياها في سجلات المفقودين .
أننا نعلم أن شركات السلاح وبنوكها الضخمة، التي يودع العرب فيها ما يبيعون من نفط، بدلاً من تطوير ذاتهم، تراكمت في خزائنها المليارات ( البنوك ) لتتحكم بمصير العرب، وتوجه الأحداث في العالم حسب مصالحها، لتجني من هذه التجارة القذرة أغلى الأرباح، على حساب حياة الملايين من الشباب العربي المسلم، ومن حشره حظهم التعيس معهم .
أن تزاحم العرب عند أبواب شركات تصنيع السلاح، بحثا ًعن انتصارات زائفة تزهق عشرات الآلاف، فضلاً التدمير والتهجير المترتب عليها، يجعل كل الأطراف خاسرة في النهاية، وتخرج في المحصلة خائبة، ناهيك عما تحدثه الحروب من تراجع ثقافي، واجتماعي، وحضاري وكذلك على مختلف الأصُعدة .
واليوم وبعد أن أصبح العرب خاسرين في كل شيء، ماعدا أن عباءات المشايخ وعقُلهم قد أضحت مطرزة بالذهب، والجياع العرب مشردين في مشارق الأرض ومغاربها، بفعل اقتتال لا يخدم غير أعداء العرب، ويتناوشون فيما بينهم بمختلف صنوف الأسلحة والطائرات، التي تغير على مدنهم وقراهم العربية بوحشية لا توصف، وتحت شعارات كاذبة مزيفة تتحدث عن الشرعية تارة، والديمقراطية تارة أخرى، تاركة من ورائها الموت والدمار .
وبعد أن يتفرق الناس في بلاد الله الواسعة هرباً من القتل غير المبرر، تتساقط دموع التماسيح مدراراً على طفل غريق، أو امرأة انتهكت حرمتها في أخراج هوليودي فريد .
فهل يصحو العرب من غيبوبة السقيم، وهل يستيقظ التنابلة من كسلهم يا ليت شعّرًيّ