صفحة 4 من 12 الأولىالأولى ... 23 456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 114
الموضوع:

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي - للكاتبة أثير عبدالله النشمي - مكتوبة - الصفحة 4

الزوار من محركات البحث: 44263 المشاهدات : 136480 الردود: 113
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #31
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,264 المواضيع: 2
    التقييم: 333
    مزاجي: وطني هنا العراق
    أكلتي المفضلة: مانرزق به. من عند الله
    الله. جميل. بتسامه

  2. #32
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الدولة: Iraq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,523 المواضيع: 479
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7035
    المهنة: صيدلانية
    موبايلي: iphone 8 plus& note5& iphone 7
    آخر نشاط: 12/August/2022
    مقالات المدونة: 8

  3. #33
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العراقي المرهف‬‎ مشاهدة المشاركة
    الله. جميل. بتسامه
    مرورك الاجمل صديقي..متابعتك أسعدتني ^^

  4. #34
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    في عيد ميلاد باتي العام الماضي .. كنت متأنقة ، وأناقة المراة
    لا تكتمل من دون كعب عال .. رافقتني في نهاية الأمسية حتى باب
    المنزل ، اتكأت على الباب مودعا ، دست على قدمك الحافية وأنا
    في طريقي نحو الباب ، ومن دون قصد .. لم تصرخ ، رفعت قدمك
    ممسكا بها .. كانت عيناك جاحظتين من شدة الألم ، اقتربت منك ..
    لكنك تراجعت إلى الخلف وعيناك تدمعان وجعا !..
    كنت خائفا مني .. أخذتك إلى المستشفى .. فقد كان إصبع قدمك أن يتهشم تحت
    كعب حذائي .. كنت تردد ونحن في طريقنا إلى المستشفى : ما الذنب الذي
    اقترفته لتفعلي بي هذا ! .. أكل هذا الحقد موجود في قلبك تجاهي ..!..
    قلت لك ضاحكة : لزوم الكشخة يا حبيبي ..!..
    لزوم الكشخة تدوسين على أرجل الناس ؟؟..
    سألك الطبيب في المستشفى وهو يعاينك عن سبب إصابتك
    فاشرت إليّ قائلا والحقد يقطر من بين كلماتك .. أترى هذه الآنسة ..؟
    لا يخدعك مظهرها فهي من كسرت إصبعي !.. داست
    على قدمي بكعب حذائيها ..
    قلت لك وأنا أضحك .. لم أكسر فيك شيئا بعد ..
    قلت للطبيب : أرايت ..؟ إنها تهددني .. كن شاهدا عليها ..
    قال لك الطبيب مازحا : لا تقلق فلا تبدو إنها إمرأة عنيفة ..
    صحت فيه : إنها مخادعة .. أنا أيضا خدعت بها .
    كان يوما لا ينسى يا عزيز .. ما زلت أضحك في كل مرة أذكر
    فيها ما أصابك وكأنني أشهد على الحادثة من جديد ..
    ظللت عدة أيام تختبئ في كل مرة تراني فيها تحت المقعد أو الطاولة ..
    لم أستعد ثقتك بي مجددا إلا بعد ذلك بفترة طويلة فاصبحت تكتفي
    برفع قدميك من على الأرض لحظة مروري .. ولست بملام على ذلك ..
    لم تكن إصابتك خطيرة يا عزيز ولم يتحطم إصبعك ..
    لكنها كانت المرة الأولى التي آلمتك فيها .. ومن بعدها أصبح لقلبي
    ( الكتكوت شرس ! ) .. لكنني لم أكن يوما شرسة بقدر ما كان حبي لك في غاية الشراسة !..

    ***********************

  5. #35
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    في غيابك لليوم الثالث ، بعد شجارنا بسبب ماجد .. اتصلت بوالدتي بعد أن بعثت إليّ برسالة
    تذكيرية للصلاة ، كنت بحاجة إليها . . كم تمنيت لو كانت معي ، بجواري .. تخبئني بحضنا وتنتشلني من علاقة أدرك تماما بأنها غير سوية .. علاقة تحطمني .. تحرق حطامي وتدوس على رفاتي ..
    أمي مختلفة ، مختلفة جدا ..! تحبني كثيرا .. تعطيني دوما ولا
    تأخذ مني أبدا ، علاقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية
    المعتادة لعلاقة فتاة بأمها .. والدتي رقيقة ، معطاءة ، تحبنا كثيرا ..
    تحب والدي وتضحي من أجله .
    تزوج والداي بعد قصة حب رقيقة ، وإن كنت لا أشهد على
    الكثير من الحب بينهما .. علاقتهما مبنية على الكثير من التضحيات والتنازلات
    والاحترام المتبادل .. لكنني لم أشعر يوما بشغفهما ببعضهما بعضا ..
    تخبرني والدتي سرا بأن والدي أعظم رجل في الدنيا ، ويخبرنا والدي أحيانا
    بأن أمي فريدة ولا تشاببها إمرأة سواء .. وعلى الرغم
    من هذا .. تنصحني والدتي بأن لا أتزوج رجلا أحبه لا بل رجلا يحبني !.. تدس نصيحتها هذه
    بحذر في كل مناسبة ..
    بكيت حينما سمعت صوتها ، صاحت أمي : جمانة .. ما الأمر..؟..
    اشتقت إليك .. سأعود ..! لا أستطيع أن أكمل ..
    جمانة !.. قطعت أكثر من نصف المسابقة .. أتعودين بعد كل هذا ..؟
    لا قدرة لي على التحمل أكثر .. تعبت ..
    لا شيء .. لكنني متعبة .. أحتاجك كثيرا ، الغربة تخنقني ..
    لا قدرة لي على المذاكرة ..
    جوجو .. فلتصلي ..!.. ولتستعيذي من الشيطان .. ستقدرين على المذاكرة من أجلي ..
    أحتاجك بشدة ! .. أتعبني بعدك !..
    سكتت والدتي قليلا .. قالت لي بصوت مهدج : لا بأس يا جوجو ... سأتحدث مع والدك ،
    قد أتمكن من زيارتك لأسبوعين أو ثلاثة ..
    أرجوك .. تعالي بسرعة ..
    جمانة .. أنت تعرفين بأن استخراج الفيزا يحتاج لبعض الوقت ..
    لكنني سأحاول ..
    ودعتها بعد أن وعدتها بأن أصلي وأذاكر ..
    كنت أدعو بلسان لاهج في صلاتي ..!! طلبت من الله انتزاعك
    من قلبي ، سألته أن ينجيني من حب لا طاقة لي على تحمله .. كنت
    أدعوه بجوارحي ، بكل ما فيّ ..
    بعدما أنهيت صلاتي التفت لأجد هيفاء واقفة بجواري ..
    قومي خلينا نتغدى .. إذا تبين تموتين .. موتي عند هلك ..
    أنا لحد يموت عندي .. ماني فاضية تحقيق وما تحقيق ..
    قلت لها : لا تكون سعاد حسني اللي بتموت ..
    لاء ! .. تتغشمرين بعد ..!.. دام لك خلق غشمرة .. قومي خل نطلع ..
    خرجنا قاصدين أحد المطاعم .. كان اليوم الأول الذي أخرج فيه بعد شجارنا ، كانت الشوارع رمادية ..
    وكأنها رسمت بفحم ورصاص ..
    قالت لي هيفاء على الغداء : جمون ! .. أتدرين .. لطالما ظننت بأن بنات الرياض قويات !..
    لكنك مختلفة تماما ..
    وبما أختلف عنهن ؟!
    لا أدري ! .. أنت سهلة الخدش .. تجرحين بسهولة ..
    أفهم إذن بأنك تسكنين معي لأن بنات الرياض قويات برأيك ..!..
    ظننت بأنك مثلهن !.. لكن حظي سيء ..
    ضحكت على الرغم مني ..
    قالت : فعلا انت هشة !
    في طريق عودتنا إلى المنزل كانت السماء تمطر ، صعدت هيفاء لشقتنا عندما وصلنا .. قلت لها بأنني سأجلس قليلا تحت المطر .. جلست على الكرسي الخشبي أمام العمارة ..
    دائما ما كنت تقول لي بأن المطر يجعلك تشعر بأن الله يحيط
    بك من كل اتجاه .. أنا أيضا يا عزيز ، أشعر بأن للمطر قدسية خاصة ، قدسية عميقة .. أشعر بان
    المطر يغسل أرواحنا ، ينقينا ويمحي خطايانا .. تضحك علي كثيرا حينما تمطر ..
    فشعري مهما كان مسرحا لا بد من أن يتمرد تحت المطر .. أول مرة انتبهت فيها
    إلى هذا الأمر .. كنا نجلس في إحدى قاعات الجامعة .. حينها خرجت أنا تحت المطر .. ضحكت كثيرا
    عندما عدت ..
    قلت لي : يا لك من مزورة !..
    سألتك : أي تزوير تقصد ..؟..
    أشرت بيدك إلى شعري .. شعرك !.. أنتِ تحاولين تغشيني ..!..
    دام شعرك curly ليه تستشورينه ..؟
    جلست بجوارك .. لا يا شيخ !..
    سألتني : اسنانك تركيب ..؟
    تجاهلتك وأنا أقلب أوراق الكتاب .. قلت لي : ماذا
    عن رموشك ؟!.. أهي حقيقة ..؟!..
    لم أرد .. فقلت سأسألك آخر سؤال !.. أتضعين عدسات على عينيك ..؟!..
    يعني لو أنني أضع عدسات لاصقة فهل أضعها سوداء ..؟
    يمكن أن تكون عيونك الأصلية شهباء ..
    قلت لك : عزيز ترى بديت أتنرفز ..
    ضحكت : يا بيبي عادي وش فيك .. في بنات كثير شعرهم
    Curly وتزوجوا وخلفوا وعاشوا حياتهم بشكل طبيعي ..
    لطالما كنت استفزازيا يا عزيز .. لكنني اشتقت إليك كثيرا ،
    افتقدك بشدة .. أفتقد استفزازك لي .. ومحاولاتك لإغضابي ومن ثم لإرضائي ..
    شعرت وكأن المطر قد تغلغل في مسامي حتى وصل إلى أعماقي ،
    شعرت به في داخلي .. داخل روحي وجسدي .. رفعت رأسي إلى السماء ودعيت الله ..
    دعيته أن تعود إليّ ، أن لا يحرمني منك وأن يغفر لي دعوتي السابقة في انتزاعك من قلبي ،
    أتعبني غيابك يا عزيز ..!.. أتعبني كثيرا ..

    *************************

  6. #36
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    أعرف مشكلتك لكنني لا أفهم أسبابها .. أدرك بأنه لا قدرة لك
    على الإلتزام مع إمرأة لكنني لا أستوعب أعذارك الواهية .. دائما ما
    كنت تبرر لي أفعالك بأنها من طبيعة الرجال لكنها ليست كذلك ..
    تدرك هذا كما أدركه وإن كنت لا تعترف به ..
    ( ثقي بي ) ..!..
    دائما ما كنت تطلب مني أن اثق بك .. وكيف أفعل ؟!.. أرجوك أخبرني كيف أفعل ..؟!
    صرخت في وجهي مرة : كيف أثق بامرأة لا تثق بي ..؟
    وكيف أثق برجل لا يلتزم معي بيشيء ؟
    لطالما طلبت مني أن اكون صبورة ! .. كنت تردد على مسامعي
    بأن المراة ( العاقلة ) هي من تتفهم وتصبر وتتجرع المرارة من أجل من تحب ..
    سألتك : وماذا يفعل ( الرجل العاقل ) ..؟
    أجبتني : الرجل العاقل لا يحب سوى إمرأة واحدة .. يحتاجها
    ويخشى عليها ، لن أصبح عاقلا ما لم تكوني صبورة .. تفهمي أرجوك ،
    إدعميني فأنا بحاجة إليكِ ..
    إلى متى يا عزيز ..؟!.. إلى متى أتفهم وأصبر وأدعم بلا مقابل وبلا نتيجة !..

    استقبلت رسالته النصية الأولى بعد شجارنا بأربعة أيام .. كتبت لي :
    You have been the one for me
    لم أفهم الحالة التي كتبت لي فيها !.. قرأت في رسالتك تلك بعضا من شوق وندم .. وخيبة .. ونهاية ..
    دائما ما تكون مشاعرك مزيجا من هذا وذاك .. لم يكن حبك لي خالصا ولم تكن خياناتك لي كذالك ..
    كتبت لك :
    You’re still the one until this very moment
    أجبتني :
    You make me feel sick!..

    لم يكن في جملتك هذه سوى الغضب ، فآثرت الصمت بانتظار غد جديد .. غد أفضل ..!..
    ********************

  7. #37
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    في اليوم الخامس وبعد خروجنا من الإمتحان ، كنت تجلس مع أصدقائك إلى الطاولة المقابلة لقاعة الإمتحان ،، دبت في جسدي رعشة حينما رأيتك ، كنت تضحك معهم .. سكت فجأة حينما وقعت
    عيناك عليّ .. فاتجهن حيث تجلس ..
    أخذتني هيفاء من ذراعي : على وين ؟
    بسلم ع الولد !
    انتشر أصدقاؤك مبتعدين عندما اقترت .. وكأن كرة ( بولينغ ) أصابتهم فتناثروا ..
    لم يبق برفقتك سوى زياد ..
    قلت لك : عبدالعزيز .. هل يمكن أنت نتحدث قليلا ؟
    أشرت إلى الكرسي المقابل لك .. أجلسي ..
    جلست وجلست هيفاء .. استأذن زياد لكنك أوقفته طالبا منه أن يجلس وأن يشهد ..!!.. فجلس بحرج ..
    قلت لي : ماذا تريدين يا جمانة ؟ ..
    أجبتك بصوت مرتجف : لا اريد أن أخسرك .. لم يحدث شيء بيني وبين أحد صدقني ..
    وماجد ؟
    أخبرتك عن كل ما حدث بيننا .. لم يحدث بيننا أمر تجهله .. أقسم لك ..
    لكنك اعترفت لي بعلاقتكما ..
    انت من أجبرني على قول هذا .. وأنت تدرك ذلك ..
    اسمعي يا جمانة .. لن أصدقك إلا بشرط واحد .. لن أناقشك
    في شيء قبل أن توافقي عليه ..
    وما هو شرطك ..؟
    أممم . في منزل باتي وروبرت مستودع خارجي .. يجهزانه حاليا لتأجيره كغرفة خارجية ..
    أها ؟
    سأنتقل إليه وتسكنين في غرفتي ..
    لم أفهم ..
    بل فهمت .. ستقيمين معنا ..
    صاحت هيفاء : شرايك تقعدها بدارك .. مو أحسن ؟
    أشار عزيز بيده إلى زياد : زياد تكفي أبعد هالبنت عن وجهي
    ترى والله ماني طايقها ..
    أكيد منت طايقني .. لإني فاهمتك وعارفة سواياك الردية ..
    قال زياد : هيفاء خلاص مالك شغل فيهم .. ما المفروض نتدخل بينهم ..
    طبعا .. مورفيجك ..؟ راعي الحفلات والبارات ..
    قال عزيز : ترى مو رادني عنك إلا انك بنت .. وأنا مو متعود أمد إيدي ع بنت ..
    لا محشوم .. متعود تضحك عليهم .. مو تكفخهم ..
    قلت : خلاص يا هيفاااء .. خليني أسمع .. وغيره يا عزيز ..؟
    لا يوجد غير شرطي هذا ..
    أجننت ؟
    جمانة ، هذا هو شرطي ..
    وهل تتوقع أن أقيم معك ..؟
    أولا .. ستكونين في داخل البيت وسأكون في خارجه .. ثانيا لو
    أردت بك سوءا لفعلت منذ سنوات وأنت تدركين هذا ..
    لا فرق بين داخل البيت وخارجه .. في كلتا الحالتين بنظر الناس نقيم معا ..
    لا يهمني الناس ..
    لكنن أهتم بهم ..!.. أنت رجل .. أما أنا فامرأة .. هناك فرق ..
    هذا هو شرطي ..
    عزيز .. لا تطلب المستحيل ..
    جمانة ، هذا شرطي ..
    ما الذي تحاول الوصول إليه ..؟
    أن ننهي المشكلة وأطمئن ..
    تعرف بأنني لن أقبل بعرضك ..
    وتعرفين بأنها فرصتك الوحيدة يا جمانة ..
    لا قدرة لي على قبول عرضك ..
    ولا قدرة لي على الاستمرار في هذه العلاقة وأنت في مكان
    وانا في آخر ..
    لطالما كنا في مكانين مختلفين !
    تغير الوضع الآن .. تغيرت أشياء كثيرة في داخلي ..
    عقد لساني .. كانت عيناك تشعان حزما .. أعرفك حينما تكون
    في هذه الحالة ، لن تتراجع عن موقفك مهما تحدثنا ولن تتوانى عن
    تنفيذ قرراتك مهما كانت العواقب .. ومهما كانت الخسائر ..
    قالت هيفاء : جمانة ليش سكتي ؟ .. لا تكونين تفكرين باللي يقوله ..
    صرخت فيها بغضب : أنا وش قلت ؟؟ ما قلت اطلعي منها ..؟؟
    صاحت فيك .. وانتا شكو ؟؟ .. أنا قاعدة احكي وياها ..
    قال زياد : هيفاء : قلنا مالنا شغل فيهم .
    قلت له : لا والله ..؟ .. شرايك اتعزمني أسكن وياك انتا الثاني ..
    لا تكفين .. لا تسكنين معي ولا أسكن معك .. ناقص وجع راس ..
    كنت أشعر وكأنني في حلم .. هيفاء وزياد يتشاجران .. وأنت
    أمامي كالصخرة تنظر إليّ بقسوة وكأنني زانية ..
    قلت : قرري الآن .
    دمعت عيناي : تعرف بأنني لا أستطيع ..
    حسنا هذا خيارك .. فتحملي نتائجه ..


    تركتني خلفك .. وفي قلبي بعض حيرة .. وكثير من وجع ..
    كم كنت ( قليلة حيلة ) !
    ****************************

  8. #38
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    انتهت امتحاناتنا ونجحت بصعوبة .. حاولت الاتصال بك لكن
    لم أتمكن من الوصول إليك حيث أغلقت هاتفك .. حادثت روبرت
    فأخبرني بأنك سافرت إلى ( مونتريال ) وستقضي
    هناك حوالي الأسبوعين .. وتوقف الزمن ! .. لم أكن أشعر بشيء يا عزيز
    سوى بتآكل أمعائي المضطربة وآلام معدتي الثائرة .. كانت آلام قرحتها
    تتفاقم بينما كنت تستمتع بوقتك مع زياد في مونتريال ..
    لم أرغب بمحادثة والدتي وأنا على تلك الحالة . كنت مريضة وخشيت أن أقلقها عليّ
    حيث تفصلنا قارات وبحار .. لكنها كانت تتصل بإلحاح غريب لم أعتده منها .. أجبتها ..
    كانت تصرخ فيّ لأول مرة : اتصلت بك كثيرا ولم تجيبي !.. أين كنت ..؟
    المعذرة .. كنت مريضة وخشيت أن أقلقك عليّ!..
    أسمعي .. استقلي أول طائرة عائدة إلى الرياض وتعالي ..
    أنا بخير الآن حبيبتي .. لا تقلقي عليّ ..
    صرخت : قلت لك .. استقلي أول طائرة وتعالي ..
    كانت غاضبة على غير العادة فأخافتني : سألتها : ما الأمر ..؟..
    سنتفاهم حينما تصلين ..
    نتفاهم على ماذا ..؟
    قلت لك سنتفاهم حينما تصلين .. رتبي أمور سفرك الآن واتصلي بي بعد أن تحجزي ..
    ماذا حدث ..؟
    جمانة .. إن لم تأتي بنفسك .. سيطير إليك خالد وسيأتي بك بنفسه ..
    إلهي ..!.. ما الأمر .. ماذا حدث ..؟
    نفذي ما قلته لك .. يا الله ! كيف غفلت عنك إلى هذا الحد ..؟..
    غفلت عني !.. أمي .. أرجوك أخبريني ما الأمر ..؟..
    ظننت بأنك متعبة .. ظننت بأنك اشتقت إليّ عندما تحدثنا الأسبوع الماضي على الرغم من أنني شعرت بخطب ما .. لكنني استبعدت حدوث ذلك .. أي أن تفعل هذا ..؟..
    أمي .. تحدثي معي أرجوك ، أخبريني ماذا حدث لتقولي كل هذا ..؟..
    ما حدث ! .. أتسألينني عمّا حدث ..؟ .. أنا من يحق له سؤالك عمّا حدث وعمّا يحدث ..
    أي أمر تتحدثين عنه ..؟!..
    أتحدث عن الأمر الذي جعلك طريحة الفراش .. أتحدث عن
    الأمر الذي بكيت من أجلة ليلة عندما اتصلت بي ..
    تسارعت نبضات قلبي : لست أفهم .. أمي تكلمي بصراحة ..
    أتكلم !.. أأخبرك بأن رجلا من السفارة السعودية اتصل بي ..
    ليطلب مني أن أعيدك طوعا ..
    تُعيدينني طوعا ..!!..
    أعيدكَ طوعا .. قبل أن ترجعك السفارة إلى الرياض كحقيبة مشحونة .. وعلى جبينك وصمة عار !..
    ولماذا ترجعني السفارة ..؟ .. وأي وصمة عار تتحدثين عنها ..؟
    وهل ظننت بأن السفارة ستغض الطرف عن فتاة سعودية تجوب شوارع كندا مع حبيبها الإماراتي المتزوج ؟ ؟


    حبيبي الإماراتي ..!!..
    لا تنكري يا جمانة !.. ستستقلين الآن أول طائرة عائدة إلى
    الرياض وبعدها لنا حديث آخر ..
    أغلقت والدتي هاتفها في وجهي .. وتركتني غارقة في ذهولي وخوفي ..
    كيف تحاسبني السفارة على علاقة غير حقيقة مع رجل إماراتي ولم تحاسبني على علاقتي بعبدالعزيز ،

    والتي يعرف عنها كل سعودي يعيش في هذه البلد ..؟.. من ذا الذي اختلق قصة غرامية بيني وبين ماجد ..؟.. وكيف يتصل أحد يدعي أنه من السفارة بوالدتي وليس بوالدي أو أحد أخوتي الشباب ؟..
    أنت الوحيد الذي يعرف رقم هاتف والدتي من بين زملائي ..!.. اتصلت بك مرة من هاتفها حينما كنا الرياض ..لكنها كانت مكالمة يتيمة ومضى على تلك المكالمة حوالي العامين ..!..
    قالت لي هيفاء : حبيبتي ..!.. عيال الخليج لو تدقين عليهم من كبينة سجلو رقمها .. ماكو غيره .. عزوز النزغة ..
    قلت لي مرة : إن أغضبتني يوما .. تأكدي أني سأفعل كل شيء ، واي شيء فقط لأشفي غليلي منك ..
    لكلنك قلتها لتخيفني كعادتك .. فقط لتخيفني يا عزيز .. لا أصدق بأنك تفعل بي مثل هذا !..
    قلت لهيفاء : هيفاء .. من المستحيل أن يفعل بي هذا ..!.. كيف تتخيلين أن بإمكانه أن يدمرني !!..
    قاطعنا صوت رسالة هاتفية ، فتحتها .. كانت رسالتك تلك يا عزيز كخنجر مسموم .. كتبت لي بدم بارد :
    أخبرتك مسبقا بأنك إن لم تكوني لي ..لن تكوني لغيري !..
    تحملي النتائج ..
    وتلبسني حينها سواد حالك .. كقلبك الأدهم !..

    *********************************

  9. #39
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    دائما ما كنت أخشاك لكنني لا أشعر بالأمان إلا معك ،
    بمعيتك .. دائما ما كنت أعتقد بأنك ستكون معي ، بجانبي .. حولي
    بأي ظرف سأمر به ومهما كانت الظروف والأ؛وال .. أنت ( رجلي )
    ولن يمسني سوء بوجودك .. أبدا يا عزيز .. أبدا ! .. تجرحني كثيرا لكنك لن تتخلى عني .. دائما ما تكون معي في اللحظات الصعبة ..
    دائما تحيط بي ، تطوقني بحنان غريب وتبعد عني كل ما يؤذيني
    أخبرتك مرة بأنني لا أشعر بقوتي إلا ( معك ) وبأنني لا أشعر بضعفي إلا ( أمامك ) .. أجبتني
    بأنك لا تشعر بضعفك إلا ( معي ) ولا تشعر بقوتك إلا ( أمامي ) وهنا فرق ، فرق كبير!..
    حينما قرأت رسالتك تلك .. شعرت بأسياخ من حديد ساخن تغرس في صدري ..
    لا يا عزيز .. لم تفعل بي هذا ..! .. لا قدرة لك على أن تفعل بي هذا !..
    تحبني يا عزيز .. تخشى عليّ كثيرا .. فكيف تفعل بي ما فعلت ؟!
    أتذكر الليلة التي قضيتها في سيارتك أمام منزلي حينما كنت مريضة ،
    كنت أرجوك أن تعود الى منزلك لكنك أبيت .. قلت لي
    حينها بأنك تجلس في أطهر بقعة في الرياض .. وبأن طهري لذيذ ودافئ !..
    حينما اتصلت بك بعدما قرات رسالتك .. كنت أرجو الله في نفسي أن تكون هيفاء مخطئة ..
    كنت أرجوه أن تكون رسالتك قد صادفت مكالمة والدتي وأن لا ضلع لك في الأمر ..
    أجبتني بقسوة : نعم!..
    لست من اتصل بوالدتي !..
    بلى !..
    انت تكذب !!
    حذرتك يا جمانة من أن تلعبي معي ..
    لا قدرة لك على فعل هذا بي ..
    أفعل ما هو أفظع إن أردت ..
    كيف تقدر على أن تكون وحشا فجأة !
    لأنني أحبك .. لأنك أحرقت قلبي عليك ، ومثلي لا يفعل به ما فعلت ..
    صحت فيك من بين دموعي : أنت مريض ! .. الحقد والشك يملآن قلبك
    ويعميان عينيك .
    صرخت : اسمعي ، ستعودين إلى الرياض على قدميك وبرضاك وإلا ستعودين ( مسحوبة ) من شعرك على الرغم منك ..
    عزيز أنا لن أعود .. لن تقدر على أن تعيدني .. لقد انتهيت منك .. إنتهيت من وحشيتك ..
    وأنا انتهيت منك من زمان .. من اليوم الذي فضلت عليّ فيه هيفاء وماجد ، دعيهم يقدمون لك ما ينفعكِ !..
    قررت أن اضع حدا لعلاقتنا يا عزيز بعدما أغلقت الهاتف في وجهي .. قررت أن أنتهي من كل ما يربطني بك .. لم أعد أعرفك ، أنت رجل لا أعرفه ، لست الرجل الذي أحببت .. لا تشبهه أبدا !..
    اتصلت بي والدتي للتأكد من أنني رتبت أمور عودتي .. لم يكن أمامي من خيار يا عزيز سوى أن أخبرها ..
    أن أخبرها بكل شيء .. لم تترك لي خيارا آخر .. لم تصدقني في البداية لكنها اقتنعت بأن في الأمر لعبة بعدما نبهتها بأنك اتصلت بها وليس بوالدي أو باحد أخوتي !..
    لم يشفع لي هذا عندها يا عزيز ، لم يخف غضب والدتي ، ولم تتراجع عن قرارها في عودتي .. أتدري ما المضحك في الأمر يا عزيز ؟! .. تخيل بأنني كنت أدافع عنك .. بأنني كنت أختلق لك الأعذار لتنجو من غضبها .. كنت أحاول تبرير فعلتك ، تعذرت لها بغيرتك وبخوفك عليّ لكن كل هذا لم يشفع لك عندها .. خافت والدتي عليّ كثيرا منك .. مثلما أصبحت أخافك .. قالت لي بأنك شرير ومؤذ وبأنك رجل لا يوثق به ! .. لكنني دافعت عنك وبضراوة .. اتفقت معها على أن اؤجل موعد عودتي بعدما أقسمت لها بأنني لن أتحدث معك حتى تأتي هي لزيارتي وتتفاهم معك بنفسها .. وقد كان قسمي هذا كسُم أتجرعه في كل يوم .. أصبحت والدتي تتصل بي عدة مرات في اليوم الواحد للتأكد من أنني لم اتصل بك ولم أقابلك ..
    انقضى أسبوعان كانا في غاية القسوة يا عزيز .. اشتقت إليك كثيرا على الرغم من فعلتك الأخيرة بي ..
    لكنني لا ألومك عليها ، كنت غاضبا يا حبيبي ، وأنت لا تفكر عندما تغضب ..!..
    بعد انقضاء الأسبوعين وفي الليلة التي تسبق أول يوم تستانف فيه الدراسة .. لم أتمكن من النوم ..
    كنت أعرف بأنني سأقابلك في الغد .. أعرف أيضا بأنك نادم على ما حدث ، أعلم كم اشتقت إليّ وبأنك هدأت .. لكنك تكابر كما تفعل دوما .. فهذا دأبك !..
    لم أكن غاضبة منك يا عزيز .. لم أتصل بك خلال الفترة الماضية لأنني قطعت عهدا على نفسي
    بألا أفعل بناءا على طلب أمي ..
    في الصباح .. عرجت على المكتبة المقابلة للجامعة .. ابتعت كتابا للدكتور فيل يحمل عنوان :
    Love smart.. Find the One You Wand, Fix the One You Got..!
    كان الجزء المهم بالنسبة إليّ هو كيفية إصلاح من معي وليس البحث عنه .. كنت على ثقة من أنني سأتمكن يوما من إصلاحك ، ابتعته وأنا على يقين من أنني سأصلحك يوما !.. كنت قد جزمت
    على أن أقرأ الكتاب يوم ذاك .. وعلى أن ابتدئ مشروع إصلاحك !..
    عندما وصلت إلى الجامعة .. كان زملاؤنا يتوسطون الباحة ، جلست بعد أن سلمت عليهم ..
    كانوا ينظرون إليّ بنظرات غريبة ..
    نظرات مختلفة لم أعهدها منهم من قبل ..
    سألت زياد : هل وصل عبدالعزيز من مونتريال ..؟
    أجابني بارتباك .. لا .. لا أظن ..
    ألم تكن معه ؟
    لا ..
    كان أصدقاؤنا صامتين يا عزيز على غير العادة ، تبادلوا نظرات غريبة أخجلتني ..
    شعرت بأنك سربت بينهم حكاية ( ماجد ) الوهمية .
    اقترب منا ( مؤيد ) الطالب المستجد والذي لم يكن قد مضى على وصوله أكثر من ثلاثة أشهر ..
    حيا الجميع وسلم بحرارة على زياد ..
    قال له : زياد ! وين العريس ..؟ .. إيش الحركات هذي !..
    تنحنح زياد بحرج .. وعلى وجهه إبتسامة صفراء .. كان يتنقل ببصره بيني وبين مؤيد .. قال مؤيد : والله مو هي عبدالعزيز هذا .. يتزوج كذا فجأة بلا أحم ولا دستور ، طب يقول لنا نحضر فرحه .. نفزع له ..! .. نسوي معه واجب !
    أجابه زياد : معليش مؤيد .. كان كل شيء سريعا ومفاجئا ..
    سأله مؤيد : الله يوفقه يا سيدي .. فرحنا له والله . يقولوا العروسة كندية !..
    لبنانية بس معها الجنسية ..
    والله مو هين عبدالعزيز ..!.. هو هنا الحين ..؟
    لا .. بمونتريال . .راجع إن شاء الله قريب ..
    الله يهنيه .. عقبالنا إن شاء الله ..
    إن شاء الله ..

    امانة عليك يا زياد أول ما يوصل عبدالعزيز تبلغني .. نبغى نعمل له عزيمة كذا يستاهلها ..
    أكيد إن شاء الله .
    نظر إليّ زياد .. كنت لا أشعر بشيء يا عزيز ، لا أشعر بشيء على الإطلاق .. سالت على خدي دمعة حارة من دون أن أبكي ..
    قال زياد : جمانة .. هو لا يستحقك !..
    قلت له : مزحك سخيف ! ..
    جمانة : أرجوك ..
    أنتما متفقان ! .. تريدان إيلامي ..
    جمانة .. لا أعرف ماذا أقول ..
    مستحيل .. من المستحيل أن يتزوج خلال أسبوعين ..
    قال ( محمد ) صديقتكما المقرب : جمانة .. لقد تزوج من صديقته القديمة .. كان يعرفها قبل أن تجيء إلى هنا ..
    أيعقل هذا يا عزيز .. دائما ما كنت تطلب مني أن لا أصدق أحدا غيرك !..
    أتذكر ..
    قلت لي مرة : جمان . . أوعديني ما تصدقين فيني أحد !..
    كيف يعني ؟!..
    يعني مهما ستسمعين عني فلا تصدقي .. تعالي واسمعي مني .. مهما حصل ..
    ووعدتك يا عزيز .. وعدتك أن لا أصدق أحدا غيرك .. لكنهما زياد ومحمد !.. فكيف لا أصدق ؟!..



    ***************************

  10. #40
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    تبيه ..
    ما ملت وظلت تحتريه ..
    كل الوفاء شفته .. على ذاك الرصيف ذاك المساء ..
    وكل الجفاء شفته على نفس الرصيف نفس المساء ..
    سمعت أغنية ( عبادي ) تلك بصوتك آخر مرة وعلى أوتار عودك .. كنا في رحلة ، طلبت منك إحدى زميلاتنا أن تغني لنا وتعزف على عودك .. اشرت بيدك إليّ : استأذني من جمان .. إن أعطتنا الإذن سأغني !..
    تعالت أصوات الحضور .. كنت تنظر إليّ وأنت تضحك ، كنت سعيدا بي يا عزيز .. وكنت سعيدة بك .. سعيدة بك للغاية ..
    أهديتني في عيد ميلادي السابق شريطا سجلت فيه بصوتك بعض الأغاني التي تحبها .. في طريق عودتي من الجامعة إلى البيت .. أدرت مسجل السيارة .. كنت أبحث فيه عن صوتك ليوقظني ، ليخبرني بأن ما يحدث ما هو إلا كابوس فظيع سأستيقظ منه قريبا .. كان صوتك حنونا وأنت تشدوا ..
    يا قلبها مسكين ما تدري ..
    إن الهوى سكين .. يجرح ولا يبري ..
    وإن الوهم أحلى حقيقة بالغرام ..
    وإن الحبيب اللي تبيه .. أحلام !
    يا قلبها لا تنتظر ..
    دور على غيره ..
    حتى الأغاني التي كنت تفضلها كانت رسائل تحمل كلها المعنى ذاته ، أكانت إشارات قدر أخرى غفلت عنها فتجاوزتني ؟
    في أشهر علاقتنا الأولى كنت تتردد على مونتريال كثيرا ، كنت تقضي كل نهاية أسبوع فيها .. تحججت لي بأن أقاربك يقيمون هناك .. وبأنك لا تستطيع أن تتحدث معي بحرية حينما تكون معهم ، طلبت منك كثيرا أن تقلل من زياراتك إلى مونتريال ووعدتني أن تفعل .. وبالفعل قلت زياراتك لهم ، أصبحت لا تسافر إلا حينما نكون متشاجرين ! .. ظننت بأنك تفعل هذا لتغيظني لكنك صارحتني يوما بأنك تسافر إليهم حينما تكون غاضباا مني .. لتنتشل نفسك من مزاجك الحزين .
    قلت لك ذات مرة بأن زياراتك إلى مونتريال مبالغ فيها .. لا يتشاجر رجل مع حبيبته في نهاية كل اسبوع من أجل رؤية اقاربه الشباب في مدينة أخرى !..
    سألتني : ماذا تقصدين ..؟
    أشعر بأنك تسافر من أجل الفتيات ..
    وهل أتكبد عناء السفر من أجل فتيات ..؟.. ألا يوجد هنا فتيات ؟. .. جمان هنا فتيات وهناك فتيات حتى الرياض تسكنها الفتيات ..
    أممم . . لأ دري .. أشعر بهذا ..
    قلت لي بغضب : أتشككين بي يا جمانة ..؟!.. لا أسمح لك بأن تشككي بي !..
    وغضبت مني يا عزيز .. وكان غضبك قاسيا كالعادة ..
    أتذكر .. قلت لي يوما بأنك سترافق محمد وزياد في رحلة خلال نهاية الأسبوع ، وإنك لن تتمكن من الإتصال بي وأنت بمعيتهم .. اتفقنا أن نبقى على اتصال من خلال الرسائل الهاتفة ووقيت بوعدك لي ..
    كنا أنا وهيفاء في صالون التجميل حينما اتصال ( زياد ) بها مستفسرا عن مواقع الكترونية يجري من خلالها بعض البحوث قلت لها : ما أمر زياد ؟ ..ل ما لم يرافق عزيز ومحمد في رحلتهما ..؟
    أجبتها : أي رحلة ؟
    التقطت هاتفها من يدها : زياد .. ألم تسافروا ؟
    أجابني وبحروف مرتبكة : جمانة .. أنا لا أحب الرحلات !.. لكن عبدالعزيز قال لي بأنه سيسافر معكم ..
    قد يكون مع ( الشباب ) يا جمانة .. أذكر بأنهم كانواي سيسافرون ..
    اتصلت بـ ( محمد ) الذي رد عليّ نائما !..
    المعذرة محمد ، هل رأيت عبدالعزيز ..؟
    أهلا جمانة .. لم أقابل أحدا اليوم .. قابلته في الجامعة يوم أمس ..
    كانت تهزني هيفاء من كتفي : جمون .. تعرفين أنه يكذب ، كم من مرة كذب عليك فيها ؟
    عرفت حينها بأنك في مونتريال .. كنت غاضبة منك لكنك وكعادتك .. قلبت الأمور رأسا على عقب .. قلت لي بأنك كذبك عليّ لأنني لا أتفهم ولأنني أجبرك على الكذب وحذرتني من أفعالي هذه .. حذرتني من أن أخسرك ما لم أتفهم حاجتك لرؤية أقارك .. سامحتك وحاولت أن أتفهم بعدما وعدتني ألا تكذب عليّ أبدا..
    إلهي كم أرجو أن تتصل بي يا عزيز .. أن تكذب عليّ مجدا ! .. أن تبرر لي ما حدث بعذر سخيف ..
    ساقتنع بما ستخبرني به ، ساكتفي بمبرراتك ولن أصدق أحدا غيرك مهما قيل .. وعدتك بأنني لن أصدق أحدا غيرك مثلما وعدتني ألا تخذلني يوما !..
    حينما وصلت إلى البيت .. فتحت بريدي الالكتروني .. كنت على يقين من أنني سأتلقى رسالة منك .. وبالفعل ..!.. كنت قد أرسلت إليّ برسالة في الصباح .. كتبت لي فيها :
    ( حلمت أنني عندكم في البيت وكان عندنا ناس ما أتذكرهم .. كنتِ جالسة قدامي بوجه طفلة شوشة وحاطة طوق على شعرك .. كأنني تغيفلت اللي عندي وحركت بفمي بدون صوت وقلتلك أحبك ..ِ.. أنتي نظرتِ لي وصديتي والزعل واضح عليك ..).
    لم أتمكن من الرد ، لم أعرف ماذا أكتب ، كنت أشعر وكأنني في حلم .. كنت أشعر بأنني كشبح ، شعرت بأنني غير مرئية !.. تتحرك الأشياء من حولي وتتعالى الأصوات ولا قدرة لي على فعل شيء أو تحريك أيّ شيء .
    دخلت فراشي لأنام .. دائما ما كنت تقول بأنني أهرب من مواجهة مشاكلي من خلال النوم ، لكن لا أواجه مشكلة يا عزيز .. أنا في كابوس سأستيفظ منه بعدما أنام .. وسينتهي كل شيء ، كل شيء يا عزيز . كل شيء !..
    على الطاولة المجاورة لسريري صندوق بلاستيكي صغير .. تسكنه السلحفاة ( سلسبيل ) والتي أهديتني إياها قبل ثلاث سنوات .. أهديتني إياها لأتعلم منها الصبر ولأنها هادئة مثلي وتشبهني !
    رافقتني ( سلسبيل ) حتى في سفري .. علمتها الصبر يا عزيز بدلا من أن تعلمني إياه .. نظرت إلى الصندوق البلاستيكي فوجدتها منكفئة .. حاولت تحريكها لكنها لم تتحرك ..
    ماتت ( سلسبيل ) يا عزيز .. ماتت في ذلك اليوم !.. لا تقل لي بأنها إحدى إشارات القدر .. لا أطيق إشارات القدر يا عزيز ، لا أفهمها ولا أريد أن أفهمها ..
    تركت ( سلسبيل ) في مكانها .. قلت لها : لا بأس .. سننام قليلا .. وسنستيقظ بعد قليل .. وبعدها سيكون كل شيء على ما يرام ..
    نمت ونامت !
    ***
    **********************

صفحة 4 من 12 الأولىالأولى ... 23 456 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال