أتذكر يا عزيز شجارنا بعدما اختفيت لليلتين ؟! ..
كنت قد أغلقت هاتفك ولم يعرف طريقك أحد ، كدت أن أجن !..
بررت لي اختفاءك بعدها بأنك قضيت بعض الوقت مع صديق وبأنك نسيت هاتفك في منزلك ..
يومها ثرت أمامك ، قلت لك بأنني أكرهك وبأنه لا طاقة لي على احتمال خداعك أكثر ..
ركعت عند قدمي وأنت تقبل يدي باكيا : جمان أقسم بمن خلق عينيك بأن شفتيّ لن تذوق غيرك .. لا بالحلال ولا بالحرام !..
صرخت فيك : تعبت ..! لا أقدر على تحمل تصرفاتك أكثر ..
تقدرين .. ستقدرين يا جمانة . أنا صديقك ، حبيبك .. والدك وشقيقك وابنك .. من ذا الذي سيتحملني إن لم تتمكني أنت من تحملي !
لا فائدة !..
اصبري .. ارجوك يا " بيبي " اصبري .. سأعوضك عن صبرك يوما ، سيأتي يوم أعوضك فيه عن كل شيء .. صدقيني ..
وصبرت ! ..
صبرت وليتني لم أفعل ..
قالت لي هيفاء ليلتها : جمانة هِديه .. شتنطرين من واحد يغربلك ويلوع قلبك كل يوم والثاني ..؟
أجبتها :
بس هو وعدني يجي يوم ويعوضني !..
صاحت : شنو يعوضك ..!.. قولي لي بيعوضك عن شنو وغلا شنو ..؟!.. بيعطيك بدل كرامة وإلا بدل سمعة ؟
أكانت هيفاء محقة يا عزيز ..؟ .. أيكون هذا ( تعويضك ) لي ؟!.. أزواجك وتركك إياي ( العوض ) ؟
وعدتني كثيرا بأنك ستعوضني عن كل لحظة حزن مررت بها بسببك لكنك لم تف بالوعد ..
أتعوضني عن وجع بوجع أشد ..؟
سألتك مرة : كيف ستعوضني ..؟
خبطت على صدغي بسبباتك وقلت :
شغلي ( التنكة ) اللي في راسك واللي يسمونها عند بعض الناس ( مخ ) وتعرفين كيف أعوضك !..
لكن ( العلبة الحديدية ) التي في رأسي والتي يطلقون عليها بعض الناس ( مخ ) خانتي حينها فظننت بأن العوض هو عمر نقضيه معا ..
لكننا لن نفعل أبدا ..
*********************