صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 78 91011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 114
الموضوع:

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي - للكاتبة أثير عبدالله النشمي - مكتوبة - الصفحة 9

الزوار من محركات البحث: 44257 المشاهدات : 136399 الردود: 113
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #81
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الدولة: Iraq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,523 المواضيع: 479
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7035
    المهنة: صيدلانية
    موبايلي: iphone 8 plus& note5& iphone 7
    آخر نشاط: 12/August/2022
    مقالات المدونة: 8
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة الروح مشاهدة المشاركة
    احسنتي الطرح اكثر من الرائع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة HaSsoOn مشاهدة المشاركة
    طرح رائع بالتوفيق
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الصيدلاني مشاهدة المشاركة
    عاشت الايادي
    انرتم أصدقائي ..أتمنى لكم قراءة ممتعة

  2. #82
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين

  3. #83
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    سافر زياد إلى الرياض ليشارك في حفل زفاف شقيقته بعد

    أسبوعين من تواصلنا الجديد ، سافر قبل زفافها بليلتين .. وعاد

    بعد ذلك بثلاثة أيام .. قابلته على برنامج ( الماسنجر ) ..!.. ثرثرنا كثيرا في

    أمور عدة لم يتضمنك أي منها .. تصور بأننا بتنا نتجنب الحديث

    عنك .. غريب أمر زياد ، معجبة هيفاء بزياد .. هيفاء التي لا تعجب

    ببشر . . ومعجبة أنا به أيضا .. لا أنكر هذا لكنني لا أحب الاعتراف

    به !..

    يكبرني زياد بقليل .. يدرس طب الأسنان ، يكتب الشعر ،

    يمارس الصحافة . . هادئ .. خجول ، رقيق .. مسالم وانطوائي على

    الرغم من تميزه ، شتان ما بينكما يا عزيز .. شتان ما بينك وبين

    زياد .. فعليا .. تنطبق على زياد مواصفات فارس أحلامي .. لكنك

    فارس أحلامي وإن لم تنطبق عليك صفاته ! .. لطالما راودني خاطر

    مخيف ، أشعر أحيانا بأنني كنت سأغرم بزياد لو لم ألتق بك ..

    لكنني التقيتك أولا فعكرت صفو قلبي !..

    يعاملني زياد بطريقة غريبة لم أفهمها يوما .. تقول هيفاء بأنها

    تشعر أحيانا بأن زياد ( يحبني ) .. وأصدقك القول يا عزيز بأنني أشعر

    بهذا أحيانا .. غريب هذا الرجل ! .. يحذرني منك ويصلح ما بيننـا ..

    ينبهني إلى أخطائك ومن ثم يتستر عليك .. يدعوني إلى الابتعاد عنك

    ونسيانك ويدعوك لتتزوج مني ، يدافع عني أمامك ويخلق لك

    الأعذار عندي ! .. لم أفهم يوما أمر زياد .. ولا أظن بأنني سافهم !..

    دعاني زياد لمكالمة مرئية عن طريق الماسنجر حالما سجلت

    دخولي ، ومن دون أن يسلم .. استغربت كثيرا دعوته تلك ، لأنها

    المرة الأولى التي يطلب مني ذلك .. ترددت في قبولها لكنني قبلتها

    بعد أن تنبهت إلى أنه يراني كل يوم في الجامعة ، وصورتي الحية

    من خلال الانترنت لن تختلف عن رؤيتي ( المباشرة !) يوميا .. كانت

    أخته الصغيرة ذات الأربعة أعوام في حضنه ممسكة بلوحة صغيرة

    كتب عليها ( أخي زياد يحبك كثيرا ) .. لم أفسر ما جرى تلك الليلة

    سوى أنه لطف بالغ يمس شغاف القلب !.. لكنني وعلى الرغم من

    تفسيري ( البسيط ) لما حدث ليلتها لم أتجرأ على إخبار هيفاء بما

    جرى !..

    زيد الطبيب الشاعر ، الشاعر الطبيب كناجي ، كإبراهيم ناجي

    الشاعر الذي يعتبره الأطباء شاعرا .. ويعده الشعراء طبيبا . والحق

    بأن ناجي مداو في الشعر والطب كزياد !..

    ينشر زياد قصائده باسم ( ناجي )! .. لا أدري إن كان اختياره

    للاسم عشوائيا .. لكن ناجي وزياد متشابهان ..

    لا أدري كيف أصبح زياد لصيقا بي إلى هذا الحد .. لا أدري

    كيف انغمسنا أنا وزياد في علاقة لا اسم لها .. لا يدري زياد إن

    كان يحبني .. ولا أدري أي حب هذا الذي أحمله داخل قلبي

    لزياد ، أخبره دوما بأنه صديقي الوحيد .. الرجل الوحيد / الصديق في

    حياتي هو زياد ! .. أؤمن بالرجل كصديق أكثر مما أؤمن به كحبيب

    وهو أمر لا يسعدني الإقرار به ..

    أدرك جيدا بأن زياد يحب حبي لك يا عزيز .. يذهله هذا الحب

    فيجذبه إلى المرأة التي تحب بهذه الاستماته ! .. يعشق الطريقة التي

    أحبك بها يا عزيز ، يعشق زياد حبي وتكره أنت طريقتي في

    الحب .. وأكره أنا كل هذا الحب .. وأحب أن يحبني رجل كزياد

    وأن أحبه مثله ! .. ساخر هذا القدر ، شقي هذا القدر .. لئيم هذا

    القدر ولا حل له ! ..



    ***

  4. #84
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    كنا نمارس أنا وهيفاء هوايتها المفضلة ( تناول الطعام بنهم )

    والتي تصبح هوايتي أيضا في حالات ضيقي .. كنا نأكل بصمت

    وبانشغال .. حينما اتصلت الدكتورة منى الثوار ، رميت هاتفي على

    طاولة الطعام من دون أن أرد عليها وأنا أتناول البوظة من طبق

    هيفاء .. قالت لي هيفاء وهي تتناول البوظة : من ..؟

    منى ..

    زكي ..؟

    سخيفة ! .. منى الثوار !

    زوجة سلطان ..؟

    بعينها !

    لما لا تجيبين عليها ..؟

    لاحقا .. لست بمزاج يسمح لي أن أدردش مع أحد !

    علا صوت الهاتف مجددا .. كانت منى المتصلة ..

    هفوش ! ما الذي تريده مني ..؟

    أجيبيها لكي تعرفي ..

    اجبتها : مرحبا ..

    منى : جمانة ! .. أين أنت ..؟! .. اتصلت بك عدة مرات ولم أتلق

    منك أي رد .. قلقت عليك ! ..

    عذرا حبيبتي .. كنت مشغولة خلال الأيام الماضية ...

    لا بأس .. أعتذر على إزعاجك جمانة .. أولا أنا في غاية

    الاشتياق لك ولهيفاء .. لا بد من أن نلتقي قريبا ..

    بالتأكيد .. اشتقنا إليك أيضا ..

    جمانة .. سألني عنك ليلة البارحة أحد أصدقائنا أنا وسلطان ..

    يبدو أنه يحتاجك في بعض الأعمال .. قلت له بأنني سأستأذن منك

    قبل إعطائه رقم هاتفك ..

    سألتها بدهشة : ما اسمه ؟

    ماجد ! .. ماجد العاتكي .. أتعرفينه ؟

    ماجد العاتكي !

    توقفت هيفاء عن لعق الملعقة وهي تنظر إليّ بدهشة ..

    نعم ماجد ، أتسمحين لي بإعطائه رقمك ..؟

    لا يا دكتورة ! .. قولي له بأنني رفضت هذا ..

    ومع أنني كنت في حيرة من أمره وعن بحثه الغريب عني ..

    وعلى الرغم من فضولي الشديد .. إلا أنني لم أرغب في رؤية

    الرجل الذي أنهى حكاية حبنا المتوقدة بست كلمات كتبها لي في

    ورقة صغيرة ! .. لم أرغب بأن أتحدث مع الرجل الذي تسبب بتخلي

    ( حب عمري ) عني ..

    اتصل بي زياد حالما أنهيت المكالمة مع الدكتورة منى الثوار ،

    فأخبرته بأنني سأعاود الاتصال به لاحقا ..

    ضربت هيفاء يدي بالملعقة .. جموووووون ! ..

    خير؟

    ما أمرك مع زياد ..؟

    لا أمر لي مع زياد ..

    ( نفتك من عوير .. نطيح بزوير )!

    هيفاء .. تعرفين كما أعرف بأن زياد يعاملنا كأخواته ..!..لا

    تنسجي قصصا خيالية ..

    غمزت لي : أحمر وجهك بينما كنت تتحدثين إليه .

    ضحكت : مريضة أنت !

    أخبريني .. ما سر ولع الثلاثة بك ! .. ما الذي تأكلينه ليغرموا

    بك ..؟

    قلت لها وأنا أتناول ما تبقى من البوظة في طبقها :إنني آكل

    ( آيس كريمك ) !

    قالت هيفاء وهي تبعد يدي عن طبقها : بودي لو رأيت وجه

    منيرة عندما تعرف عن قصتك الجديدة مع زياد ! ..

    تجاهلت هيفاء وفي راسي منيرة صديقتنا الرسامة الكويتية ..

    منيرة بعمر هيفاء وزياد ، كانت ( حكاية حب ) أخرى .. أحبت منيرة

    زياد وأحبها ( على ما يبدو !) بصمت .. كنت أعرف بأن علاقة حب

    سرية تربط بينهما لكنني لم أفهم معنى ذلك الحب ( السري ) !

    كانت صديقتنا ( الكويتية ) تلك تثرثر لنا في أحيان كثيرة عن زياد ..

    أذكر الليلة التي بكت أثناءها في شقتي أنا وهيفاء بسببه .. كانت

    تقول دوما بأن أهل الرياض ( قساة ) لأنهم يعيشون في ( قلب )

    الصحراء بعيدا عن البحر .. تظن ( هي ) بأن أهل البحر أكثر حنانا

    ممن يعيشون بعيدا عنه .. وأظن أنا بأنها مصيبة !.. تركت ( منيرة )

    دراستها وعادت إلى الكويت بعد أن قطع زياد علاقته بها حيث لم

    تستمر علاقتهما لأكثر من عام ، لأن زياد رفض الاستمرار بعلاقة

    يظن هو بأنها لن تصل إلى بيت الزوجية فغادرت منيرة البلاد

    بشجاعة تاركة خلفها دراستها ورجلا أحبته ، صدقت معه وصدق معها ..

    تقول هيفاء بأن وراء كل قلب امرأة معطوب رجلا من ( الرياض ) ..

    وأقول أنا بأن وراء كل رجل ( خائن ) من الرياض امرأة

    بلهاء تصدقه !

    لم أخبرك أبدا بمعرفتي بعلاقة زياد تلك .. ولم تخبرني بصريح

    العبارة عن علاقتهما على الرغم من معرفتك بها ..

    أذكر بأنني سألتك مرة ، ما أمر زياد مع الرسم ؟

    أجبتني بخبث : لا أدري .. ربما يعشق رسامة !

    لا أنكر بأنني شعرت بالغيرة من منيرة في أوقات كثيرة .. عرفت

    زياد قبل أن يتعرف عليها .. بل أنا من قام بنسج خيوط المعرفة

    بينهما .. وجدت منيرة فجأة تتورد .. فعرفت بقلب يدميه الحب بأن

    قلبا آخر يحييه حب من نوع آخر ! .. لم تكن عيناي لتغفل عن نظرة

    حب تلمع في عيني منيرة حينما يرد اسم زياد ، أحب الرسم كثيرا

    وأغبط كل من يجيد الرسم .. ترسم منيرة بحرفية عذبة .. تثير في

    نفسي ( غبطة ) تتفاقم أحيانا لتصل إلى حدود الحسد ! ..

    عرضت عليّ منيرة يوما إحدى اللوحات التي رسمتها لزياد ..

    كانت اللوحة خلابة ! سألتني حينها : ما رأيك ..؟

    أجبتها : بودي لو أمزقها !

    ألم تعجبك ..؟

    بل هي رائعة ! .. أشعر بالغيرة منك حتى أكاد أن امزقها !

    ضحكت منيرة التي كانت تحسدني بدورها على ( جنسية !)

    أشارك زياد بها .. وتسهل لي ( برأيها ) الزواج منه على العكس منها ..

    قضينا معا إحدى إجازات نهاية الأسبوع في مخيم ( نسائي ) .. أخذنا

    نعد النجوم معا في العراء وتحت السماء متمنية كل واحدة منا

    أمنية ..! راجين من النجوم أن تلمع لتتحقق الأمنيات ..

    تمنت منيرة أن تتزوج زياد وتمنت لي أن أتزوجك ..

    قالت هيفاء حينها : منيرة ! .. تخيلي ( تضرب ) الأمنية بالغلط !

    وتتزوج جمانة من زياد ..

    صاحت منيرة وهي تضربني بمعطفها : والله لأذبحها ..
    قضينا ليلتنا ( البناتية ) تلك تحت السماء ، نحلم أحلاما حمقاء ..
    متمنين تحققها ..
    كانت أحلامنا تتجاوز النجوم فلم يتحقق منها شيء ..
    ***

  5. #85
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    في أول شهرين من بعد سقوطي ذاك .. لم أصادفك كثيرا ،
    رأيتك ست أو سبع مرات في الجامعة .. كنت أدير ظهري في كل
    مرة أراك فيها مهرولة إلى الناحية الأخرى وكأنني مطلوبة أمنيا
    تخشى أن يقبض عليها .. لقد كانت رؤيتك توجعني .. تعكر مزاجي
    لأيام .. رؤيتك كانت تثير في نفسي الألم ! .. لم يخفف من وجعي
    ذاك سوى وجود زياد يا عزيز ، كنت أتصل به في كل مرة أصادفك
    فيها محاولة أن أنشغل عنك باهتمامه بي لكنني وفي كل مرة أغلق
    معه سماعة الهاتف .. يتراءى لي وجهك ، يتردد في أذني صوتك
    وكأنني لم أتمكن أن الهو عنك أبدا .. أفتح جهاز حاسوبي
    لأستعرض صورك المحفوظة فيه ، ابتسم أمام كل صورة تشع منها
    ابتسامته المضيئة .. وأعبس أمام كل صورة ترفع فيها أحد حاجبيك
    بغرور .. كثيرة هي صورنا معا ، التقطنا الكثير من الصور خلال
    سنواتنا معا وكأننا زوجان .. لم نخش أن نفقد صورة ولم نقلق من
    أن تتسرب أخرى ! .. كنا نشعر ( غالبا !) وكان علاقتنا طبيعية ومسلم
    بها ولا غريب فيها .. كان من المفترض أن نظل معا ، أن نكبر معا
    وأن نتذكر شبابنا من خلال الصور حينما نشيخ ! .. وعدتني أنت بهذا
    كما وعدتك أنا .. وعدتني بأمور كثيرة .. فكيف تنهي ما بيننا قبل أن
    تفي بوعودك يا عزيز ؟ .. كنت تقول لي بضيق عندما أذكرك بوعودك
    المنسية ( استجدت امورا ) .. وكأنك عندما وعدتني اشترطت لتنفيذ
    وعودك أن لا تستجد أمور ! .. من البديهي أن تستجد أمور يا عزيز ..
    في كل لحظة من حياتنا تستجد أمور لكن ذلك لا يعني أن ننسى
    وعودنا ، فلماذا ننساها ؟ .. كنت أتجنب رؤيتك في الجامعة ، لم
    أشأ أن نلتقي أبدا ! .. لكنني ومع هذا كنت أدخل برنامج ( الماسنجر )
    في كل يوم لأتأكد من وجودك .. أتفرج على اسمك حينما تكون
    متصلا بالبرنامج ، وأنتظر دخولك حينما لا تكون متصلا .
    من خصائص البرنامج خاصية ( الحضر / المنع ) .. حظرت عليك
    رؤيتي متصلة في وقت اتصالي ، كنت تغير اسمك كثيرا .. تضع
    أبيات شعر حالكة السواد .. كنت اعرف بأنك لم تكن في حالة
    جيدة يا عزيز .. من المضحك أن أدعي معرفتي بك بعد كل هذا !
    لكن قلبي أنبأني بأنك لست بحال جيدة .. أخبرتني مرة .. أنك لا
    تختار أبيات ايليا أبو ماضي إلا في حالاتك المحبطة وبأنك
    لا شعوريا تنتقي أبيا نزار في حالات عشق حادة .. مضى وقت
    طويل على أبيات نزار يا عزيز .. منذ أن تركتني ..
    استلقيت على فراشي واضعة حاسوبي المحمول إلى يميني ..
    كنت أراقب اسمك ، فقط اسمك ! .. اشتقت إليك كثيرا يا عزيز ..
    اشتقت لرؤية اسمك متصلا ، اشتقت للحديث معك ، اشتقت
    لشجارنا معا .. لتدليلك إياي ، اشتقت لأن نتشاجر بأسمائنا في
    الماسنجر دون أن نتحدث .. اشتقت لأن تغازلني علنا باسمك يا
    عزيز ! .. قلت لي مرة بأنني كالشمس ، لا نشعر بقيمتها إلا بعدما
    تغرب وتغيب .. مضت فترة طويلة يا عزيز من دون شمس .. بلا دفء
    ولا ضوء .. فهل اكتفيت بضوء بديل ! .. ايكفيك دفء مختلق .. وضوء
    مصطنع ..؟!..
    كانت عيناي معلقتين بالشاشة حينما غيرت اسمك فجأة ..
    كتبت : ( عيد سعيد جمانة ، قبل الزحمة !) ..
    تبقى على العيد أكثر من ثلاثة أسابيع فلماذا تستعجل تهنئتي
    به !.. لماذا الآن ؟ .. وكأنك تدرك بأنني على الجهة الأخرى أرقبك
    طوال اليوم ، أرسلت إليّ برسالة على هاتفي .. ( أعرف أنك
    حاظرتني .. كنت بقولك عيد سعيد قبل الزحمة ..!) .. غريب أنت يا
    عزيز ! أتكون اشتقت إلي ! ! أم تخشى ألا تذكر وجودي في العيد
    وأن تفوتك تهنئتي حينها ؟ .. قد أدعي معرفتك .. لكنني لا أدعي
    استيعاب مآربك ! .. كتبت إليك الرد عشرات المرات ، كنت أكتب
    وأتراجع لأكتب من جديد فأتراجع مجددا ! .. قضيت حوالي الساعة ،
    أفكر فيما أرد عليك فيه .. أرسلت إليّ برسالة أخرى ( كانت تهنئة ،
    لا أقل ولا أكثر ! ) ...
    كانت تهنئة لا أقل ولا أكثر تعني أحد أمرين .. أما أن تقصد
    بأن تهنئتك مجاملة وأنني لم أعد أعني شيئا ، وإما أن تأخري في
    الرد عليك أصاب كبرياءك في مقتل ! ..
    ألجمتني رسالتك الأخيرة فقررت عدم الرد ..
    ما الذي كان بإمكاني قوله يا عزيز ..؟!..
    أأرد عليك : بأنني أعرف هذا ..؟!..
    أم أشكرك على تهنئة مبكرة ليست إلا ( مجرد تهنئة ) ..؟..
    مضى وقت طويل ، قالت لي هيفاء بأنني قاب قوسين أو أدنى
    من أن أتجاوز علاقتنا تلك .. لكنني لم أشعر بذلك يا عزيز ، لم أشعر
    بذلك أبدا يا حبيبي ! ..
    لم أخبر أحدا برسائلك .. حاولت أن أتجنب الأماكن التي
    تتواجد بها عادة ! .. لكنني ظللت أفكر فيك طوال الوقت ، اقرأ
    رسالتيك كل دقيقتين أو ثلاث وكأنني أبحث فيهما عن ملامحك ،
    عن صوتك .. كنت في غاية الشوق غليك ، في غاية الشوق وفي غاية
    الكره ! ..
    اتصلت بك بعدها بيومين ، جف الصبر في عروقي فاتصلت ..
    لم أتمكن من أن أسيطر على شوقي إليك .. ضغطت بأصابع ترتعش
    على أزرار الهاتف وأنا على يقين من أنني سأندم على اتصالي بك ..
    لكنه الشوق ومثلك يعرف بأنه لا قدرة لي على مقاومة ذلك ..
    أجبتني خلال ثوان .. هلا ! ..
    كانت الأجواء حولك صاخبة ( كالعادة ! ) ، أصوات مختلطة
    وأغان مزعجة وسكر بأعلى صوت ..
    أهلا عبدالعزيز ، كيف حالك ؟
    كيف حالي ! .. كيف حالك أنت ، ما الذي ذكرك بي ..؟
    وهل نسيتك لأذكرك ! ..
    ارتفع صوتك باكيا .. لماذا اتصلت ..؟! لماذا ..!.. أحاول أن
    أنساك فلماذا تتصلين ؟؟
    قلت وأنا أحاول ابتلاع ريقي : أنت من أرسل إلي! .. على أي
    حال أعتذر على اتصالي ..
    صرخت : لا تغلقي الهاتف ..! .. اسمعي !.. تعالي .. كلميني !
    أجبتك بصوت باك : ما زلت معك .
    كنت أكذب .. لم أرسل رسالتي تلك لأهنئك .. أرسلتها لأنني
    أشتقتك ِ، انتظرت اتصالك لكنك لم تفعلي ! .. أفتقدك جمان .. أكاد
    أن أجن من دونك ..
    قلت لك بعتب : أتحبني إلى هذا الحد !
    صحت من بين دموعك : أنت غاضبة ! .. أعرف هذا يا جمان ،
    يحق لك ان تغضبي مني ... صدقيني حاولت أن أبتعد ، حاولت أن
    أنساك لكنني لم أستطع .. أرجوك جمان فلنحاول من جديد ! ..
    ألم تتعب من محاولاتنا الكثيرة في أن نبدأ من جديد ..؟!..
    مهما حاولنا ومهما جربنا ستعيدنا إلى حيث كنا يا عزيز .. أتعرف
    لماذا ..؟!.. لأنك لم تحبني في حايتك قط ..
    صرخت وأنت تبكي : هذا غير صحيح .. أحبك ، أتنفسك ،
    أعشق التراب الذي تمشين فوقه .. أنت جمانتي أنا ! .. أنت وجع
    قلبي أنا .. ودمي الذي يجري في أوردتي .. أخطأت وستسامحينني ،
    ستسامحينني لأنني عزيز الذي تحبين ، ستسامحينني لأننا لا نفترق ..
    لأنك مني ولأنني منك .. أرجوك لا تعذبيني أكثر .. أنا متعب ،
    مريض .. أصبحت أكره كل ما في حياتي منذ غضبت ، أرجوك
    أعيديني إلى حضنك يا جمان .. أرجوك ..
    حبك الذي تدعيه مقرف ..! أتفهم معنى أن يكون حبك
    مقرفا ! ..؟!.. أي حب هذا الي يجعلك تعيش معي ومع غيري ؟! أي
    حب هذا الي يجعلك ترسل إليّ بأنك تحبني وفي حضنك
    أخرى ! .. أسألك بالحب الذي تدعيه كم من مرة فعلتها ؟
    تزوجيني واسجنيني .. اسجنيني في بيتك !.. لا تسمحي لي بأن
    أخرج أبدا !
    أتظن بأنني يائسة إلى الحد الذي يجعلني أقبل بأن اتزوج رجلا
    أعرف بانه قد مر تحت جسده عشرات النساء قبلي ! .. أهذا تقديرك
    لي بعد كل هذه السنوات يا عبدالعزيز ..؟
    أعترف بأنه قد مر قبلك عليّ الكثير .. لكنني أقسم لكِ بالرب
    الذي بإمكانه أن يحرمني منك بأنه لن يمر بعدك أحد .. أنا على
    استعداد لأن اقبل قدميك أمام الدنيا بمن فيها لترضي عني وتقبلي
    بي .. ضعي الشروط التي تناسبك .. اختاري الضمانات التي تطمئنك ..
    ضعي الشهود ممن ترغبين على ما بيننا ..! أنا راض بكل هذا ...
    والحقيرة التي تزوجتها ..؟
    أطلقها الآن ؟ .. سأذهب إلى مونتريال على أقرب طائرة
    متوجهة إليها ، تعالي معي وتأكدي بنفسك .. نذهب أنا وأنت وزياد
    وهيفاء ومحمد إن أردت ! ..
    لا أعرف ، لن أفكر في شيء قبل أن تنتهي منها .. على أي
    حال .. لن أفسد عليك سهرتك .. قد نتحدث بعدما تنتهي من
    موضوعك معها ..
    قلت بخوف : لا لا .. أنا سأعود إلى البيت الآن .. أنا هنا فقط
    لأنني جرحت من تجاهلك لي ! .. سأعود إلى البيت وسأرسل إليك
    عندما أدخل إلى فراشي .. لتتأكدي من أنني في البيت ..
    لطالما أرسلت إليّ لتخبرني بأنك في فراشك وأنت في أماكن أخرى !
    أرجوك صدقيني .. سأتصل بك إن سمحت لي ..!.. أو اتصلي
    بباتي لتتأكدي من أنني في المنزل ..
    لا لزوم لهذا ..
    سأرسل إليك حينما أدخل فراشي وسأنهي موضوع ياسمين
    خلال أيام .. ارجوك .. تمسكي بي قليلا ، تمسكي ببعض الحب الذي
    كان يربطك بي .. إن لم تتمكني من التمسك به ، اسمحي لي فقط
    بأن أتمسك بك .. لا تحرميني من أن أفعل هذا .. ارجوك جمانة ..
    أغلقت الهاتف ، وفي قلبي تدفقت شلالا من أمل !
    تصور يا عزيز ! .. اكتشفت أنني يائسة بالفعل .. حاولت أن أطرد
    فكرة أن تستمر على سوئك ، حاولت إقناع نفسي بأنك ستتغير ..
    صوتك يقول إنك تحبني ، يقول بأنك ستتغير .. لذا انتظرتك وطال
    انتظاري !
    جاءتني رسالته في عصر اليوم التالي بعد انتظار نصف يوم
    ( جمانة .. حلمت بأنك اتصلت ليلة أمس .. لطالما كنت جميلة في
    أحلامي !)
    ظننت بأنك تحلم ، ولم أخبرك حتى اليوم بأنني قد حادثتك
    فعلا ليلتها ! .. ثأرت لانتظاري بتجاهلك وبإدعاء كون مكالمتي مجرد
    حلم .. فلطالما كنت جميلة في ( أحلامك ) ! ..

  6. #86
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    دائما ما كنت تقول بأن الأطفال ليسوا إلا مجرد جواسيس
    صغيرة الحجم ، تحبهم كثيرا لكنك تحذرهم بشدة .. تطلب مني دوما
    أن أحذر الأطفال ، وأن لا أذكر شيئا خاصا أو هاما أمامهم .
    حينما كنا في الرياض .. اتصلت بي عندما كنت ألعب مع
    ( نوف ) ابنة خالي ذات الثلاثة أعوم ، طلبت منك أن تكلمها
    رفضت في البداية ، قلت لي بأنها ستفضحنا ! .. لكنني أصررت على
    أن تكلمها .. كانت أصغر من أن تفهم معنى ما بيننا .. فوافقت على
    مضض .. قلت لها أثناء حديثك معها بأنك زوج الخالة جوجو ! ،
    وطلبت منها قبل ان تنهي المكالمة أن تقبلني .. قلت : بوسي خالة
    جوجو .. قولي لها عمو عبدالعزيز يبي بيبي حلو منك ...
    سألتك : يعني إيش ؟
    قلت : يعني تولد لي بنوتة حلوة زيك ..
    قبلتني بعد أن أغلقت الهاتف ونسينا ما حدث بعدما أوصلت
    الرسالة .. أو هكذا ظننت ! ..
    كنت في مجلس يغص بنساء العائلة بعدها بحوالي الاسبوع ،
    حينما أشارت نوف بيدها إليّ : خالة جوجو في بطنها بيبي !
    ضحكت الموجودات على خيال الطفلة الواسع .. فقالت محاولة
    أن تثبت لهن صدقها : ما أكذب ! عمو عبدالعزيز علمني !
    سألتها والدتها : من هو عمو عبدالعزيز ..؟
    هزت كتفيها ببراءة : عمو عبدالعزيز زوج خالة جوجو ..!
    أخذت أفتعل الضحك .. وأنا ألعن في سري اليوم الذي طلبت
    منك فيه أن تكلمها ..
    قلت لك في المساء : عزيز ...! .. نوف كادت أن تفضحنا ...
    قلت لي بانفعال : ألم أقل لك بأنها ستفضحنا ..!.. بيبي ..
    الأطفال السعوديون لا يجيدون شيئا كفضح الأسرار .. تذكرين
    أمامهم عشرات الحكايات ولا يحفظون من بينها سوى الحكاية التي
    تسيء إليك .. وكأنهم يعرفون بأن في هذه الحكاية سرا .. أو أن فيها
    ما يسيء !..
    والحق يقال بأنهم هكذا ..! .. قد لا تدرك يا عزيز بأن أسوأ ما
    في مدينتنا ( برأيي !) .. هو أن أجبر على أن أحادث حبيبي بصفته
    امرأة .. وأن يجبر ( هو ) على أن يتحدث معي بصفتي رجلا ..
    مضطرون ! .. يؤسفني أننا مضطرون على أن نتحادث بهذا
    الشكل حينما نكون وسط جمع من الناس .. يؤسفني أننا مكرهون
    على إلغاء هوية الآخر الجنسية حتى لا يصادر الحب ، حتى لا
    نضطر لإنهاء العلاقة .. أو لفقدان احترام الآخرين لنا ...
    كنت مع صديقاتي في أحد المطاعم ، عندما اتصلت بي ..
    سألتك : أين أنت الآن ..؟
    قلت لي في طريقك للقصيم ..
    سألتك من دون أن أنتبه : أنتي الي تسوقين ..؟
    أذكر كيف أن صديقاتي انفجرن ضحكا .. كان سؤالي في منتهى
    السذاجة ، كان من الغباء أن أسأل فتاة إن كانت تقود سيارتها في
    بلد لا يسمح فيه بقيادة المرأة ! .. حاولت أن أبرر لهن الموضوع بعد
    أن أغلقت الهاتف بشتى الطرق .. تحججت بأنني اعتدت على أن
    النساء يقدن السيارات في كندا .. وبأنني نفسي أقود سياتي هناك ..
    لكن أعذاري كانت مضحكة بالنسبة لفتيات يمررن بالوضع نفسه
    وبذات الظروف ويعانين من المأساة عينها !
    أذكر أنك اخطأت الخطأ نفسه بعدها بأيام .. كنت في المزرعة
    مع أصدقائك .. اتصلت بك لأطمئن عليك .. كنت تتحدث معي
    باقتضاب وعلى أنني رجل ! .. عرفت بأنك مع أصدقائك من صيغة
    المذكر التي كنت تحدثني بها .. فآثرت أن أتصل بك لاحقا كي لا
    أحرجك .. قلت لك قبل أن أنهي المكالمة بأنني أحبك ..
    أجبتني : وأنا أيضا أحبك ..
    أذكر كيف أخذت أصوات أصدقائك تتعالى ساخرة حتى أنك
    نفسك انفجرت ضحكا .. كان الموقف سخيفا وقتذاك .. لكنني الآن
    أجده مؤلما للغاية !
    أحب تلك المدينة يا عزيز . لكنني لا أحب أن تصادر فيها
    مشاعرنا .. قلت لي مرة بأن الحب في بلدنا يرضخ لقمع المجتمع
    ولديكتاتورية التقاليد .. قلت لي بأن الحب في مدينتنا ثورة يائسة ..
    وانقلاب فاشل .. لن يكتب لهما النجاح اطلاقا !
    لكنني وعلى الرغم من كل حكايات الحب الفاشلة التي
    شهدتها .. أدرك جيدا بأن الرياض تنبض عشقا وبأن الآلاف في
    مدينتنا .. يعيشون على حب ويموتون على آخر .. وبأننا نحمل مدينتنا
    ذنب قسوة تصدر على الرغم منها ..
    أتذكر ..
    كنا في الرياض .. في إحدى الليالي الممطرة القليلة التي
    قضيناها هناك ، كنت في حجرتي أجلس إلى طاولة المكتب .. متكئة
    على النافذة وعلى أذني سماعة الهاتف .. ولقد كنت على الطرف
    الآخر من المدينة .. متكئا مثلي ، منتشيا كما كنت منتشية ..
    سألتني ليلتها ونحن نراقب المطر في ساعات الفجر الأولى
    وقبل أن يبزغ النور : جمان ! .. كم من عاشقين في الرياض يسهران
    الآن مثلنا على الشباك ؟!..
    أجبتك لا أحد يا حبيبي ، لا أحد ..
    قلت بحرارة : أنظري جمان ! .. أنظري .. كلهم نائمون ! ..ليس
    هناك من مستيقظ سوانا .. أنا وأنت في كل هذه الرياض ! .. تذكري
    دوما بأننا قد سهرنا ليلة على شبابيك مدينتنا وشهد زائر نادر
    الحضور على حبنا العظيم بينما كان أهل الرياض نائمين يغطون في
    نومهم ببرود ..
    ليلتها .. كنت أنظر من على علو إلى المنازل ، كنت أرى اضواء
    المنازل المطفأة وروحي تحلق بزهو في سماء المدينة .
    شعرت ليلتها بأننا العاشقان الوحيدان في هذه الرياض ، وبأن
    مدينة جافة كمدينتنا لم تشهد يوما على حكاية حب تشبه حكايتنا .
    ونسيت يا عزيز .. نسيت بأن غرفتي لم تكن مضاءة كغرفتك
    المطفأة الأضواء ،، كمئات الآلاف من الغرف في ذلك الوقت ، في
    تلك المدينة ..!.. لا أدري يا عزيز .. إن كان من الطبيعي أن يشعر
    المحب بأنه لا يوجد في الدنيا سواه وشريكه في حالة حب .. لكننا
    لطالما شعرنا بهذا ، ظننا ولفترة طويلة بأنه لا يحب عاشقان
    بعضهما كما نفعل .. ولا يرغب عاشقان ببعضهما بعضا كما كنا
    نرغب نحن .. لكنني اعرف اليوم بأن العشق لطالما عطر أجواء
    الرياض بنا ومن دوننا !
    طلبت منك مرة .. أن تتعشى في أحد المطاعم ، في أعلى مطعم
    موجود بأعلى ناطحة سحاب في الرياض .. رجوتك أن تفعل .. كنت
    ارغب في أن ترى مدينتنا من علو ! .. أن تشعر بها ، بشوارعها
    وأضوائها وكل ما فيها .. كنت على يقين من أن رؤيتها بهذا الشكل
    ستؤثر بك ..
    اتصلت بي وقتذاك ، قلت : جمان ، أنا في المطعم .. جميل
    وهادئ .. وملهم للكتابة ..
    سألتك : أترى كم هي رقيقة مدينتنا ؟
    قلت لي بسخرية : والله ما أشوف إلا غبار ! .. انكتم صدري !
    صحت فيك بغضب : ولد !..
    قلت وأنت تضحك : والله إني صادق ! تبيني أكذب عليك
    وأقولك ايه شايف وانا ما أشوف إلا غبار ؟
    قلت لك بعصبية : خلاص ، مع السلامة .. انا بقفل الحين !
    قلت وأنت تضحك : والله إنك مشكلة ! .. إذا كذبت تزعلين ،
    وإذا قلت الصدق برضو تزعلين .. ما عرفت لك والله .
    أعرف بأن رجلا مثلك لن يتمكن من أن يكمل حياته في مدينة
    كمدينتنا ، أعرف بأنك لن تعيش فيها .. ولا حتى قريبا منها .. تخنقك
    الرياض يا عزيز ، تخنقك الرياض ومن فيها ..
    أرسلت إليّ في إحدى لياليها بإحدى قصائد نزار قباني ،
    كتبت :
    لماذا في مدينتنا ..
    نعيش الحب تهريبا وتزويرا ؟
    ونسرق من شقوق الباب موعدنا ،
    ونستعطي الرسائل والمشاوير
    لماذا في مدينتنا ..
    يصيدون العواطف والعصافير ..
    لماذا نحن قصدير ؟
    وما يبقى من الإنسان ..
    حين يصير قصدير ؟
    لماذا نحن مزدوجون ،
    إحساسا وتفكير ؟
    لماذا نحن أرضيون ..
    تحتيون .. نخشى الشمس والنور ؟
    لماذا أهل بلدتنا ؟
    يمزقهم تناقضهم ! ..
    ففي ساعات يقظتهم
    يسبون الضفائر والتنانير
    وحين الليل يطويهم ،
    يضمون التصاوير !
    أسائل نفسي دائما ..
    لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
    لكل الناس ! .. كل الناس ..
    مثل أشعة الفجر ..
    لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
    ومثل الماء في النهر
    ومثل الغيم ، والأمطار ،
    والأعشاب والزهر !
    أليس الحب للإنسان
    عمرا داخل العمر ؟!
    لم أرد على رسالتك .. وضعت راسي فوق وسادتي
    وأنا أفكر في الأرض التي ( قد ) تجمعنا .. دائما ما كان هذا هاجسي يا عزيز ..
    لطالما كنت أخشى أن نكمل ما تبقى لنا من حياة بعيدا عن الرياض ،
    كان حلمي أن نعيش فيها .. واصبح هاجسي أن نعيش معا
    في أي مكان يجمعنا !
    لكنني أحبها يا عزيز .. أحبها ! .. المدينة الأقسى لا
    تضاهيها في قسوتها مدينة أخرى على اتساع هذا الكون ..
    المدينة خلقت في نفسي طهرا وحبا وطيبة .. ولم تخلق في أعماقك سوى
    القسوة ، مدينة جعلت مني امرأة هشة ، يكسرها أي شيء ، وجعلت
    منك رجلا صلبا يحطم كل شيء ! .. خلقت لديّ الطهر ليلوثني
    عهرك وخلقت فيك الكره لينهار أمامه حبي ..
    ألومك كثيرا على كرهك لمدينة جمعنا هواها في طفولتنا
    وتلومني كثيرا على دفاعي عنها ، أنت الذي هربت منها تاركا وراءك
    كل شيء يربطك بها .. وأنا التي أطل عليها بين الحين والآخر
    لأتأكد من أنها لا تزال بانتظاري !..
    هل ستثأر لي تلك البعيدة ؟! .. وتنصفني من رجل يدعي أنه منها ..
    ولا يحمل في أعماقه شيئا من همومها الكثيرة ؟!
    سألتك مرة : ألا تحمل للرياض شيئا ..؟
    أجبتني وأنت تطعم السمك : نسيت كل شيء كنت أحمله لها
    في مطارها الدولي ..
    يومها كنا نطل على أحد أحواض الأسماك .. كنت ارمي
    للأسماك بفتان من الخبز فتأكله ، أما أنت فكنت تحمل بيدك علبة
    لبان .. تمضغ بعضا منه وترميه على أمل أن تأكله إحدى السمكات
    فينطبق فمها على اللبان وتموت !
    سألتك بغضب وأنا أضرب يدك التي ترمي اللبان إلى
    الحوض : ولد ! لماذا تفعل هذا ..؟
    قلت وأنت تهز كتفيك ببساطة : أبغى أشوف شكل السمكة
    لما تغص !
    يومها غضبت منك كثيرا يا عزيز ، غضبت من أجلهما .. من
    أجل سمكة ضعيفة ومدينة عريقة لا تكترث بهما ولا يربطك بهما
    شيء .
    ***

  7. #87
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    طلب مني زياد المساعدة متذرعا بخلل أصاب جهاز حاسوبه ..
    لقد كان من الصعب علي ّ التنصل من مساعدته .. انا التي أفهم في
    عالم الحواسيب أكثر مما أفهم في عالم النساء .. كان من الصعب
    عليّ رفض مساعدته خاصة وأني متخصصة في برمجة الحاسوب .
    قابلته في أحد المقاهي البعيدة لأنني لم أرغب بتدنيس أراضي
    محبتنا بلقائي أيّ رجل غيرك وإن كان قديسا في نظري .. كزياد !
    كنت أحاول استرجاع بعض ملفات النظام التي قام بحذفها ، بينما
    كان صامتا يدور بسبباته على كوب القهوة بهدوء .. شتان ما بين
    صمتك وصمت زياد ! .. صمتك صاخب ، عنيف ومخيف .. بينما يبدو
    صمت زياد وديعا مطمئنا ، يمحنك صمت زياد مساحات شاسعة من
    الحرية ، يشعرك وكأنك تجلس لوحدك ، لا يشعرك بوجوده قط ما
    لم ترغب أنت بذلك ..
    تنشقنا رائحة عطر نسائي مثير ! .. التفت نحو الفتاة التي مرت
    كانت تفوق رائحتها إثارة .. كان زبائن المقهى يتابعونها
    مشدودين .. نظرت إلى زياد الذي كان يتأمل كوب قهوته بعمق وكأنه
    يقرأ ما فيه ..
    قلت : زياد ! .. أرأيت ما رأيته ؟
    سألني : وماذا رايت ؟
    أشرت برأسي إلى حيث تجلس : تلك الفتاة !
    نظر إليها نظرة خاطفة والتفت قائلا :what about her ?
    حقيرة !
    سألني بدهشة : لماذا ..؟
    أجبته بضيق : إنها حلوه !
    ضحك زياد بقوة .. كان صوت ضحكته غريبا .. صوت ضحكة
    خجولة انفجرت بصوت عال لم يعتد إطلاقه ولم أعتد سماعه منه !
    قال ضاحكا : يا الله ! أيش كثر أنت تجننين !
    حاولت أن أغير مجرى الحديث ، فقلت وأنا أضحك :
    أتدري ! .. لو كانت معنا هيفاء لسألت ما الذي تاكله الفتاة
    لتصبح جميلة إلى هذه الدرجة ..
    ابتسم : أخبريني أنت .. ما الذي تأكلينه عادة ؟
    قلت وأنا اضغط على لوحة مفاتيح جهازه : أنا وهيفاء ..
    نأكل الأخضر واليابس ..
    عاد زياد إلى صمته مبتسما .. رقيق هو صمته .. يفتح زياد
    لشريكه في الحديث أبواب الثرثرة على مصراعيها لينصت طويلا ..
    ولا شيء أكثر ، يجيد الصمت والإنصات كما لا يجيده أحد !
    أخذت أتأمل زياد .. كان من الواضح بأنه يفتش في فنجان
    قهوته عن مدخل ، عن خيط ، عن فكرة .. كانت طواحين الأفكار
    تدور في رأسه ..!..
    قلت : زياد ..!.. أتود أن تخبرني عن شيء ..؟
    ابتسم ابتسامة خفيفة how do you know ?
    عرفت لأنني عبقرية ! .. حدثني الآن عما يدور برأسك ..
    مسك أحد الأقراص المدمجة بيده وقال بصوت خافت وهو
    يراقب انعكاس صورته على القرص ومن دون أن ينظر إليّ
    The divorced!
    قلت وقلبي ينبض بقوة : who?
    عبد العزيز وزوجته !
    قلت له وأنا احاول لملمة نفسي : وما شأني بهذا ؟
    اعتدل زياد في جلسته : أنا قلق ! .. أعرف بأنه سيحاول
    استرجاعك ..
    زياد أنت تدرك بأنني لست من أملاك القيرلاني المفقودة ..
    ليسترجعني !
    صمت قليلا وقال : تشاجرنا اليوم !
    ازدادت نبضات قلبي خفقانا : أأخبرت عبدالعزيز بأننا نتحدث معا !
    قال بخيبة أمل : أنت خائفة من أن يعرف بأننا على اتصال ..
    لا أريد أن افسد علاقتكما يا زياد !
    لا تخافي .. ثقي بي !
    قلت له محاولة تطرية الأجواء : تعرف زياد ! .. هيفاء دايم تقول
    إذا تبين تخربين صداقة شابين .. دخلي " بنية " بينهم !..
    قالت مبتسما : أتعرفين ! هيفاء أكثر حكمة مما تبدو عليه !
    مرت الفتاة المثيرة تلك بالقرب منا في طريقها إلى الخارج ،
    فالتفت زياد هذه المرة ..
    نظر إليّ بخجل قائلا بارتباك she is cute!.. she is not bad..
    وضحكت كثيرا من زياد الذي يصف امرأة صارخة الجمال بـ
    Cute! ومن رجل يصف كل امرأة نقابلها بـ hot!
    ضحكت من هذا الفرق الكبير بينكما ..!؟؟
    ***

  8. #88
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    كعادتنا في كل ليلة سبت .. أجيء إلى بيتك لنشاهد فيلما أو
    برنامجا معا ..
    في كل ليلة نتابع فيها برنامجا أو مسلسلا .. تضطجع أنت على
    الأريكة خلفي .. بينما أجلس أنا على الأرض أمامك مستندة إلى
    الأريكة .. واضعة خلف ظهري .. وسادتك الحمراء تلك ..
    دائما ما كنت تتابع من فوق .. ودائما ما كنت أتابع من الأسفل
    تعبث بخصلات شعري بينما ألعب أنا برباط شعري دوما
    قبل أن تطوله يداك وتسدله لتعبث به !.. هكذا هي طقوسنا في كل
    مرة ، دائما ما كنت متفردا بالاستيلاء على جهاز التحكم عن بعد
    لأنك ( الكبير ) على حد قولك ! .. وفارق العمر هذا يمنحك الكثير
    من المميزات والصلاحيات !.. تأخذ الجهاز معك في كل مرة تذهب
    فيها إلى الحمام أو حينما تنهض لتحضير شيء نأكله .. تخشى أن
    أستولي على الجهاز وأن لا أعيده إليك .. لذلك تحمله معك أينما ذهبت ..
    تضع يديك على عيني حينما يمر مشهد حميم سريع .. وتسرع
    اللقطة عن طريق جهاز التحكم إن كان طويلا .. وكأني طفلة تخشى
    أن تدنسها رؤية حدث حميم !
    ابتعنا تلك الليلة . سلسلة حلقات مسلسل ghost whisper
    تدور قصة المسلسل عن شابة قادرة على رؤية الأرواح العالقة
    في الحياة الدنيا والتي لم تتمكن من العبور إلى الحياة الآخرة !
    كانت مهمة الفتاة تقتضي مساعدتهم على العبور وذلك من خلال
    تخلصيهم مما هم عالقون بسببه . دائما ما كانت الأسباب مرتبطة
    بأشخاص آخرين .. زوجة غاضبة .. حبيب حزين .. والد حائر ..
    أو قاتل يرجى الانتقام منه !..
    كانت قصة إحدى الحلقات تدور عن محب عالق لأكثر من عامين ..
    كان عالقا بسبب حبيبته الحزينة .. توفي منتحرا إثر خلاف حصل
    بينهما .. وقد كانت حبيبة مكلومة ويائسة .. إلى درجة رهيبة !
    كانت الأحداث مؤثرة للغاية ..
    اعتدلت في جلستك بعدما انتهى عرضه وقلت : جمان ..!..
    أتظنين بأن هذا يحدث ؟
    ما الأمر الذي يحدث ؟
    هذا .. كل هذا ! .. أرواح عالقة .. تعيش حولنا .. تحاول أن
    توصل إلينا رسائل ولا تتمكن من إيصال شيء لأنه لا وسيط بيننا !
    لا أعرف .. إنه عالم مبهم يا عزيز .. لا تفسير واضح له ..
    اختلف العلماء في الروح كثيرا ..
    ألم تفكري يوما في ماهية أرواحنا ؟
    قرأت الروح لابن القيم الجوزية .. لكنني لم أقدر على تخيل
    الروح أو تصويرها في مخيلتي .. أشعر بأنها من أثير ولا شيء غير
    هذا !..
    سألتني : جمان .. لو مت !.. تخيلي أنني مت .. أتظنين بأنني
    سأتواجد حولك ..؟
    أشحت بوجهي بانزعاج : تعرف بأنني لا أحب سيرة الموت ..
    بعد صمت قلت : إلهي يا جمانة ! .. كم من الصعب على
    المرء مراقبة المرأة التي تحب من دون أن تشعر بوجوده .. من دون
    أن يكون مرئيا ، ملموسا .. محسوسا .. لا أتصورك تقرئين على
    السرير وأنا نائم بجوارك من دون أن تريني أو أن تشعري بي ! .. لا
    أتخيل كيف من الممكن أن أراقبك وأنت ترفعين سماعة الهاتف ..
    لتتحدثي مع رجل آخر وانا أنصت .. إلهي يا جمانة .. كم سيدمي
    هذا قلبي !
    اعتدت على ألا أفكر بشيء سيء قد يحصل ..
    استرسلت وكأنك لم تسمعني : أتدرين ما الأكثر وجعا يا جمانة ؟!
    أن أشهد على حزنك عليّ ، أن أراك كل ليلة وانت تنتحبين وحيدة
    في فراشك ، أن أراقبك وأنت تقرئين رسائلي ، تتأملين صوري
    القديمة .. أن تديري التسجيل لتستمعي إلى الشريط الذي
    سجلت به بعض الأغاني بصوتي ! .. لا قدرة على تصور الألم
    الذي سأشعر به وأنت تفعلين !
    وضعت يديك على جانبي رأسك وبكيت فجأة ! .. كنت جالسة
    على الأرض .. بعيدا عن الأريكة .. أذكر أنني حبوت على ركبتي
    حتى وصلت إليك ، مسحت على شعرك بيدي بانفعال وقلت :
    حبيبي ! ، لماذا تفكر بالموت الآن ..؟!.. أنظر إلينا ، نحن معا ..
    قلت من بين دموعك : أعرف بأنني عذبتك في حياتي .. ا
    أحتمل فكرة أن يعذبك غيابي وموتي أيضا يا جمانة ..
    قلت لك وقد دمعت عيناي : اعتني بي إذا ..!.. حتى لا تعذبني
    بكلتا الحالتين ..
    أتعرفين بأن حبك ( يوجع القلب ) ..؟ أنت وجع قلبي ! ..
    قلت لك مداعبة : خلاص حبيبي .. من الآن فصاعدا لن نتفرج
    إلا على افلام الرسوم المتحركة ..
    ضحكت بقوة ، ودموعك لا تزال على خديك فمسحتهما
    بيدي .. قلت مبتسما : لو تعرفين كم من المريح أن ابكي أمامك !
    هذه العقدة الشرقية الوحيدة التي عتقك الرب منها !
    أبشرك .. هي عقدة من عقدي ! .. ما زلت أرى في بكاء الرجل
    بشكل علني ضعفا لا يقبل .. ما بالك إن بكى أمام امرأة ؟
    ولماذا تبكي أمامي إن كنت ترى في بكائك ضعفا ؟!
    لأنك حبيبتي ، لست بأي امراة . .أتدرين يا جمان .. قد يخجل
    الرجل من التعربي أمام زوجته لكنه لا يخجل من التعري أمام
    المرأة التي يحب .. وما البكاء سوى تعر ، أشعر الآن بأنني عار
    أمامك ولا يخجلني هذا العري على الإطلاق ..
    قلت لك مبتسمة : أحب عريك المحشتم هذا !..
    وأحب أن تحبي عريي .. يحب الرجل أن تحب امرأته تعريه
    الكامل أمامها .. أن يتعرى أمامها من كل شيء .. وليس من قطع
    الملابس فقط ..
    كنت أستمع إليك وأنا أمسح على شعرك لتهدأ .. حينما لمعت
    عيناك فجأة وقلت بشقاوة ! : هل من الممكن أن أخبرك شيئا ؟!
    قلت لك وأنا أضحك : كلا ..
    ضحكت : يا شريرة ! .. كيف عرفت ؟
    لأنك عادة لا تستأذنني في قول لائق !
    تنهدت براحة : ألم أخبرك بأنني عار أمامك ؟
    كان ( عريك ) ليلتها أطهرعري يا عزيز .. لو تدري كم أحببت
    عريك وتعريك أمامي .. أشعر أحيانا بأن ما يسترك هو ما يعيبك وما
    يجعلك حالكا .. تغطي نفسك بمظهر عابث ، غير مبال .. كذبة هنا
    تغطي عورتك وخدعة هناك تستر ما بقي من جسدك المكشوف ..
    أحب عريك لأنه لا يخفي شيئا ولا يغلفك من بعده شيء !.. كم
    أحب أن تظهر أمامي كالحقيقة !..
    قال عبده خال في الطين .. الرواية التي كتبها في ثلاث سنوات
    وسبعة أشهر .. (( الحقيقة عورة نسعى جميعا إلى سترها )) .. وقد كانت
    حقيقتك العورة التي لطالما حاولت سترها .. ولم تتمكن من أن تسترها أكثر !
    أحببت عريك يا عزيز .. أحببت عريك ! ..

  9. #89
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    كنت وهيفاء نذاكر معا في صالة الشقة .. كنت متعبة فغفوت من

    شدة التعب ، شهقت بفزع حينما هزتني هيفاء بقوة .. جمانة !

    جمانة .. قومي شوفي مين الي على الباب !

    شعرت وكأنها صبت عليّ ماءا باردا .. فانكمشت أطرافي من

    الخوف ولم أتمكن من أن أنطق بكلمة من شدة الفزع .. كان

    الجرس يقرع بإلحاح .. وجرس شقتنا لا يقرع من دون أن نكون

    بانتظار أحد ..

    صاحت في وجهي : جمانة ! .. استيقظي ! .. عزوز على الباب ! ..

    قلت لها وأنا أنتقض .. وقد اختلطت عليّ اليقظة بالمنام :

    من ..؟!.. عزوز من ..؟

    وفي غيره ؟ .. عزوز ما غيره !

    كنت أبحلق في وجهها وأنا لا أدري أن كنت مستيقظة أم أنني

    في كابوس .. ترعبني طريقة هيفاء في الإيقاظ تصرخ بقوة لتوقظني ..

    تهزني بشدة ، ترميني بأقرب شيء تصل إليه يدها .. ما يهم هيفاء هو

    أن أستيقظ ، لا تهمها الطريقة ولا تهمها نتيجة استيقاظي بهذا

    الشكل !

    أخذت تضرب بيدها على خدي : جمانة .. شنو ما تسمعين ..؟!..

    أقولك عزوز على الباب !

    كان صوت جرس الباب عاليا .. بالإضافة إلى صوت هاتفي

    المحمول ، صوت نغمتك التي لم أسمعها منذ أكثر من شهرين ..

    قلت لها وأنا أبعدها عني محاولة العودة إلى النوم : وايش أسوي له

    يعني ..؟..

    سحبتني من يدي بقوة : شنو شتسوين له ! .. أقولك هالخبل

    واقف على باب شقتنا ، قومي شوفي شيبي .. ردي على تليفونك لا

    يسوي لنا مصيبة ..

    سحبت هاتفي وأجبتك وأنا لم أفهم شيئا سوى أن الباب

    يقرع ! .. كان قلبي ينبض بقوة ، فجعتني هيفاء في إيقاظي فلم

    أتمكن من أن أستجمع أفكاري !

    قلت : أنا على الباب منذ حوالي الخمس دقائق ! .. فلتفتحي لي

    الباب ..

    قلت وأنا أفرك عيني لأستيقظ : ما الذي تريده ؟

    إفتحي جمان ..

    أغلقت الهاتف في وجهك وقمت لأفتح الباب ، شدتني هيفاء

    من يدي : أمجنونة أنت ؟ .. استفتحي له الباب ؟؟

    سحبتها وقلت ونصفي " نوم " : لا تخافي ..

    فتحت الباب لأجدك أمامي مختلفا ، كنت تبدو كرجل

    مريض ! .. كنت ذابلا .. تقف أمامي بإرهاق ، تنظر إليّ بعينين

    منطفئتين .. أنا التي لم أشهد إلا على اشتعال عينيك ولم أحط برؤية

    خمودهما حتى في حالات حزنك ومرضك ..

    سألتك بدهشة وقد هزتني رؤيتك فأيقظت كل خلية لديّ :

    عزيز ..! .. ما الذي تفعله هنا ..؟

    قلت برجاء : جمانة .. أرجوك تعالي معي ، أحتاج لأن أتحدث

    إليك ..

    إلى أين ..؟

    إلى أي مكان نجلس فيه وحدنا ..

    ليس هناك ما نتحدث به ..

    جئتك بقدمي يا جمانة ! .. ألا يستحق مجيئ أن تستمعي إليّ

    لدقائق ؟

    قلت لك بد تفكير : انتظرني حيث الكرسي على الرصيف

    المقابل .. الكرسي المقابل للعمارة ..

    كنت كمن جاء من الموت .. خشيت أن تعود فهرعت إلى

    غرفتي لأغير ملابسي ..!.. خشيت أن أنزل فلا أجدك ، أن تتركني

    من جديد وأن تهرب كالعادة !

    كانت هيفاء تؤنبني خلف الباب .. كانت خائفة عليّ منك ..

    تخافك هيفاء كثيرا وإن كانت لا تعترف بهذا .. حاولت طمأنتها

    لكنني لم أنل منها سوى الشتائم .. فبادلت شتائمها بأخرى !

    عندما نزلت إلى الشارع وجدتك واقفا على الرصيف .. كنت

    تدخن بجوار الكرسي .. أطفأت سيجارتك ما أن اقتربت منك ،

    جلست على طرف المقعد .. لكنك ظللت واقفا ، تعبث بحجر على

    الرصيف من دون أن تنطق بشيء ..

    سألتك : أستستمر على صمتك ..؟

    وضعت يديك في جيبي معطفك ، وجلست على مقربة مني لكن

    دون أن تتكلم ..

    أجئتني لتسمعني صمتك ..؟

    هززت برأسك نافيا ومن دون أن تلتفت إليّ : لا ..! .. جئتك

    لأنني اشتقت لرائحتك ..

    لا أظنك اشتقت لرائحتي .. ألم تقل لي يوما بأن روائح النساء

    تتشابه ؟!.. لا أظنك تفتقد النساء !

    لكنك لست بامرأة يا جمان .. أنت ملائكية ! .. اشتقت لرائحة

    السماء في مساماتك ...

    أطرقت بصمت ، أخذت خفقات قلبي تخف تدريجيا .. بدأت

    أشعر بأعصابي تتمدد وتطول .. وترتاح .. شعرت بأنني لم أبتعد عنك

    قط .. على الرغم من شوقي إليك وعتبي عليك .. وغضبي منك ..

    تطلقنا !

    التفت إليك : ماذا ؟

    تطلقنا !.. طلقتها !.. لن أقول لك بأنه قد انتهى كل شيء ..

    لأنه لم يكن هناك من شيء لينتهي ..

    جئت لتخبرني بأنك تركتها إذا ..

    بل جئت لأن دروبنا تلتقي دوما مهما افترقنا ..

    ماذا لو قلت بأن في حياتي شخصا جديدا ..؟

    انحنيت إلى الأمام .. اتكأت بمرفقيك على ركبتيك ولم ترد ..

    أخذت تتأمل المارة بصمت وبخار بارد يتصاعد من فتحتي أنفك ..

    شعرت به كدخان ..دخان الحرائق المشتعلة في نفسك !

    سألتك : ما الذي تتأمله ..؟

    الحياة !..

    قلت لك بسخرية : إن التأمل في الحياة ، يزيد أوجاع الحياة ..

    ابتسمت من دون أن تلتفت إليّ : ايليا أبو ماضي !

    قلت بتهكم : تحب اللبنانيين يا عزيز ..

    هززت كتفيك وقلت : ومن ذا الذي لا يحبهم ..؟

    أشحت بوجهي عنك وأخذت أتأمل الحياة التي تتأملها .. كانت

    الشوارع والمنازل والناس في حلة جديدة .. كان للهواء عبق طيب

    يملأه الحنين على الرغم من برودة الجو وقسوة الشتاء ..

    جمانة .. ألست من قال لي مرة .. بأن قلب الله يسعنا حينما

    نحب ..؟ لا .. جبران الذي قال ..!

    قال مبتسما : أرأيت ..!.. أنت ايضا تحبينهم ..

    ابتسمت على الرغم مني .. فاسترسلت : قلت when we love

    We shoudn’t say God in our heart “ but rather “ we are in the heart of GOD’

    ناقل الكفر ليس بكافر ! ..

    تجاهلتني قائلا .. وسعتني محبة الله حينما أحببتني .. لا تحرميني

    من أن يحبن الله مجددا يا جمانة ..

    نهرتك بخوف : عبدالعزيز ! لا تحملني ذنبا بحديثك هذا .

    جمانة .. قربيني لله .. أصلحيني .. اجعلي مني رجلا صالحا ..

    أنت وحدك من باستطاعته اصلاحي ..

    لم يعد يغريني إصلاحك ..

    مررت بيديك على شعرك بحيرة .. قلت وأنت تنظر إلى

    الأرض : جمانة .. أحتاج لأن أسألك سؤالين ..

    تفضل ! ..

    أتظنين بأنك قادرة على أن تسامحيني ..؟

    وما هو سؤالك الثاني ..؟

    أشرت بسبابتك إلى شقتنا في العمارة المقابلة : هيفاء متعلقة

    بالنافذة منذ حوالي النصف ساعة .. لما تفعل هذا ..؟

    التفت حيث شقتنا فوجدت هيفاء معلقة بالنافذة كحمامة سجينة

    تحاول أن تتنفس هواء الحرية .. انفجرت ضحكا .. ضحكت من

    صعوبة سؤالك الأول وسخافة الثاني !.. وعلى منظر هيفاء التي

    كانت تحاول استراق النظر ..

    قلت بابتسامة : اتعرفين بأن ضحكتك ترن في قلبي ؟!

    مسحت دموعي المنهمرة من شدة الضحك بيدي وأنا أنظر إلى

    هيفاء التي أعرف بأنها تكاد أن تموت من شدة فضولها لأنها تريد

    معرفة سبب ضحكنا المفاجئ !.. كنت تتأملني مبتسما لكنني لم

    أتمكن من أن أطيل النظر إليك .. كان هناك ما يقطع اتصالنا

    البصري ، شيء من حزن وغضب وعتب .. وخيبة !.. شعرت بيدك

    تمسح على شعري فالتفت إليك ..

    سالتني برقة : شعرك رطب !.. ألا تشعرين بالبرد ..؟

    بلى ..

    خذي معطفي ..

    لا داعي لهذا .. شكرا ..

    ارجو أن تأخذيه ..!.. أحتاج لأن أسترده منك قريبا ..

    لا داعي لهذا ، سأدخل إلى البيت الآن !..

    والحق بأنني خشيت أن تراني هيفاء وقد أخذت منك معطفك ،

    خشيت أن تقيم الدنيا وتقعدها فوق رأسي .. ولم أكن على استعداد

    لأن تعكر مزاجي ..

    جمانة ..!.. ما رأيك في أن نصبح صديقين ..؟

    قد تتحول الصداقة إلى حب يا عزيز .. لكن الحب لا يتحول

    إلى صداقة إلا اذا تدخلت المعجزات ..

    سنكون صديقين إلى حين يا جمان .. حتى أسترد حبك لي ..

    لا أعرف ..!.. ربما ..

    ابتسمت برقة .. وقد لمع في عينيك بصيص من نور ..

    تركتك خلفي .. وصعدت إلى شقتنا .. فوجدت هيفاء بانتظاري

    على السلم ، كانت واقفة .. واضعة يديها على خصرها .. كطفلة

    معاقبة معاندة ..

    جمون ! .

    هيفاء ! .. أرجوك .. لا داعي لان تقولي شيئا ..

    حسنا جمانة ! .. لن أقول شيئا .. ستتذكرين يوما بأنني قد حذرتك

    من هذا الرجل وبأنك لم تستمعي إليّ ..

    تركت هيفاء خلفي كي لا نتشاجر ، ذهبت لأرد على هاتفي ..

    كان زياد المتصل ..

    قال : جمانة .. أين كنت ..؟

    ولماذا تسأل ؟

    Because I miss you ..!

    قلت بضيق : زياد أرجوك .. لا تنس بأنني كنت على علاقة

    بصديقك .. ارجو ألا تنسى هذا وكذلك الا تتجاهله !..

    زياد أرجوك ، لا أرغب بتوريطك !

    لقد تورطت بالفعل .. فلا تتحدثي عن توريطي الآن ..

    لا أريدك أن تتورط أكثر . لن أسامح نفسي لو خسرت عبدالعزيز

    بسببي يا زياد ..

    لا تخافي جمانة .. أنا من سيتحدث معه .. لا شأن لك بالأمر ،

    أنا من يرغب بك !

    لا يا زياد ن لن أسمح لك بأن تجازف ، كلانا نعرف عبد

    العزيز !..

    أنا لم أخطئ بحقه يا جمانة حتى أخاف .. سأتحمل نتيجة

    الموضوع وحدي فلا تخافي ..

    قلت له بحزم : لكنني لا ارغب بالاستمرار في هذا العلاقة يا

    زياد !.

    قال بخيبة :as you like Jumanah

    آمل ألا تستاء .. أرجوك ..

    I’is is ok.. its ok Jumanh,

    أرجو أن تفهم يا زياد بأنني أحاول تجنيبك الألم ..

    كنت على يقين من إنك ستعودين إليه !

    زياد .. لا شأن لعزيز بما أقوله لك .. أخشى أن تتورط معي

    بعلاقة لا ينقصك التورط فيها ..

    قال بمرارة : إنها لقسمة ضيزى ( ظالمة ) .

    زياد ! ..

    صدقيني إنها لقسمة ضيزى ( ظالمة ) .. كلاكما ظالمان ..

    أنت صديقي الوحيد يا زياد ، تدرك كم أحبك .. أرجو ألا

    تغضب مني ..

    جمانة .. انت على شفا جرف عميق ، صدقيني لن ينقذك أحد

    من عزيز بعد اليوم .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما

    بأنفسهم ، وأنت لن تتغيري فكيف تظنين بأن الله سيغير ما في

    نفسك له !

    زياد .. تدرك بأنك من أقرب الناس إلى قلبي .. قلت لي مرة

    بأن عمر الصداقة أطول بكثير من عمر الحب وأنا بحاجة لأن

    أحتفظ بك لأطول فترة ممكنة .

    لا بأس جمانة .. لا بأس !

    قلت بصوت مخنوق : زياد .. لا تحزن .. أنت آخر رجل في

    الدنيا يرضيني حزنه ..

    قال بحروف صادقة : ساعتبر ما جرى مثلما قال ناجي ( وكأنما

    هبة السماء قد استردتها السماء ) ، تصبحين على خير !

    وهكذا عدت إليك .. حاولت أن أحتفظ بك قدر الإمكان .. كان

    من الصعب عليّ أن أكبر من دونك .. لا أعرف كيف أكبر معك يا

    عزيز ، لم تعلمني كيف أكبر ، تجعلني أكبر بجوارك من دون أن

    تخبرني كيف تفعل هذا .. ضربت برغبة والدتي ونصائح هيفاء وح

    زياد عرض الحائط ، تخليت عن راضهم أجمعين وتمسكت برضاك

    وحدك لأنني أحتاج لأن أكبر !

    أتدري يا عزيز .. قلقت كثيرا عليه ، خفت عليه لأنني أعرف بأن

    زياد أرق من أن يتحمل الجرح .. زياد مختلف عنك .. أنت عتي إلى

    درجة لا يجرحك شيء ، لكنه ليس كذلك .. ليس كذلك على الإطلاق!

    كنت على يقين من أنك لن تعرف بما جرى بيننا البتة لأنني

    أدرك كم هو ( رجل ) زياد .. لكنني أخذت أتآكل ندما ، ندمت على

    قربي منه وعلى إعطائه فرصة العناية بي ، الفرصة التي لم أستحقها

    يوما ..

    كم كنا ظالمين وسيئين .. لكن الذنب لم يكن ذنب زياد .. فلماذا

    قسونا عليه ..!.. لماذا جعلتني أقسو عليه ؟!

  10. #90
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    وكأنك لم تغب يوما .. عدت وكأنك لم تخطئ ولم تجنح ، لم

    تشعرني بتقديرك لمعروف عودتي ولم أشعرك بالمنة أبدا !.. استعدت

    زمام الأمور بسرعة ، جئت بقوة .. ونسيت أنا أو تناسيت ما بدر

    منك ! .. كان لا بد من أن أفعل يا عزيز ، اضطررت لأن أفعل ..

    كنت أعرف بأن ثمن تنازلي هذه المرة غال جدا ، لم تكن لتقف

    معي هيفاء بعد كل ما جرى .. وأدرك جيدا بأنني خسرت زياد بعدها

    وللأبد .. فترت علاقتك بزياد ، كنت مندهشا من بروده المفاجئ ومن

    صدوده الغريب .. سألتني عدة مرات إن كان زياد قد أخبرني عن

    شيء يخصك .. لكنني أنكرت كل أحاديثنا وكأنها لم تكن يوما ..

    انتهى الفصل الدراسي .. كان فصلا من شقاء ، طويلا بمقدار

    تعاسته .. دعوتني على العشاء بمناسبة نجاحي .. قلت لي بأن المناسبة

    خاصة جدا .. قررنا أن نحتفل بقرب تخرجي مبكرا ، حيث لم يكن

    باقيا على تخرجي سوى عام واحد .. دعوتني في المقهى .. سخرت

    منك كثيرا لأنك دعوتني إلى هناك فالمكان لا يتناسب أبدا مع مقام

    المناسبة ! .. لكنك تذرعت لي بإفلاسك فاشفقت عليك كعادتي ..

    وجئتك كما أجيء عادة..

    لطالما كنت امراة متطلبة ، كنت فتاة لا يرضيها شيء ولا

    يغريها أحد .. لكنك حقنتني بأمصال الرضا ، دسست القناعة خفية

    في مشربي .. فبت امرأة لا يهمها شيء سوى أن تكون معك !

    نلتقي دوما في المقهى حيث نشعر هناك بالراحة والألفة كما لو

    أننا في بيتنا .. بيتنا الذي نتخيله ولا نسكنه ، كنت تجلس إلى

    ( طاولتنا ) حينما دخلت .. وقفت ما أن رأيتني وقلت بضجر : تأخرت

    يا بنت ! ..

    كنت بمزاج سيء أجبتك بعصبية : لن يضيرك الانتظار ،

    فلطالما انتظرتك ! ..

    جلسنا على كرسيين متقابلين .. فتحت حاسوبي المحمول مثلما

    كنت تفعل وجلست من دون أن نتكلم .. رايت اسمك متصلا في

    قائمة الماسنجر .. كتب لي عندما دخلت : طلبت لك ما تشربينه ،

    تأخرت عليّ ولم أشأ أن تضيعي لحظات أخرى في التفكير فيما

    ستطلبينه ..

    كتبت لك : متى تقلع عن هذه العادة ؟

    أي عادة ؟

    أن تختار لي ما أشربه وما أتناوله ؟

    لكنك تشربين المشروب نفسه وتأكلين الوجبة ذاتها في كل

    مرة ..

    فلتفرض أنني جئتك بشهية مختلفة ..

    سأفترض الآن بأن هرموناتك مختلفة .. لأبرر لك مجيئك العنيف

    هذا ..

    قد تكون هرموناتي مختلة .. تفهم بأمزجة النساء أكثر مما

    أفهم !

    كنت أسترق النظر إليك بين الحين والآخر ، كنت منشغلا

    بالكتابة وكأنك تحادث أحدا غيري على الماسنجر .. وكأنك لم تكن

    تتحدث إليّ ..

    تجاهلت ما كتبته ولم ترد عليّ .. جاءت النادلة بالقهوة .. كنت

    أتابعك بعيني وأنا أرتشفها مفكرة فيما تفعله ومع من تتحدث .. كنت

    منشغلا بالكتابة وكأنك تجلس وحدك لدرجة أنك لم ترفع عينيك ولو

    لمرة باتجاهي !

    ظهرت نافذة استقبال رسالة جديدة على بريدي بينما كنت

    أراقبك ، كان صوت استقبالها عاليا فأفزعني .. كانت مرسلة من أحد

    مواقع البطاقات الالكترونية التي ترسل إليّ عادة من خلالها .. فتحت

    الرسالة .. فظهرت لي بطاقة من بطاقات المناسبات ..

    كانت البطاقة عبارة عن صورة لحبل غسيل نشرت عليه ملابس

    داخلية رجالية ونسائية ، كتب تحتها ( أحتاج لأن اشاركك كل شيء

    حياتي ، أفكاري ، مستقبلي .. عمري ، بيتي ، أطفالي .. وملابسي

    الداخلية ! .. تزوجيني يا عصبية ) .. عبدالله ..

    رفعت عيني إليك ، كنت تنظر إلى شاشتك مبتسما وجبينك

    يلمع توترا .. كتبت لك على الماسنجر ..

    يا أخ ..

    نعم يا أخت ؟

    قل شيئا ..

    كتبت ساخرا : شيئا !

    ترى بعصب ..

    كتبت لي : إخس يا كتكوت شرس ، صاير تعصب كثيرا يا

    مفترس ! ..

    سأحذفك من قائمتي !..

    لا ، لا .. إنتظري .. أممم .. فلتقولي شيئا أنت ..

    ظننتك تحب حياة العزوبية ..

    ألم تسمعي بمقولة ( يموت الأعزب ميتة الكلاب ويعيش

    المتزوج عيشتها ) ..؟.. أنا مؤمن بها ..

    ستتزوجني إذن لتعيش عيشة الكلاب !

    قال سقراط يوما ( تزوج يا بني فإن وفقت في زواجك عشت

    سعيدا وإن لم توقف أصبحت فيلسوفا ) .. أطمع بالفلسفة يا حبيبتي ،

    لا ينقصني في حياتي سوى الفلسفة .. تزوجيني اجعليني فريدا ..

    طيني عيشتي واجعلي مني فيلسوفا كما فعلت كسانتيبي بسقراط !.

    كتبت : انت من جدك تبينا نتزوج ..؟

    قدك أنا علشان أستهبل عليك ؟

    متى ..

    حينما ننزل إلى الرياض !

    بعد أسبوعين ..؟

    كتبت وأنت تبتسم : أربعة عشر يوما ، لا يزيدها يوم ..

    دخلت إلى الموقع الذي أرسلت لي منه ، اخترت البطاقة

    نفسها ، أعدت إرسالها إليك بعدما كتبت تحتها !lets do it

    ***

صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 78 91011 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال