صفحة 5 من 12 الأولىالأولى ... 34 567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 114
الموضوع:

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي - للكاتبة أثير عبدالله النشمي - مكتوبة - الصفحة 5

الزوار من محركات البحث: 44257 المشاهدات : 136399 الردود: 113
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #41
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الدولة: Iraq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,523 المواضيع: 479
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7035
    المهنة: صيدلانية
    موبايلي: iphone 8 plus& note5& iphone 7
    آخر نشاط: 12/August/2022
    مقالات المدونة: 8
    أيقظتني هيفاء من نومي وهي تهمي : جمون .. جمون ..
    فتحت عيني بفزغ .. كنت أفتش في ملامحها عن يوم آخر .. لا يشبه اليوم الذي نمت في بدايته . يوم مختلف ، مهما كان اختلافه لا بد من أنه سيكون أفضل .
    جمون .. نايمة بهدومك الله يهداك ..!.. قومي شوفي زياد تحت ..
    تحت وين ..؟
    تحت بالسيارة ينطرك .. قومي شوفي شيبي ..
    مين معه ؟..
    مين بيكون معه يعني ..!.. بروحه ..

    دخلت لأغتسل .. كانت قدماي ثقيلتين ، نظرت في المرآة .. كنت مختلفة !..شعرت بأنني أكبر بكثير مما كنت عليه ذاك الصباح وكأنني استيقظت بعد حفنة أعوام ! كان ( الكحل ) يلطخ تحت عيني بعض الشيء .. تحبني هكذا يا عزيز .. دائما ما كنت تخبرني بأنني أجمل هكذا ، وبأنني أصبح كغجرية أسبانية بكحلي الملطخ .. أتغار من رؤية زياد لي بعينيّ المنتفختين ؟ .. لا أظن بأنك تفعل ..
    نزلت الى زياد .. ركبت السيارة وانا ( نصف نائمة ) ..
    كيف حالك جمانة ؟
    بخير يا زياد .. ما الأمر ..؟
    أحقا أنت بخير ..؟
    سألته بعصبية : أتراني بحالة سيئة يا زياد ..؟
    اختفيتي صباح اليوم ..؟ .. ولم تردي على مكالماتي فخشيت عليك ..
    كنت نائمة ..
    أمسك زياد مقود السيارة بكلتا يديه .. كان يتنقل ببصره ما بين المقود والمارة وهو يتحدث .. لم يكن ينظر إليّ .. جمانه .. كم أكره عبدالعزيز .. يوقعني معك دوما بمواقف محجرة ..
    لا بأس يا زياد .. لا شأن لك بأفعال عزيز ..
    جمانة أعرف أنك حائرة .. ولا أود أن ازيد حيرتك ، لكن هناك أمرا أود إيضاحه لك ..
    اي أمر هذا يا زياد ..؟
    لا تغضبي من عبدالعزيز يا حجمانه ، فلتشفقي عليه !.. أدرك بأنك مجروحة وبأن عبدالعزيز تمادى كثيرا بأذيتك .. لكنه مسكين !..
    ضحكت بعينين دامعتين .. مسكين !
    هز زياد رأسه .. صدقيني مسكين ! .. أعلم أنك لا تفهمين معنى تصرفاته .. هو أيضا لا يعرف لماذا يتصرف بهذا الشكل .. لا تشعري بالسوء أبدا يا جمانة .. لا تجعلي ما حدث يشعرك بالذنب فهذا هو ( المقصد ) من كل ما يفعله ..
    كنت أنظر الى زياد وهو يتحدث ، كانت عيناه تلمعان حزما .. كان يتحدث برقة صديق خائف ..
    قال : جمانة . أتعرفين ما مشكلة عزيز معك ؟"! .. مشكلته أنه لا قدره له أن يتحمل نقاءك .. يشعر بقرارة نفسه بالسوء ، يظن بأنه سيء .. لا أريد أن أجرحك لكن هناك ماض أسود لعزيز ، علاقات متعددة ونساء كثيرات .. وجئت أنت وانقلبت كل موازينه .. أحببته لدرجة أخافته ! .. لم يكن قادرا على ضمك لقائمة نسائه ولم يتمكن من الابتعاد عنك .. أحبك لدرجة أنه كان يخشى عليك من نفسه .. كما كان يخشى منك في الوقت ذاته .. كان عبدالعزيز واثقا من إخلاصك وهذا ما عذبه .. يدرك أنه الرجل الأول في حياتك بينما جئت أنت بعد عدة فتيات ، حاول عبدالعزيز أن يفرض عليك قيوده وشروطه فقط لتعصيه فينتهي منك لكنك لم تفعلي .. تنازلت كثيرا وصبرت كثيرا وهذا ما كان يزيد عذابه .. أتدرين يا جمانة ! سألت عزيز مرة ( لماذا لا تتزوجان ..؟) قال لي بأنه لا قدرة له على الزواج من فتاة يعرفها أصدقاؤه .. قلت له بأن علاقتنا مع جمانة هي من خلالك ، لا نجلس معها إلا بوجودك كما أن مجموعة كبيرة من زملائنا مرتبطون رسميا بزميلات لنا .. أجابني بأنه لا يتحمل فكرة أن يعيش مع امرأة يعرفها اصدقاؤه ويحبونها كثيرا ..
    لكنني أدرك يا جمانة بأن عزيز يشعر بقرارة نفسه بأنه لا يستحقك ..

    حاولنا الابتعاد عنك قدر الامكان ، علاقتنا بك شبه رسمية .. احترمنا علاقتك بعبدالعزيز وغيرته عليك لكن هذا لم يكن ليرضيه ..

    جمانة .. أعرف ما حصل بينك وبين ( الإماراتي ) ، شرحت لي ( هيفاء ) ما حدث .. عبدالعزيز يدرك بأنك صادقة ومخلصة وبأن لا شيء يربط بالرجل .. لكنها كانت فرصته ليشعر بأنك سيئة .. مثله تماما ، كانت الفرصة الوحيدة التي يقنع بها نفسه بأنك كذبت عليه مثلما يفعل عادة معك .. هذه فرصته الوحيدة ليشعرك بالذنب .. بذنب الخيانة .. كان لا بد من أن يقتنص هذه الفصة لأنه يشعر بالذنب منذ أن تعارفتما .. حينما أخبرني عبدالعزيز بأنه تزوج من ( ياسمين ) قلت له بأن ما كان يمنعك من الزواج بجمانة هو علاقتنا بها .. علاقتنا بها كزملاء .. ( ياسمين ) كانت صديقتنا ، تشرب وترقص وتسهر معنا ، أجابني بأن الامر مختلف وأنهـى المكالمة !

    صمت زياد قليلا وقال : جمانة .. لا تمكني عبدالعزيز من تدميرك .. حدث ما حدث بسبب نزاعاته الداخلية ، ما زلت صغيرة يا جمانة .. قد تكون التجربة قاسية لكنك ستتجاوزينها ..

    قلت له : شكرا زياد ..

    كوني قوية .. ولا تسمحي بأن يؤثر هذا الأمر على سير دراستك وعلى حياتك .. مهما كان صعبا ..

    إن شاء الله ، تصبح على خير ..

    تصبحين على خير ..

    صعدت إلى الشقة .. كانت هيفاء تجلس إلى الطاولة تتناول الطعام ..

    قالت : شأبشرك ..؟

    خير ..؟

    وأخيرا ..!.. سلحوفتك انفضخت وماتت .. ما بغت تموت !!..

    شمتت هيفا بسلسبيل .. إلهي ما أكثر من سيشمتون بي يا عزيز !..

    *** *******************

  2. #42
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين

  3. #43
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    إذا .. فاسمها ياسمين !..

    فهمت الآن .. إلهي كم كنت ساذجة .. اين كان عقلي ؟!..

    اتصلت بي خلال إحدى زياراتك إلى مونتريال .. أخبرتني بأنك قد أعددت مفاجأة لي ، كنت في غاية الحماس .. طلبت رؤيتي حالما وصلت ، وطلبت أن تكون هيفاء برفقتي على غير العادة.. تقابلنا في المقهى ، كان بمعيتك كل من زياد ومحمد ..

    قال زياد : ها قد وصلت جمانة ، ما هي المفاجأة ..؟

    ابتسمت وفتحت أزرار قميصك ..

    قالت لك هيفاء : شالسالفة ! يتطب بقلاس الماي !

    كنت تضع ضمادة على صدرك .. انتشلتلها ببطء ، كان موشوما على صدرك الحرف الأول من اسمي باللغة الانجليزية .. حرف الــ ( j ) فوق قلبك ، فوق قلبك مباشرة ..

    سألتني : ما رأيك حبيبتي ..؟

    عزيز ..! .. أجننت .. ماذا لو انتبه لوشمك أحد ؟!

    أجبتني بابتسامة : لا يهمني .. لا يهمني غيرك ؟

    قالت هيفاء : الحين هذا الي جايبنا عشانه ..؟ .. حسبالي عندك سالفة !..

    لم يبدِ أي منزياد ومحمد أي تعليق ، كانا صامتين ..!.. تبادلا نظرات ذات معنى من دون أن يعلقا ..

    سالتك ليلتها .. ما أمر زياد ومحمد ..؟

    أجبتني : يظنان بأنني مجنون ..!.. تعرفين بأن السعوديين لا يحبذون المجاهرة بالحب ..

    لا أظنُ بأنهما من هذا النوع ..

    بلى ..!.. على أي حال أنا لا يهمني غيرك ، أنت موشومة في قلبي ولن يأخذك من قلبي أحد ..

    تلك الليلة ظننت بأنك غارق في حبي حتى الثمالة يا عزيز .

    لكنني أعرف الآن بأنني كنت غبية وبأنك خدعتني . اليوم فقط فهمت

    معنى نظرات زياد ومحمد تلك .. لقد كانا يعرفان بأنك تحاول أن تصيب عصفورين بحجر واحد ..

    أنا وهي ! اسمها ياسمين .. ينطق بالإنجليزية جاسمين !jasmine ميدالية مفاتيحك ، السلسلة

    التي ترتديها .. كلها تحمل الحرف نفسه .. الحرف الأول من اسمي واسمها ! .. الهي ما أخبثك ،

    أي رجل كنت يا عزيز ؟ .. أي رجل هذا الذي أحببت !..

    ***************************

  4. #44
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    قرأت رسالتك الالكترونية الأخيرة مئات المرات .. لم تكن طويلة .. لم تذكر لي فيها شيئا يخصني .. لم تتحدث عنك .. كتبت لي فيها عن حلم .. فقط حلم ! .. أتدرك يا عزيز بأنك كنت كل الأحلام ؟!.. كل الأحلام يا عزيز ، كلها ! .. أتظن بأن الشهادة والعلم بعض من أحلامي ؟! .. لا يا عزيز . هما وسيلة تبقيني هنا لأحلم ! .. لأحلم بك .. بك وحدك .. كنت جيدة يا عزيز ! .. كنت جيدة بما فيه الكفاية .. أصلي واصوم النوافل .. وأتصدق وأكفل الأيتام .. لست بمحجبة لكنني لا أنمص ولا أوشم ولست بمتفلجة ! .. لماذا يطردني الله من رحمته يا عزيز .. لماذا ؟ .. لماذا يحرمني منك .. وأنت لي الدنيا بمن فيها !
    تبادلنا مرة محافظ النقود .. فتشت محفظتك وعبثت بمحفظتي ، كنت تقرأ قصاصات الأوراق الكثيرة التي تملأ المحفظة . قرأت إحداها ووجهك تملأه الدهشة .. سألتني : جمان ما هذا ؟!
    كان إيصالا لجمعية إنسان باسمك ..
    قلت لك .. كفالة يتيم ..
    لما هو باسمي ..؟
    كفلت يتيما عنك ..
    منذ متى ..؟
    منذ عامين .. حينما كنت في الرياض !..
    ولماذا فعلت هذا ..؟
    أجبتك : أخشى عليك من النار
    ترقرقت عيناك بالدمع ولم تعلق .. ليلتها كنت أغالب النوم في فراشي حينما أرسلت لي برسالة هاتفية ، كتبت في فيها : ( تصبحين على خير يا وجع قلبي ) .
    لا أدري لماذا تتغزل بي هكذا ! دائما ما تصفني بوجع قلبك ! دائما ما أكون ( الوجع ) ..
    كنا نلعب ومجموعة من الزملاء والزميلات لعبة ( الصفات ) قلت : محمد ذكي ، نجود طيبة .. العنود خجولة ، زياد صديق العمر .. راكان يحب المظاهر ، هيفاء لا تعليق ..! .. سعد ولد حلال ..
    وصل الدور إليّ وصمتّ ، قال لك المضيف بابتسامة : وجمانة ؟ّ .. ماذا عنها ؟ّ
    كان زملاؤنا يتغامزون .. فشعرت بالدماء الحارة تتفجر في وجنتي .. متوقعة سماع غزل حار يذيب الثلوج ..
    قلت : جمانة ..!.. وجع قلبي !..
    وجع قلبك ..! .. لماذا لا أكون ( قلبك ) .. لماذا أكون ( الوجع ) ؟! ألا تجيد سوى العزف على أوتار الوجع يا عزيز ..؟ دائما ما تطلق أوصافا وأسماءا غريبة على كل شيء .
    حينما أهدينا باتي وروبرت قطا وقطة من فصيلة الهمالايا الجميلة في أحد أعياد الكريسماس .. كانا سعيدين بالهدية .. طلبت منا باتي أن نسميهما ، قلت : فنسم الذكر Aggressive والأنثى Sensitive !..
    قال لك روبرت : بل أنت العدائي !..
    دائما ما يكون اختيارك مضحكا للأسماء يا عزيز .. كالسلحفاة ( سلسبيل ) والتي أسمتيها على الرغم مني ولا أعرف حتى هذه اللحظة سبب اختيارك لاسمها !..
    قلت لك مرة : لا شأن لك باسماء أطفالي ..
    وهل هم أطفال ( الجيران ) ! هم أطفالي أيضا .. لي فيهم مثلما لك ..
    لكن اختيارك للأسماء مضحك ..
    لا يا شيخة ! .. تكفين عاد ! .. أول مرة أشوف بدوية اسمها جمانة .. ايش جمانة .. منين جاء ..؟
    أتذكر بعد فترة من تعارفنا . سألتني عن أسماء أخواتي .. كنت مستغربا من اسمي ..
    قلت لك أخواتي .. صبا .. وبتيل ..
    يا شيخة طيري !..
    ايش طيري ؟
    تستهبلين ..؟
    والله العظيم !
    ايش الي والله العظيم ..!.. بدو وبناتهم صبا وبتيل ..!.. أمك ايش اسمها ..؟ غابريال ..؟
    والهي عاد جت كذا ..
    الحين اسمك بالله بلعته .. تجين تقولي لي بتيل وصبا ؟!
    وانت ايش الي مضايقك بالموضوع ؟ ايش حارق رزك ..؟
    جدك ايش اسمه بالله ..؟
    وانت ايش تبي باسم جدي الحين ..؟
    بجد والله .. ايش اسم جدك ؟
    عقاب!..
    انفجرت ضحكا : الحين جدكم عقاب ، وأنت جمانة وصبا وبتيل ؟! يا شيخة وربي لو جدكم لاحق عليكم كان فرغ فيكم الرشاش ..
    تظن بأن أسماءنا مضحكة وأظن بأن اختيارك للاسماء غريب ، من المؤلم أن تطلق على قط صغير إسم Aggressive .. كاد القط المسكين أن يحمل اسما عنيفا طوال عمره بلا ذنب .. لولا أن انقذته باتي وطلبت مني أن اسميه والقطة الأخرى ! . أسميت القطة hope والقط Dream فبالأمل والحلم أحيا ، لكنك كنت كل الآمال وكل الأحلام .. فكيف أعيش من دونك ولا حياة لي من دونهما ! .. بلا أمل ولا أحلام .. بلا عزيز !..
    ***
    ******************

  5. #45
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    حبُ وحبِ وحبا وحب !!..
    مهما اختلفت علامات التشكيل يظل الحب حبا !.. وتظل ( رجُلي ) الذي أحب .. حينما مرضت خلال العيد الماضي وأدخلت على أثر المرض الى المستشفى .. بقيت معي طوال يومين كاملين .. تنام جالسا على الأريكة أمام سريري ، تقفز من نومك بين الحين والآخر لتتفقد حرارتي وتمسح على جبيني .. كنت مصابة بوعكة غربة ، تصيبني عادة في كل عيد أقضيه بعيدة عن عائلتي ، فيثور قولوني على جسد أعياه الشوق وأشقاه وكأنه تنقصه الثورة .
    أحبك كثيرا يا عزيز .. لكنني أفتقد عائلتي بشدة خلال الأعياد ، أعياد كندا باردة وإن كانت نار الحب متأججة ، إلا أن نار الشوق أشد حرارة .. كنت أجلس على طرف السرير حينما انهرت باكية .. كنت أفتقد والدي .. جلست على الأرض أمامي وعيناك تنضحان حنانا ورقة .. وضعت يديك على ركبتي : ما الأمر يا وجعي ..؟ .. لما تبكين ..؟
    لا أحب الأعياد ..!.. باردة أعيادنا هنا ..
    احتضنت كفي بداخل كفيك : أتفتقدين ( الماما ) ؟
    لكلاهما يا عزيز لأمي ولأبي ..!.. حتى خالد .. اشتقت إليه كثيرا .. كم أتمنى أن اعود ..
    وانا ..؟ لمن تتركني حلوتي ..؟
    لكنك لا تحبني ..
    سحبت رجلي ووضعت موطئ قدمي على قلبك .. أمتأكدة أنت من أنني لا أحبك ؟
    نعم ، متأكدة ..
    أنظري إليّ !..
    ماذا ؟..
    أنظري إليّ..
    نظرت إلى عينيك البنيتين ، لمعت عيناك برقة جارحة يا عزيز
    في كل مرة ننظر إلى بعضنا بهذا الشكل أشعر بحرارة تجتاح روحي
    ارى الحب في عينيك البريئتين فاشتعل .. شعرت بنبضات
    قلبك تزداد سرعة حتى كادت أن تدفع قدمي من على صدرك ،
    ضحكت أنا فابتسمت من دون أن ترمش لك عين ..
    ارايت ..؟
    أحبك ..
    قبلت موطئ قدمي وقلت : أنا عائلتك وأنت عائلتي ..
    لن تشعري بالوحدة معي .. أعدك جمان ..
    قلت لك مازحة : ألا يجرح كبرياءك تقبيلك لقدمي ..؟
    قلت وأنت تلعقها بلسانك : لا لكن لا تخبري أحدا !..
    ضحكت حتى شعرت بالمرض يتبخر من مساماتي .. وكأن تريقاي
    الحب ولا شيء غيره .
    *****************************

  6. #46
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    في كل شيء أفعله .. أجيد خلق البدايات لكن نهاياتي دائما ما تكون معلقة .. أجيد كتابة القصص القصيرة ، أكتب بعض الأبيات .. لكنني لم أكمل يوما قصة ولم أختم يوما قصيدة .. قد تظن بأن الأمر بسيط وليس بمعضلة .. لكن هذا ديدن حياتي يا عزيز ! لا رغبة لي بعلاقة معلقة ، بدايتها جميلة ونهايتها مفتوحة .. متى تدرك بأنني تعبت من النهايات المفتوحة ؟! تظن أنت بأن النهايات المفتوحة أسلم وبأنها أخف وطأة .. لكنها تستنزف سنوات غالية من أعمارنا .. تستنزف أحلاما وآمالا كبيرة ..

    لا أحلم بحب مثالي ولا أرجو علاقة سرمدية .. كل ما أتمناه يا عزيز

    علاقة سوية يكسوها الوضوح والصدق والإخلاص .. كم تخلل

    علاقتنا من أكاذيب .. كم تخللها من خيانات وجروح ؟ .. أرى

    فيك أحيانا سادية عجيبة ، وارى في نفسي خنوعا مؤلما .. كنت

    مطواعة لك منذ البداية يا عزيز وهذا هو خطأي .. كان لا بد من أن أقاوم

    جبروتك منذ الأيام الأولى ولكنني لم أفعل ..

    أعرف اليوم بأن سلوكك معي نتيجة لاستسلامي .. كان لا بد من أن أكون أكثر شراسة ..

    كان لا بد من أن أكون أكثر قوة .. كان لا بد من أن أقاوم أكثر !..

    تدللني دوما بقطتك الصغيرة ، قلت لك مرة : ليتني أملك مخالب القطط ..

    أجبتني : لكنني أحبك لأنك وديعة كالقطط ..!

    تفسر خنوعي بالوداعة إذا !.. آه يا عزيز .. كم بودي لوأنتفض عليك !

    هجرتك فترة .. ظننت بأن بعدي عنك سيوقظك ، ظننت بأنك ستشعر بالتهديد وستتمسك بي ..

    إنتظرتك وانتظرتك وانتظرتك ولم تأت ! .. مضى أسبوع واسبوعان وثلاثة ولم تشفق .. فعدت أستجدي رضاك بعدما شعرت بالخطر !..

    تغضب كثيرا حينما أسألك .. أتحبني ..؟

    ما رأيك أنت ..؟

    أخبرني أتحبني ،

    نعم ، أحبك ..

    لا أشعر بهذا ..

    ما دمت على قناعة بأمر ما ، لما تسألين عنه ..؟

    حينما أقول لك بأنني أحبك .. غالبا ما تجيبني : وانا أيضا . فرق كبير يا عزيز بين ( أنا ايضا ) وأنا ( أيضا أحبك ) ، شتان ما بينهما يا عزيز .. تتمسك كثيرا بـ ( أنا أيضا ! ) ولا تدرك كم أشتاق لأن اسمع ( أحبك كثيرا ! ) أو ( وأنا أيضا أحبك ) على أقل تقدير ! ..

    آه لو تدري كم أحتاج إلى هذه التفاصيل ! .. آه لو تدري كم تؤثر هذه التفاصيل الصغيرة/ الكبيرة ! .. لكنك لا تدري أو فلنقل بأنك لا تكترث ! .. وعدم اكتراثك يوجعني ، يصر عظامي .. يشعرني وكأن حبرا أسود اللون يسري في عروقي ، وكأن قلبي يضخ سوادا حالك الحزن فيؤلم أرجائي ..

    أتدري !..

    عودني والدي في صغري أن يكون لدي حيوان صغير .. على الرغم من أنه يعاني من وسواس النظافة ، وعلى الرغم من كرهه للحيوانات .. إلا أنه يهرع في كل مرة يموت فيها أحد الحيوانات ليجلب لي حيوانا جديدا ..

    سألته مرة بعدما كبرت : لماذا كنت تأتي لي بالحيوانات ..؟

    قال لي : حتى أعودك على الفقد !..

    تنبأ لي والدي بفقد الأحبة منذ الصغر .. لكنه لم يدرك بأن الإنسان لا قدرة له على اعتياد الفقد .. آه يا عزيز .. وكأني أفتقد شخصا للمرة الأولى ، كأنني أواجه الموت .. أشعر وكأنك مت يا عزيز وكأنني أصبحت أرملة !.. لكن كيف أكون أرملة رجل لم أتزوجه يوما ؟!..

    تقول لي هيفاء بأنك ابتلاء من الله وبأني مبتلاة .. لكنني صبرت على ابتلائي سنوات فمتى تنقشع الغيمة وتنجلي ؟ راسلت طبيبا نفسيا في أيام حزينة .. قال لي : انت خائفة .. تخشين أن تخرجي من دائرته ، اعتدت على استعباده لك ! لن تتمكني من اجتياز محنتك ما لم تكسري حاجز الخوف ، تخشين الفشل بعيدا عنه .. حاولي .. حاولي أن تكسري الحاجز .

    أعرف بأن هذا هو جزء من مشكلتي معك .. أخشى الابتعاد عنك ، أخشى الحياة من دونك .. حاولت الابتعاد لكنني لم أتمكن من ذلك .. نار قربك أخف وطأة من نار بعدك يا عزيز ، قلبي يستعير بعيدا عنك ويتلظى بجوارك ! .. اي حب موحل هذا الذي علقت به ! أي علاقة عقيمة هذه .. ؟! ..

    *** ******************

  7. #47
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    لم تغير عطرك طوال السنوات الأربع الماضية .. تظن بأنه لا بد

    من أن نختار عطرا واحدا .. نعتاده لفترة طويلة لتذكرنا رائحة العطر بالشخص نفسه .. ولقد كنت محقا !..

    لا احب Armani Code ، لا أحب العطور التي يستخدمها الكثيرون ، لكنه عطرك ورائحتك مختلفة به بل رائحته من خلالك مختلفة .. مختلفة جدا !..

    أهديتني يوما قنينة عطرك ووسادة وردية اللون ..نقش عليها بخطوط حمراء ( true love ) سألتك : لماذا تهديني وسادة وعطرا ؟

    قلت لي : الوسادة لأكون آخر من تفكري به قبل أن تنامي .. أما عطري فلتملأ رائحتي رئتيكِ وكل ما فيك .. فلا تفكري بغيري أبدا ..

    لم أكن بحاجة لعطر ووسادة يا عزيز لأتذكرك .. كنت أضع بعضا من عطرك على الوسادة قبل أن انام في كل ليلة .. كنت أشعر وكأنني أنام على صدرك ، بين ذراعيك لكنني أكاد أجزم بأن صدرك أكثر دفئا من وسادتك هذه ! ..

    أمقعول ما يجري ؟ ! . .من المستحيل أن تنتهي حكايتنا بهذه الطريقة . لا تنتهي حكاية حبنا بهذا الشكل ، نحن لا ننتهي بهذه السهولة يا عزيز !

    كنا نجلس في المقهى ذات يوم ، أشرت براسك إلى شاب يجلس وحيدا على الطاولة المجاورة لنا . كان ينظر إلى ساعة يده بين الحين والآخر .. يمرر يده على شعره بتوتر ويتلفت كثيرا .. قلت لي : اترين هذا الشاب ؟

    ماذا عنه ..؟

    أراهنك بأنه على وشك الانفصال عن حبيبته ..

    لقد برهنت الآن على عروبتك ، ألا تخبرني دوما بأن العرب خير من ينسج القصص !؟

    أتراهنين..؟
    وكيف سنعرف إن كان سينفصل عن حبيبته أم لا ؟


    أمم .. من الواضح أنه بانتظارها .. فلنترقب وصولها ..

    ما هي إلا دقائق حتى دخلت فتاة جميلة .. قبلها ما أن وصلت إلى طاولته

    قلت : ركزي !

    سألها عن حالها مندون أن ينظر إليها ، كان ينظر إلى يديه ..

    مسكت يدي وقلت .. أرأيت .. ركزي الآن !

    كنا منصتين لما يقولان بفضول وتركيز .. برر لها قراره بالانفصال عنها لعدم التوافق وتقبلت هي قراره بصدر رحب وبلطف لا مثيل له .. قبلها بعد أن تمنيا لبعضهما بعضا السعادة .. ورحلت !

    قلت لي : ارأيت الفرق بين الانفصال العربي والانفصال الأجنبي ؟!

    لا أظن بأنهما مغرمان ببعضهما بعضا .. لا ينفصل العشاق بهذه السهولة !

    في عرفنا الشرقي .. دائما ما يرتبط الانفصال بمأساة ، لا نجيد الانفصال برقي .. لا ننفصل بسلام ..

    وهل تظن بأننا لو انفصلنا يوما سننفصل بهذا الشكل البسيط ؟

    أممم . لا أظن .. ! .. لو انفصلنا ( لا قدر الله ) .. أظن بأننا سننفصل بمأساة ! ..

    وكيف تكون ..؟

    لا أعرف ! ..

    مثلا .. ؟

    أمم . قد تتزوجين وتتركينني . قد أتزوج وأتركك .. شيئا من هذا القبيل ..!

    هكذا إذا !

    وهل يهمك كيف ننفصل ؟

    بالطبع ..

    لا يهمني الانفصال لأنني لا أفكر به .. لكنه يهمك لأنك تفكرين به كثيرا ..

    هذا غير صحيح .. لا أشعر بأنني قادرة على الانتهاء منك يوما ..

    وهل ينتهي رجل مثلي من امرأة مثلك ؟

    لكنك قررت يا عزيز .. قررت أن تنهي ما بيننا بمأساة ! ..

    على الرغم من أنك تتنصل دوما من عروبتك وشرقيتك إلا أن أفعالك

    كلها تدل على أنك شرقي حتى النخاع على الرغم منك ! .

    انتشلتني طرقات ( هيفاء ) على الباب من بعض الألم لتلقيني في الكثير

    منه .. دلفت إلى الغرفة بعد أن طلبت منها الدخول .. كانت تحمل

    في يدها ظرفا صغيرا تفوح منه رائحة العطر .. العطر ذاته

    يا عزيز .. ذات العطر !

    أأيقظتك ؟ ..

    اعتدلت في جلستي بسرعة واشرت إلى الظرف الذي تحمله بيدها : هذا الظرف منه !

    قالت بدهشة : وكيف عرف ..؟

    رائحته !! .. رائحة عطره ..

    قالت لي : أعطاني إياه زياد لأعطيك إياه .

    مزقت غلاف الظرف والذي أحكمت إغلاقه وكأنك تخشى

    أن تتسرب منه المشاعر قبل الكلمات ! .. كتبت لي : تحية طيبة ، قد

    تصلك رسالتي هذه وقد لا تصلك .. قد تخونني الشجاعة وأتلف الرسالة

    بعد كتابتها .. لا يهمني وصولها مثلما يهمني كتابتها !

    قدري أحمق ! .. تؤمنين جيدا بأن قدري أحمق ، فلا تلوميني

    على قدر لا قدرة لي على تغيير مساره .. علاقتنا كانت لعبة قدرية لا

    سلطة لنا عليها ، لا قدرة لمخلوق ضعيف على تغيير قدر سطره

    قوي كبير .. كبير جدا ! ..

    أفتقدك .. أفتقدك بشدة .. يبدو أنني متورط بك أكثر مما كنت

    أظن .! .. لكنني لن أخنع ولن أطلب منك عودة لأنني أدرك جيدا

    بأنك انتهيت مني .. من الغريب أن تكوني أنت اختباري الراهن ،

    دائما ما كنت بجواري .. تشدين من أزري وتسندين ظهري بصدر قوي ..

    لطالما كنت معي .. تساندينني في اختبارات حياتي .. إلهي كيف

    تكونين أنت الاختبار يا جمانة ! .. موجع أن تكوني الاختبار ! .. أعتدت على أن أكون قويا معك ،

    ألتجئ إليك في ضعفي لتجعلي مني رجلا أقوى .. لكنني لم أخلق فيك القوة كما

    فعلت معي ، ولا أفخر بهذا .. كم هو سيئ أن تكون علاقتنا بهذا الشكل ، تشدين من أزري لأحبطك ..

    تجعلينني قويا لتضعفي ، تحمينني لأهاجمك .. تغفرين لي لازداد قسوة ! .. لا أدري كيف

    تمكنت من احتمالي بتلك الصفات طوال تلك المدة ! .. لست

    بسيئ .. لست بسيئ على الإطلاق لكنني أصبح كذلك معك .. لا

    أدري لماذا ولم أفهم يوما سبب ذلك .

    أفتقدك بشدة .. أفتقد أمانا تحيطنني به على الرغم من خصالي

    اللعينة ! اشتقت إليك .. اشتقت إليك كثيرا ! .. أكثر بكثير مما كنت

    أتوقع ومما تتخيلين .. أخشى أن أكون قد خسرتك ، وأخشى أن

    تغفري لي فتحرقينني بمغفرة لا طاقة لي على تحملها ..

    علاقتنا كانت أطهر من أن يدنسها مزاج رجل مريض مثلي .. لن أطلب منك

    أن تعودي إلى رجل يتركك ليعود فيتركك ، لكن غيابك مر يا قصب السكر .. تصوري كيف يكون غيابك على رجل تدركين جيدا بأنه مدمن سكر ! ..
    عبدالعزيز


    *** *****************

  8. #48
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    نمت في غرفة هيفاء بعد أن قرأت رسالتك .. خشيت أن أموت وحيدة يا عزيز ..

    أتذكر ( غيفا ) .. ؟ العجوز السبعينية التي كانت تعاني من سرطان القولون والتي

    تعرفنا عليها أثناء وجودي في المستشفى ، كانت متمسكة بالحياة ببسالة تحسد عليها ..

    وقعنا في حبها منذ اللحظات الأولى .. قابلناها في حديقة المستشفى .. كانت تجلس على

    كرسي متحرك وفي يدها أنبوب المغذي ، أشرت برأسك إلى حيث تجلس :

    جمان ، أنظري إلى تلك العجوز ! ..

    كانت تسرح شعرها تحت الشجرة .. قلت لك : ماذا عنها ..؟

    Oh my lord! .. She is so sweet !

    ربَت على شعرك : اذهب وقبلها ..

    ألا تغارين ..؟

    لن أغار من عجوز !..

    ما راح تطينين عيشتي لو بستها ؟

    لا ..

    ما رح تخربين بيتي ؟

    ضحكت : كلا ..

    سحبتني من يدي : تعالي معي إذن !..

    ابتسمت لنا ببشاشة عندما اقتربنا منها .. قلت لها : صباح

    الخير ..

    صباح الخير ...

    سالتها : كيف حالك سيدتي ..؟

    أنا بصحة جيدة ، ماذا عنك ..؟

    أنا بخير ، شكرا لسؤالك ..

    انحنيت عليها .. سيدتي ! هذا الرجل الوسيم معجب بك ..

    نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا ؟! .. كم أنا محظوظة !

    ضحكت أنت : إلهي ، لا أستطيع أن أتخيل كم كنت جميلة في شبابك !

    ابتسمت بسعادة : كنت خلابة ! . لكن زوجتك اجمل مني بكثير ..

    نظرت إليَ بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا ..

    قالت : هل انتم من أسبانيا ..؟

    قلت لها : لا ، نحن من السعودية ..

    سألتك بدهشة : وما هي السعودية ؟

    أجبتها أنا : دولة عربية في الشرق الأوسط ..

    لا اعرفها ..

    قلها لها أنت : الدولة الغنية المصدرة للبترول ..

    لا أعرف بلدكم ! ..

    قلت لها : بلدنا منبر الدين الإسلامي ! ، حيث المقدسات

    الإسلامية ..

    قالت : أنتم مسلمون إذا ! .. لكنني لا أعرف بلدكم ..

    أجبتها أنت بنفاذ صبر : أتعرفين أسامة بن لادن ..؟

    هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد !

    ضحكت : نحن من بلده !

    ارتفع حاجباها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة ! ..
    أتذكر كيف ضحكنا ، كدنا ان نقع من شدة الضحك ! كانت لطيفة وخفيفة ظل .. جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا ، وحدثتنا هي عن ابنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة .. كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة متقدمة من المرض .. أحببناها كثيرا ، ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى ، وقد كانت تنتظر زيارتنا لها كما كنا نشتاق إليها .. تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي ..


    قالت لي : لماذا تغضبين زوجك ..؟

    سألتها بدهشة : وكيف عرفت بأننا متخاصمان ..؟
    هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني !


    كيف أخبرك ..؟

    جاء لرؤيتي صباحا ..! .. كان غاضبا منك ..

    تركتها بعد أن قدمت لي بعض النصائح الزوجية والتي لا

    أستطيع تطبيقها بطبيعة الحال ..

    أتذكر ليلتها الأخيرة، ذهبنا لرؤيتها معا .. كانت متعبة للغاية ،

    أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك ألا تتركها تموت .. أذكر كيف

    التفت إليّ بحيرة وجبينك يقطر عرقا : جمانة ! . هل أقرأ عليها

    القرآن ؟ .. هل من الجائز قراءته على غير المسلم ؟!..

    قلت لك من بين دموعي : لا أدري ! .. ماذا سنفعل ..؟
    نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلاتي من أجلك .


    هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صل من أجلي ..

    كنت أنظر إليك وأنت تقرأ عليها وتنفث على رأسها .. إلهي

    كم أحب هذا الرجل ! ..

    في طريق العودة وبعد أن تركناها لتنام .. قلت لي : جمان ..

    ما الأمر يا حبيبي ؟

    عديني أن نكبر معا ..

    ماذا ..؟

    أريد أن أشيخ بجوارك ..

    وأنا أيضا ..

    لا تدعيني أموت كإيفا ! .. لا تدعيني أموت وحيدا يا جمان ..

    أعدك أن نكون معا ..

    قرأت رسالتك صباحا : ( جمان .. ذهبت لرؤية إيفا ، قيل لي

    بأنها توفيت بعد أن خرجنا من غرفتها مباشرة .. ليتنا بقينا

    قليلا ، المسكينة ماتت وحيدة ..)

    حزنت كثيرا لموتها .. أأموت وحيدة لتحزن عليّ ؟! .. لتحزن

    على المرأة التي ماتت إيفا وهي معتقدة بأنها (( زوجتك )) ؟ .. أنموت

    وحيدين يا عزيز ..؟ وعدتك ألا تموت وحيدا فلما تتركني أموت وحيدة ؟!..

    *** ***************

  9. #49
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    ما زلت أذكر الليلة التي ( توعكت ) بها هيفاء .. كانت مصابة

    بآلام شديدة في بطنها وكانت بحاجة إلى مسكن .. كان من الصعب

    علينا الخروج حيث كنا نقارب ساعات الفجر الأولى ..

    اتصلت بك : عزيز ! .. استيقظ ..

    أجبتني بصوت ثقيل : جمانة ! .. ما الأمر ..؟

    هل تأتي لي بمسكن ..؟

    الآن ..؟

    نعم ، الآن ..

    سلامتك يا وجع قلبي .. مما تعانين ؟

    لست أنا المريضة .

    من المرض إذا ؟

    أجبتك بتردد : أممم .. هيفاء ، هيفاء مريضة ..

    أحسن !

    حبيبي .. حرام عليك ..! .. المسكينة مريضة ..

    لا تخشي عليها .. ليست إلا جنية ..

    حبيبي أرجوك .

    جمان ! .. وهل ظننت بأنني سأستيقظ في هذا الوقت المتأخر

    من الليل لاجلب لهيفاء مسكنا !

    فلتأت لها بالدواء من أجلي !

    كلا لن أفعل ! .. هيفاء تدس أنفها في ما لا يعنيها وتفسد ما بيننا ..

    قلت لك بعناد : حسنا سأحضر لها الدواء بنفسي ..

    أجبتني بغضب : جمانة ! .. لن تخرجي في هذا الوقت من الليل ..

    إن لم تحضره لها .. سأحضره انا ..

    حسنا ، سأجلب لها الدواء .. إلهي متى أرتاح من هذه الفتاة !

    كنت أفكر بك خلال انتظاري .. كنت منتشية بالرجل الذي

    يستيقظ في تلك الساعة المتأخرة ليجلب لصديقتي ( التي يكرهها ) الدواء خوفا من أن أخرج وحدي.. تصرفاتك الرجولية ( الصغيرة ) تلك كانت تزلزل أنوثتي يا عزيز ..

    اتصلت بي : جمان ، أنا أمام الباب . فلتفتحي لي ..

    كنت مستندا إلى الجدار بشعر منكوش وعينين متعبتين واضعا

    الهاتف على أذنك .. قلت لك من دون أن أبعد الهاتف من على

    أذني : لماذا لم تقرع الجرس ..؟

    خشيت أن أزعجكم ..

    كنت بانتظارك ..

    أعطيتني علبة الدواء قائلا : فلتأخذ منه حبتين .. عسى أن تموت

    ونرتاح !..

    شكرا عزيز .. أنت ( رجلي ) ..

    ابتسمت : الا يستحق رجلك مكافأة ..؟

    لماذا تتحدث معي على الهاتف وأنت تقف أمامي ..؟

    لست أدري ! أتحاولين تغيير مجرى الحديث ؟!

    ربما !

    ألا أستحق كوبا من القهوة ..؟

    لقد تأخر الوقت ..

    انحنيت قليلا وقبلت جبيني : حسنا ، تصبحين على خير ..

    تصبح على خير ..

    الن تقبليني ..؟

    نعم ..؟

    قبليني على الهاتف يا غبية !

    بعدما تذهب ..

    بل الآن ..

    ضحكت : لا أستطيع ..

    Common!

    No!

    مررت يدك على شعري ، حسنا تصبحين على خير ، لا تنسي

    قفل الباب ..

    أغلقت هاتفي ودخلت على هيفاء التي كانت تتلوى وجعا :

    هفوش أصحي ، خذي المسكن ..

    لا يكون طلعتي جبتيه ..؟

    لا هيفاء .. عبدالعزيز جاب لك إياه ..

    أخاف مخدرات ! ..

    هيفاء .. هذي جزاة الولد صاحي من نومه يجيب لك الدواء ..؟

    لا يكون دخلتيه بيتنا ! ..

    يا بنتي أخذته منه على الباب ..

    الله ستر ما دخل واغتصبنا !..

    هيفاء ! .. خلاص عاد .. ترى ما أسمح لك .. يكفي الولد صاحي

    ومتعني المشوار . .

    متأكدة إنه مسكن ..؟

    هيفاء !

    زين سكتنا !

    أرسلت إليك رسالة : حبيبي ، هيفاء تشكرك على الدواء ..

    أجبتني : الله لا يشكر لها فضل !

    التفت إلى هيفاء وقلت : هيفاء . . عبدالعزيز أرسل رسالة ..

    يقول لك قدامك العافية ..

    أجابتني : الله لا يعطيه عافية ..

    نمت يا عزيز ليلتها مبتسمة وفي قلبي نشوة .. كم كان إرضائي

    سهلا .. كم كنت سهلة !

    ***
    ***************

  10. #50
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    جلست قرب النافذة مسندة رأسي إليها لأراقب المطر الذي

    ينهمر بنعومة .. كانت قطراته كمغفرة تحاول أن تغسل روحي

    فتصطدم بالزجاج وتذوب المغفرة .. كم غيرتني يا عزيز ، أصبحت

    إمرأة أخرى .. من الغريب أن أصف نفسي ( بامرأة ) بدلا من

    ( فتاة ) ! .. لطالما كنت فتاة قبل لقائنا لكنني أصبحت إمرأة من

    خلالك ، من خلالك فقط أشعر بأنني إمرأة كاملة لا تنقصها ذرة ..

    لكنني أفتقد كوني فتاة ، فتاة تلهو ولا تعرف في الحب هما !

    تقول إنني ( أجيد الثرثرة ! ) .. لكنني اعتزلت الثرثرة منذ أن

    تركتني خلفك واخترت امراة ( كاملة ) أخرى .. باتت حروفي باهتة ،

    ذابت ألواني حتى غدوت كخريف بائس ..ماتت أحلامي الكبيرة ،

    ماتت أحلامي يا كل أحلامي !

    دائما ما كنت هناك ، بين أحلامي .. تعبث برجولة لا تليق

    برجل سواك ! .. وكأنك خلقت من رجولة ولا شيء غيرها .. دائما ما

    كنت مشرئب العنق ، غرورا وكبرياء وثقة .. لكنك في لحظات حزنك

    القليلة يزداد سوادك سوادا وتزداد أخطاؤك عتمة ، تخطئ كثيرا

    عندما تحزن يا عزيز .. تثور حزنا كما لا يفعل أحد .. أما أنا

    فأنكمش كعصفور خائف في لحظات حزني .. أشعر بحزن مفترس يغتصبني

    يا عزيز .. وأنت تعرف بأنني اضعف من أن أقاوم حزنا كهذا ..

    بودي لو بدأت حياة جديدة بعيدا عنك يا عزيز .. لكننا

    متشابكان للغاية .. لسنا بمتلاصقين يا عزيز نحن متشابكان ، فروعنا

    متشابكة ومتداخلة بطريقة معقدة تجعل من الصعب فك تشابكنا

    هذا .. لم أحرص على أن نكون بهذه الصورة يا عزيز لكنه جزء من

    قدرنا معا .. القدر الذي تحمله دوما ذنب نزواتك .. قدرنا ( السفينة المتهالكة )

    والتي تشق طريقها بارتجالية وعشوائية متناهية .. سفينة جنحت

    خلال عاصفة قوية ففلتت الدفة من يدك ، ولم تتمكن من

    السيطرة عليها من جديد .. فدار دولاب الدفة ودارت حياتنا معه !

    شعرت بالحزن والقهر لكنني لم أفهم كيف تزوجت ، لم أفهم كيف

    يكون هذا .. كنت حزينة لأننا على خلاف .. قهرت لزواجك لكنني

    لم أفهم معنى ـ زواجك ـ هذا !.. لم أفهم كيف تكون امرأة

    غيري ( زوجتك ) ؟!! هل عرف قلبك وجعا غيري ؟!.. أصبحت

    زوجتك ( وجع قلبك ) عوضا عني ؟ ، أضممتها إلى صدرك يا عزيز ..

    أأخذتها إلى بيتي ؟! تخبرني دوما بأن صدرك بيتي ، فكيف تسكن في

    بيتي إمرأة أخرى ..؟

    **************************

صفحة 5 من 12 الأولىالأولى ... 34 567 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال