صفحة 12 من 12 الأولىالأولى ... 21011 12
النتائج 111 إلى 114 من 114
الموضوع:

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي - للكاتبة أثير عبدالله النشمي - مكتوبة - الصفحة 12

الزوار من محركات البحث: 44256 المشاهدات : 136388 الردود: 113
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #111
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الدولة: Iraq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,523 المواضيع: 479
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7035
    المهنة: صيدلانية
    موبايلي: iphone 8 plus& note5& iphone 7
    آخر نشاط: 12/August/2022
    مقالات المدونة: 8
    أوقفت سيارتك أمام الإشارة الحمراء ، شدني طفل صغير يلعب
    مع والدته على الرصيف .. كنت أتابعه بجوع .. اشتقت لان اكون أما
    يا عزيز ، لم أشعر يوما بحاجتي لأن أكون أما إلا بعدما أحببتك ..
    وكأن الحب والأمومة وجهان لعملة واحدة .. لهما الهرمون نفسه
    والحاجة ذاتها .. أحبك وكأنك ابني يا عزيز .. وكأنك طفلي الذي
    أنجبته بعسر .. تظن أنت بأنني أسخر منك حينما أناديك ( أحيانا ! ) بــ
    ( ماما ) ..
    صرخت فيك مرة بنفاذ صبر : يا ماما الله يهديك ! ..
    أذكر كيف جاءتني حروفك من تحت ضروسك : ماني أصغر عيالك
    علشان تناديني ماما ..!.. مو مالي عينك الرجال اللي قدامك ؟! ..
    تظن بأنني أنتقص من رجولتك ، لكنني أقدس رجولتك على الرغم
    من طغيانها وتضخمها ..
    أفهم الآن بان حبي لك ملعون منذ البداية .. لست إلا لعنة
    أصابتني ، لعنة أدرك جيدا بأنه من الصعب التخلص منها .. أكره
    حبي لك .. ولا قدرة لي على كرهك أو الانتهاء منك ! . لم تحبني
    يوما يا عزيز .. كنت أنانيا لدرجة إنك لم تحب أحدا غيرك .. لا
    قدرة لك على أن تحب غيرك كما ينبغي ، تظن بأن البشر يدورون
    في فلكك وبأنك الشخص الأهم .. تظن بأن مشاعر الناس وأحلامهم ،
    أقل أهمية من مشاعرك وأحلامك ..
    أعتذر .. أعتذر من حبي لك ، حبي الذي لم يكن ليليق برجل
    مثلك .. أعتذر عن حب لم يتخلله رجل غيرك .. ولم أطمح فيه إلا
    أن أكون معك ..
    تظن أنت بأن أحلامي في الحب ساذجة وبأنني ما زلت غرة ..
    وبأن الحب أكثر تعقيدا مما أظن .. لكن أحلامي لم تكن ساذجة يا
    عزيز .. كنت السذاجة في أن أحب رجلا مثلك ، رجلا أعرف جيدا
    بأنه لا يليق ، لا يليق بامرأة غرة ! ..
    تؤذيني عمدا وكأنك تفرغ في ( نفسي ) أحقادك وأوجاعك
    وأمراضك ، تؤذيني عمدا باسم الحب .. لكن ذريعتك الغبية ما
    عادت تقنعني وما عادت تغريني ، ما عاد يرضيني الحب الذي تدعيه
    وما عاد يشفيني إيماني بأن غدا أفضل .. أحتاج لأن تحل عليك
    اللعنات يا عزيز ، أحتاج لأن تصاب بلعنة كالتي أصابتني لتطمئن
    نفسي وتسكن ..
    أكره حبي لك لأنني ما زلت أحبك .. ما زلت أحبك أكثر
    مما ينبغي ..
    لم أفهم حتى الآن كيف فعلت هذا ولماذا فعلته .. كنا قاب
    قوسين أو أدنى من أن نكون معا ، من أن يلتحم الحب .. من أن
    يكتمل ، من أن نصل إلى آخر حدودنا معا .. اعرف الآن بأنه كان
    واضحا منذ البداية بأنك لن تكن في حياتي يوما سوى وصمة عار ،
    وصمة عار تلهب جبيني ولا مجال لأن تمحى أبدا .. قتلتني بدم
    بارد ، تلذذت بقتلي كمجرم معتوه يقتل النساء من دون سبب ! ..
    اريد أن أجلس عند قدميك بذل اعتدته .. فقط لأسألك ،
    لأعرف .. ولكي أفهم ! ..
    لأفهم من أي شيء خلقت ، وبأي شريعة تؤمن .. ولماذا اخترت
    أن تعذبني أنا ؟ ! .. لماذا أنا يا عزيز ؟..
    في كل عصر من عصور الزمن .. كانت المرأة ( فدي ) قومها ،
    يقتلها قوم ، يحرقها قوم ويغرقها آخرون .. لطالما كانت المرأة فداء
    قبيلة جاهلة أو عصر أهوج .. لكل قوم أسبابهم يا عزيز ، فما هي
    أسبابك حتى تفتديني ، أم أنني امرأة تفدى بلا ثمن ؟! .. أحتاج الآن
    لأن أتنازل عنك ، أنا التي لا أملك فيك شيئا .. والتي تنازلت عنها
    بمحض إرادتك مع أنك تملك كل شيء فيها ! ..
    ما زلت أذكر تلك النبرة .. نبرتك حينما طلبت مني أن أنسى كل
    شيء في آخر مكالمة لنا قبل فراقنا .
    قلت : أنسي .. كما نسيت ! ..
    قلتها بضيق ، بضيق من لا يرغب بالشرح .. تظن بأنك قادر
    على أن تلقي عليّ بأوامر النسيان تلك فأستجيب لأنني أحتاج
    برأيك لان أنسى كما نسيت ! .. تظن بأنني قادرة على أن أترك كل
    شيء خلفي وأن أمضي قدما .. لكنني ما زلت معلقة .. ما زلت أتكئ
    على جدارك الضبابي بانتظار أن تنزل سلالم النور إليّ من حيث لا
    أحتسب ، سلالم ترفعني إلى حيث لا أدري وتنتشلني من كل هذه اللجة ..
    قهرني هذا الحب .. قهرني إلى درجة لم أعد أفكر في شيء
    غيره ، أحببتك إلى درجة أنك كنت كل أحلامي .. لم أكن بحاجة
    إلى حلم آخر .. كنت الحلم الكبير ، العظيم ، الشهي .. المطمئن ..
    الذي لا يضاهيه في سموه ورفعته حلم ! .. أقاومك بضراوة ، أقاوم
    تخليك عني بعنف أحيانا وبضعف أحيانا أخرى ، أقاوم رغبتك في
    أن تتركني لأنه لا قدرة لي على أن أتقبل تركك إياي .. أصرخ في
    وجهك حينا ، وأبكي أمامك حينا آخر ومخالب الذل تنهش
    أعماقي ..
    مصلوب أنت في قلبي .. فرجل مثلك لا يموت بتقليدية ، رجل
    مثلك يظل على رؤوس الأشهاد ! .. لا ينسى ولا يرحل .. ولا يموت
    كباقي البشر ..
    أبتاع لك من المتاجر حتى اليوم كل ما يليق بك .. أحتفظ بحاجياتك بانتظار أن أتمكن يوما من أن أهديك إياها .. اسرف هنا وأبذر هناك .. ولا يغلى عليك شيء البتة .. مهووسة أنا بك ، أحبك
    إلى درجة الهوس .. الهوس الذي لا أطيقه ولا طاقة لي على
    الخلاص منه .. أحتاج لأن يرفعني الرب إلى هناك .. حيث لا تكون
    يا عزيز ، أحتاج لأن ينتزع الله قلبي من بين أضلعي ليطهره من
    حب ملعون ..
    تركت لي مرة رسالة كتبت فيها : إذا اضعت الحقيقة يوما ،
    استفتي قلبك !
    ملعون هو القلب الذي أذلني هكذا .. ملعون قلبي يا عزيز
    فكيف استفتي ملعونا ..؟.. قلبي لا يستفي فيك البتة ، ولا يفقه فيك
    أمرا ...
    قلبي ضرير ، روحي يتيمة وأنت جائر .. فأين العدل في الفتوى ..؟!
    أيقظتني من نومي قبل سنوات على نحيب .. قلت لي وأنت
    تبكي بانك حلمت بأنني قد تزوجت من رجل آخر ، كنت تبكي
    بحرقة كمن اغتصبت حبيبته على مرأى منه ولم يتمكن من الدفاع
    عنها .. كان ذلك اليوم ، أول يوم تطلب مني فيه أن نتزوج ! .. لم أنس
    ذلك اليوم يا عزيز ، كانت الحادية عشرة والنصف صباحا من يوم
    الجمعة .. وكنا قريبين .. قريبين للغاية ! .. رايت في منامك أنني أخذت
    منك .. فانتفضت فيك ( التملكية ) ولا شيء أكثر منها ! .. انت مثلي ..
    لا تقبل أن يؤخذ منك شيء قسرا حتى وإن أخذ منك في مجرد حلم !
    في كل مرة تخاف فيها من أن تفقدني .. تطلب مني أن
    نتزوج ! .. يشعرك طلبك هذا بالقوة ، تظن بأنه يحميك من أن
    تخسرني .. والحق بأنك لم تكن بحاجة إليه كي تكسبني ! .. لكل منا
    حكايته مع الآخر ، حكايتي معك تختلف كثيرا عن حكايتك معي ! ..
    كنت في حياتي يا عزيز ( كل الرجال !) .. ولم أكن في حياتك يوما
    سوى مجرد امرأة ! ..
    ما زلت أهذي بك كطفلة مريضة تقاوم بوهن غزو الحرارة ،
    حرارة تحتل جسدي الضعيف المناعة بشراسة مرض لا يرحم .. ولا
    قدرة لي على مقاومة شراستك بهذا الضعف وهذا الوهن ..
    كنا نتحدث عن بدر السياب ليلة .. سألتك : لماذا يصاب الرجل
    بنهم ( النساء!) حينما يخسر حبيبته ، لماذا يلوث نفسه بنساء
    عابرات ..؟!
    أجبتني ببساطة : ألم تقل زينب حفني على لسان أحد أبطالها
    بأنه حينما ينطفء النور تتشابه النساء .
    قلت : إذا فوجودي بين ذراعيك كوجود غيري بينهما ..؟
    لا ! .. هناك فرق .. لأنني أحبك أرغب بك أكثر من اي امراة
    أخرى ، لكن الحرمان يوصلنا إلى وضع آخر .. يختلف تماما عما
    تظنينه خيانة ..!
    وما هو هذا الوضع برأيك ..؟
    حينما أحرم منك سنتهي أمر عاطفتي ، لن ينبض قلبي إلا
    لمجرد النبض .. لن أشعر بغير المرارة ، لكن حرماني منك لن يتمكن
    من رجولتي . الفقد والحرمان سيهيمان على قلبي لكنهما لن يتمكنا
    من جسدي .. جوع عاطفتي في هذه الحالة .. سيعوضه إشباع جسدي
    مؤقت ، سأشبع عاطفتي لحظات .. لكن هذا لا يعني أنني سأشبع
    عاطفتي بغيرك ..
    لكنك ستشبع جوعك مني بغيري ..
    سأفضي إليك بسر لا يعترف به الرجال عادة .. يوصل الحرمان
    الرجل إلى درجة تدفعه للبحث عن أي امرأة يقضي معها وطره
    متخيلا أنها حبيبته ! .. حينما يحرم الرجل من امرأته التي يحب ،
    يحاول أن يبحث عن حبيبته في أي امرأة اخرى ولو للحظات ليشعر
    بأنه معها وبين يديه ، صدقيني جمان .. هذه أقسى مراحل الحرمان ..
    تبدو واثقا مما تقول يا عزيز !
    أنا على يقين من أن نصف رجال الدنيا يعانون من هذا
    الحرمان .. صدقيني لو لم يكن الخيال حاضرا خلال الجنس ..
    لما استمرت أغلب الزيجات ! ..

    كان تبريرك مرا كالعادة .. عكر تبريرك صفوي يا عزيز .. لا
    أدري كيف تتمكن من تعكير مزاجي بكلمة أو كلمتين ! .. تعكر
    مزاجي وكأنك تصب حبرا أسود في كأس من الماء الصافي ..
    فيختلط عليّ كل شيء ويتعكر في داخلي كل شيء ولا يعد شيء
    كما كان ..
    أذكر بأنني قد طلبت منك نصيحة في بداية علاقتنا ، قايضت
    نصيحتك بنصيحة مني .. قلت لي تمسكي بالذي تحبينه حتى لو
    شاركك فيه غيرك .. إن فقدت المراة حب عمرها لن تشعر بالسعادة
    إطلاقا .. ستكون حياتك مع حبيبك بوجود غيرك أخف وطأة
    من حياتك من دونه ! ..
    وقبلت نصيحتك تلك على مضض بعد أن نصحتك بأن تدع
    كبرياءك جانبا وأن لا تسمح لكبريائك وغرورك بتدمير حبك إن
    وجد ! ..

  2. #112
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين

  3. #113
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    كان واضحا منذ البداية طريق علاقتنا معا .. كنت تفترض وجود
    أخريات في كل علاقة حب نتطرق إليها !!
    علاقة الحب في عرفي لا تحتمل أكثر من اثنين يا عزيز .. لا
    تحتمل أكثر من امرأة ورجل ولا طرف ثالثا بينهما .. وعلاقة الحب
    في عرفك .. لا تحتمل أكثر من رجل واحد بوجود أطراف كثيرة
    متغيرة ! ... كنت الطرف المؤنث الثابت الوحيد في علاقاتك يا عزيز ..
    دائما ما كان هناك .. أنا وأنت وأخريات ! .. صدقني أخبرك الآن بعد
    مضي سنوات .. بأنني لم أكن لأقبل بك لو كنت أعرف بأن علاقة
    كهذه ستربطنا ، لكنني كنت عمياء ، كنت صماء .. وبلهاء وهشة ..
    كنت وحدك من يجيد لغة الإشارة .. وحدك من علمني لغة برايل ..
    لم يكن هناك من أحد يجيد لغتي غيرك يا عزيز .. فتمكنت مني ! ..
    كنت تترجم صمتي ، تقرأ عينيّ .. تسمع نبضات قلبي وتفهمها .. كنت
    تجيد لغتي كما لم يفعل أحد ..
    نجلس أحيانا لساعتين أو ثلاث بصمت ، تحاول أن تكتب
    بينما أقرأ دروسي .. أرفع رأسي .. فأجدك اتكأت على مرفقيك ..
    تنظر إليّ وأنا أدرس ، تلمع عيناك كفصيّ ماس يتوسطان حجرين
    كريمين .. أبتسم لك فتزم شفتيك بسرعة خاطفة وكأنك تخشى أن
    يشهد أحد على قبلتك ( البعيدة !) تلك ، أرفع أحد حاجبي معترضة ..
    فترفع حاجبك متحديا .. ونضحك ! .. لطالما تحدثنا من دون أن
    ننطق ، لطالما ثرثرنا بلا صوت .. كانت نظراتك كفيلة بأن تجعلني
    أحمر خجلا حينا ، وأرتعد خوفا حينا آخر .. كنت أشعر أحيانا
    وكأنك تقبلني بنظراتك أمام الناس .. وأشعر أحيانا بأنك تصرخ في
    وجهي مؤنبا في حضرتهم ..
    آه يا عزيز .. كنت قادرا على أن تجنبني وإياك كل هذا الوجع ،
    كنت قادرا على أن تختار غيري .. عرفت منذ البداية أنني امرأة لن
    تنسيك غيرها ، امرأة لن ترضيك ولن تكفيك .. فلماذا اخترت أن
    تعرفني ؟! .. جازفت في معرفتي وغامرت في معرفتك .. ودفعت
    وحدي ثمن المغامرة لأنني احببتك اكثر من اي شيء .. تظن بأنك
    قادر على أن تمزقني إلى هذا الحد بلا عقوبة ولا جزاء .. تتبعني ،
    تعلقني ، تغرقني في حبك .. فتخذلني .. لتتركني بلا ثمن ! ..
    ثارت أعصابي مرة ، فصرخت في وجهك : أترضى أن يفعل
    رجل بإحدى شقيقاتك بعض ما تفعله بي ..؟
    وغضبت كثيرا من سؤالي ذاك ..
    حينما كنا في الرياض معا ، كنت غاضبا ، خائفا .. متوجسا ..
    من أن تكون شقيقتك ( هديل ) على علاقة مع احد ..قلت لي :
    لاحظت خلال هذا الشهر أن خط هاتف غرفتها مشغول طوال
    الليل ! .. أخشى أن تكون على علاقة مع رجل يا جمانة !
    جرحني خوفك من أن تكون شقيقتك في حالة حب !
    سألتك : وإن كانت ..؟
    أجبتني بغضب : جمان ..!.. تعرفين بأن علاقة كهذه لا تليق في
    مجتمعنا ! قلت لك والعتب يقطر من بين كلماتي : إذا فعلاقتنا غير
    لائقة ؟!
    صحت فيّ : أنت مريضة ! .. لست إلا مريضة ..
    وغضبت أيضا ! ..
    تصدمني قناعاتك المترسبة من مجتمع لا تحب فيه شيئا .. تدعي
    بأنك أكثر انفتاحا منهم .. تعيب عليهم محافظتهم وتفخر بتحررك من
    قيود تقاليدهم ، لكنني أعرف أكثر من غيري بأنك لست إلا منهم ! ..
    تثور شكا إن تعلق الأمر بإحدى نساء بيتك .. تفتش خلفها هنا
    وهناك مدعيا خوفك من أن تتورط في علاقة تظن أنت بأنها لن
    تسمو إلى درجة أن يطلق عليها علاقة حب .. تحاول أن تتذرع لي
    دوما بعلاقتنا الأسمى .. تدّعي أنت بأن علاقتنا مختلفة ، بأنك
    مختلف عن رجال مجتمعنا وبأن نساءه لا يشابهنني في شيء ! ..
    قلت لي يوما : لو ضمنت أن يحب رجل هديل كما أحبك ،
    صدقيني لما خشيت عليها .
    صدقني يا عزيز .. اخشى أن يحب رجل شقيقتك كما
    أحببتني ! .. إن كان ما تدعيه حبا .. فليقِ الله هديل شر هذا الحب !
    خطاياك كثيرة !
    اجتزت حدود مغفرتي يا عزيز ، لم يعد لدي ما أقدمه لك
    سوى بقايا مغفرة .. يؤمن المسيحيون بضرورة أن نحب المخطئ
    وبأن نكره الخطيئة .. لكن أؤمن بأنه لو لم يكن هناك من مخطئ لما
    كانت هناك خطيئة .. وعلى الرغم من هذا .. أحبك كثيرا ، أكره
    خطاياك الكثيرة وأمقت مغفرتي لك .. لأننا لا نستحق المغفرة .. لا
    أستحق أن أكون الفاعلة ولا تستحق أن تكون المفعول به في بقاع
    المغفرة البيضاء .. أنهكتني المغفرة يا عزيز ، أنهكتني المغفرة !
    إن كنت تطمع بالمغفرة يا عزيز .. فلتعد إليّ كل ما سلبته مني ..
    روحي .. صحتي ، كرامتي ، وسعادتي .. وقرابة الخمسة أعوام ..
    أعد لي أحلامي .. وايامي ، ودموعي .. أعد لي كل شيء يا عزيز ..
    ولا تترك لي في ذمتك شيئا كي أغفر وأسامح .. واسكن ..
    بئسا لقلب يجبرني على المغفرة .. ضاقت حدود المغفرة ولن
    أسمح لأن يتسع لها قلبي مجددا .. لطالما جئت وذهبت من دون
    سبب ..!.. تحضر فجأة وتغيب فجأة .. كالمطر أنت ، تدل الإشارات
    على قرب انهمارك ، أترقب هطولك لكنك لا تهطل بضرورة
    الحال .. تأتي أحيانا فتحييني ، وتنقطع عني قتشقيني .. أحاول أن
    أستسقيك ، أن أستغفرك .. لكنك لا تأتي إلا بمشيئة الإله مهما
    حاولت استسقاءك ! .. ضاع من العمر ما يكفي يا عزيز .. أقادر انت
    على أن تعوضني كل ما مضى من عمر ..؟
    انتشلني صوت رسالة من زياد من بين أفكاري ، كتب لي في
    رسالته ( كل عام وانت بخير جمانة .. لا أصدق بأنك أصبحت في
    الرابعة والعشرين !)
    التفت إليك وأنا أفكر .. انا أيضا لا أصدق بأنني أصبحت في
    الرابعة والعشرين ..
    إلهي يا عزيز .. إلهي كم تجري الأيام مسرعة !..
    تجري الأيام مسرعة ..أسرع مما ينبغي ..!.. ظننت بأننا سنكون
    في عمرنا هذا معا وطفلنا الصغير يلعب بيننا .. لكنني أجلس اليوم
    إلى جوارك ، أندب أحلامي الحمقى ، غارقة في حبي لك .. ولا
    قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك ..
    اشعر وكأنك تخنقني بيدك القوية يا عزيز ! تخنقني وأنت بتكي
    حبا .. لا ادري لماذا تتركني عالقة بين السماء والأرض ..
    لكنني أدرك بأنك تسكن أطرافي .. وبأنك ( عزيز ) كما كنت ..
    ( أحببتك أكثر مما ينبغي ، وأحببتني أقل مما أستحق !.)
    لن تنتهي ! ..

    _____________________________________

  4. #114
    من المشرفين القدامى
    جيل الطيبين
    ..تمت بحمد الله..
    _________

صفحة 12 من 12 الأولىالأولى ... 21011 12
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال