من المشرفين القدامى
جيل الطيبين
تاريخ التسجيل: October-2014
الدولة: Iraq
الجنس: أنثى
المشاركات: 15,523 المواضيع: 479
صوتيات:
7
سوالف عراقية:
2
المهنة: صيدلانية
موبايلي: iphone 8 plus& note5& iphone 7
آخر نشاط: 12/August/2022
أوقفت سيارتك أمام الإشارة الحمراء ، شدني طفل صغير يلعب
مع والدته على الرصيف .. كنت أتابعه بجوع .. اشتقت لان اكون أما
يا عزيز ، لم أشعر يوما بحاجتي لأن أكون أما إلا بعدما أحببتك ..
وكأن الحب والأمومة وجهان لعملة واحدة .. لهما الهرمون نفسه
والحاجة ذاتها .. أحبك وكأنك ابني يا عزيز .. وكأنك طفلي الذي
أنجبته بعسر .. تظن أنت بأنني أسخر منك حينما أناديك ( أحيانا ! ) بــ
( ماما ) ..
صرخت فيك مرة بنفاذ صبر : يا ماما الله يهديك ! ..
أذكر كيف جاءتني حروفك من تحت ضروسك : ماني أصغر عيالك
علشان تناديني ماما ..!.. مو مالي عينك الرجال اللي قدامك ؟! ..
تظن بأنني أنتقص من رجولتك ، لكنني أقدس رجولتك على الرغم
من طغيانها وتضخمها ..
أفهم الآن بان حبي لك ملعون منذ البداية .. لست إلا لعنة
أصابتني ، لعنة أدرك جيدا بأنه من الصعب التخلص منها .. أكره
حبي لك .. ولا قدرة لي على كرهك أو الانتهاء منك ! . لم تحبني
يوما يا عزيز .. كنت أنانيا لدرجة إنك لم تحب أحدا غيرك .. لا
قدرة لك على أن تحب غيرك كما ينبغي ، تظن بأن البشر يدورون
في فلكك وبأنك الشخص الأهم .. تظن بأن مشاعر الناس وأحلامهم ،
أقل أهمية من مشاعرك وأحلامك ..
أعتذر .. أعتذر من حبي لك ، حبي الذي لم يكن ليليق برجل
مثلك .. أعتذر عن حب لم يتخلله رجل غيرك .. ولم أطمح فيه إلا
أن أكون معك ..
تظن أنت بأن أحلامي في الحب ساذجة وبأنني ما زلت غرة ..
وبأن الحب أكثر تعقيدا مما أظن .. لكن أحلامي لم تكن ساذجة يا
عزيز .. كنت السذاجة في أن أحب رجلا مثلك ، رجلا أعرف جيدا
بأنه لا يليق ، لا يليق بامرأة غرة ! ..
تؤذيني عمدا وكأنك تفرغ في ( نفسي ) أحقادك وأوجاعك
وأمراضك ، تؤذيني عمدا باسم الحب .. لكن ذريعتك الغبية ما
عادت تقنعني وما عادت تغريني ، ما عاد يرضيني الحب الذي تدعيه
وما عاد يشفيني إيماني بأن غدا أفضل .. أحتاج لأن تحل عليك
اللعنات يا عزيز ، أحتاج لأن تصاب بلعنة كالتي أصابتني لتطمئن
نفسي وتسكن ..
أكره حبي لك لأنني ما زلت أحبك .. ما زلت أحبك أكثر
مما ينبغي ..
لم أفهم حتى الآن كيف فعلت هذا ولماذا فعلته .. كنا قاب
قوسين أو أدنى من أن نكون معا ، من أن يلتحم الحب .. من أن
يكتمل ، من أن نصل إلى آخر حدودنا معا .. اعرف الآن بأنه كان
واضحا منذ البداية بأنك لن تكن في حياتي يوما سوى وصمة عار ،
وصمة عار تلهب جبيني ولا مجال لأن تمحى أبدا .. قتلتني بدم
بارد ، تلذذت بقتلي كمجرم معتوه يقتل النساء من دون سبب ! ..
اريد أن أجلس عند قدميك بذل اعتدته .. فقط لأسألك ،
لأعرف .. ولكي أفهم ! ..
لأفهم من أي شيء خلقت ، وبأي شريعة تؤمن .. ولماذا اخترت
أن تعذبني أنا ؟ ! .. لماذا أنا يا عزيز ؟..
في كل عصر من عصور الزمن .. كانت المرأة ( فدي ) قومها ،
يقتلها قوم ، يحرقها قوم ويغرقها آخرون .. لطالما كانت المرأة فداء
قبيلة جاهلة أو عصر أهوج .. لكل قوم أسبابهم يا عزيز ، فما هي
أسبابك حتى تفتديني ، أم أنني امرأة تفدى بلا ثمن ؟! .. أحتاج الآن
لأن أتنازل عنك ، أنا التي لا أملك فيك شيئا .. والتي تنازلت عنها
بمحض إرادتك مع أنك تملك كل شيء فيها ! ..
ما زلت أذكر تلك النبرة .. نبرتك حينما طلبت مني أن أنسى كل
شيء في آخر مكالمة لنا قبل فراقنا .
قلت : أنسي .. كما نسيت ! ..
قلتها بضيق ، بضيق من لا يرغب بالشرح .. تظن بأنك قادر
على أن تلقي عليّ بأوامر النسيان تلك فأستجيب لأنني أحتاج
برأيك لان أنسى كما نسيت ! .. تظن بأنني قادرة على أن أترك كل
شيء خلفي وأن أمضي قدما .. لكنني ما زلت معلقة .. ما زلت أتكئ
على جدارك الضبابي بانتظار أن تنزل سلالم النور إليّ من حيث لا
أحتسب ، سلالم ترفعني إلى حيث لا أدري وتنتشلني من كل هذه اللجة ..
قهرني هذا الحب .. قهرني إلى درجة لم أعد أفكر في شيء
غيره ، أحببتك إلى درجة أنك كنت كل أحلامي .. لم أكن بحاجة
إلى حلم آخر .. كنت الحلم الكبير ، العظيم ، الشهي .. المطمئن ..
الذي لا يضاهيه في سموه ورفعته حلم ! .. أقاومك بضراوة ، أقاوم
تخليك عني بعنف أحيانا وبضعف أحيانا أخرى ، أقاوم رغبتك في
أن تتركني لأنه لا قدرة لي على أن أتقبل تركك إياي .. أصرخ في
وجهك حينا ، وأبكي أمامك حينا آخر ومخالب الذل تنهش
أعماقي ..
مصلوب أنت في قلبي .. فرجل مثلك لا يموت بتقليدية ، رجل
مثلك يظل على رؤوس الأشهاد ! .. لا ينسى ولا يرحل .. ولا يموت
كباقي البشر ..
أبتاع لك من المتاجر حتى اليوم كل ما يليق بك .. أحتفظ بحاجياتك بانتظار أن أتمكن يوما من أن أهديك إياها .. اسرف هنا وأبذر هناك .. ولا يغلى عليك شيء البتة .. مهووسة أنا بك ، أحبك
إلى درجة الهوس .. الهوس الذي لا أطيقه ولا طاقة لي على
الخلاص منه .. أحتاج لأن يرفعني الرب إلى هناك .. حيث لا تكون
يا عزيز ، أحتاج لأن ينتزع الله قلبي من بين أضلعي ليطهره من
حب ملعون ..
تركت لي مرة رسالة كتبت فيها : إذا اضعت الحقيقة يوما ،
استفتي قلبك !
ملعون هو القلب الذي أذلني هكذا .. ملعون قلبي يا عزيز
فكيف استفتي ملعونا ..؟.. قلبي لا يستفي فيك البتة ، ولا يفقه فيك
أمرا ...
قلبي ضرير ، روحي يتيمة وأنت جائر .. فأين العدل في الفتوى ..؟!
أيقظتني من نومي قبل سنوات على نحيب .. قلت لي وأنت
تبكي بانك حلمت بأنني قد تزوجت من رجل آخر ، كنت تبكي
بحرقة كمن اغتصبت حبيبته على مرأى منه ولم يتمكن من الدفاع
عنها .. كان ذلك اليوم ، أول يوم تطلب مني فيه أن نتزوج ! .. لم أنس
ذلك اليوم يا عزيز ، كانت الحادية عشرة والنصف صباحا من يوم
الجمعة .. وكنا قريبين .. قريبين للغاية ! .. رايت في منامك أنني أخذت
منك .. فانتفضت فيك ( التملكية ) ولا شيء أكثر منها ! .. انت مثلي ..
لا تقبل أن يؤخذ منك شيء قسرا حتى وإن أخذ منك في مجرد حلم !
في كل مرة تخاف فيها من أن تفقدني .. تطلب مني أن
نتزوج ! .. يشعرك طلبك هذا بالقوة ، تظن بأنه يحميك من أن
تخسرني .. والحق بأنك لم تكن بحاجة إليه كي تكسبني ! .. لكل منا
حكايته مع الآخر ، حكايتي معك تختلف كثيرا عن حكايتك معي ! ..
كنت في حياتي يا عزيز ( كل الرجال !) .. ولم أكن في حياتك يوما
سوى مجرد امرأة ! ..
ما زلت أهذي بك كطفلة مريضة تقاوم بوهن غزو الحرارة ،
حرارة تحتل جسدي الضعيف المناعة بشراسة مرض لا يرحم .. ولا
قدرة لي على مقاومة شراستك بهذا الضعف وهذا الوهن ..
كنا نتحدث عن بدر السياب ليلة .. سألتك : لماذا يصاب الرجل
بنهم ( النساء!) حينما يخسر حبيبته ، لماذا يلوث نفسه بنساء
عابرات ..؟!
أجبتني ببساطة : ألم تقل زينب حفني على لسان أحد أبطالها
بأنه حينما ينطفء النور تتشابه النساء .
قلت : إذا فوجودي بين ذراعيك كوجود غيري بينهما ..؟
لا ! .. هناك فرق .. لأنني أحبك أرغب بك أكثر من اي امراة
أخرى ، لكن الحرمان يوصلنا إلى وضع آخر .. يختلف تماما عما
تظنينه خيانة ..!
وما هو هذا الوضع برأيك ..؟
حينما أحرم منك سنتهي أمر عاطفتي ، لن ينبض قلبي إلا
لمجرد النبض .. لن أشعر بغير المرارة ، لكن حرماني منك لن يتمكن
من رجولتي . الفقد والحرمان سيهيمان على قلبي لكنهما لن يتمكنا
من جسدي .. جوع عاطفتي في هذه الحالة .. سيعوضه إشباع جسدي
مؤقت ، سأشبع عاطفتي لحظات .. لكن هذا لا يعني أنني سأشبع
عاطفتي بغيرك ..
لكنك ستشبع جوعك مني بغيري ..
سأفضي إليك بسر لا يعترف به الرجال عادة .. يوصل الحرمان
الرجل إلى درجة تدفعه للبحث عن أي امرأة يقضي معها وطره
متخيلا أنها حبيبته ! .. حينما يحرم الرجل من امرأته التي يحب ،
يحاول أن يبحث عن حبيبته في أي امرأة اخرى ولو للحظات ليشعر
بأنه معها وبين يديه ، صدقيني جمان .. هذه أقسى مراحل الحرمان ..
تبدو واثقا مما تقول يا عزيز !
أنا على يقين من أن نصف رجال الدنيا يعانون من هذا
الحرمان .. صدقيني لو لم يكن الخيال حاضرا خلال الجنس ..
لما استمرت أغلب الزيجات ! ..
كان تبريرك مرا كالعادة .. عكر تبريرك صفوي يا عزيز .. لا
أدري كيف تتمكن من تعكير مزاجي بكلمة أو كلمتين ! .. تعكر
مزاجي وكأنك تصب حبرا أسود في كأس من الماء الصافي ..
فيختلط عليّ كل شيء ويتعكر في داخلي كل شيء ولا يعد شيء
كما كان ..
أذكر بأنني قد طلبت منك نصيحة في بداية علاقتنا ، قايضت
نصيحتك بنصيحة مني .. قلت لي تمسكي بالذي تحبينه حتى لو
شاركك فيه غيرك .. إن فقدت المراة حب عمرها لن تشعر بالسعادة
إطلاقا .. ستكون حياتك مع حبيبك بوجود غيرك أخف وطأة
من حياتك من دونه ! ..
وقبلت نصيحتك تلك على مضض بعد أن نصحتك بأن تدع
كبرياءك جانبا وأن لا تسمح لكبريائك وغرورك بتدمير حبك إن
وجد ! ..