ساهمت عوامل كثيرة في تتويج فريق الزمالك بلقب كأس مصر للمرة الثالثة على التوالي والرابعة والعشرين في تاريخه ليحقق الفارس الأبيض ثنائية الدوري والكأس للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1960 و1988 محطما عقدة عمرها 57 عاماً بعد أن نجح في الفوز على الأهلي في كأس مصر لأول مرة منذ فوزه عام 1959 كما أنه حقق أول فوز على الأهلي منذ فوزه في لقاء الدور الثاني للدوري عام 2008.

موقع يكشف خلال التقرير التالي الاسباب العشرة التي دفعت الزمالك للإطاحة بأحلام الأهلي في التتويج بالكأس بالفوز بهدفين نظيفين لنجمه باسم مرسي مساء الأثنين على ملعب "بتروسبورت" بالتجمع الخامس بالقاهرة في نهائي البطولة، علاوة على فوز الزمالك بلقب الدوري لأول مرة منذ 2004 والاطاحة بحامل اللقب الاهلي صاحب الثمانية ألقاب متتالية منذ 2005 وحتى 2014 (توقفت ولم تكتمل او تقام البطولة في بعض المواسم)، ليستعيد الجيل الحالي من لاعبي الزمالك جزءا من امجاد القلعة البيضاء بعد سنوات من ضياع الهيبة الزمالكاوية وخسائر متكررة امام الاهلي الذي حصد في المقابل البطولات المحلية والافريقية بالسنوات العشر الماضية.

ويقف خلف انجاز الزمالك، بتحقيق الثنائية والاطاحة بالأهلي وكسر حاجز الخوف وتحطيم العقدة الحمراء، لاعبون ومحترفون وجهاز فني واداري ومجلس ادارة وجماهير من بينها 22 شهيدا راحوا ضحية احداث ستاد الدفاع الجوي في فبراير الماضي، وهو الامر الذي دفع اللاعبون للعب بروح قتالية وتحقيق الانتصارات من اجل اهداء لقبي الكأس والدوري لأرواحهم.

وفيما يلي الاسباب العشرة التي قادت الزمالك للتتويج بالثنائية للمرة الثالثة في تاريخه:

1- مدير فني كفء ومخضرم بقيادة البرتغالي مانويل جوسفالدو فيريرا، مدرب بورتو وبنفيكا وسبورتينج لشبونة ومالقا السابق، أكمل المهمة في الدوري منذ 9 فبراير الماضي بعد سلسلة من التجارب السريعة لحسام حسن وميدو ومحمد صلاح وباتشيكو وصنع الفارق بفضل خبراته الطويلة مع الاندية البرتغالية والاسبانية واليونانية وشخصيته القوية التي فرضت على رئيس النادي عدم تدخل الادارة في شؤون الفريق واموره الفنية وصنعت الانسجام مع اللاعبين وفجرت طاقاتهم وبثت داخلهم ثقافة الفوز.

2- رئيس نادي حاسم في حجم مرتضى منصور كان واحدا من ابرز اسباب تتويج الزمالك بثنائية الدوري والكأس حيث كان مرتضى منصور بمثابة درع وسيف للاعبي وجماهير الزمالك وابرز المدافعين عن القلعة البيضاء والمهاجمين بضراوة لمنافسيه.

3- وجود صف ثاني لا يقل كفاءة عن التشكيلة الاساسية، وهو الامر الذي نجح الزمالك في تحقيقه بفضل تنوع صفقاته وتعددها في الموسمين الاخيرين بلاعبين ومحترفين "سوبر" قادوا الزمالك لاستعادة امجاده وبطولاته، حيث تواجد حازم امام وعمر جابر في الجانب الايمن على سبيل المثال واحمد عيد عبدالملك ومصطفى فتحي كبديلين لأيمن حفني في الوسط والمهاجمان السابقان احمد علي وعبدالله سيسيه كبديلين لباسم مرسي في الهجوم.

4- لاعبون أصحاب خبرات في حجم ابراهيم صلاح (28 سنة) وايمن حفني (29 سنة) واللاعب السابق احمد عيد عبدالملك (35 سنة) والبوركينابي محمد كوفي وعلي جبر (28 سنة) وحازم امام (27 سنة) صنعوا الفارق مع الفريق بالدوري والكأس واعتمد على خبراتهم المدرب البرتغالي بمساعدة الصاعدين في مواجهة منافسين مخضرمين وخصوصا لدى الاهلي.

5- صفقات جديدة ظهر تأثرها بنسبة كبيرة في كأس مصر وكذلك والكونفدرالية الافريقية في حجم محمود كهربا وأحمد حمودي وابراهيم عبدالخالق ومحمد ابراهيم بعد ان حسم الزمالك لقب الدوري للمرة الثانية عشرة في تاريخه الاولى منذ غياب 11 عاما.

6- نجوم تألقت وحلقت في عنان الكرة المصرية في حجم باسم مرسي مهاجم الزمالك المتألق وثاني هدافي الدوري (18 هدف)، خلف هداف البطولة حسام باولو لاعب الداخلية، وهدفي الفوز في مرمى الاهلي بنهائي الكأس، وكذلك الحارس المتألق حماده جنش (28 سنة) والذي قاد الزمالك للتتويج بالكأس بفضل تألقه في النهائي امام الاهلي وكذلك انقاذه للزمالك من الخروج المبكر من البطولة امام الاتحاد بفضل تألقه في التصدى لركلات الترجيح في مشهد تكرر للمرة الثانية امام سموحة في نصف نهائي الكأس وصنع جنش الفارق في ضربات الترجيح كالعادة، وتضم قائمة المتألق أحمد الشناوي، حارس الزمالك في الدوري، وحازم امام ،قائد الفريق وصانع اهدافه وانتصاراته، ومحمد كوفي، نجم الدفاع الأول في القلعة البيضاء، وعلي جبر، صاحب الاداء الثابت، وايمن حفني، صاحب الالعاب والاهداف الجميلة، والدوليين صاحب المجهود الكبير احمد توفيق وحمادة طلبه، علاوة على القادمين الجدد محمود كهربا واحمد حمودي والذي ظهر تأثرهما في الكأس وكذلك الكونفدرالية.

7- انخفاض معدل أعمار الزمالك عن جميع منافسيه وخصوصا غريمه الأهلي حيث يبلغ متوسط اعمار الزمالك 26 سنة في المقابل يبلغ متوسط اعمار الاهلي 27 سنة، وهو الامر الذي يوضح شباب الزمالك وحيوية ونشاط لاعبيه ويؤكد حقيقة المشروع المستقبلي لرئيس نادي الزمالك مرتض منصور بصناعة فريق شاب يكون قادرا على حصد البطولات لسنوات مقبلة.

8- سوء حالة منافسي الزمالك وخصوصا الاهلي وسموحة وانبي والاسماعيلي وبتروجيت وحرس الحدود وتذبذب نتائجهم في البطولات المحلية علاوة على عدم الاستقرار الفني لدي تلك الفرق، وهو الامر الذي ساهم في تطور اداء الزمالك وتعدد انتصاراته والارتقاء في الصدارة بفارق كبير ادى الى انخفاض معنويات منافسيه، وخصوصا الاهلي في الامتار الاخيرة لبطولة الدوري، مما مهد للزمالك طريق التتويج بالكأس لاحقا وساهم في ارتفاع معنويات لاعبيه لتحقيق ثنائية في مشروع النادي المستقبلي لاستعادة امجاد القلعة البيضاء.

9- كاتف جهود جميع ابناء نادي الزمالك، مع مجلس ادارته النشيط وجهاز الكرة المجتهد بقيادة اسماعيل يوسف، وراء "مشروع النادي" باعادة البطولات للقلعة البيضاء، والذي بدأ منذ التتويج بلقب الكأس مع ميدو عام 2013 قبل ان يتكرر مع محمد صلاح في 2014 ثم اختتمه البرتغالي فيريرا بثنائية الدوري والكأس في 2015، وكسر حاجز الخوف بالتغلب على الاهلي وفك العقدة التي تكرست قبل ختام الدوري بالخسارة (0-2) الا ان الفوز في نهائي الكأس (2-0) فك العقدة تماما وقاد الزمالك لتحقيق أغلى بطولاته في الربع قرن الاخير.

10- رغم غياب الجماهير عن الملاعب المصرية في اغلب مباريات الموسم الماضي الا ان جمهور الزمالك كان له مفعول السحر في فوز الفريق بالدوري بلقب الدوري قبل ان يحقق الفريق الكأس مطيحا بغريمه الاهلي حيث وجد لاعبو الزمالك دعما جماهيريا في التدريبات والمباريات قبل قرار منع الجماهير من حضور المباريات في فبراير الماضي، ومساندة الكترونية نشيطة للجمهور الزمالكاوي عبر مواقع التواصل الاجتماعية، وهو الامر الذي اعطى الفريق دفعة معنوية عالية، ودعمت جماهير الزمالك فريقها في المدرجات خلال النصف الاول من بطولة الدوري وقبل قرار منع الجماهير بعد مأساة مباراة الزمالك وانبي (1-1) بستاد الدفاع الجوي في 8 فبراير الماضي، والتي راح ضحيتها 22 مشجعا زمالكاويا ساهموا بشكل غير مباشر في دفع اللاعبين نحو الفوز بالالقاب واهدائها لأرواح جماهيرها الراحلة.